عربي21:
2024-11-25@00:59:15 GMT

مصحف غزة

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

كأن القرآن تتنزل آياته الآن تتكشف عنها حُجُب الغيب، كأني أرى نسخة عثمان ذي النورين تنتقل إلى غزة ليُعاد كتابتها بمداد الدم الطاهر الزكي وكأن هؤلاء يرتلونها بغير القراءات العشر قراءةً لايعرفها إلا هم ومَن كان مثلهم لها أحكام أخرى المد فيها متصل إلى السماء بغير وقف، ولا قلقلة في مواقف قُرائها بل ثبات عند كل حرف ولا لحنَ في تلاوتهم إلا لحن الشهادة تتوق لها كل نفس، تلاوة لا يفهمها مَن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين الذين يزأر في آحادهم حادي الجهاد:

دع قرآن غزة لا ترحل لبُغيته            واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى

دع قوافل الأبطال يتدافعون نحو الشجرة إذ يناديهم رسول الله: من يبايعني على الموت؟ فما تخلف منهم أحد، وكأن شجرة الرضوان يتدلى منها زيتون غزة وها هي آية الرضا تنزل (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا).



هؤلاء إذ سمعوا أمر الله بالنفرة (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) فنفروا شباباً وشيوخاً أطفالاً ونساءًا لم يتخلف منهم أحد..

وإذ ألقيت السمع وأنا شهيد وأمعنت النظر من بعيد في (نسخة مصحف غزة) فإذا هم يكتبون على هوامشها كتابةً رائقة رواق أنهار الجنة كأنهم يجلسون على ضفافها ويقولون لأغيارهم لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ماوعدكم ربكم حقاً..واقتربتُ لأتناول نسخةً مِن مصحف غزة وأقول هاؤوم اقرأوا علانية فإذا بصوتٍ يناديني لا عليك هي نسخة ناطقةُ آياتها متحركة تسمعها وتراها رأي العين، وكأني رأيت آياتٍ فى ظُلَلٍ مِن الغَمام تنزاح عنها شيئاً فشيئاً نعم هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ) وأسمع الصوت حولها يقول هل رأيتهم إلا مقبلين غير مدبرين؟ ثم أرى الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ونفس الصوت تتردد أصداؤه هل رأيت منهم غير الثبات مصحوباً بذكر الله يعلو حتى يصل عنان السماء ويسألني أما رأيت هؤلاء إذ سمعوا نداء الله بالشراء (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) فباعوا بغير تردد وأعلنوا بغير تلعثم: ربح البيع ورب الكعبة.

وجاءت وفود نساء غزة تترى يبايعن رسول الله فيبايعهن ويضربن أمثلةً في التضحية والثبات ما عرف التاريخ مثلها إلا في بعض صحابيات رسوله ويُسطرن مواقف يخجل منها ويتضاءل أمامها مَن كان في قلبه مثقال ذرة مِن رجولة.

الكل علم أن الله يريد أن يميز الخبيث من الطيب فأخذوا حِذرهم من المنافقين والمعوقين والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ومن الذين في قلوبهم مرضُ ومِن المرجفين في المدينة ولم ينخدعوا بأيمانهم (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ) نعم ليسوا منا بل هم أولياء لأعداء الله (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) هؤلاء الخونة إن يريدوا خيانتكم فقد خانوا الله من قبل ومازالوا وانحازوا لعدو الله وعدوكم (يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة)، ومازالت الآيات تترى فهاهو قول الله تعالى (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) ثم سألت نفسي: كيف يستقبلون الموت بهذا البِشر والترحاب فجاءني الجواب سريعاً إنهم أيقنوا بقول ربهم (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُون، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) وصوت آخر أكثر عذوبة يتهادى فى السماء أسمعه يرتل (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

وإذ ألقيت السمع وأنا شهيد وأمعنت النظر من بعيد في (نسخة مصحف غزة) فإذا هم يكتبون على هوامشها كتابةً رائقة رواق أنهار الجنة كأنهم يجلسون على ضفافها ويقولون لأغيارهم لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ماوعدكم ربكم حقاً..

