كان لعملية طوفان الأقصى انعكاسات وتداعيات عديدة، فقد حرّكت في الأمة الإسلامية مشاعر الأخوة الإيمانية الجامعة، وعززت معاني وقيم التراحم والتضامن والتعاطف، وكان لمشاهد القتل والدمار والإبادة الجماعية التي يواقعها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوميا في قطاع غزة أصداء كبيرة في كثير من العواصم والمدن العربية والإسلامية والعالمية.



بعد إجهاض الربيع العربي، وعودة السلطوية العربية إلى ممارسة القمع والملاحقات والاعتقالات، تراجع نمط التدين الذي يعلي من شأن التدين المجتمعي، ويحفل كثيرا بمفهوم مركزية الأمة، ويدفع أبناء الأمة إلى الانخراط في الهمّ العام، وتبني اطروحات الإسلام الحركي النهضوي الحضاري، لصالح التدين الشخصي والخلاص الفردي حسب مراقبين.

وبقي الحال على ما هو عليه، حتى جاءت عملية طوفان الأقصى، التي أشعرت الأمة بقدرة رجالاتها على الفعل والإنجاز، وأيقظت فيها روح الأمة الإسلامية الواحدة، على عكس ما أصابها بعد إجهاض الربيع العربي، ووفقا للكاتب الأردني، حاتم الهرش فـ"خلال عشرية مضت من انتكاسة الثورات وما رافقها من تحولات دينية باتجاه التدين الفردي، برزت حالة علمائية على مواقع التواصل الاجتماعي غذت هذا التوجه".

وتابع في منشور عبر صفحته على الفيسبوك، اطلعت "عربي21" عليه "في أغلب الحالات نمت هذه الظواهر كحالات مناوئة للإسلام السياسي الذي فقد كثيرا من رصيده مع هزائمه السياسية". لكن "مع الطوفان لا يستعيد الإسلام السياسي مكانته السابقة فحسب، بل ويكتسب زخما عظيما سوف يُترجمه عقد مقبل من الزمن، تحديدا للفئة العمرية ما دون الثامنة عشرة".

ولاحظ أن "هذه العودة لن تكتسب شرعيتها من انتصار حماس فقط بوصفها رافعة لهذا المشروع، أو ليس لأنها باتت دالّة على انتصار سياسي فقط، وإنما لشرعية انتصار ثقافي للإسلام السياسي، فهي شرعية مركبة.. انتصار ثقافي بمعنى أن هناك حالة من التيقن لدى شرائح واسعة، وتحديدا تلك الفئات العمرية الصاعدة، بأن كل الخطابات الدينية التي انتشرت في العقد الأخير لا تلبي حاجة الأمة، وأنها غير قادرة على الاستجابة".

الكاتب الهرش توقع بلغة جازمة أن "الطوفان سيجرف كل أنماط التدين غير المثمرة، وسيعيد حضور مشروع الإسلام السياسي إلى الواجهة، بوصفه تدينا مُنتجا للإنسان السوي، والمجتمع الحيّ، وأمة الشهود الحضاري، لكن التحدي يبقى في مدى قدرة الإسلاميين على بناء تجارب سياسية ناجحة".



وفي ذات الإطار رأى الأكاديمي المصري، الدكتور مصطفى السواحلي أن معركة طوفان الأقصى "كان لها تأثير جذري على أنماط التدين السائد، فقد رأى الشباب بأم أعينهم كيف قامت فصائل محاصرة منذ بضعة عشر عاما بما عجزت عنه جيوش نظامية أُنفقت عليها المليارات، وليس لدى هذه الفصائل من مقومات الصمود الأسطوري سوى الإيمان الراسخ والعقيدة الصحيحة"ز

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "وهذا ضرب التيار المدخلي في مقتل، الذي دأب على التسبيح بحمد الحكام، وإن كانوا ظالمين فاسقين، كما ضرب في مقتل التيارات الصوفية المغيبة عن الواقع في سراديب الأوهام والمسدلة حجبا من غشاوات التعلق بأعتاب من يسمونهم الأولياء إراحة لنفوسهم عن مواجهة الواقع".


                                       د. مصطفى السواحلي.. أكاديمي مصري

وتابع: "ولم تسلم من السهام الصائبة لتلك المعركة المباركة كثير من التيارات السلفية التي رأى الشباب أنها تصرفهم بتلك الجدليات العقدية العقيمة عن واقع متجهم يحتاج إلى فهم أكثر نضجا ووعيا وحركية، وفقها للواقع".

