شبكة انباء العراق:
2025-04-26@10:33:46 GMT

سر المرونة في السياسة الإيرانية

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

يبدو أن قرارات السياسة الإيرانية قائمة على فنون القتال الصينية غير التقليدية. وعلى نفس المبدأ سارت الفلسفة اليابانية التي تقول تعاليمها: لا تخف من المقاتل الذي تدرب على عشرة آلاف ركلة مرة واحدة. ولكن احذر من المقاتل الذي تدرب على ركلة مميتة واحدة عشرة آلاف مرة. .
وتقول سياستهم أيضاً: كن كالماء يتحمل أثقل الأوزان على سطحه، ويحوي أثمن الأشياء في باطنه.

وإذا نزل على أرض ميتة أحياها، وإذا اعترضته صخرة دار حولها. لا يتأثر بالأقداح والمواعين سواء قدمته في أكواب من ذهب أو أكواب من فخار. .
هل راقبت انسيابية المياه في الأنهار والجداول والسواقي ؟. هل لاحظت مرورها من أضيق الممرات ؟. هل انتبهت إلى انسيابيتها عند الاصطدام بالصخور ؟. هذا ما تعنيه المرونة ببساطة كما وصفها بروسلي في احدى لقاءاته. فالمرونة هي الوصول لهدفك مهما كانت الضغوطات أو العقبات. في النهاية يمكنك العثور على طريقة لتمر من الأمر بسلام وبدون خسائر. .
المرونة هي ملخص ما تتحدث عنه فنون القيادة الذكية، فالمياه تخرج من المنبع متجهة إلى هدفها دون الوقوف أمام أي حائل أو عقبة. وهذا هو المبدأ الذي قامت عليه فنون قتالية كثيرة، وهو مبدأ هام أيضاً في التحكم بمسرح العمليات العسكرية. .
ولو دققت في تفاصيل المواجهات المسلحة بين المقاومة الفلسطينية في غزة وبين القوة الإسرائيلية المفرطة المكونة من 8 فرق لاكتشفت انها قائمة على المبدأ نفسه. مع الأخذ بنظر الاعتبار الفوارق الكبير في التدريب والتسليح والتمويل والكثافة العددية والدعم الخارجي الهائل. ومع ذلك استطاع رجال المقاومة الصمود وإلحاق أفدح الخسائر في صفوف الخياليم. .
هل لاحظتم سلوك غرير العسل في مواجهة الضباع والتماسيح والزواحف السامة ؟. فهو لا يهاب الموت. ولا يخشى الحيوانات المفترسة. فعلى الرغم من صغره لا يؤمن بالهزيمة وذلك لامتلاكه الكثير من المؤهلات القتالية البسيطة التي تبقيه على قيد الحياة. يساعده تكوينه الجسدي المرن في تلك المهمة. وتظن بهذه المواصفات انه كائن خرافي غير حقيقي. فالمعروف أن الأسد هو ملك الغابة. ولا يوجد من ينافسه في البطش والقوة، لكن النصر معقود دائما لغرير العسل. .
باختصار: السياسة الإيرانية سياسة متأنية. تأخذ بحساباتها كل ما يحيط باي قضية ولعل الحرب العراقية الإيرانية كانت درسا مهما للسياسيين الإيرانيين الذين يحاولون حل مشاكلهم سياسيا وليس عسكريا. .
اغلب الظن أن إيران تحاول ان تضغط باتجاه تحقيق مكاسب للفلسطينيين بواسطة الضغط العسكري على إسرائيل والولايات المتحدة وهي بهذا تضرب عصفورين بحجر واحد. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

تحرروا من السياسة

لقد أصبح قدرنا في السودان أن نظل في استقطاب سياسي مستدام… خصماء السياسة كل يتخندق في موقعه وإذا ظهرت اي مساحة للتلاقي يسرع الجميع إلى إعدامها ليظل الصراع متقدا وبذلك تنفرد النخب السياسية بتولي زمام الأمور ومن هذا ياكلون عيش ويجدون الزيطة والزمربيطة والذي منه.. لذلك تتراجع دوما الأجندة الوطنية وتحل محلها الأجندة الذاتية الضيقة… الذاتية يدخل فيها الحزبي والجهوي والقبلي والشخصي والذي منه ولكن الأخطر هو دخول الخارجي بامكانياته المهولة واجندته المدمرة

