مسؤول أمني إسرائيلي سابق يتحدث عن الطريق الوحيد لهزيمة حماس
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
حدد المسؤول الإسرائيلي الأمني السابق، عامي إيالون، خارطة طريق "لهزيمة حماس" والفوز بحرب غزة وذلك من خلال "تسوية سياسية مستدامة" فقط.
وطرح إيالون في مقال نشرته مجلة فورين أفيرز تساؤلا "لماذا يعتمد الحلم الصهيوني على حل الدولتين؟"، مؤكدا أن هزيمة حماس تتم دبلوماسيا بدعم "حل الدولتين والتسلح بالشرعية الدولية التي ساعدت على قيام إسرائيل بعد المحرقة".
ولفت أيالون وهو قائد سابق للبحرية الإسرائيلية، ومدير سابق للشاباك، ومؤلف كتاب "النيران الصديقة: كيف أصبحت إسرائيل أسوأ عدو لنفسها وأملها للمستقبل"، إلى أن الحاجة تبرز إلى إجراء تغيير في القيادة الإسرائيلية.
ويستشهد بمقابلة سابقة لأحمد ياسين مؤسس حماس تعود لعام 1997 يقول فيها إن حلم حماس بتحقيق "الدولة الفلسطينية من النهر إلى البحر"، يمكن أن يقع في خطر إذا وافقت إسرائيل على حل الدولتين، لأن الفلسطينيين حينها سيكونون أقل انجذابا لهدف حماس وبرنامجها، ومن دون الدعم الشعبي بين الفلسطينيين لن تتمكن حماس من الوجود ككيان سياسي وعسكري.
وتعارض الحكومة الإسرائيلية حل الدولتين، الذي يدافع عنه قسم كبير من المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 33634 فلسطينيا قتلوا حتى الآن منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب نزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير جزء كبير من القطاع.
وبدأت الحرب عندما نفذت حماس هجوما على مستوطنات إسرائيلية في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، واحتجاز 253 رهينة. وتقول إسرائيل إن نحو 130 شخصا ما زالوا محتجزين في غزة.
لماذا تحتاج إسرائيل لقيادة جديدة؟ الحكومة الإسرائيلية لم تحقق أهدافها من الحرب في غزة . أرشيفيةويقول أيالون إن الرد الإسرائيلي على ما ارتبكته حماس من فظائع في السابع من أكتوبر تسبب في مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، وكثير منهم من المدنيين، ومن بينهم آلاف النساء والأطفال، مشيرا إلى أنه بينما يختبئ قادة حماس في الأنفاق يظل المدنيون عزلا في خط النار.
وينظر الفلسطينيون للصراع بشكل مختلف عن الإسرائيليين، ويتسامح أغلبهم مع حماس أو يدعمونها لأنها في نظرهم تشن حرب تحرير ضد الاحتلال الإسرائيلي، بحسب أيالون، مشيرا إلى أن حماس تلقى دعما حتى في دول عربية وإسلامية.
ويدعو إيالون إسرائيل إلى استعادة "السرد" لما يحدث بالحرب بعد أن فقدت الأفضلية، خاصة بعد مقتل العاملين في منظمات الإغاثة، مشيرا إلى أن "تقديم حجة مقنعة لا يعني اختيار كلمات مختلفة"، بل يتطلب من إسرائيل "تغيير نهجها"، خاصة بعد فشل قادة إسرائيل في تحديد الأهداف السياسية للحرب، مؤكدا أن القتال مع الفلسطينيين لن يقرب إسرائيل من "سلام طويل الأمد".
وفي مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة "أن بي أر" يقول أيالون إن "الخطأ الرئيسي الذي ارتكبه قادة إسرائيل.. عدم مناقشة اليوم التالي للحرب، وبمجرد أننا لا نعرف وصف اليوم التالي ليس لدينا أي مفهوم للنصر، وليس لدينا هدف سياسي"، وأشار بالنهاية "الحرب ليست سوى وسيلة لتحقيق واقع سياسي أفضل".
