رأي اليوم:
2025-04-08@04:05:05 GMT

لحسن أوزين: رسالة إلى  أبي في عيد ميلاده التسعين

تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT

لحسن أوزين: رسالة إلى  أبي في عيد ميلاده التسعين

لحسن أوزين لا أعرف ما الذي يدفع الناس للاستسلام للضجة المفتعلة حول تحسن الوضع الاستهلاكي والصحي، بما يضمن تجاوز متوسط العمر الذي عاشه الانسان في الماضي، القريب والبعيد.؟  تراهم جميعا يلهثون وراء ترميم أجسادهم التي غزتها الامراض المختلفة الطارئة والمزمنة.  فماذا يريده من تجاوز الستين مثقلا بواحد أو أكثر من الامراض المزمنة السهلة والمعقدة؟  من طبيب لآخر، ومن علاج الى حلم بدواء أكثر فعالية للاستمرار في الحياة، بدون حياة، في ظروف وشروط صحية ونفسية واجتماعية… متآكلة بمفعول أدوية الموت البطيء… يبدو أن هذا الرعب من ترك الحياة نهائيا، والذي تعاش فيه الحياة بألم وعذابات فظيعة على الأقل نفسيا.

خاصة وأن عداد الذاكرة لا يتوقف عن سرد  متخيل الأيام “الماضية الجميلة”، الحياة الحقيقية التي لم تعش، والفرص التي لم تستغل بشكل أفضل في التمتع بالحياة التي يرونها الآن، الحياة الحقيقية، فرحا والتحاما بالطبيعة والناس، والنفس الأمارة بالحب والخير واللعب، والزهد غير المقنع بالدين الى حد الهلاك والتعذيب الذاتي. كما يرون عمرهم هاربا منفلتا من بين جوارحهم كلها،  وقد أغتصب منهم في لحظة انخداع كبرى. السوق وما أدراك ما السوق يا محمد.  يبدو أن فهما خاطئا للحياة التي يستميتون، الآن، في التشبث بها الى آخر محاولة في العلاج، تحت وقع الألم وعذابات الخيبات النفسية الباذخة التي لا تكف عن عزلهم بخوف رهيب، عن أنفسهم، وعن الاخرين، والحياة التي يعتقدون وهما، أنهم يعضون عليها بالنواجد، دون أن يكتشفوا أنهم مجرد سلعة تستثمر وتباع في السوق، بالمعنى الرأسمالي، النيوليبرالي. لو أدركوا  أن الخلود والأبدية والحياة التي يرغبونها كامنة في لحظة، أو لحظات كانوا فيها في مقتبل العمر، وفي أوج الحياة التي عاشوها بعماء العقل وانغلاق النفس، وتخدر الحواس وتشوه الرغبة، وزيف المصلحة… لقد خسروا حياتهم.. ضاعت منهم، تحت وطأة عبء تجذر غباء الكائن الذي لا يحتمل. لا سنوات في العمر المديد تعادل عيش الحياة بكل زخمها الفاتن، بصمتها الهادر، بجنونها المغامر الفادح…، بكل ما تعني في الحواس والعقل والعواطف والجسد والعلائق والدلالات… على اللحظة أن تكون مفارقة، خارج الصيرورة والزوال… ميتافيزيقا من نوع آخر، أقرب الى التراجيديا، أن تكون أبدية خالدة. وبعدها لرهاب الموت ألف لعنة ولعنة. وما يتبقى، أيها الغبي، من سنوات العمر مجرد تفاصيل تتخطى هوس مطاردة سراب ترقيع الجسد، ورتق خيبات النفس والروح التائهة في جحيم كسب أطول قدر ممكن من متوسط العمر، أو بعده قليلا. لا تنخدع بتقسيمات العمر التي فرضتها ألة العمل الرهيبة في إغرائك بإتلاف حياتك، في الجري اللاهث وراء الكدح لمعاشك أو تقاعدك عن العمل، كما يزعمون ويرددون على مسامعك، في العمل والبنك، والسوبر ماركيت… المعاش، التقاعد.. ما أحقر التسمية، وما أبشع المعنى القدحي، والسخرية اللاذعة و الفضيحة الفضائحية، في جعلك تحلم بأحلام تنهش ببطء، ليس فقط لحمك الحي، بل أيضا حياتك التي لا تعوضها بعض سنوات أضيفت لك بحساب مدروس، من مزيد من النهب الجشع لما تبقى منك من سلع صالحة للبيع، أو في المزاد السري لآلة الموت الحقيرة، الأدوية والمصحات، التي تسحقك، جسدا وروحا قبل الإجهاز عليك، يا طويل العمر. ما أجملك، ومأ أبخسك، وأنت تزين جداول البيانات والإحصائيات، دليلا  مقنعا كافيا على تحسن الحياة، والشرط البشري في البقاء أقصى فترة عمر ممكن.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الحیاة التی

