نحن في حالة حرب وبايدن لا يعرف ذلك
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
يجب على الأميركيين التصويت للمرشح الذي يفهم العالم الذي نعيش فيه. هيو هيويت – فوكس نيوز
هل الولايات المتحدة في حالة حرب في أبريل 2024؟ وهل كانت في حالة حرب في نوفمبر 1941؟
بالطبع نحن كذلك، تماما كما كنا عشية بيرل هاربور. وكما حدث في ذلك الوقت، لم يكن معظم الأميركيين، بما في ذلك الرئيس، على علم بذلك.
إذا كان لديك أي شك اسأل عائلات الرقيب وليام جيروم ريفرز من كارولتون، جورجيا، وكينيدي لادون ساندرز من وايكروس، جورجيا، وبريونا أليكسوندريا موفيت من سافانا، جورجيا، الذين قتلوا في الأردن في يناير.
لقد أمرت إيران بقتل هؤلاء الجنود. نحن في حرب غير معلنة مع إيران، ولكن بحلول الوقت الذي يظهر فيه هذا العمود، ربما تكون إيران قد ضربت إسرائيل مباشرة من الأراضي الإيرانية وأخرجت الحرب الخفية إلى العلن.
على الرغم من أن الرئيس بايدن قد لا يدرك ذلك لأنه أصبح ضعيفًا بشكل متزايد (والخصوم يعرفون ذلك) فإن الثلاثي؛ وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع أوستن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بالتأكيد يعرفون هذه الحقيقة الأساسية. وإذا لم يفعلوا ذلك فهم أغبياء، وليسوا أغبياء. ومع ذلك، يبدو أنهم خائفون.
هناك جبهتان ساخنتان في هذه الحرب: إسرائيل وأوكرانيا. لقد بدأ الحزب الديمقراطي، بشكل متزايد، ومن الواضح الآن، خيانة إسرائيل. فالحزب الجمهوري يعيش صراعاً داخلياً حول دعمنا لأوكرانيا، وهو صراع داخل الحزب آمل أن ينكسر بشكل حاسم تجاه كييف.
قد يختلف الرئيس السابق ترامب حول تفاصيل كيفية شن هذه الحرب، لكنه يعلم أنها مستمرة وأن العديد من الأشخاص الذين سيعيدهم إلى الإدارة الجديدة التي يرأسها سيفهمون الأمر بشكل صحيح تمامًا.
إنني أروج باستمرار لعضوي مجلس الشيوخ توم كوتون وجوني إرنست باعتبارهما من بين أفضل خيارات ترامب لمنصب نائب الرئيس لأنهما يفهمان هذا الصراع المركزي في عصرنا بين الدول الحرة وحلفائها.
أود أن يذكر الرئيس السابق المعينين الرئيسيين في مجال الأمن القومي، والذين يمكن أن يشملوا الشخصين غير المذكورين أعلاه بالإضافة إلى المحاربين ذوي الخبرة مثل السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو ودان سوليفان من ألاسكا بالإضافة إلى المدير السابق للاستخبارات الوطنية جون راتكليف والسفير ريك غرينيل (يمكن لأي منهما أن يشغل منصب رئيس الأركان)، والسفراء ذوي الخبرة مثل السفير السابق ديفيد فريدمان في إسرائيل والسفير جورج جلاس الذين تم إرسالهم إلى حليف مهم مثل المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة.
سيحتاج ترامب أيضًا إلى المدعي العام الذي يتفهم مكتب التحقيقات الفيدرالي ويُلزمه بالتوقف عن إهدار الموارد على الأشخاص الذين يحضرون القداس اللاتيني أو ممارسة حقوقهم أمام مجالس المدارس المحلية والتركيز على التهديدات الحقيقية في الداخل.
لقد دخل 40 ألف مواطن صيني عبروا حدودنا الجنوبية في الأشهر الثمانية عشر الماضية. كيف يمكن لموظف واحد في المكتب أن يكتب مذكرات عن الكاثوليك الذين لديهم عقلية تقليدية أو الآباء المنزعجين من انجراف مدارسهم إلى التفاهة بدلاً من تعقب عشرات الآلاف من الأفراد ومعرفة ما يفعلونه؟
إن التحول ضد إسرائيل لم يسبق له مثيل. وسوف يفوز ترامب بهذه الانتخابات إذا شدد على دور بايدن ضد إسرائيل وهجماته ضد نتنياهو. قال يوسي كلاين هاليفي، وهو منتقد شرس لرئيس الوزراء الإسرائيلي، لدان سينور في برنامج "اتصل بي مرة أخرى" هذا الأسبوع: "هذه ليست حرب نتنياهو". "إنها حرب إسرائيل".
أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك في أواخر مارس أن "الأمر الأكثر إثارة للقلق الآن هو أن أي سيناريو ممكن حرفيا". وتابع توسك: "لم نواجه مثل هذا الوضع منذ عام 1945". "أعلم أن الأمر يبدو مدمرا، خاصة بالنسبة لجيل الشباب، لكن علينا أن نعتاد ذهنيا على العصر الجديد".
