دراسة: الثعالب كانت في يوم من الأيام أفضل أصدقاء البشر
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
سلطت دراسة حديثة، الضوء على ما كُشف في مقبرة قديمة بالأرجنتين، حيث وجد ثعلب مدفون بجوار إنسان عاش قبل 1500 عام، مما يشير إلى أن الثعالب كانت مُدجنة من قبل البشر، حسب شبكة “سي إن إن” الأميركية.
وأكدت دراسة نُشرت في مجلة “Royal Society Open Science” وجود اتصال وثيق بين مجتمع صيادين في جنوب أميركا الجنوبية ونوع من الثعالب الكبيرة المنقرضة المعروفة باسم “Dusicyon avus”.
ووفقًا لـ “سي إن إن”، فقد اكتشف علماء الآثار هيكلًا شبه كاملًا لـ “Dusicyon avus” عام 1991، مدفونًا بجوار إنسان في موقع “Cañada Seca” الواقع في شمال باتاغونيا.
كانت الثعالب من نوع “Dusicyon avus” تعيش منذ العصر الجليدي حتى العصر الحديث (الهولوسين)، حيث انقرضت منذ نحو 500 عام، وكان حجمها يقارب حجم كلب الراعي الألماني الحديث، لكن وزنها كان أقل بمقدار الحجم ويصل إلى حوالي 15 كيلوغرامًا.
وتخلو عظام الثعلب من أي علامات ذبح، ويُمكن استنتاج أنه لم يتم تناوله كغذاء، وفق ما يؤكد الباحث في علم الحفريات وعلم الأحياء القديمة في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، أوفيلي لبراسور.
وكشف تحليل معمق للحمض النووي القديم والتأريخ بالكربون المشع نوع الثعلب وعمره، بينما كشف فحص الكولاجين في بقايا الثعلب أنه كان يتناول نفس الطعام الذي تناوله البشر في تلك الحقبة الزمنية، وفق الشبكة.
ويُشير نظام الثعلب الغذائي إلى أنه كان مروضا، وربما تمت تربيته كحيوان أليف، حسبما أفاد العلماء في مجلة “Royal Society Open Science” .
ويُعزز هذا الاكتشاف مجموعة متزايدة من الأدلة المستمدة من مواقع دفن في قارات أخرى، والتي تشير إلى ترويض الثعالب من قبل البشر وإدماجها في حياتهم كرفقاء.
ويقول لبراسور، الذي شارك في قيادة الدراسة مع سينثيا أبونا، الباحثة في المجلس الوطني للبحوث العلمية والتقنية في الأرجنتين: “بشكل عام، يتبع نظام Dusicyon avus نظامًا غذائيا آكلا للحوم. لكن عندما اختبر العلماء الهيكل العظمي للثعلب، وجدوا أن نظامه الغذائي كان أقل أكلا للحوم مما كان متوقعا، وأكثر شبها بالنظام الغذائي للبشر”.
وفقًا لما ذكرته شبكة “سي إن إن”، يدل هذا على أن المجتمع كان يقدم الطعام للثعالب، أو أنها كانت تتغذى على بقايا الطعام، مما يشير إلى وجود علاقة وثيقة وتكامل بين الثعالب والمجتمع.
وبحسب عالمة الأحياء القديمة في جامعة دا كورونيا بإسبانيا، أورورا غراندال دانغلاد، فإن فكرة ترويض الثعالب كحيوانات أليفة في أميركا الجنوبية تتماشى مع الأدلة المستمدة من مقابر الثعالب الأخرى في أوروبا وآسيا.
