رأي اليوم:
2025-04-29@22:37:41 GMT

لحسن أوزين: رسالة إلى  أبي في عيد ميلاده التسعين

تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT

لحسن أوزين: رسالة إلى  أبي في عيد ميلاده التسعين

لحسن أوزين لا أعرف ما الذي يدفع الناس للاستسلام للضجة المفتعلة حول تحسن الوضع الاستهلاكي والصحي، بما يضمن تجاوز متوسط العمر الذي عاشه الانسان في الماضي، القريب والبعيد.؟  تراهم جميعا يلهثون وراء ترميم أجسادهم التي غزتها الامراض المختلفة الطارئة والمزمنة.  فماذا يريده من تجاوز الستين مثقلا بواحد أو أكثر من الامراض المزمنة السهلة والمعقدة؟  من طبيب لآخر، ومن علاج الى حلم بدواء أكثر فعالية للاستمرار في الحياة، بدون حياة، في ظروف وشروط صحية ونفسية واجتماعية… متآكلة بمفعول أدوية الموت البطيء… يبدو أن هذا الرعب من ترك الحياة نهائيا، والذي تعاش فيه الحياة بألم وعذابات فظيعة على الأقل نفسيا.

خاصة وأن عداد الذاكرة لا يتوقف عن سرد  متخيل الأيام “الماضية الجميلة”، الحياة الحقيقية التي لم تعش، والفرص التي لم تستغل بشكل أفضل في التمتع بالحياة التي يرونها الآن، الحياة الحقيقية، فرحا والتحاما بالطبيعة والناس، والنفس الأمارة بالحب والخير واللعب، والزهد غير المقنع بالدين الى حد الهلاك والتعذيب الذاتي. كما يرون عمرهم هاربا منفلتا من بين جوارحهم كلها،  وقد أغتصب منهم في لحظة انخداع كبرى. السوق وما أدراك ما السوق يا محمد.  يبدو أن فهما خاطئا للحياة التي يستميتون، الآن، في التشبث بها الى آخر محاولة في العلاج، تحت وقع الألم وعذابات الخيبات النفسية الباذخة التي لا تكف عن عزلهم بخوف رهيب، عن أنفسهم، وعن الاخرين، والحياة التي يعتقدون وهما، أنهم يعضون عليها بالنواجد، دون أن يكتشفوا أنهم مجرد سلعة تستثمر وتباع في السوق، بالمعنى الرأسمالي، النيوليبرالي. لو أدركوا  أن الخلود والأبدية والحياة التي يرغبونها كامنة في لحظة، أو لحظات كانوا فيها في مقتبل العمر، وفي أوج الحياة التي عاشوها بعماء العقل وانغلاق النفس، وتخدر الحواس وتشوه الرغبة، وزيف المصلحة… لقد خسروا حياتهم.. ضاعت منهم، تحت وطأة عبء تجذر غباء الكائن الذي لا يحتمل. لا سنوات في العمر المديد تعادل عيش الحياة بكل زخمها الفاتن، بصمتها الهادر، بجنونها المغامر الفادح…، بكل ما تعني في الحواس والعقل والعواطف والجسد والعلائق والدلالات… على اللحظة أن تكون مفارقة، خارج الصيرورة والزوال… ميتافيزيقا من نوع آخر، أقرب الى التراجيديا، أن تكون أبدية خالدة. وبعدها لرهاب الموت ألف لعنة ولعنة. وما يتبقى، أيها الغبي، من سنوات العمر مجرد تفاصيل تتخطى هوس مطاردة سراب ترقيع الجسد، ورتق خيبات النفس والروح التائهة في جحيم كسب أطول قدر ممكن من متوسط العمر، أو بعده قليلا. لا تنخدع بتقسيمات العمر التي فرضتها ألة العمل الرهيبة في إغرائك بإتلاف حياتك، في الجري اللاهث وراء الكدح لمعاشك أو تقاعدك عن العمل، كما يزعمون ويرددون على مسامعك، في العمل والبنك، والسوبر ماركيت… المعاش، التقاعد.. ما أحقر التسمية، وما أبشع المعنى القدحي، والسخرية اللاذعة و الفضيحة الفضائحية، في جعلك تحلم بأحلام تنهش ببطء، ليس فقط لحمك الحي، بل أيضا حياتك التي لا تعوضها بعض سنوات أضيفت لك بحساب مدروس، من مزيد من النهب الجشع لما تبقى منك من سلع صالحة للبيع، أو في المزاد السري لآلة الموت الحقيرة، الأدوية والمصحات، التي تسحقك، جسدا وروحا قبل الإجهاز عليك، يا طويل العمر. ما أجملك، ومأ أبخسك، وأنت تزين جداول البيانات والإحصائيات، دليلا  مقنعا كافيا على تحسن الحياة، والشرط البشري في البقاء أقصى فترة عمر ممكن.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الحیاة التی