 قلت هنيئاً للسابقين منهم واللاحقين بهم، وتعساً لمن عاداهم وسُحقاً لمن خذلهم..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة رأي احتلال فلسطين مقاومة غزة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بشكلٍ دائم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— اعتاد العديد من الأمريكيين على سماع مجموعة متنوعة من الأسباب التي تجعل الحياة في أوروبا أمرًا مغريًا، مع انتقال العديد منهم إلى أماكن مثل البرتغال، وفرنسا، وإيطاليا.

ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص الذين جعلوا من العيش في الخارج أمرًا دائمًا، فإن الجوانب الأقل وضوحًا لما يمكن أن يجعل الحياة في أوروبا جذابة للغاية تأتي غالبًا في شكل غياب بعض المخاوف الأصغر، أو "الضغوط الصغيرة" التي اعتادوا عليها في الولايات المتحدة.

تحدّثنا مع بعض الأمريكيين الذين عاشوا في الخارج لسنوات حول بعض الطرق الصغيرة التي قللت بها العيش في أوروبا من ضغوطهم التراكمية.

شبكات الأمان في أشكال عديدة

غادر جوش يوديس، وهو في الـ35 من العمر، كاليفورنيا في عام 2013 سعيًا وراء درجة الماجستير في علم النفس العصبي الإدراكي في ميونيخ بألمانيا، وعاش في البلاد منذ ذلك الحين.

وقال يوديس إنّ العيش في ألمانيا أدى لانخفاض بعض مسببات التوتر الصغيرة، موضحًا أنّ الرعاية الصحية الشاملة المقدمة في العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا، تساعد في تقليل مستوى التوتر العام لديه. 

يرى بعض الأمريكيين أنّ العيش في ألمانيا يزيل بعض عوامل التوتر التي شعروا بها في الولايات المتحدة.Credit: CHRISTOF STACHE / Contributor

ولكن في ألمانيا، توجد شبكة أمان أخرى تساعد في حماية الأشخاص من "الأشياء الصغيرة" التي قد تسوء، وهي تأمين المسؤولية الشخصية التي تُدعى "Haftpflichtversicherung".

وشرح: "معظم الأشخاص هنا يتمتعون بهذا التأمين، وهو ميسور التكلفة حقًا ويغطي مواقف مختلفة، مثلاً، في حال سكب طفلك القهوة على الحاسوب المحمول الخاص بشخصٍ غريب".

موسم عطلات أكثر هدوءًا صورة لكيت ماكولي مع زوجها في سوق عيد الميلاد في النمسا.Credit: Kate McCulley

عاشت كيت ماكولي، وهي صاحبة مدونة السفر " Adventurous Kate"، في براغ منذ عام 2020، وهي من بوسطن في الأصل.

وأصبحت مؤخرًا مقيمة دائمة في جمهورية التشيك.

وقالت ماكولي التي تبلغ من العمر 40 عامًا: "طوال حياتي البالغة، لم أكن شخصًا مولعًا بعيد الميلاد أبدًا"، وشرحت: "شعرت أن فترة عيد الميلاد مرهقة للغاية في الكثير من الأحيان بسبب الاضطرار إلى شراء الهدايا للأشخاص، وبسبب الطريقة التي تغمرك بها جميع المتاجر في أمريكا بإعلاناتهم لشراء الأشياء".

لدى انتقالها إلى أوروبا، أصبحت ماكولي تُقدِّر عيد الميلاد على الطريقة الأوروبية، ووصفت انعدام ضغوط التسوق بأنّه "مريح".

وقالت: "لا يوجد ضغط لشراء أي شيء رُغم وجود الكثير من الأشياء المعروضة للبيع. يعجبني أنّ فترة عيد الميلاد هنا تتعلق بالاستمتاع بالأجواء المبهجة بدلاً من شراء كل شيء تراه".