وأكدّ السواحلي أنه "ومهما تكن نتائج الثورة المضادة التي قادتها أنظمة عميلة، والتي أصابت جماهير عريضة من الشباب باليأس، فقد جاءت هذه المعركة لتحيي فيهم الأمل الموءود، وتكشف عن فجر صادق يوشك أن ينسخ أحلك ساعات الليلة ظلمة، وهو قادم لا محالة بمشيئته تعالى".

من جانبه أشار الكاتب والمحامي الأردني، محمد العودات إلى أن "الدراسات المستقبلية بعد الربيع العربي توقعت أن الإسلام السياسي سيكون في أشد حالات ضعفه في عام 2022، وهذا ما حصل فعلا إذ فقد الإسلام السياسي السني آخر معاقله ومواقعه التي اكتسبها بعد الربيع العربي فخسر انتخابات المغرب وتراجع من حزب حاكم إلى حزب أقلية معزولة، ومن ثم تم الانقلاب على الإسلام السياسي في تونس".

وأردف: "إلا أن الدراسات كانت تتوقع أن الإسلام السياسي سوف يبقى على قيد الحياة، ويستمد أسباب البقاء لفترة أطول من عدة عوامل، من أبرزها حالة التدين العام الموجودة في البيئة العربية، ووجود حركات المقاومة الفلسطينية الإسلامية، كحركة حماس والجهاد الإسلامي، بما تعطيه من قوة للإسلام السياسي في الشارع وتمده بأسباب البقاء".

ورأى العودات في حواره مع "عربي21" أن "معركة طوفان الأقصى بالنسبة للإسلام السياسي السني هي معركة حياة أو موت، معركة وجود أو فناء، فصمود المقاومة يعني أن تعاد الحياة إلى الإسلام السياسي أو تعني تأخر تراجعه عقد من الزمان على أقل تقدير، وتمنحه فرصة لإعادة إنتاج ذاته".

وتابع: "وهزيمة المقاومة تعني انهيار أيدولوجيا الإسلام السياسي وصعود فكر جديد، ولا يعني سقوط الإسلام السياسي السني في المنطقة أن تستقر المنطقة للاستبداد، أو يستقر الاحتلال وإنما يعني صعود أيدولوجيا ما بعد الإسلام السياسي، وهذه الأيدولوجيا قد تكون: تيار الإسلام م الديمقراطي الذي يؤمن بالديمقراطية، وبناء الدولة الحديثة.. أو صعود تيار ما يعرف بالعلمانية المؤمنة المتصالحة مع الدين".

وطبقا للعودات فإن "إسلام الخلاص الفردي سيتقدم سواء انتصرت المقاومة أو انهزمت لعدة أسباب: منها أن الأنظمة المستبدة وجدت في حركات الخلاص الفردي بديلا مناسبا عن الإسلام السياسي، فتدين الخلاص الفردي يحقق أشواق الشعوب في إشباع حاجة التدين الموجودة في النفوس، وكذلك بديل آمن اتجاه الاستبداد يمكن تسخيره ليكون ذراعا روحيا للمستبد لإحكام سيطرته على الشعوب".


                                              محمد العودات كاتب ومحامي أردني

بدوره لاحظ الكاتب والأديب اليمني، خالد بريه أنه "ومنذ ارتدادات الرَّبيع العربي، حصل تغير واضح في أنماط التدين، واضمحل بريق الصحوة، ومضى الناس نحو الخلاص الفردي، والركون إلى البعد الروحي العاطفي، هروبا من استحقاقات الواقع، بل وصل الأمر ببعضهم تجاوز مفاهيم البعد الإسلامي، والإغراق في الطرح الإنساني أو الإنسانوي".

وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول "وصنعوا خلطة غريبة تترافق مع الواقع الجديد الذي تخلّق من رحم الربيع العربي المطارد، وفي ظل هذا الواقع الضبابي تلاشت مفاهيم الأمة، والروح الجامعة، ونُسيت أو كادت أن تُنسى القضية المركزية الكبرى، وهرع الجميع إلى التطبيع لتدفن القضية بآخر نفطة حبر من توقيع النسيان" على حد قوله.

