عربي21:
2024-11-15@09:19:51 GMT

جرائم الحرب وتصدير الأسلحة للاحتلال

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

في المؤتمر الصحافي الذي عقده وزيرا الخارجية الأمريكي والبريطاني في واشنطن، وجه مراسل قناة أي. تي. في. البريطانية إلى أنتوني بلينكن سؤالا ماضيا كحد النصل. قال له: بعد مقتل أفراد طاقم "المطبخ المركزي العالمي" السبعة، أعربتَ عن استنكارك الشديد. كانت عباراتك قوية بليغة. لكن أين كان موقف الاستنكار هذا عندما كانت القوات الإسرائيلية تقتل المئات من عمال الإغاثة والصحافيين الفلسطينيين، حتى ممن كانوا يرفعون الأعلام البيضاء؟

هنا وقفت سيارة الشيخ بلينكن في العقبة، فارتجل جوابا سفسطائيا باهتا.

طوّح بعيدا لكنه لم يقل شيئا. ذلك أن الحقيقة المعروفة هي أنه استنكر مقتل السبعة استنكارا صادقا ناجزا لأن ستة منهم غربيون، أما مئات القتلى الذين ذكّره بهم الصحافي فكيف لبلينكن ولبايدن أن ينتبها مجرد الانتباه لمقتلهم طالما أنه ليس بينهم غربي واحد! أما الذي زاد جواب بلينكن فداحةَ وضعف أدائه افتضاحا فهو أنه كان بجانب ديفيد كاميرون الفصيح المفوّه الذي غالبا ما تنبجس عبارته دقيقة رشيقة كأنه يقرأ من كتاب.
الحرب في غزة لم تعد حربا على الإرهاب أو للدفاع عن إسرائيل وإنما يبدو أنها حرب على الإنسانية
يبدو أن الحرب في غزة لم تعد حربا على الإرهاب أو للدفاع عن إسرائيل وإنما يبدو أنها حرب على الإنسانية ذاتها وإذا كان مراسل أي. تي. في قد ألقى سؤالا ملغّما سوف يذكره المؤرخون عندما يكتبون عن سيرة بلينكن السياسية الشاحبة، فإن مؤسس منظمة "المطبخ المركزي العالمي" الخيرية خوزي أندرس قد فعل أكثر من ذلك بكثير عندما ظهر على شاشة شبكة أي. بي. سي. التلفزيونية الأمريكية.

قال لا فض فوه: "يبدو أن الحرب في غزة لم تعد حربا على الإرهاب أو للدفاع عن إسرائيل وإنما يبدو أنها حرب على الإنسانية ذاتها" عبارات بسيطة واضحة من الأكيد أن معظم سكان القرية الكونية يشهدون بصحتها بفعل ما هم عليه شهود، يوميا، من عربدة إجرامية جنونية لا تزال مستمرة على مدى أكثر من نصف عام، لكنها مع ذلك عبارات من شبه الأكيد أن الإعلام التلفزيوني الأمريكي لم يسمع مثلها من قبل.

إنها عبارات ثورية بمقاييس البث التلفزيوني الأمريكي وراديكالية بمقاييس الثقافة السياسية الأمريكية (ثقافة الجمهور العام والنخبة على حد سواء). ذلك أنه قد يحدث أن تصيب الإعلامَ التلفزيوني الأمريكي نوبة شجاعة في بعض الحالات المتعلقة بالسياسة الأمريكية، خصوصا على المستوى المحلي المتعلق بشؤون الولايات والمدن والبلدات، لكن لم يحدث أبدا أن تصادفت أو تشابكت نوبة الشجاعة النادرة هذه مع واقعة أو مسألة تهم إسرائيل.

ورغم أن هامش الحرية لدى الصحافة المكتوبة أوسع، خصوصا في كبريات الصحف، فإن الشجاعة مثلما تقول العبارة العامية، تحضر وتغيب.

تحضر لماما وتغيب أعواما. لأن الموقف الإعلامي الأمريكي من إسرائيل لا يزال أسير عادات التهيّب والتوقير القريب من التقديس. ولهذا فإنها سابقة إعلامية فعلا أن تقدم قناة أمريكية على استضافة شخص يتهم إسرائيل بشن حرب على الإنسانية، ثم ألاّ يتراكض مسؤولو القناة إلى حذف عبارات الاتهام هذه من الحوار بعد تسجيله، أو ألاّ يقرروا بعد أخذ ورد أن عدم بث الحوار أصلا هو الأنسب والأسلم.