الشعور بالأمان بدون وجود حضور ضخم للشرطة

عاشت بروك بلاك، البالغة من العمر 43 عامًا، في الدنمارك مع زوجها وابنتيها الصغيرتين منذ عام 2020. 

وقالت إنّ العيش هناك جعلها تدرك غياب أمرٍ لم تفكر به حتى كمسببٍ للتوتر عندما كانت تعيش في كاليفورنيا.

وأوضحت بلاك: "إنّ الافتقار إلى قوات شرطة بالطريقة التي هي موجودة عليها في الولايات المتحدة أمر جميل نوعًا ما".

بروك بلاك مع ابنتها في الدنمارك.Credit: Brooke Black

وعند حديثها عن تجربتها في الدنمارك، قالت: "عندما كنت أعيش في يوتلاند، كنت أرى سيارة شرطة مرتين تقريبًا خلال ثلاث سنوات، وكنت أقود السيارة في كل مكان في البلاد".

ومع أنّها لاحظت حضورًا أكبر للشرطة منذ انتقالها إلى كوبنهاغن، إلا أنّه لا يُقارن بما شعرت به عندما كانت تعيش في الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته.

شعور أكبر بالثقة

تشعر بلاك أيضًا بوجود مستوى أكبر من الثقة بشكلٍ عام في المجتمع الدنماركي.

وقالت: "لقد رأيت أشخاصًا يقومون في القطارات ويتركون كلجميع أغراضهم للذهاب إلى الحمام، وهذا صادم بالنسبة لي، فهناك الكثير من الثقة في المجتمع".

وتشعر بلاك أيضًا بالرضا من التخلي عن ثقافة الإكراميات في الولايات المتحدة منذ انتقالها إلى الدنمارك.

وقالت: "بينما لا يوجد حد أدنى للأجور (في الدنمارك)، إلا أنّ هناك اتفاقيات مع النقابات، ويتقاضى الأفراد أجورًا جيدة. لذا لا توجد توقعات بشأن الإكراميات".

وداعًا لثقافة ركوب السيارات سهولة المشي وتوفر وسائل النقل العام، بما في ذلك مركبات "الترام" في فرنسا، تجعل الحياة بدون سيارة أكثر ملائمة بالنسبة لبعض الأميركيين الذين يعيشون في الخارج.Credit: THOMAS COEX / Contributor

لم تكن الحاجة إلى قيادة السيارة إلى كل مكان أمرًا مُجهِدًا بالنسبة لغابي مارين إلى أن انتقلت إلى قرية كامبريدجشاير في إنجلترا مع عائلتها في عام 2018.

وقالت: "نحن نمشي ونركب الدراجات في كل مكان. نحن عائلة تمتلك سيارة واحدة، وهو أمر لا يمكنك فعله على الإطلاق في تامبا وفلوريدا، حيث أتيت". 

وأضافت: "الحافلات ومركبات الترام متوفرة. تعجبني حقًا حقيقة أنّنا لا نعتمد على القيادة إلى كل وجهة".

وانتقلت سيرا جوتو، وهي حاملة للجنسيتين الأمريكية واليابانية، من كاليفورنيا إلى فرنسا، وهي تستمتع بأسلوب حياة أقل اعتمادًا على السيارات في بوردو.

مقالات مشابهة

  • خاص 24.. مصادر تكشف كواليس رفع 716 شخصاً من قوائم الإرهاب
  • عالم أزهري: التغيب عن العمل دون سبب شرعي يعد أخذًا للمال بغير وجه حق
  • مناوي: قريبًا سيشهد العالم إحتفالات بتحرير السودان بالكامل من دنس هؤلاء القتلة المأجورين
  • حزب الله يستخدم نسخة مقلدة من صاروخ إسرائيلي متطور في مواجهة إسرائيل
  • عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بشكلٍ دائم
  • تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي ضد إسرائيل
  • توقيف 3 مشجعين في إسبانيا بتهمة توجيه الإساءة
  • العين يستعد للأهلي بذكريات «نسخة 2016»
  • كل اليهود لإسرائيل جنود / الجزء الرابع
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: الشهادتان