وتابع: "ولكم أن تعلموا أن قيامة السابع من أكتوبر، أحيت ما اندثر في النفوس من معاني التحرر، أحيت رابطة الأخوة التي أضعفتها صوارف السنين، أعادت القضية إلى الواجهة، صفعت التطبيع على قفاه، وكشفت المستور عن المواقف والرجال، وظهر الغرب (المتحضر) بوجهه القبيح، واكتشف أحرار العالم ـ فجأة ـ أن إسرائيل دولة قبيحة، بشعة، تحيا على الموت والدماء"ز

وعن آثار وتداعيات الطوفان على أنماط التدين السائدة، لفت بريه إلى أن "الجميع أفاق بعد واقعة الطوفان على صدمة أعادته إلى قلب المعركة، وسحبته من مربع الفردانية إلى دائرة الأمة، وإعادة الوهج للقضية الأم، وأثرت بصورة مباشرة على طريقة التفكير، ووضعت الجيل الصاعد في وجه الحقيقة التي غفل عنها".

وأكمل بالقول: "ومن محامد الطوفان؛ انكشاف الزيف الإنسانوي الذي صدره الغرب لسنوات طوال، على حساب التدين الجمعي المشتغل بقضايا أمته، وفجأة اكتشف الجميع انحياز الغرب وعنصريته، وهشاشة البنى الأخلاقية له، وقد ظل المفكرون والأحرار يحذرون من هذا الانحياز المكشوف، لكن أحدا لم يستمع، حتى أتت معركة غزة".

وأكدّ في ختام حديثه أن "معركة غزة اختصرت المسافة، وعرَّت شجرة الإنسانية، فأدرك الناس ما غفلوا عنه منذ عقود، وحضرت المفاهيم التي أُريد لها النسيان، فقد كان الطوفان طوفانا لتغيير كل شيء، وقد نجح في عودة الضمير الجمعي المغيب للتمركز حول قضيتهم الأولى، وثاب الناس إلى هويتهم التي بدأت في الذوبان، وكفى بها مكرمة".


                                                           خالد بريه كاتب وأديب يمني

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير غزة الفلسطينية فلسطين غزة تداعيات طوفان الاقصي تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للإسلام السیاسی الإسلام السیاسی الربیع العربی طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

طوفان بشري وحشود مليونية تأكيداً على الثبات في إسناد غزة ومواجهة العدوان الأمريكي (تفاصيل + صور)

يمانيون/ صنعاء أعلنت الحشود المليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة “ثابتون مع غزة .. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”، التحدي في مواجهة العدو الأمريكي واستمرار إسناد غزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

ورفعت الحشود المليونية العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين شعارات الصرخة في وجه قوى الطغيان والاستكبار العالمي “أمريكا وإسرائيل”، وهتافات (في ذكرى يوم الفرقان .. نتحدى دول الطغيان، موقفنا في يمن العزة .. أبدًا لا لن ترك غزة، تصعيد ترامب البليد .. سنواجهه بالتصعيد، يمن الحكمة والإيمان .. لن يتراجع مهما كان).

وأكدت الجماهير، أن الخروج المليوني هو تأكيد على ثبات الشعب اليمني على موقفه الإيماني والأخلاقي والإنساني والجهادي في نصرة ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومواجهة التصعيد الأمريكي بالتصعيد، مهما كان بغيه وطغيانه وإجرامه.

وهبت الحشود من كل حدب وصوب إلى ميدان السبعين، حاملة البنادق وراية العزة والجهاد، ومزمجرة بهتافات الصمود والإباء واستعداد وجهوزية شعب الإيمان والحكمة والنصرة لتنفيذ توجيهات وخيارات قائد الثورة التي أعلنها، لردع العدو الأمريكي، الصهيوني، انتصاراً للشعب الفلسطيني وقضية العادلة.

وجددّت تفويضها المطلق وتأييدها الكامل لقرارات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وعمليات القوات المسلحة لردع العدوان الأمريكي، والإسرائيلي ونصرة الشعب الفلسطيني حتى رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإغاثية لسكان القطاع.

واعتبرت الحشود صمود وتحرك الشعب اليمني، امتدادًا لموقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحمل راية الإسلام، والجهاد في سبيل الله، لافتين إلى أن خروج اليمنيين في ذكرى غزوة بدر الكبرى، استجابة لنداء الله ودعوة السيد القائد لمواجهة طغيان العصر أمريكا وإسرائيل ونصرة الحق والمستضعفين في الأرض.

كما أكدت أن الموقف المشرف للشعب اليمني، يأتي في إطار التزاماته الإيمانية والإنسانية والأخلاقية لنصرة ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وأنه لن يتزحزح أو يتراجع عن هذا الموقف مهما كانت التضحيات والتحديات.

وخلال المسيرة قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، “إن كان من رسالة فهي رسالة الأبطال لقائدهم، الرسالة الحقيقة التي تقول “فوضناك يا قائدنا فوضناك”.