بل الذي حدث أن الشبكة الأمريكية قررت إبقاء هذه العبارات القادحة في الذات الإسرائيلية المقدسة، ومضت إلى حد رفع فيديو الحوار المسجل على يوتيوب تحت عنوان: الحرب في غزة حرب على الإنسانية.

والحق أن الذي لفت نظري، قبل أيام من اكتشافي مفاجأة هذا الحوار التلفزيوني، هو مقال الرأي الذي نشره خوزي أندرس نفسه في جريدة النيويورك تايمز. مقال ينبئك منذ فقرته الافتتاحية أن صاحبه كاتب قدير خبير بكيمياء اللفظ. في البداية تساءلت هل يكون الرجل كاتبا، ثم لما علمت أنه في الأصل طباخ إسباني ناجح بارع في فن الطبخ، رجح عندي أن الذي كتب المقال أو حرره ملحق إعلامي في المطبخ المركزي العالمي أو صحافي من المتعاونين أو المتضامنين مع المنظمة الخيرية.

وهذا أمر مألوف في كثير من المنظمات، حيث يكون من مهام قسم الإعلام تحرير الخطب أو مقالات الرأي التي تنشر في الجرائد.

هكذا بدأ المقال: "في أسوأ الظروف التي يمكن أن تتخيلها – في أعقاب الأعاصير، والزلازل، وانفجارات القنابل وطلقات النيران – يُشعّ من الإنسانية خيرُ ما فيها وأفضل. ليس مرة أو مرتين بل تكرارا وعلى الدوام".

وفي ثنايا المقال، ضمن درر كثيرة مشابهة، أن: "الغذاء حق إنساني بإطلاق. (في منظمتنا) لا نسأل بأي ديانة تَدِين، بل نسأل كم وجبة تحتاج؟".

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة غزة الدعم الأمريكي جرائم الاحتلال العدوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب على الإنسانیة الحرب فی غزة یبدو أن

إقرأ أيضاً:

ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

شاركت طائرات إف-35 سي المنتشرة على متن حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن الموجودة في بحر العرب، في أحدث سلسلة من الضربات الجوية ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون في اليمن- حسب ما أفادت صور وزعتها القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) يوم الثلاثاء.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي تشارك فيها هذه الطائرات المتطورة في هجمات ضد الحوثيين، وسبق أن هاجمت قاذفات B2 الشبحية للمرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية محافظات الحديدة وصنعاء وعمران وصعدة بأكثر من 25 غارة جوية.

وأعلن الحوثيون يوم الثلاثاء مهاجمة حاملة الطائرات لينكولن وسفن بحرية أمريكية أخرى، واعترف البنتاغون بتعرض قواته للهجوم من الحوثيين لكنه قال إنه تصدى للهجمات. وهو اعتراف نادر من الدفاع الأمريكية بتعرضها للهجمات من الحوثيين.

كيف سيتعامل ترامب مع حرب اليمن والحوثيين؟

فما الذي نعرفه عن المقاتلة الأمريكية اف -35؟

الطائرة التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن”، تُعد المقاتلة الأكثر تقدماً في الترسانة الأميركية، إذ تم بالفعل صناعة أكثر من 972 طائرة حربية، ويجري التخطيط لإنتاج أكثر من 3500 طائرة أخرى على مستوى العالم.

وتعتمد وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” على خدمات “F-35” منذ عقود، كمقاتلة أساسية لكل من الولايات المتحدة ومجموعة من الحلفاء، تماماً مثل الدور الذي شغلته لعقود مقاتلة “F-16 Flying Falcon”.

وهي أول طائرة حربية في التاريخ تقوم بالتحليق من الأرض إلى الجو بشكل عمودي، بدون الحاجة إلى مدرج، وفقا لموقع المقاتلة على الإنترنت.