سوليفان للحرة: حل الدولتين هو المفتاح الوحيد لضمان أمن الشرق الأوسط قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن حل الدولتين هو المفتاح الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على المدى الطويل.وزاد أن قادة إسرائيل "لا يفهمون أننا عندما نخوض حربا ضد الإرهاب، فإننا نقاتل في بعدين: ساحة المعركة، ولكن من أجل هزيمة حماس علينا أن ننتصر في حرب الأفكار، ولا يمكننا أن نفعل ذلك باستخدام القوة العسكرية، الطريقة الوحيدة للقيام بذلك إيجادة أو تقديم فكرة أفضل".
والدعوات لتغيير القيادات في إسرائيل وإجراء انتخابات أصبحت مطلبا متكررا في التظاهرات داخل إسرائيل، إلى جانب مطالبات من سياسيين أميركيين أبرزهم، تشاك شومر، زعم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي، والذي أشاد الرئيس الأميركي، جو بايدن، بتصريحاته في مارس الماضي.
"حل الدولتين" والانتصار على حماس دعم دولي لحل الدولتين لإزالة المشاكل على المدى القصير والطويلوحث أيالون إسرائيل على إطلاق مسار دبلوماسي يعيد إحياء "حل الدولتين" ولهذا إسرائيل تحتاج إلى "قيادة جديدة"، حتى يتسنى لها استعادة الدعم الذي تحتاجه من شركائها في أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة، للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
وأكد أيالون أن للتأثير التراكمي للرأي العام العالمي "بالغ الأهمية لاحتمالات فوز إسرائيل"، وإذا حرم شركاء إسرائيل من الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي في لحظة محورية بسبب ممارسة الضغط عليه من شعوبهم، فقد تخسر إسرائيل الحرب رغم النجاحات التي تحققها في ساحة المعركة.
ويذكر أيالون بالدعم العالمي لإسرائيل في التسعينيات بعد توقيع اتفاقيات أوسلو والتي كان يجب أن تفضي إلى قيام دولة فلسطينية، فرغم معارك إسرائيل حينها ضد "الإرهاب الفلسطيني" إلا أن المجتمع الدولي كان يعتبر معركة إسرائيل مشروعة لانخراطه في مسار دبلوماسي مواز.
ويشير إلى أن العالم يرى الآن إسرائيل "بحكومة تنكر وجود الشعب الفلسطيني، وتسعى لإقامة إسرائيل الكبرى بالمزيد من المستوطنات في الضفة الغربية وفي غزة ربما أيضا، والتحرك نحو ضم أجزاء منها، أو جميع الأراضي الفلسطينية"، وبهذا فإن الحرب العادلة التي تخوضها إسرائيل في غزة تصبح عملا من أعمال "العدوان التوسعي"، وفق أيالون.
ويشدد أيالون على أن إسرائيل لن "تكسب هذه الحرب بمجرد نزع سلاح حماس والقضاء على قياداتها، وحتى لو انتصر إسرائيل في ساحة المعركة، فإيدلوجية حماس لن تختفي، ولن تهزم الجماعة حقا إلا عندما تفقد دعم الشعب الفلسطيني".
واستطرد أيالون بالقول إنه لكي تفقد حماس الدعم "لا بد أن يكون لدى الفلسطينيين المزيد من الأسباب لجعلهم يؤمنون بالعملية الدبلوماسية التي من شأنها أن تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل".
ونجاح هذا يحتاج من إسرائيل أمرين: اختيار قادة جدد، والعودة إلى هدف حل الدولتين كجزء من نهاية دبلوماسية الحرب، من أجل استعادة الدعم العالمي.
وفرض واقع حل الدولتين "ليس مجرد وسيلة لاستعادة الدعم الدولي" بحسب أيالون، ولكنه لتحقيق "نصر سياسي على حماس، وضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل".
وأعادت الحرب في غزة إحياء فكرة حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد أن بقيت طي النسيان لعدة عقود، والتي تدفع بها أيضا حليف إسرائيل القوي الولايات المتحدة، حيث يصر الرئيس الأميركي، جو بايدن، على التأكيد أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن للصراع التاريخي.
تؤيد السلطة الفلسطينية رسميا حل الدولتين.
ودعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى عقد مؤتمر دولي حول هذه القضية في سبتمبر الماضي، قائلا إنها "قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين".
في العام 2017، قالت حركة حماس للمرة الأولى إنها تقبل بمبدأ إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود ما قبل 1967، مع احتفاظها بهدف بعيد المدى يقضي بـ"تحرير" كل فلسطيني التاريخية.
لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. ما هو "حل الدولتين"؟ تؤكد الإدارة الأميركية بشدة على حل الدولتين، كسبيل وحيد لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكثفت الحديثه عنه كحاجة ضرورية لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، لكن حكومة، بنيامين نتانياهو، أبدت عدم موافقة على الطرح الأميركي.ترفض الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة، بنيامين نتانياهو، أي حديث عن إقامة دولة فلسطينية. وطرح بعض الوزراء فكرة فتح باب التهجير القسري أو الطوعي أمام الفلسطينيين في غزة.
ويصر نتانياهو على أن أي اتفاق سلام يجب أن يحافظ على "السيطرة الأمنية لإسرائيل على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن"، وهي المنطقة التي تشمل جميع الأراضي الفلسطينية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تصريحاته إنه "من غير المقبول حرمان الفلسطينيين من حقهم في إقامة دولتهم".
الإحباط يتزايد أسبوعيا بين أفراد الجيش الإسرائيلي بسبب عدم تقديم الحكومة رؤية مستقبلية واضحة بشأن مستقبل غزة
ويشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن "القضية الفلسطينية محور أي اتفاق إقليمي محتمل" إذ تصر الإدارة الأميركية على أن "حل الدولتين" يمكنه إنشاء كتلة شرق أوسطية معتدلة يمكن أن تكون بمثابة ثقل لموازنة إيران ووكلائها في غزة والشرق الأوسط.
ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى إيلاء الأهمية لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين من حماس، حتى وإن كان ذلك يعني إطلاق سراح محتجزين في السجون الإسرائيلية بما في ذلك الملطخة أيديهم بدماء مدنيين إسرائيليين، واصفا هذا الأمر بأنه انتصار للأخلاق والمسؤولية المجتمعية.
ويقول أيالون لـ"أن بي أر" إن على إسرائيل استخدام الدبلوماسية لأن معظم الإسرائيليين لا يفهمون أن انتصار إسرائيل بأن يروا على الجانب الآخر من حدودهم دولة فلسطينية، لأنه بمجرد أن يكون لديهم دولة سيكون لديهم ما يخسرونه، مشيرا إلى أنه تعلم درسا هاما في عمله في الشاباك أن "العدو الأكثر خطوة هو الذي ليس لديه ما يخسره، وهو ما رأيناه في السابع من أكتوبر الماضي".
إسرائيل تكسب معارك في غزة.. لكنها "تخاطر بخسارة الحرب" على مدار الحرب الإسرائيلية على غزة والتي بدأت منذ ستة أشهر، حقق الجيش الإسرائيلي انتصارات في معركة تلو الأخرى ضد حماس، لكن ترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل تواجه حاليا احتمال خسارة هذه الحرب مع فقدان القتال زخمه وعدم وجود خطة متماسكة لما بعد الصراع.وقال أيالون إن إسرائيل بعد ذلك أمام مسارين على المدى الطويل: الأول أن تختار مواصلة الاحتلال في الضفة الغربية ما يعني استمرار الحرب والعزلة الدولية وخسارة إسرائيل لطابعها الديمقراطي اليهودي، والثاني، أن تختار التوصل لاتفاق دبلوماسي يؤدي إلى اتفاق مع الشعب الفلسطيني في إطار إقليمي، تشرف عليه الولايات المتحدة وأوروبا، وبناء تحالف مع دول إسلامية سنية معتدلة، تشمل الأردن ومصر ودول الخليج.
ويؤكد إيالون أن إسرائيل لن تصبح آمنة إلا إذا اختارت الخيار الثاني، والتوصل لاتفاقات إقليمية تستند لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي مهدت لـ"الأرض مقابل السلام" وتفعيل مبادرة السلام العربية.
بموجب القانون الدولي، الأراضي الفلسطينية لا تزال محتلة حتى هذا اليوم، والمستوطنات الإسرائيلية المقامة فيها غير قانونية. وشجعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ما عقد كل تفاوض حول دولة فلسطينية محتملة.
