رأي اليوم:
2024-11-23@22:22:35 GMT

لحسن أوزين: رسالة إلى  أبي في عيد ميلاده التسعين

تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT

لحسن أوزين: رسالة إلى  أبي في عيد ميلاده التسعين

لحسن أوزين لا أعرف ما الذي يدفع الناس للاستسلام للضجة المفتعلة حول تحسن الوضع الاستهلاكي والصحي، بما يضمن تجاوز متوسط العمر الذي عاشه الانسان في الماضي، القريب والبعيد.؟  تراهم جميعا يلهثون وراء ترميم أجسادهم التي غزتها الامراض المختلفة الطارئة والمزمنة.  فماذا يريده من تجاوز الستين مثقلا بواحد أو أكثر من الامراض المزمنة السهلة والمعقدة؟  من طبيب لآخر، ومن علاج الى حلم بدواء أكثر فعالية للاستمرار في الحياة، بدون حياة، في ظروف وشروط صحية ونفسية واجتماعية… متآكلة بمفعول أدوية الموت البطيء… يبدو أن هذا الرعب من ترك الحياة نهائيا، والذي تعاش فيه الحياة بألم وعذابات فظيعة على الأقل نفسيا.

خاصة وأن عداد الذاكرة لا يتوقف عن سرد  متخيل الأيام “الماضية الجميلة”، الحياة الحقيقية التي لم تعش، والفرص التي لم تستغل بشكل أفضل في التمتع بالحياة التي يرونها الآن، الحياة الحقيقية، فرحا والتحاما بالطبيعة والناس، والنفس الأمارة بالحب والخير واللعب، والزهد غير المقنع بالدين الى حد الهلاك والتعذيب الذاتي. كما يرون عمرهم هاربا منفلتا من بين جوارحهم كلها،  وقد أغتصب منهم في لحظة انخداع كبرى. السوق وما أدراك ما السوق يا محمد.  يبدو أن فهما خاطئا للحياة التي يستميتون، الآن، في التشبث بها الى آخر محاولة في العلاج، تحت وقع الألم وعذابات الخيبات النفسية الباذخة التي لا تكف عن عزلهم بخوف رهيب، عن أنفسهم، وعن الاخرين، والحياة التي يعتقدون وهما، أنهم يعضون عليها بالنواجد، دون أن يكتشفوا أنهم مجرد سلعة تستثمر وتباع في السوق، بالمعنى الرأسمالي، النيوليبرالي. لو أدركوا  أن الخلود والأبدية والحياة التي يرغبونها كامنة في لحظة، أو لحظات كانوا فيها في مقتبل العمر، وفي أوج الحياة التي عاشوها بعماء العقل وانغلاق النفس، وتخدر الحواس وتشوه الرغبة، وزيف المصلحة… لقد خسروا حياتهم.. ضاعت منهم، تحت وطأة عبء تجذر غباء الكائن الذي لا يحتمل. لا سنوات في العمر المديد تعادل عيش الحياة بكل زخمها الفاتن، بصمتها الهادر، بجنونها المغامر الفادح…، بكل ما تعني في الحواس والعقل والعواطف والجسد والعلائق والدلالات… على اللحظة أن تكون مفارقة، خارج الصيرورة والزوال… ميتافيزيقا من نوع آخر، أقرب الى التراجيديا، أن تكون أبدية خالدة. وبعدها لرهاب الموت ألف لعنة ولعنة. وما يتبقى، أيها الغبي، من سنوات العمر مجرد تفاصيل تتخطى هوس مطاردة سراب ترقيع الجسد، ورتق خيبات النفس والروح التائهة في جحيم كسب أطول قدر ممكن من متوسط العمر، أو بعده قليلا. لا تنخدع بتقسيمات العمر التي فرضتها ألة العمل الرهيبة في إغرائك بإتلاف حياتك، في الجري اللاهث وراء الكدح لمعاشك أو تقاعدك عن العمل، كما يزعمون ويرددون على مسامعك، في العمل والبنك، والسوبر ماركيت… المعاش، التقاعد.. ما أحقر التسمية، وما أبشع المعنى القدحي، والسخرية اللاذعة و الفضيحة الفضائحية، في جعلك تحلم بأحلام تنهش ببطء، ليس فقط لحمك الحي، بل أيضا حياتك التي لا تعوضها بعض سنوات أضيفت لك بحساب مدروس، من مزيد من النهب الجشع لما تبقى منك من سلع صالحة للبيع، أو في المزاد السري لآلة الموت الحقيرة، الأدوية والمصحات، التي تسحقك، جسدا وروحا قبل الإجهاز عليك، يا طويل العمر. ما أجملك، ومأ أبخسك، وأنت تزين جداول البيانات والإحصائيات، دليلا  مقنعا كافيا على تحسن الحياة، والشرط البشري في البقاء أقصى فترة عمر ممكن.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الحیاة التی

إقرأ أيضاً:

بعد حصده جوائز.. بسام مرتضي : لهذا السبب أستغرق تصوير "أبو زعبل " 7 سنوات .. وسيد رجب تحمس للمشاركة l حوار

بسام مرتضي : تقديم فيلم عن عائلتي أمر صعب .. توقفت بعد وفاة والدتي مشروع القادم روائي طويل تدور أحداثه بين مصر دولة عربية 

 

استطاع الفيلم التسجيلي “ أبو زعبل ”  ان يحصد العديد من الجوائز بعد عرضه فى مسابقة “ أسبوع النقاد ” بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي فى دورته 45 ، صدي البلد التقت بمخرج الفيلم بسام مرتضي ليكشف لنا عن تفاصيل العمل الذي يرؤي فيه جوانب من حياتة العائلية والشخصية .

