سر المرونة في السياسة الإيرانية
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يبدو أن قرارات السياسة الإيرانية قائمة على فنون القتال الصينية غير التقليدية. وعلى نفس المبدأ سارت الفلسفة اليابانية التي تقول تعاليمها: لا تخف من المقاتل الذي تدرب على عشرة آلاف ركلة مرة واحدة. ولكن احذر من المقاتل الذي تدرب على ركلة مميتة واحدة عشرة آلاف مرة. .
وتقول سياستهم أيضاً: كن كالماء يتحمل أثقل الأوزان على سطحه، ويحوي أثمن الأشياء في باطنه.
هل راقبت انسيابية المياه في الأنهار والجداول والسواقي ؟. هل لاحظت مرورها من أضيق الممرات ؟. هل انتبهت إلى انسيابيتها عند الاصطدام بالصخور ؟. هذا ما تعنيه المرونة ببساطة كما وصفها بروسلي في احدى لقاءاته. فالمرونة هي الوصول لهدفك مهما كانت الضغوطات أو العقبات. في النهاية يمكنك العثور على طريقة لتمر من الأمر بسلام وبدون خسائر. .
المرونة هي ملخص ما تتحدث عنه فنون القيادة الذكية، فالمياه تخرج من المنبع متجهة إلى هدفها دون الوقوف أمام أي حائل أو عقبة. وهذا هو المبدأ الذي قامت عليه فنون قتالية كثيرة، وهو مبدأ هام أيضاً في التحكم بمسرح العمليات العسكرية. .
ولو دققت في تفاصيل المواجهات المسلحة بين المقاومة الفلسطينية في غزة وبين القوة الإسرائيلية المفرطة المكونة من 8 فرق لاكتشفت انها قائمة على المبدأ نفسه. مع الأخذ بنظر الاعتبار الفوارق الكبير في التدريب والتسليح والتمويل والكثافة العددية والدعم الخارجي الهائل. ومع ذلك استطاع رجال المقاومة الصمود وإلحاق أفدح الخسائر في صفوف الخياليم. .
هل لاحظتم سلوك غرير العسل في مواجهة الضباع والتماسيح والزواحف السامة ؟. فهو لا يهاب الموت. ولا يخشى الحيوانات المفترسة. فعلى الرغم من صغره لا يؤمن بالهزيمة وذلك لامتلاكه الكثير من المؤهلات القتالية البسيطة التي تبقيه على قيد الحياة. يساعده تكوينه الجسدي المرن في تلك المهمة. وتظن بهذه المواصفات انه كائن خرافي غير حقيقي. فالمعروف أن الأسد هو ملك الغابة. ولا يوجد من ينافسه في البطش والقوة، لكن النصر معقود دائما لغرير العسل. .
باختصار: السياسة الإيرانية سياسة متأنية. تأخذ بحساباتها كل ما يحيط باي قضية ولعل الحرب العراقية الإيرانية كانت درسا مهما للسياسيين الإيرانيين الذين يحاولون حل مشاكلهم سياسيا وليس عسكريا. .
اغلب الظن أن إيران تحاول ان تضغط باتجاه تحقيق مكاسب للفلسطينيين بواسطة الضغط العسكري على إسرائيل والولايات المتحدة وهي بهذا تضرب عصفورين بحجر واحد. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
العرادة يناقش مع وفد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خطة التدخلات وتوسيع مشروع (SIERY)
شمسان بوست / سبأنت
ناقش عضو مجلس القيادة الرئاسي، محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، اليوم الثلاثاء، مع وفد برنامج المتحدة الإنمائي برئاسة منسق مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن (SIERY) مارتن فاندريل والوفد المرافق له خطة المشاريع والتدخلات خلال المرحلة القادمة.
ونوه العرادة إلى الوضع الإنساني والمعيشي المتدهور في اليمن عموماً، وفي محافظة مأرب بشكل خاص التي تواجه الكثير من التحديات نتيجة الكثافة السكانية الكبيرة في ظل استمرار موجة النزوح إلى المحافظة وضعف البنية التحتية الأساسية.
وأشاد بجهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ودوره الإنساني في اليمن خلال السنوات الماضية، ودعا إلى مضاعفة حجم تدخلات البرنامح ومشاريعه الإنسانية القادمة لمساندة جهود الحكومة والسلطات المحلية في المحافظات وتمكينها من مواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، والتخفيف من حدة الأزمة المتفاقمة في عموم محافظات البلاد.
وأشار إلى أهمية توسيع نطاق مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية الذي ينفذه البرنامج في اليمن لمساعدة السلطات المحلية وتعزيز قدراتها لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وتحقيق التعافي في كافة القطاعات وفقاً للأولويات والاحتياجات التي تضمنتها خطة الاستجابة الإنسانية للعام المقبل.
من جانبه، أوضح رئيس وفد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مارتن فاندريل، أن هذه الزيارة لمحافظة مأرب تأتي في إطار جولة ميدانية تشمل عدة محافظات بهدف متابعة تنفيذ مشاريع البرنامج وفي مقدمتها مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن (SIERY)، بالإضافة إلى تقييم الاحتياجات الضرورية وفقاً لأولويات السلطات المحلية وحاجتها إلى تقديم الخدمات الضرورية وتعزيز استجابتها لاحتياجات المواطنين.
لافتاً إلى أن المشروع يركز بشكل أساسي على التنمية الاقتصادية المحلية، وتفعيل شراكات مع القطاع الخاص، بهدف مواجهة التحديات الأساسية الثلاث المتمثلة في التدفق الكبير للنازحين، والبطء في تحقيق التنمية المتسارعة لمواكبة النمو السكاني، والاحتياجات المتزايدة للمساعدات الطارئة.