نضرب أمثلة لما قلناه أعلاه فموضوع مثل تغيير العملة وهو أمر اقتصادي وكان يجب أن يخضع للمعايير الاقتصادية.. بالطبع للناس فيه مذاهب شتى فالاقتصاد هو علم البدائل والخيارات… كان يمكن أن يتفق عليه اقتصاديون من الحكومة ومن المعارضة وبالمقابل يرفضه اقتصاديون من الطرفين وهنا ستكون هناك مساحة رمادية تتلاقى فيها جميع الأطراف لكن للأسف اختطف السياسيون الأمر ونظروا إليه من زوايتهم الضيقة وتم إقصاء الرأي الاقتصادي فأنت مؤيد لاستبدال العملة إذا كانت مؤيدا للحكومة ومعارض له إذا كنت معارضا للحكومة ولاعزاء للرأي العلمي أو الفني

موضوع مثل امتحانات الشهادة الثانوية فهو موضوع تربوي يهم الكافة كان ينبغي أن يكون الرأى فيه لأهل التربية لكن سطت عليه السياسة فإذا كنت معارضا للحكومة فأنت معارض له حتى ولو كانت بنتك أو ولدك جالسا له وانت مؤيد له إذا كنت في صف الحكومة حتى ولو لم يكن لك فيه ولد او بنت لأنك في منطقة لأيقام فيها الامتحان

نحن الآن أمام العودة للوطن للذين هم في الخارج وهو موضوع اجتماعي ووطني يهم الجميع وليس اللاجئين فقط ينبغي أن نناقشه بإبراز محاسنه وإبراز مساوئه َوكيفيه اسراعه أو حتى ابطائه حتى يتم بصورة سلسلة ولكن كالعادة اختطفته السياسة فايده المؤيدون للحكومة دون أي محازير وعارضه المعارضون للحكومة دون التوقف عند أي حسنة له.. وهكذا يتلاشى الموقف الصحيح في زحمة السياسة… الذي ندعو له هو تحرير حياتنا من السياسية وهذا يبدأ بالركون للرأى الفني وهذا يقع على عاتق العلماء والمتخصصين فهؤلاء يجب أن يتحرروا من قبضة السياسي الذي في داخلهم اولا ثم ذلك العاطل الذي يحترف السياسة.. ساعتها سوف تتسع مساحات التلاقى ويقل الاستقطاب وبالتالي حدة الصراع السياسي ويضيق الباب لدخول الأجنبي وننعم بشي من الاستفرار مثل بقية خلق الله… اقطعوا هذة الدائرة المرزولة بمحاربة الاحتراف السياسي… قوم يا عاطل شوف ليك شغلة تانية..

عبد اللطيف البوني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جامعة أبوظبي تنظم «يوم الأمن السيبراني 5.0» في العين
  • السياسة والأماني الضالة
  • عميد فنون جميلة بالأقصر يقدم العزاء في وفاة البابا فرنسيس
  • أسامة كمال: سيناء كانت وما زالت قلبًا ينبض في جسد بلد عظيم اسمه مصر
  • تحرروا من السياسة
  • إصابة مدير مستشفى أسوان الجامعي وأسرته في حادث انقلاب سيارة بقنا
  • كمال رزيق يستقبل مسؤولا بالمفوضية الأوروبية لبحث التعاون الاقتصادي
  • وفاة لاعب كمال الأجسام داميان ستون بشكل مفاجئ
  • تعرف على فوائد القرفة مع العسل لجسمك
  • محافظ قنا يبحث آليات تشغيل وحدة فلترة وتغليف العسل الأسود بنجع حمادي