صاروخ الموجه جو-أرض (JASSM) الذي تم إطلاقه أثناء الاختبار. AFP PHOTO/US AIR FORCE (Photo by US AIR FORCE / USAF / AFP)

وتتمتع الطائرة، أيضا، بخاصية “الإقلاع القصير” التي تمنحها القدرة على حمل حمولات أكبر والإقلاع من مدرج قصير للغاية.

تمثل مقاتلة F-35 الأسرع من الصوت والمتعددة الأدوار قفزة نوعية في قدرة الهيمنة على الهواء والقدرة على التواجد والبقاء في بيئات جوية معادية.

تسمح مقاتلة F-35 للطيارين باختراق أي منطقة من دون أن يتم رصدهم. وقد تم تصميم الطائرة F-35 مع وضع ساحة المعركة بأكملها في الاعتبار.

وظهرت المقاتلة إلى العلن أول مرة خلال طيران تجريبي عام 2006، وسلمت أول نماذج الطائرة إلى الجيش الأميركي عام 2010 لكنها دخلت الخدمة رسميا عام 2015.

خلال هذه الأعوام كانت الشركة المصنعة تختبر وتحلق بالموديلات الأكثر حداثة من الطائرة، F35 A و B و C والمصممة خصيصا للعمل مع أفرع محددة من القوات المسلحة.

ووفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست، فإن بإمكان الاضطلاع بتنفيذ المهام، التي كانت تقوم بها عادة عدة طائرات متخصصة مثل: القتال الجوي والقصف جو – أرض وعمليات الهجوم الإلكتروني والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

ويمكنها اكتشاف مركبات وطائرات العدو قبل وقت طويل من رصدها، حيث صمم شكلها الخارجي ومنصات الأسلحة والوقود وأجهزة الاستشعار المدمجة لتحقيق أقصى أداء للتخفي.

يستطيع الطيار من خلال الخوذة المتطورة التي يرتديها البقاء على معرفة تامة بما يجري في ميدان المعركة لعشرات الأميال، حيث تستطيع رادارت الطائرة المتطورة التقاط وتحليل بيانات المركبات المعادية واستهداف العديد منها في وقت واحد. وتبلغ قيمة الخوذة وحدها 400000 دولار.

خوذة الطيار في اف-35 REUTERS/Gary Cameron

يمنح محرك الطائرة المتطور مسافة تحليق أطول بـ30 بالمئة مقارنة بالنماذج السابقة، كما إنها تمتلك نظام أسلحة من الجيل الخامس JASSM القادر على تحطيم الأهداف بدقة من مسافات كبيرة تجعل الطائرة آمنة ضد نظم الدفاع الجوي.

وتصف شركة لوكهيد مارتن النظام بأنه “أول صواريخ كروز” المحمولة جوا التي صنعتها.

مواصفات المقاتلة هي التالية:

عدد أفراد الطاقم: 1
قمرة قيادة: 1
الطول: 15.7 متر
السرعة القصوى: 1.6 ماخ (1930 كلم/ساعة)
المسافة بين جناحيها: 10.7 متر
نصف قطر الدائرة القتالية: 1135 كلم
المدى: 2220 كم بالوقود الداخلي
أقصى سعة للوقود: 8382 كلغ.

 

المصادر: وسائل إعلام أمريكية

 

 

 

مقالات مشابهة

  • آصف رحمن.. الموظف الأمريكي الذي سرّب وثائق الهجوم الاسرائيلي إلى طهران
  • هيومن رايتس ووتش تتهم إسرائيل بجرائم حرب وضد الإنسانية
  • «بلنكين» يدعو إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة «بوريل» يقترح تعليق الحوار السياسي معها
  • كيف تعاملت الدولة مع جرائم الاتجار في الأسلحة والمخدرات.. القانون يجيب
  • وزير الخارجية الأمريكي يؤكد أهمية زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • البيت الأبيض: دعم أوكرانيا بمثابة دعم لصناعة الأسلحة الأمريكية
  • ضبط عنصر إجرامي يدير ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالفيوم
  • إسرائيل حققت أهدافها.. وزير الخارجية الأمريكي يؤكد: الوقت المناسب لإنهاء الحرب في غزة
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • واشنطن: إسرائيل لم تنتهك القانون الأمريكي وتوريد الأسلحة سيستمر