في البداية سالته ، كيف تري النجاح الكبير الذى حققه فيلم " أبو زعبل 89 " ، ونفاذ كافة تذاكر العروض التي أقيمت له على هامش عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي  ؟

في الحقيقة ان ما حدث شيء كبير بالنسبة لي ، فهو أشبه بالمعجزة ، فانا وفريق العمل كنا على مدار سنوات نسعي لان يصل الفيلم الى جمهوره الحقيقي ، وهذا ما تحقق ، وفى الحقيقة ان علي الرغم من عرض العمل في القاهرة ومن بعده في مهرجان أمستردام الدولي ، والذى يعد واحد من أكبر المهرجانات المتخصصة في الأفلام الوثائقية ، ولكن كان يهمني ان أبدا من القاهرة وسط الجمهور والناس الذى صنعت هذا الفيلم لهم ، وما حدث في العرض الأول للفيلم بمهرجان القاهرة كان أكبر من حلمي .

 

بحضور خالد النبوي وسيد رجب.. العرض الأول لفيلم “أبو زعبل” بعد أزمة التذاكر.. مهرجان القاهرة يضيف عرضا رابعا لفيلم "أبو زعبل"

فيلم " أبو زعبل " أستغرق تصويره 7 سنوات .. فلماذا ؟

السينما التسجيلية للأسف تعاني من العديد من المشاكل والأزمات الإنتاجية والتسويقية في مصر ، وهذا يجعل رحلة تقديم عمل من هذا النوع  أمر صعب ومعقد ، كما أن فيلم أبو زعبل هو ذاتي وشخصي عن تاريخ عائلتي وتحديدًا انا ووالدي ووالدتي ، والذى يبدأ بقصة إنسانية جدًا ، وهو أمر غير معتاد وغير نمطي ، لتحصل من خلاله على منح من مهرجانات تسطيع من خلالها ان تستكمل إنتاج الفيلم ، كما ان وفاة والدتي اثناء تصوير الفيلم جعلتني أتوقف أو ابتعد لفترة لأستطيع استيعاب ما حدث ، وتأثير هذا الفيلم .

 

ولكن هل تقديم فيلم عن نفسك وعائلتك كان أمر صعبًا ؟

بالتأكيد ، فهو أمر صعب للغاية ان تكون مخرج لفيلم عن نفسك وعائلتك ، فهناك أمور من الممكن ان أكون متاثر بها لدرجة كبيرة ، ولكن كان لابد وان أذكر نفسي بحرفتي كمخرج ، أنني أقدم عملًا في النهاية أقدم عمل سينمائي لأكبر عدد من المشاهدين وأحافظ على البناء الدرامي واللغة الفنية .

الفنان سيد رجب ظهر في العمل كونه صديق لوالدك ، وقد تمكنت من خلال هذا الفيلم في اظهار جانب الحكي لديه وهو الأمر الذى لا يعرفه الكثير من المشاهدين عنه ، فهل وجدت صعوبة في أقناعه ؟

انا واحد من محبين سيد رجب ليس فقط كممثل ولكن كحكاى ، فانا علي صلة بسيد رجب منذ سنوات طويلة ، وأعلم انه حكاى ماهر للغاية ، وحضرت له من سنوات عروض " حكي " وكم كانت ساحرة بالنسبة لي ،وحين عرضت عليه فكرة مشاركته في العمل تحمس للغاية .

 

ماذا عن مشاريعك القادمة ؟

بعد ان قدمت عدد من الأعمال التسجيلية ، أشعر أنني بحاجة الى راحة من تقديم هذا النوع ولو لفترة قصيرة ، وحاليًا لدي مشروع روائي طويل وهو مصري عربي ، حيث تدور احداثه بين مصر وأحدي الدول العربية .

 

مقالات مشابهة

  • يونس ميكري للفجر الفني:" هذا ما جذبني لفيلم نوارة عشية ويكشف عن الصعوبات التي واجهها" (حوار)
  • والي الخرطوم يتفقد الدفاعات الأمامية في أمبدة وغربي كرري ويقف على عودة الحياة في المناطق التي تطهيرها من التمرد
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • بعد حصده جوائز.. بسام مرتضي : لهذا السبب أستغرق تصوير "أبو زعبل " 7 سنوات .. وسيد رجب تحمس للمشاركة l حوار
  • زينة توجه رسالة إلى مي عزالدين بسبب مرض والدتها.. «ربنا يطمن قلبك»
  • تصل للسجن 5 سنوات.. احذر من الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة
  • أبرزها غياب عبد اللطيف عبد الحميد.. مخرج «سلمى» يكشف عن الصعاب التي واجهها خلال العمل
  • في عيدها التسعين.. فيروز صوت الأمل في زمن الحرب
  • العمدة صالح كوري: احرص على الموت توهب لك الحياة
  • رحل محمد حسن وهبه، وما الذي تبقى من زيت القناديل؟