الصحة العامة والنفسية: السعي نحو مجتمعات أكثر استقرارًا وصحة أفضل
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
تُعتبر الصحة العامة والصحة النفسية أساسيتين أساسيتين للعافية الشاملة للفرد والمجتمع. إذا ما كانت الصحة العامة تركز على الجوانب البدنية والمناعية، فإن الصحة النفسية تُعنى بالجوانب العاطفية والنفسية للإنسان. في السطور القادمة، سنستعرض كيف يمكن أن تتكامل الصحة العامة والنفسية لتحقيق مجتمعات أكثر استقرارًا وصحة أفضل.
التوازن بين الصحة العامة والنفسية: لا يمكن فصل الصحة العامة عن الصحة النفسية، فكلتاهما ترتبطان بشكل مباشر بحالة الإنسان. إذا ما كان الشخص يُعاني من مشكلة صحية بدنية، فقد يؤثر ذلك سلبًا على حالته النفسية، والعكس صحيح. لذا، يجب توفير الرعاية الصحية الشاملة التي تُشمل الجوانب العامة والنفسية لضمان تحقيق التوازن الصحي المطلوب.
تأثير البيئة على الصحة النفسية: تلعب البيئة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية دورًا كبيرًا في تحديد صحة الفرد النفسية. يمكن أن تُؤثر الظروف الاجتماعية القاسية مثل الفقر والعزلة الاجتماعية على الصحة النفسية للأفراد وتزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب والقلق والتوتر النفسي. لذا، يجب على المجتمعات والحكومات توفير بيئة مشجعة وداعمة للصحة النفسية لجميع أفراد المجتمع.
أهمية التوعية والتثقيف: تلعب التوعية والتثقيف دورًا حاسمًا في تعزيز الصحة العامة والنفسية. يجب توفير برامج توعية تسلط الضوء على أهمية الصحة النفسية وكيفية التعامل مع التحديات النفسية بطريقة إيجابية. كما ينبغي توفير خدمات الدعم والمساعدة النفسية للأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية لضمان تلقي العلاج والدعم اللازم.
تتطلب السعي نحو مجتمعات أكثر استقرارًا وصحة أفضل التركيز على تكامل الصحة العامة والنفسية. يجب على الجميع أن يعملوا معًا لتوفير بيئة داعمة ومشجعة تسهم في تحقيق التوازن الصحي والنفسي للأفراد والمجتمعات. إن الاستثمار في الصحة العامة والنفسية يعود بالنفع على المدى الطويل من خلال بناء مجتمعات صحية ومزدهرة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصحة العامة الصحة النفسية الصحة الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
مجتمعاتٌ في قرية عالميَّة
أبريل 22, 2025آخر تحديث: أبريل 22, 2025
د. محمد وليد صالح
كاتب عراقي
إن الفرص أمام النخب العالمية للاتصال والتفاعل الإنساني ستزداد وكذلك الاعتمادية المتبادلة في الحصول على المعلومة وتوافرها للنخب السياسية والثقافية والعلمية، وبالتالي يمكن تشكيل رأي عام دولي في القضايا الدولية ذات الطبيعة غير الجدلية مستقبلاً ما دامت لا تتعارض مع المصالح
العامة. فوسائل الاتصال يميل دورها الذي تؤديه في اطار القرية العالمية إلى تنشيط المجتمعات التي تتنوع فيها الثقافات، إذ يزداد التوجه نحو تعزيز ثقافاتها وهوياتها المجتمعية، وفي هذا السياق يمنح الفضائيات مساحة في صناعة مناخا مناسبا للحوار والتفاعل العربي ومجالاً للنقاش حول هذه القضايا، وكذلك القنوات الفضائية وشبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في القرن الواحد والعشرين لا مثيل لها في مجالات عدة، من اجل تشبيك العالم عبر الفضائيات والانترنت وتأثيرهما في الثقافات العالمية، بحسب وصف الدكتور صالح ابو اصبع في كتابه استراتيجيات الاتصال.
ومن جهة أخرى ستقود الاتصال الدولي لأن أشكال التمايز بين ثقافتين هما ثقافة النخبة والثقافة الشعبية أو الجماهيرية ستكون أكثر بروزاً، بسبب المستوى التعليمي والثقافي لأفراد المجتمع، فضلاً عن المستوى الاقتصادي والحصول على تقانة الاتصال والمعلومات وتأثير حاجز اللغة.
ومعروف أن الإعلام هو قناة لنقل ونشر المعرفة، وهو ما دفع ويدفع بعض الأقلام أحياناً لتتبارى في الإشارة إلى ضعف قناة المعرفة تلك وضعف وتشتت الخطاب الإعلامي العربي الموجه للرأي العام المحلي والعالمي، وبعده عن العلمية واستخدام نتائج الأبحاث الإعلامية الأجنبية من ضمن تقانات الخطاب الإعلامي واختيار القناة الإعلامية المناسبة للتأثير على الرأي العام، على الرغم من الإشارة إلى تفوق الإعلام المضاد دون ذكر الأسباب الجوهرية لذلك التفوق، أو محاولة تقديم حلول مقترحة واقعية قابلة للتحقيق في الواقع الراهن كجزء من الدول النامية ليخرج الإعلام من مأزقه.
واليوم وبعد أن طورت الدول المتقدمة وأدخلت أسلوباً جديداً في العلاقات الدولية أطلقت عليه اسم “العولمة” قارعت به بعضها بعضاً وطرقت أبواب الدول الأقل تطوراً والدول النامية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ومنظومته الاشتراكية، لتضع أمام تلك الدول والدول المستقلة حديثاً تحديات مصيرية تنال ليس السياسة والاقتصاد والمقدرات والمعتقدات وحسب، بل وتهدد شخصية وثقافات وسيادة واستقلال تلك الدول.
أثر توسع الهوة المعرفية بين العالمين المتقدم والأقل تطوراً، بالرغم من بساطة وتعقد قنوات المعرفة المتاحة في آن معاً، إثر الانفجار المعرفي والإعلامي وتقانات الذكاء الاصطناعي، الذي سببه التطور الهائل لوسائل الاتصال الجماهيرية وتنوع قنواتها، وتقف في طليعة تلك الوسائل المتطورة شبكات الحاسب العالمية التي وظَّفت لخدمتها شبكات الاستشعار عن بعد، عبر الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية المألوفة للإنسان منذ أواسط النصف الثاني من القرن المنصرم.