إقرأ أيضاً:

خلافات الجيرة تنتهي خلف القضبان.. السجن المشدد 3 سنوات لجزار وشقيقه في المنيا

قضت محكمة جنايات المنيا، في جلستها المنعقدة اليوم السبت، بمعاقبة جزار وشقيقه بالسجن المشدد لمدة 3سنوات، مع إلزامهما بالمصاريف الجنائية ومصادرة المضبوطات، وذلك لاتهامهما بإحداث عاهة مستديمة بجارهما إثر خلافات نشبت بينهم.

صدر الحكم برئاسة المستشار صلاح عبد الفتاح الشربيني، وعضوية المستشارين مصطفي عبد العظيم رحيم، وأحمد محمد صالح، وبأمانة سر مرقص نبيل، ومحمد مصطفي هارون، وخالد محمد عبد الغني. وقد استمعت المحكمة إلى مرافعات الدفاع قبل إصدار حكمها الحضوري بمعاقبة كل من "أشرف. ش. ع" البالغ من العمر 38 عامًا، و"محمد.ش" البالغ من العمر 48 عامًا، وهما جزاران يقيمان بمركز مطاي.

تعود تفاصيل القضية إلى التاسع من أكتوبر من العام الماضي 2024، حينما تلقت الأجهزة الأمنية بالمنيا بلاغًا بقيام المتهمين بالتعدي على جارهما "إبراهيم. خ" البالغ من العمر 42 عامًا، وضربه بأسلحة بيضاء، مما أسفر عن إصابته بإصابات بالغة أدت إلى عاهة مستديمة، وهو ما أكده تقرير الطب الشرعي. وكشفت التحقيقات الأولية أن الخلافات بين الجيران كانت الدافع وراء هذا الاعتداء.

عقب البلاغ، تمكنت قوات الأمن من القبض على المتهمين وإحالتهما إلى النيابة العامة، التي باشرت تحقيقات موسعة في الواقعة. وقد أحال المستشار أسامة أبوالخير، المحامي العام الأول لنيابات شمال المنيا، المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، مطالبًا بتطبيق مواد قانون العقوبات عليهما لما ارتكباه من جرم.

وقد استمعت هيئة المحكمة اليوم إلى دفاع المتهمين، قبل أن تصدر حكمها المتقدم، مؤكدة على رفضها لأي شكل من أشكال العنف وتسوية الخلافات بالطرق القانونية.

مقالات مشابهة

  • اخر مستجدات الحالة الصحية لطفلين ألقت بهم والدتهما من أعلي كوبري في الإسكندرية
  • "مياه نهر النيل شريان الحياة".. رسالة حاسمة من السيسي عن تطورات سد النهضة
  • من اللعب إلى البتر.. قصة جيل ضائع بين حقول الألغام
  • قط روسي يودع الحياة بعد 7 سنوات من المكوث عند قبر صاحبه / فيديو
  • صياد ينهي حياته بقرص الموت في طما بسوهاج
  • 12 قتيلا حصيلة ضحايا العواصف والأعاصير في الولايات المتحدة
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العواصف والأعاصير في الولايات المتحدة
  • خلافات الجيرة تنتهي خلف القضبان.. السجن المشدد 3 سنوات لجزار وشقيقه في المنيا
  • حريق يتسبب بكارثة في بورصة التركية