الجارديان: فشل محاولات كاميرون لإقناع ترامب بدعم أوكرانيا
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن محاولات وزير الخارجية البريطانى ديفيد كاميرون لقاء رئيس مجلس النواب الأمريكى مايك جونسون وإقناع دونالد ترامب بمساعدة أوكرانيا، باءت بالفشل.
وحسب الصحيفة، يبدو أن محاولة ديفيد كاميرون لإقناع الرئيس السابق دونالد ترامب بالمساعدة فى مسألة موافقة الكونجرس على شريحة جديدة من المساعدات بقيمة ٦٠ مليار دولار لأوكرانيا باءت بالفشل، حيث إنه لم يُمنح حتى فرصة الاجتماع مع رئيس الكونجرس مايك جونسون الذى بإمكانه طرح الحزمة للتصويت.
وأضافت الصحيفة «الجارديان»، خلال حفل عشاء خاص فى قاعدة ترامب بفلوريدا، مارالاجو، حث كاميرون ترامب على الإدراك بأهمية عدم مكافأة فلاديمير بوتين على استيلائه على الأراضى الأوكرانية، وذلك قبيل موعد انعقاد قمة حلف شمال الأطلسى فى واشنطن فى شهر يوليو/تموز المقبل.
وأصر كاميرون على ضرورة وضع خطط لكل عضو فى الحلف لتحقيق أو تجاوز هدف الإنفاق الدفاعى.
كان يأمل كاميرون أن يُظهر ترامب تغييرًا فى موقفه، على الأقل من خلال تسهيل الطريق له للقاء جونسون.
ووفقًا لـ «الجارديان»، فى مؤتمر صحفى مشترك فى واشنطن يوم الثلاثاء، كرر كاميرون ووزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن نداءاتهما الطويلة للكونغرس لرفع الحظر عن المساعدات.
وأصر كاميرون على أنه لم يأت إلى الولايات المتحدة لإلقاء محاضرات على أحد أو التدخل فى السياسة الأمريكية الداخلية، لكنه قال إنه مستعد للتخلى عن «الدبلوماسية» لأنه شعر بعاطفة شديدة تجاه حاجة الولايات المتحدة وأوروبا إلى الوقوف معًا للدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا.
وحذر: «قد تنظر إلينا الأجيال القادمة وتقول: هل فعلنا ما يكفى عندما تعرض هذا البلد لغزو ديكتاتور يحاول إعادة رسم الحدود بالقوة؟ فهل تعلمنا دروس التاريخ؟ وهل فعلنا ما يكفي؟
ولكن يبدو أن حجج كاميرون «العقلانية والعاطفية» تصطدم بالصراع المستمر على السلطة داخل الحزب الجمهورى، حيث يهدد المتشددون، الذين أحجموا عن الاستمرار فى دعم أوكرانيا ماليا، بإطاحة جونسون إذا طرح حزمة المساعدات للتصويت. عندما يعود الكونجرس من إجازته التى تستغرق أسبوعين.
وفى تعليقها، كتبت تايلور جرين: «لقد كان هذا استسلامًا كاملًا وتامًا لأجندة الديمقراطيين، إن لم تكن كاملة ومتكاملة، والتى أثارت غضب قاعدتنا الجمهورية كثيرًا ولم تمنحهم سببًا يذكر للتصويت لصالح أغلبية جمهورية فى مجلس النواب». هذا هجوم جديد على جونسون.
وأشارت «الجارديان» إلى أن كاميرون هو الأحدث فى سلسلة من المسئولين الحكوميين الأجانب الذين دعوا مجلس الشيوخ الأمريكى إلى التصويت على حزمة المساعدات، والتى من المتوقع على نطاق واسع أن يتم إقرارها إذا سمح للكونجرس بالتصويت.
وخاض كاميرون مخاطرة محسوبة بالسفر إلى فلوريدا لمحاولة إقناع ترامب بتغيير المسار نظرا لوجود تاريخ من الخلاف حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى (وهو ما عارضه رئيس الوزراء السابق، لكن ترامب أيده بحماس).
ودافع كاميرون عن لقاءه مع ترامب ووصفه بأنه لقاء «مناسب تمامًا» مع شخصية معارضة، وقال إن اللقاء تناول «مجموعة من المواضيع الجيوسياسية المهمة».
وفى واشنطن، استشهد كاميرون بعقود من التعاون الأمنى بين بريطانيا والولايات المتحدة، قائلا: «أفكر فى جدى الذى هبط على شواطئ نورماندى تحت غطاء سفينة حربية أميركية. أفكر فى الطريقة التى عملت بها مع الرئيس أوباما للتعامل مع تهديد داعش فى سوريا والعراق، وكيف طاردنا هؤلاء القتلة الرهيبين للرهائن البريطانيين والأمريكيين.
وأصر كاميرون على أن حزمة المساعدات الأمريكية التى تبلغ قيمتها ٦٠ مليار دولار تمثل قيمة كبيرة مقابل المال، لأنه بالنسبة لنحو ٥٪ من ميزانية الدفاع الأمريكية، تم تدمير ما يقرب من نصف المعدات العسكرية الروسية قبل الحرب دون خسارة حياة أمريكية واحدة.
وفى السياق، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، الأحد، إن أوكرانيا ستخسر معركتها مع روسيا إذا لم تحصل على المزيد من المساعدة الأمريكية، بما فى ذلك الأموال اللازمة لتطوير الدفاعات الجوية.
ومن ناحية أخرى، قال فريق حملة ترامب إن القضايا التى نوقشت فى العشاء كانت «الانتخابات المقبلة فى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والمسائل السياسية الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وحاجة دول الناتو إلى تلبية متطلبات الإنفاق الدفاعى وإنهاء القتل فى أوكرانيا».
وادعى مستشارو ترامب للسياسة الخارجية أنه إذا تم انتخابه رئيسًا، فسيكون ترامب قادرًا على إنهاء الحرب فى غضون ٢٤ ساعة إلى حد كبير من خلال تقديم تنازلات إقليمية لروسيا، بما فى ذلك التنازل عن السيطرة الروسية الدائمة على شبه جزيرة القرم ودونباس - وهى الشروط التى قد يعتبرها الغرب مكافأة. للعدوان الذى ستلاحظه الصين وإيران.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كاميرون ترامب الجارديان أوكرانيا مجلس النواب الأمريكي رئیس ا
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن لأوروبا إنقاذ أوكرانيا؟
في قصر لانكستر هاوس، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر ويجاور قصر باكنغهام، بدا الأمر وكأنه لحظة الحقيقة بالنسبة لأوروبا، حيث اجتمعت القوى الكبرى في القارة لمحاولة إنقاذ ما تبقى من النظام العالمي الذي تم تأسيسيه بعد الحرب العالمية الثانية.
ما تحتاج إليه أوكرانيا الآن هو البنادق والزبدة
وكتبت صحيفة "فايننشال تايمز" أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوصلا رسالة واضحة: يجب على أوروبا أن تثبت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها جزء من الحل ولا المشكلة.
وقال أحد حلفاء ستارمر قبل الاجتماع: "لم يكن هناك بديل عن إصلاح العلاقات مع البيت الأبيض."
وبعد المواجهة الكارثية بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، شدد ستارمر وماكرون على ضرورة تدخل أوروبا للحفاظ على فرص السلام في أوكرانيا.
مهمة شبه مستحيلةوأكد ستارمر أن بريطانيا وفرنسا ستتفقان مع زيلينسكي على شكل التسوية بعد الهدنة، ثم تنقلان الخطة الأوروبية إلى ترامب، بصفتهما الوسيطتين بين كييف وواشنطن.
ورغم تأكيد رئيس الوزراء البريطاني أن أي اتفاق يجب أن يشمل أوكرانيا، فإن أوروبا ستتولى قيادة الدبلوماسية نيابةً عن كييف.
وهذه المهمة الدقيقة – وربما المستحيلة – ستقع على عاتق ثلاثة قادة أوروبيين: ستارمر، ماكرون، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني.
وخلال اجتماعها مع ستارمر، شددت ميلوني على ضرورة "تجنب خطر انقسام الغرب."
Europe’s rescue mission on Ukraine: keep Trump engaged https://t.co/aGO7msRjPl
— Financial Times (@FT) March 2, 2025 الكرملين يترقبيثير احتمال حدوث قطيعة دائمة بين أوروبا والولايات المتحدة ارتياحاً في موسكو، حيث أشاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بإدارة ترامب لتبنيها وجهة نظر أقرب إلى موقف روسيا من الحرب في أوكرانيا.
وفي حين يبذل ستارمر وماكرون جهوداً مكثفة لدعم زيلينسكي، فإنهما يحملان تحذيراً واضحاً للزعيم الأوكراني: طريق السلام يمر عبر البيت الأبيض، وعليه أن يبدأ التفاوض مع ترامب، بما في ذلك تقديم تنازلات تتعلق بحقوق المعادن المستقبلية في بلاده لصالح الولايات المتحدة.
السيطرة على الأضراربحسب مسؤولين بريطانيين، حاول ستارمر في مكالمة هاتفية مساء السبت إقناع ترامب بأن قمة لانكستر هاوس ليست محاولة أوروبية للتكتل ضده.
لكن ستارمر، ماكرون، وميلوني متفقون على أنهم بحاجة إلى قيادة الجهود الدبلوماسية لضمان استمرار التزام الولايات المتحدة بأمن القارة، وليس أوكرانيا فقط.
وفي ظل محدودية الخيارات، تحاول أوروبا احتواء الأضرار، إذ قال ماكرون يوم الأحد: "نسعى لجعل الأمريكيين يدركون أن الانسحاب من أوكرانيا ليس في مصلحتهم."
قلق أوروبي متزايدهناك قلق عميق، خاصة في دول الاتحاد الأوروبي الواقعة على جناحه الشرقي، والتي تعتبر الأكثر عرضة للتهديد الروسي وتعتمد على الحماية الأمريكية، من أن الصدام مع ترامب بشأن أوكرانيا قد يضعف التزام واشنطن بالدفاع الجماعي في الناتو.