إقرأ أيضاً:

كولر يشكر الخطيب على التكريم.. ويوجه رسالة لجماهير الأهلي

توجه مارسيل كولر، المدير الفني السابق للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، بالشكر إلى الكابتن محمود الخطيب ومجلس إدارة النادي على الفترة التي قضاها داخل الأهلي، مؤكدًا على أنها كانت تجربة استثنائية أضافت له الكثير على المستويين المهني والإنساني.

وقال كولر إنه رغم خبراته الطويلة في عالم التدريب إلا أنه تعلم الكثير خلال وجوده في النادي الأهلي، حيث منحته هذه الفترة أوقاتًا ممتعة وأشياء مميزة ستظل راسخة في ذاكرته، مؤكدًا أن العمل في الأهلي كان وسيظل مصدر فخر واعتزاز له.

وأضاف المدرب السويسري أن جماهير الأهلي كانت الداعم الأكبر للفريق في كل مكان حول العالم، وهذه حقيقة لا تقبل الشك، وعلى سبيل المثال حضور جماهير الأهلي خلال لقاء استاد أبيدجان ببطولة إفريقيا خارج مصر كان أكبر من جماهير الفريق المنافس، مما يعكس عظمة جمهور الأهلي ودوره الكبير في نجاحات الفريق.

وأوضح كولر أن هذه ليست المرة الأولى التي تنتهي فيها علاقته التعاقدية مع أحد الأندية، مؤكدًا أن طبيعة العمل في كرة القدم تفرض على الجميع الانتقال بين محطات مختلفة، متمنيًا للنادي الأهلي دوام النجاح والتوفيق في المستقبل.

واختتم كولر حديثه بالتأكيد على أن ارتباطه بالنادي الأهلي سيبقى دائمًا قويًّا، وأنه سيتابع نتائج الفريق بشغف خلال المرحلة المقبلة، موجهًا الشكر إلى الكابتن الخطيب على التواصل الإنساني الرائع الذي جمعهما منذ اللحظة الأولى، عبر أول اجتماع بينهما تم عبر تطبيق «زووم» قبل التعاقد.

مقالات مشابهة

  • الحد اليومي للجلوس الذي يُنذر بآلام الرقبة ..! 
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • مشاهد نادرة توثق الحياة في عدة مدن أمريكية قبل 105 سنوات .. فيديو
  • كولر يشكر الخطيب على التكريم.. ويوجه رسالة لجماهير الأهلي
  • في ذكرى ميلاده.. نور الشريف “الأستاذ” الذي كتب اسمه في تاريخ الفن بحروف من نور (تقرير)
  • عشرة العمر.. محمد هاني يوجه رسالة لسامي قمصان بعد رحيله
  • هذه أبرز وظائف المستقبل التي تنبأ بها الذكاء الاصطناعي
  • عمليات الخداع والتموضع في تخزين مقدراتهم العسكرية ...كيف حول الحوثيون الاحياء السكنية إلى مخازن للأسلحة تصدر الموت وتبيد الحياة
  • بحبك يا بابا.. مي نور الشريف توجه رسالة مؤثرة لوالدها في ذكري ميلاده
  • بالفيديو: الهلال الأحمر الفلسطيني ينقذ أيقونة الحياة: علي فرج يتحدى الموت