بلينكن: حل الدولتين هو المسار الوحيد للسلام بالشرق الأوسط قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن إدارة الرئيس، جو بايدن، ترغب في حدوث تمديد جديد لاتفاق وقف إطلاق النار في الحرب التي تخوضها إسرائيل مع مسلحي حماس، وفقا لما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".في سبتمبر 1993، شهد العالم إعلان اتفاقيات اوسلو في واشنطن عندما صافح الزعيم الفلسطيني آنذاك، ياسر عرفات، رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، اسحق رابين، في حديقة البيت الأبيض تحت أنظار الرئيس، بيل كلينتون، ما أثار أملا بالسلام.
أوجدت اتفاقيات أوسلو التاريخية حكما ذاتيا فلسطينيا محدودا تحت مسمى "السلطة الفلسطينية" ومقرها رام الله مع هدف نهائي يتمثّل في إنشاء دولة فلسطينية يعيش شعبها بحرية وسلام إلى جانب إسرائيل.
في العام 2002، استندت "المبادرة العربية للسلام" على مبدأ حل الدولتين، واقترحت إقامة دولة فلسطينية مقابل تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، في سياق تدعيم فرص الحل.
ووصف أيالون رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، بأنه "زعيم عظيم، لكنه يقود شعبه إلى طريق مسدود.. وإلى نهاية الصهيونية"، معتبرا أن ما حصل كان نتاجا لـ"فقدان الأمل" عندما انهارت "الدبلوماسية"، وقال "عندما لا يكون لديهم أمل (الفلسطينيون) لن يكون لدينا أمل (الإسرائيليون)".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحکومة الإسرائیلیة حل الدولتین هو دولة فلسطینیة مشیرا إلى أن إسرائیل على إسرائیل فی على المدى إلى جانب فی غزة
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي يشكك بنجاح مخطط إسرائيل لإقامة حكم عسكري في غزة والقضاء على “حماس”
#سواليف
أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق تمير هايمان أن فرض #حكم_عسكري في قطاع #غزة حسب المخططات الحالية، لن يؤدي إلى تحقيق هدفي إسرائيل الرئيسيين في #الحرب على غزة.
ولفت الرئيس الحالي لـ”معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب هايمان إلى أن الهدفين هما “إعادة #الرهائن المحتجزين في القطاع والقضاء على حركة #حماس”.
ورأى أن المؤشرات الحالية تظهر أن “الجيش الإسرائيلي لن يغادر غزة في السنوات القريبة. والواقع الأمني الحالي في غزة هو الواقع الذي سيرافقنا في المستقبل المنظور”، وفق ما جاء بمقاله المنشور في الموقع الإلكتروني للقناة 12 العبرية.
مقالات ذات صلة لبنان: 4 شهداء و17 جريحا في غارة إسرائيلية 2024/11/20وأضاف أنه “من الناحية العملياتية، ينتشر الجيش الإسرائيلي، حاليا، حول قطاع غزة وداخل مناطق في القطاع على طول الحدود، ويشكل منطقة عازلة. كما أن الجيش الإسرائيلي يسيطر بشكل دائم على محور فيلادلفيا، وبتموضع في منطقة واسعة تقسم القطاع في منطقة محور #نيتساريم”.
ولفت إلى أنه “على ما يبدو اتخذ قرار بالبقاء لفترة غير محدودة في هذه المنطقة، واستغلالها كقاعدة لانطلاق توغلات وعمليات خاصة للجيش الإسرائيلي وقوات الأمن إلى داخل المناطق المبنية، إلى حين إنهاء وجود حماس العسكري”.
وشدد هايمان على أنه “لا توجد أي إمكانية عسكرية لإعادة جميع الـ101 مخطوف ومخطوفة بواسطة عملية عسكرية، ومعظم الخبراء والمفاوضين يدركون أن صفقة مخطوفين (تبادل أسرى) هي الطريقة الوحيدة لإعادتهم إلى الديار، الأحياء والأموات”.
وأضاف في ما يتعلق بإسقاط حكم “حماس”، أنه “ليس هناك خطة فعلية قابلة للتنفيذ تعتزم إسرائيل إخراجها إلى حيز التنفيذ. وذلك لأن السلطة الفلسطينية تعتبر من جانب صناع القرار وفي أوساط واسعة في الجمهور الإسرائيلي أنها غير شرعية، ولأن الدول العربية في الخليج والمجتمع الدولي لن يدخلوا إلى القطاع بدون تعهد بأن تكون السلطة الفلسطينية عنصرا مركزيا في السيطرة في القطاع”.