وخاطب العالم أجمع بالقول “الموقف الإيماني هو الموقف الذي تبناه السيد القائد والشعب اليمني، والموقف الإيماني واليمني موقف لا تراجع عنه، فافعلوا ما شئتم، فنحن رجال لا نخاف إلا الله تعالى”.

وتابع محمد علي الحوثي “إن موقفنا الحقيقي اليوم هو من أجل ألا يكون هناك تجويع وإرهاب إسرائيلي، أمريكي، موقفنا هو الموقف المشرف والصحيح، أما موقف ترامب والإدارة الأمريكية هو موقف الخزي والإرهاب وموقف الشناعة، موقف منفلت لا يؤمن لا بشرعية ولا يوجد لديه أي مبرر ولا شرعية”.

كما خاطب ترامب بالقول “مهما تفاخرت وتعاظمت وحملت من قوة، فإن جبروت الله فوق جبروتك، وإننا لا نركع لأحد ولا نخاف ولا نخشى من أحد، لأن طريقنا هي الطريق الصحيحة والمشروعة الذي يجب أن يتحرك فيه العالم أجمع”.

وأردف قائلًا “إن في فلسطين لجوعى ونحن قد عانينا من المجاعة باليمن وإن في فلسطين لعطشى ونحن نعرف الحصار على اليمن، لكن نقول لترامب وللأمريكيين: موقفكم ومساندتكم للإجرام في غزة أو القصف على اليمن ليس جديدًا وأنتم تمارسون العدوان على بلدنا لعشر سنوات وها أنتم تجددون قصفه اليوم”.

واعتبر عضو السياسي الأعلى، ما يقوم به العدو الأمريكي من قصف على اليمن، إرهابًا وإجرامًا وعارًا على أمريكا إلى أن تقوم الساعة .. مضيفًا “لن نرحم ولن نتغافل كما قال السيد القائد “سنواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”.

وقال “ما يزال أبناء الشعب اليمن بعنفوانهم وقوتهم وتحركهم، هؤلاء الرجال الأبطال من مسؤولين وأفراد ومشايخ وشخصيات اجتماعية وكل فئات الشعب يحملون الموقف والهدف ويعلمون أن تخويف أمريكا وغاراتها وكل ما تقوم به لا يساوي شيء أمام عذاب ومقت الله في حال التقصير أو التخاذل، خوفنا الدائم من الله”.

وأضاف “نؤكد كما قال السيد القائد أننا لا نخاف أحد إلا من الله، وهاهم أبناء الشعب اليمني أمة في وجه الصلف والغطرسة الأمريكية والاستكبار والإرهاب الأمريكي”.

وخاطب محمد علي الحوثي أبناء فلسطين بالقول “أنتم تعاونون ونحن إلى جانبكم وتقاتلون ونحن نقاتل إلى جانبكم، وسنكون معكم، ولن نتخلى عنكم كما قال السيد القائد وكما يقول أبناء شعبنا اليوم في كل الساحات”.

بدوره أشار مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى “أمور مهمة هي وصايا الله تعالى لنا في مواجهة العدوان، علينا أن نكثر من ذكر الله ونقبل على الله ونعلن توبتنا لله ونكثر من الاستغفار”.

وقال “وحين نواجه العدوان يجب أن نستحضر قول الله تعالى ” يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ”.

وأضاف “لقد علمنا الله تعالى من ذكره ما نستنزل به صبره علينا، ونصره لنا على أعدائنا وأن نكثر من قول حسبنا الله ونعم الوكيل، وهذه الوصايا الإلهية يجب أن نستحضرها لا سيما ونحن في مواجهة العدوان وفي هذا الشهر الكريم، شهر الفتوحات والنصر وشهر غزوة بدر وفتح مكة، وشهر الانتصارات الإلهية وشهر القرآن الذي أنزل فيه القرآن والله وعد عباده المؤمنين بنصره كما قال تعالى ” وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ “.

ولفت العلامة شرف الدين إلى أن أهل اليمن هم أهل النصر والإيمان والمدد والعزيمة والإقدام ولن يتردوا اليوم ولا بعد اليوم في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي.

وتابع “نقول لهؤلاء المجرمين أتهددونا بالموت، أما علمتم أن القتل لنا عادة وأن كرامتنا من الله الشهادة، بما أننا على يقين من صوابية موقفنا هذا فإنا لا نخشى أحدًا إلا الله ونقول للسيد القائد “امض على بركة الله لن نخذلك ولن نتركك ولن ندعك تواجه الأعداء لوحدك، نحن معك حتى نلقى الله تعالى وهو راضٍ عنا”.