وتضيف: “لا يوجد سبب يمنع ترويض الثعالب. نعلم أن البشر في مجتمعات عديدة غالبًا ما يحتفظون بالحيوانات الأليفة، ليس فقط الكلاب، ولكن القرود والطيور والزواحف كحيوانات مصاحبة أيضًا. وعلى ضوء هذا، تظهر المزيد من المواقع الأثرية أن الثعالب كانت تلعب دور الحيوانات الأليفة”.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أترك مسافة كافية بينك وبين البشر
عند وصولي لعمر العشرين، قررت إكتشاف العالم من حولي، كنت أخوض مغامرات جديدة نابضة بالحياة، وشعرت وكأني مسكتشف يخوض العالم من جديد، كانت رحلتي فردية، لكنها مليئة بالإختيارات، كنت أضع تحدّيات وأقرر هل الإمكانيات لدي تسمح بخوض تلك التجارب أم لا؟ بدأت أستدير لكل ركن في الحياة لأحاول إكتشافه، كل تجربة وكل اكتشاف وكل تفاعل خضته بالحياة، إعتقدت أنه انتصار، وشهادة علي نسيج نجاحي الغني بالثقافة في الحياة، قررت الخروج من منطقة راحتي، والإبحار أكثر في متاهات الدنيا، والتقرُّب من البشر، لأنني ببساطة، كنت أعتقد أنني اكتشفت كل شيئ فيها، لكن بالرغم من كل ما ظننت أنني وصلت إليه، لم أكن أمتلك أي خبرة كافية في الحياة، بمجرد نزولي إلي أرض الواقع، صدمني البشر عن قرب، فلطالما كانت صورة الناس أجمل، كلما كانوا بعيدين، ولكن القُرب، أظهر لي تفاصيل كنت لا أراها من بعيد!
عندما توفي والدي، تعرَّضت لمعارك وحشية مع الحياة، لقد تغيرت حياتي بشكل كامل، عندما تلقيت ذلك الخبر المدمِّر لوفاته، كنت حينها في منتصف العشرينات من عمري، دون سابق إنذار،خضت معارك بلا رحمة، وعشت في صراعات لا حصر لها داخلية وخارجية، فقط لأواجه ما هو أبعد من ركني الدافئ في غرفتي، كلما كبرت عاماً، تعمقت أكثر في النسيج الغامض للصراع البشري، كانت الصدمات يتردّد صداها بداخلي، كلما تذكرت الضريبة النفسية العميقة التي فرضها الآلم عليّ، الحزن والصدمات في البشر، هي تأثير خام على تعقيدات النفس البشرية، إنه سرد يتجاوز كل التعريفات، وينسج مساعٍ دائمة إمّا للانتقام، أو الهروب لمعالجة الجروح العميقة التي أحدثتها ويلات القُرب من البشر، في تلك المرحلة، تغيرت حياتي بشكل كبير، فقد كانت هذه الخسارة بمثابة انتكاسة كبيرة، ولكن بدلاً من الاستسلام لليأس للحزن، قررت أن استمد القوة من ذكرى والدي، لقد كان يريدني أن أثابر، وأسعى لتحقيق أحلامي بعزيمة، وأن لا أتزعزع، بالرغم من أن وفاته كانت تجربة مؤلمة، إلا أنها شكَّلتني كشخص أكثر مرونة وصلابة، غذَّت عزيمتي على النجاح في مواجهة كل الصعاب ، بحثت عن فرص لتحّسين نفسي، وتوسيع آفاقي، التقيت بأفراد يشتركون في صراعات، وتطلعات مماثلة لتطلعاتي، ساعدتني تلك الصراعات اليومية المرهقة التي أخوضها، علي فهم العالم بشكل واقعي بعيدًا عن أحلامي، بالرغم من الألم الذي يسبّبه القُرب من البشر، إلا أنني واجهت العديد من التحدّيات، وتعلّمت دروسًا قيّمة على طول الطريق بالحياة، والآن إذا واجهت أزمة، فأنا على ثقة من أنني لن أتعثر بل سأنجح، بغضّ النظر عن العقبات التي قد تنشأ بسببها، فلقد زودتني تجارب حياتي، بالمرونة والعزيمة اللازمتين لتحقيق أهدافي، وتحقيق تطلعاتي، ومن خلال هذه الرحلة، لا أسعي لأهداف فقط لتحقيق أحلامي، ولكن أيضًا لإلهام الآخرين للقيام بنفس الشيء، ممّا يثبت أنه بالمثابرة والتفاني، كل شيء ممكن.
NevenAbbass@