واعتبر هايمان أن “الحكم العسكري، وهو خطة ناجعة من الناحية التكتيكية، لكنها خطة سيئة جدا من الناحية السياسية والإستراتيجية – وكذلك ثمنها الهائل من حيث الميزانية ومن حيث رصد قوى بشرية لتنفيذها”.
وأضاف أن فرض حكم عسكري هو “فوضى متعمدة، بمعنى استمرار الوضع الراهن فعليا، وإسرائيل لن تعيد إعمار القطاع. وعلى الرغم من أن سيطرة حماس على توزيع المساعدات الإنسانية تعزز قوتها، فإن العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي تضعفها. والأمر الذي سيحسم بين هذين الاتجاهين المتناقضين هو الفترة المتاحة لنا. وإذا كان لإسرائيل نفس طويل للعمل، سيتحقق وضع تتحول فيه حماس إلى حركة ليست ذا صلة بالواقع، وتنقرض كتهديد. والسؤال هو هل سيسمح المجتمع الإسرائيلي والأسرة الدولية لحكومة إسرائيل بالحصول على هذا الوقت؟”.
وفيما يدعون في إسرائيل، ومن ضمنهم رئيس الحكومة بنيامين #نتنياهو، أنه لا توجد نية بفرض حكم عسكري، “فقد بقينا مع الخيار الثاني الذي سيطبق على ما يبدو”، حسب هايمان، الذي أشار إلى “أفضلياته” وسلبياته، مضيفا “إحدى الأفضليات هي حرية العمل العسكري. وهذه حرية عمل ستؤدي إلى تآكل قدرات حماس العسكرية مع مرور الوقت، وعلى ما يبدو ستقلص صفوفها”.
وتابع: “وأفضلية أخرى، بنظر الحكومة الإسرائيلية، هي أن الامتناع عن اتخاذ قرار حول الجهة السلطوية التي ستدير الشؤون المدنية في قطاع غزة سيقلل الأزمات السياسية (داخل الحكومة)، وكذلك عدم دفع ثمن لقاء صفقة المخطوفين الذي سيخفض التوتر داخل الائتلاف. وأولئك الذين يتطلعون إلى سيطرة إسرائيلية مدنية في قطاع غزة – إعادة الاحتلال والاستيطان – سيحسنون مواقفهم، لأن استمرار الوضع الراهن يعزز احتمالات ذلك”.
وأشار هايمان إلى أنه من الجهة الأخرى، وبين “سلبيات الخيار الثاني”، سيحدث “تآكل عسكري لقوات الجيش الإسرائيلي بصورة دائمة وفي جميع المناطق: إصابات جسدية ونفسية، تآكل (قدرات) جنود الاحتياط، وتدهور الطاعة وأخلاقيات القوات النظامية نتيجة الأعباء الهائلة”. مضيفا أن أمرا سلبيا آخر سيتمثل “باستمرار عزلة إسرائيل مقابل ديمقراطيات ليبرالية – غربية، وخاصة في أوروبا وفي الحيز التجاري الاقتصادي مقابل الولايات المتحدة أيضا”. محذرا من “موت المخطوفين في الأسر، طالما تستمر الحرب بموجب هذا المفهوم لن تكون هناك صفقة”.
ولفت هايمان إلى أنه “رغم أفضليات البديل الذي جرى اختياره، فإن سلبياته أكثر. والثمن الذي سندفعه في تآكل الأمن القومي أكبر من الإنجاز العسكري الذي سنحققه. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى التضحية بالمناعة الاجتماعية، وتآكل قدرات الجيش الإسرائيلي، وتشكيل خطر على الاقتصاد، وتقويض مكانة إسرائيل الدولية، مقابل تعميق الإنجاز في أحد أهداف الحرب – القضاء على حماس – وخلال ذلك تنازل مطلق عن الهدف الآخر للحرب – إعادة المخطوفين”.
وخلص إلى أنه “بالرغم من تعقيدات البديل الذي أهملناه (أي اقتراح إدارة بايدن)، ففي حال اقترحت إدارة ترامب العودة إلى حل في غزة يشمل تطبيع علاقات مع السعودية، وحكم فلسطيني بديل في غزة لا يشمل حماس، فإنه من الأجدى لنا أن نوافق عليه”.