وخلص توسك إلى القول: "نحن في عصر ما قبل الحرب". "أنا لا أبالغ. هذا الأمر يصبح واضحا أكثر فأكثر كل يوم."
المصدر: فوكس نيوز
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي الحرب العالمية الثالثة الحزب الجمهوري العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا انتخابات جو بايدن دونالد ترامب طائرة بدون طيار
إقرأ أيضاً:
مدى شجاعة القضاء الدولي في حالة إسرائيل
د. عبد الله الأشعل **
حين نتحدث عن القضاء الدولي يكون نموذج القضاء الداخلي حاضرًا في أذهاننا؛ فالقضاء الوطني للمدعي والمجتمع والمواطن، وتلتزم الحكومة في أي بلد ديمقراطي بتقريب القضاء للمواطن، كما إن أحكام القضاء واجبة الاحترام والتنفيذ وتتكفل السلطة التنفيذية بإنفاذ أحكام القضاء.
غير أننا لاحظنا ظاهرة جديدة في الدول المتخلفة وهي أن الفساد في أجهزة إنفاذ القانون يُعطِّل تنفيذ أحكام القضاء، خاصة في الشق الجنائي. لكن الدولة في كل الأحوال تستطيع أن تُرضي كل الأطراف بتنفيذ الأحكام؛ لأن عدم التنفيذ يعني ضياع مرفق القضاء بالكامل، فلا يجوز الإنفاق على الدعاوى وإشغال المحامين والقضاء، ومع ذلك تتم بالتضحية بكل الأطراف.
ويجب التمييز بين محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، ومثول إسرائيل أمام كليهما، فأي المحكمتين أجدى لإشعار إسرائيل بأنها تُساءَل؟
يمكن شرح الموضوع في الملاحظات الآتية:
أولًا: محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي للرئيس ففي الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية تسعى لإنشاء رابطة مع الأمم المتحدة، ولكن لم يتبلور شيء.
ثانيًا: المحكمة الأولى تختص بالفصل فى المنازعات القانونية التي تنشأ بين الدول وحدها، بينما الجنائية الدولية تختص بالفصل في 4 مجموعات من الجرائم وتحاكم مرتكبيها بصفة شخصية، فهي تختص بالأفراد أي المتهم بشخصه، وإنما المحكمة الأولى المتهم فيها بصفته وليس بشخصه.
ثالثًا: محكمة العدل الدولية بعد أن تصدر الحكم، لا يمكن استئنافه، وتنتهي صلة المحكمة بالحكم فور صدوره، عدا طلبات إيضاح الحكم إذا كان مُلتبِسًا أو طُلب تفسير الحكم.
رابعًا: تحريك الدعوى في المحكمة الأولى يتم من خلال الدولة المدعية ويتخذ المسجل فى المحكمة إجراءات رفع الدعوى. أمام الجنائية الدولية فيتم تحريك الدعوى فيها بوسائل 3؛ أولها: مجلس الأمن عن طريق قرار الإحالة إلى المحكمة ويصدر القرار وفقا لأحكام الفصل السابع. وقد أصر الوفد الأمريكي في مؤتمر روما فى يوليو 1998 على إدراج مجلس الأمن فى المادة 13 كأول وسيلة والأمم المتحدة كما ذكرنا. والغريب أن الإحالة إلى المحكمة من جانب مجلس الأمن تعلو على حرية المحكمة في تحديد اختصاصها؛ وهي قاعدة راسخة في القضاء الدولي وهي سلطة للقضاء في تحديد اختصاصه وفق الوثيقة المُنشِئة له.
أما الوسيلة الثانية لتحريك الدعوى هي الدولة العضو، والوسيلة الثالثة هي المدعي العام للمحكمة، وفي هذه الوسيلة يمكن تقديم تقارير إلى المدعي العام، فإذا اقتنع بها بدأ التحقيق الأوّلي بناءً على عرضه للدائرة التمهيدية الأُولى التى يُمكن أن تصدر قرار القبض على المتهم، مثلما حدث مع نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت في إسرائيل. ومن الواضح أن المحكمة الجنائية الدولية فيها مستوى استئناف، وقد قدَّم المُدَّعي العام الإسرائيلي استئنافيْن على قرار القبض على رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
خامسًا: في المحكمة الأولى يتمتع الموظفون الرسميون الأساسيون (بمعنى رئيس الدولة ورئيس الوزراء ووزير الخارجية) بالحصانة المطلقة؛ لأن القضية ضد الدولة ورئيس الدولة مسؤول ومتهم بصفته وليس بشخصه، ولذلك يستحيل أن تُوَجِّه محكمة العدل الدولية إلى رئيس وزراء إسرائيل ووزير الدفاع أمرًا بالقبض عليهما؛ لأنهما يتمتعان بالحصانة المطلقة (الحصانة الدبلوماسية وحصانة الدولة).
