يخيم التوتر الشديد على المنطقة الحدودية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان صباح اليوم انطلاقا من محور سهل المجيدية الغجر خراج بلدة الماري في قضاء حاصبيا وحتى منطقة العرقوب حاصبيا ومزارع شبعا المحتلة وذلك مع توسع دائرة الاعتداءات الاسرائلية منذ يوم امس وحتى الساعة ضد المنطقة المحررة مستهدفة أطراف مزرعة حلتا راشيا الفخار وكفرحمام وكفرشوبا ليصل هذا الصباح حتى إقليم التفاح.



ويواصل الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي تحليقه بكثافة في أجواء العرقوب وحاصبيا.

في المقابل، رد حزب الله بقصف صاروخي ومدفعي استهدف مواقع السماقة ورويسات العلم وثكنة زبدين داخل مزارع شبعا المحتلة بعد ان طاول القصف الاسرائلي وادي شبعا مساء أمس ما ادى الى تضرر عدد من المنازل المجاورة.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الصين وتطورات الوضع في الشرق الأوسط

 

تشو شيوان **

في ظل ما يحدث ويتطور على أرض الواقع في الشرق الأوسط خصوصًا بعد توسُّع نطاق الحرب في الجنوب اللبناني وإسرائيل وتحديدًا بعد انفجار مُعدات الاتصالات في لبنان، يبدو أنَّه سيكون من الصعب القول إنَّ المنطقة بعيدة عن توسع للعمليات العسكرية والانجرار وراء حرب أشمل وأوسع، ولعل البعض يتساءل ما موقف الصين تجاه كل ما يحدث؟

الإجابة قد تكون معقدة وبسيطة في نفس الوقت؛ فالصين تربطها علاقات قوية بمنطقة الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت تجد الصين نفسها دولة مسؤولة عن حماية الاستقرار العالمي، ولهذا الإجابة على تساؤلنا اليوم ليست بالأمر السهل، غير أن هناك حقيقة واضحة للعيان بأن الصين ومنذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأخير، وهي تدعو الجميع إلى ضبط النفس وتجنب الحسابات الخاطئة، وبالنسبة للصين فإنَّ الأولوية القصوى حاليًا تتمثل في عدم السماح للصراع اللبناني الإسرائيلي بالاستمرار في التصعيد أو حتى التطور إلى حرب واسعة النطاق.

إنَّ الخطر الأكبر جراء هذا التصعيد الكبير للصراع في الشرق الأوسط يكمُن في أن تتكبد الأطراف المتحاربة خسائر فادحة وتخلق أزمة إنسانية جديدة في المنطقة والأزمة الإنسانية في غزة نجدها تنتقل للبنان، ولن يكون بمقدور المجتمع الدولي تقديم ما يلزم لحماية المدنيين أو تقديم ما يلزم للجرحى والمصابين، هذا من جانب أما من جانب آخر فأجد أن ما يحدث حاليًا سيؤدي أيضًا إلى تصاعد الصراع بين معسكرات ما يمكن تسميته بمحور المقاومة في الشرق الأوسط وإسرائيل؛ مما يؤدي إلى أزمة جيوسياسية أكثر خطورة في قادم الوقت.

عندما نعود للوراء قليلًا وتحديدًا ليوليو الماضي عندما وقعت الفصائل الفلسطينية لإعلان بكين التي يُعتبر خطوة مهمة نحو حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، خصوصًا وأن هذا الإعلان يعد وثيقة المصالحة الفلسطينية الأولى التي تُبرم خارج الدول العربية. والصين تنظر للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والخلافات الفلسطينية الداخلية على أنه خلاف ينطوي على خلفيات ومصالح بالغة التعقيد، الأمر الذي يجعل من طريق المصالحة طويلًا ومتعرجًا. ولهذا وجدت الصين أن من مسؤولياتها أن تسبق العالم بخطوة وتبادل في المصالحة الفلسطينية لخدمة المنطقة بأكملها ودفعها نحو الاستقرار، ولكن وجدنا أن المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة يعمل على الجهة المغايرة لدفع المنطقة نحو الهاوية.

تاريخيًا.. حرصت الصين على اتخاذ موقف غير منحاز في الصراعات الإقليمية بعكس الولايات المتحدة التي دائمًا ما وجدناها تدفع جهة على حساب جهة، بينما الصين تعمل للتأكيد على مبادئ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وفي ظل التصاعد الأخير للعنف في المنطقة، تظل الصين متمسكة بنهجها القائم على التركيز على الدعوة للحوار وحل النزاعات بطرق سلمية، سواء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحتى فيما يخص الجبهة اللبنانية، مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله فإن الصين لن تتخذ موقف منحاز لأي من الطرفين، وتدرك الصين أن استقرار الشرق الأوسط ضروري ليس للمنطقة؛ بل للعالم أجمع.

إنَّ النظرة الصينية للأحداث في الشرق الأوسط تُركِّز بشكل كبير على الاستقرار طويل الأمد. بالنسبة للصين، فإنَّ أي تصعيد واسع النطاق في المنطقة من شأنه أن يعطل إمدادات الطاقة ويؤثر على الاقتصاد العالمي، ولذلك الصين تتبنى دبلوماسية هادئة تسعى من خلالها إلى تعزيز الحوار وإيجاد حلول سياسية للنزاعات.

وخلاصة لذلك.. فإن موقف الصين مما يحدث في الشرق الأوسط يتسم بالتوازن والحياد؛ حيث تحرص على الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع جميع الأطراف، مع التركيز على الدعوة للحوار والحلول السياسية، وتسعى الصين إلى تعزيز استقرار المنطقة كجزء من استراتيجيتها الأوسع لضمان الاستقرار العالمي، وفي الوقت نفسه تدعو الجميع بعدم الانخراط المباشر في الصراعات بشتى أحجامها وطبيعتها، وتحاول من حين لآخر أن تقوم بدور الوسيط الدبلوماسي بعيدًا عن الانحياز.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • دخان يرتفع.. كيف يبدو المشهد في هذه الأثناء في الضاحية الجنوبية؟
  • بريطانيا تؤكد ضرورة وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • المملكة تعلن تقديم دعم مالي شهري للأشقاء في فلسطين للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها
  • بالصواريخ... حزب الله قصف صفد
  • إعادة افتتاح بوابة المنطقة الخضراء: هل تعكس استقرارًا أم توترًا مستمرًا في بغداد؟
  • حرس الحدود بمنطقة عسير يحبط تهريب 200 كيلوجرام من نبات القات المخدر
  • الصين وتطورات الوضع في الشرق الأوسط
  • ما حقيقة اجتياح الجيش الإسرائيلي بلدة شبعا؟
  • تحركات أمريكية مكثفة تشهدها الحدود العراقية السورية.. الى اين يتجه الوضع؟ - عاجل
  • القصف على شبعا مستمرّ.. واستهداف مستوصف البلدة