وأكد بيان صادر عن المسيرة، أن الخروج في مسيرات مليونية حاشدة وغاضبة ومتحدية، يأتي استجابة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وللسيد القائد، ورداً على العدوان الأمريكي وتصعيده الأخير على بلدنا، ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة الذي يتعرض اليوم لحصار ظالم وقاتل، ويُمنع عنه حتى الماء والغذاء والدواء من قبل العدو الإسرائيلي بمشاركة أمريكية واضحة ومعلنة، وبالتزامن مع ذكرى غزوة بدر الكبرى.

وأعلن الشعب اليمني المجاهد، يمن الإيمان والحكمة، موقفه الثابت والقاطع وقراره الذي لا رجعة عنه، قرار وعهد الأجداد الأنصار لرسول الله وهو التمسك والثبات على خط الجهاد في سبيل الله، ورفع راية الإسلام عالية في مواجهة أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.

وقال البيان “نقول لقائدنا حامل الراية، ورافع اللواء السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي كما قال أجدادنا الأنصار لجده في مثل هذا اليوم في معركة الفرقان غزوة بدر الكبرى (والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون، بل نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون، فوالله إن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منَّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنَّا لصُبُرٌ عند الحرب، صُدُقٌ عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك، فسر بنا على بركة الله”.

وجددّ التأكيد على الموقف الثابت الذي لا يقبل التراجع ولا الخضوع، المنطلق من المبدأ الإيماني والإنساني والأخلاقي والقيمي بالوقوف مع الأشقاء في غزة لمواجهة كل المخاطر التي تستهدفهم وآخرها المخطط الذي يهدف لقتلهم جوعاً وعطشاً، ولن يقبل الشعب اليمني أن يكتبه الله ضمن أمة – كغثاء السيل – تركت أخوة لها يموتون جوعاً وعطشاً على يد عدوها في وسطها وهي من حولهم تتفرج دون أن تحرك ساكناً.

وأضاف بيان المسيرة “نعتز ونفتخر بقرار قائدنا الذي أعلن مهلة أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة، ثم فرض الحصار على سفن كيان العدو الصهيوني حتى يُرفع عنها الحصار، وإننا ومن أجل ألا يشملنا غضب الله وسخطه وعذابه في الدنيا والآخرة مع المتخاذلين لمستعدون أن نواجه كل طغاة الأرض دون تردد أو خوف أو وجل، وأن نقدم كل التضحيات في سبيل ذلك لأنها مهما بلغت لا تساوي شيء أمام التبعات التي تترتب على المتخاذلين في الدنيا والآخرة”.

كما أعلنت الحشود المليونية “التحرك الشامل لمواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الأخير بالتصعيد العسكري وبالتعبئة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء، وبالإنفاق في سبيل الله، وبحماية الجبهة الداخلية وبالتحرك في مختلف المجالات والتخصصات والجبهات حتى يكتب الله النصر الموعود، ويُخزي على أيدينا الأعداء المجرمين المستكبرين وينكس راياتهم، ويفشل كل أهدافهم بإذنه وحوله وقوته إنه ولي ذلك والقادر عليه”.

تخلل المسيرة الجماهيرية المليونية، قصيدة للشاعر عبدالسلام المتميز عبرت عن ثبات وقوة موقف الشعب اليمني المساند والمناصر لغزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ومواجهة العدوان الأمريكي، الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • حماس: نحمل نتنياهو المسؤولية عن تداعيات العدوان الغادر على غزة
  • طوفان بشري وحشود مليونية تأكيداً على الثبات في إسناد غزة ومواجهة العدوان الأمريكي (تفاصيل + صور)
  • العراق يكثف جهوده لمواجهة تداعيات وقف الدعم الأميركي للنازحين
  • ???? بالصور | طوفان بشري استثنائي في مليونية (ثابتون مع غزة.. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد) بـ #ميدان_السبعين في العاصمة #صنعاء
  • زلزال طوفان الأقصى يواصل الإطاحة بكبار قادة الاحتلال
  • فلسطين صوت الضمير الحيي
  • رئيس الشاباك يكشف أسباب إقالته وعلاقة طوفان الأقصى بالقرار
  • سلطنة عمان تحذر من تداعيات التصعيد العسكري في اليمن على أمن المنطقة
  • ما تداعيات رفع الدعم كليا عن المحروقات في مصر بنهاية 2025؟
  • هاليفي: حماس نجحت في خداع إسرائيل قبل عملية طوفان الأقصى