أما في المحكمة الجنائية الدولية، فإن المادة 27 من "ميثاق روما" تنص على أن الجريمة شخصية والعقوبة شخصية أيضًا، ولذلك وجهت المحكمة أمرًا بالقبض على نتنياهو ووزير الدفاع السابق بعد أن اتهمتهما المحكمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد أكدت المحكمة الأولى مبدأ الحصانة فى عدة أحكام وهذا أمر منطقي.
وهناك فارق بين القضاء الدولي والقضاء الأجنبي، وقد رأينا في القضاء الدولي المدني مبدأ الحصانة المُطلقة؛ حيث يتمتع المسؤولون أنفسهم بالحصانة المطلقة أمام القضاء الأجنبي، فلا تجوز مُحاكمة الدولة أمام القضاء الأجنبي؛ لأن ذلك من نتائج تمتع الدولة بالسيادة والمساواة في السيادة بين الدول صغيرها وكبيرها. أما في القضاء الجنائي؛ فالعقوبة شخصية، وهي تتشابه مع الشريعة الإسلامية في كون العقوبة شخصية، مصداقًا لقوله تعالى "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" (فاطر: 18)، وقوله تعالى "وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ" (الإسراء: 13)، وهذا المبدأ يتَّسمُ بالعدل في المسائل الجنائية في العالم كله؛ سواءً في القضاء الدولي الجنائي أو القضاء الجنائي الداخلي داخل الدول، وهناك مجموعة من المبادئ التى تضمن عدالة المحاكمة في المسائل الحمائية، أهمها مبدأ لا جريمة ولا عقوبة إلّا بنصٍ، وأيضًا في أحكام الإعدام باعتبارها بترًا للمتهم الجاني من المجتمع ومن الحياة، ويلزم إجماع أعضاء المحكمة الجنائية في الجنايات، أما في الجنح، فإن الوضع مختلف .
أما جدوى مثول إسرائيل أما القضاء الدولي بنوعيه، بصرف النظر عن أن القضاء الدولي في بيئة دولية لا يتضمن آليات إلزامية سوى النصوص، فإن قيمة الأحكام القضائية الدولية معنوية في الاساس، لكن يبدو أن الدول أعضاء المحكمة الجنائية الدولية مُلزمون في "ميثاق روما " بتسليم المتهم الصادر بحقه أمر القبض، قد تطور، والدليل على ذلك أنه عندما صدر أمر القبض من الجنائية الدولية على نتنياهو ووزير دفاعه السابق، أعلنت عدة دول أعضاء ومنها أعضاء في الاتحاد الأوروبي، عزمها القبض عليهما فور وصول أيٍِ منهما إلى أراضي الدولة لأي سبب.
وتطبيقًا لذلك، فإن نتنياهو اعتذر عن تلبية دعوى لزيارة هولندا، مخافة القبض عليه خلال الزيارة. ونلاحظ أن القبض يتم؛ سواءً كانت زيارة شخصية أو كانت زيارة دولة رسمية، وقد أصدر القاضي البريطاني قرارًا بالقبض على تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل سابقًا، خلال زيارتها لبريطانيا، لكن الحكومة البريطانية ساعدت الضيفة على الهرب من الأبواب الخلفية، وهذا يمثل مخالفةً من الحكومة لأحكام القضاء البريطاني. وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية، قال وينستون تشرشل رئيس الوزراء آنذاك، إن "لندن سُوِّيَت بالأرض، ولكنَّ الأمل كبير في سلامة بريطانيا ما دام القضاء البريطاني مُستقلًا".
ونلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية تُسهِّل لإسرائيل الإفلات من العقاب، ومع ذلك تحرص إسرائيل على الرد بحجج تافهة على المحكمة الجنائية الدولية. وفي الأسبوع الثاني من ديسمبر 2024، قدم المدعي الاسرائيلي طعنًا على قرار الجنائية الدولية بالقبض على رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق، وهذا الطعن عبارة عن استئنافين، وقد سبق أشرنا إلى أن من الفوارق بين الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، أن الأولى بها استئناف للأحكام التمهيدية، ومعنى ذلك أن إسرائيل شديدة الاهتمام بما صدر عن المحكمة، رغم أنها ليست طرفًا في "ميثاق روما". وفى شهر نوفمبر 2024، أصدر مجلس النواب الأمريكي قانونًا بمعاقبة المدعي العام وأعضاء المحكمة الجنائية الدولية، إن هم أقدموا على إصدار أمر الاعتقال، لكن المحكمة تحدَّت الولايات المتحدة.
بقي أن نرى ماذا سيفعل الرئيس المنتخب دونالد ترامب عندما يتولى السلطة رسميًا في 20 يناير المقبل، وهو الذي تعهَّد بحماية إسرائيل وإقامة "إسرائيل الكبرى"!
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا