الثورة نت:
2025-04-29@03:23:28 GMT

الزامل والبرع..فن الرجولة الذي لا شبيه له

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

 

تطفو الهوية الإيمانية الإنسانية الحضارية للشعب اليمني على موج زاخر من السمات الثقافية الحية والتي تتمازج مع محصول أو ركامٍ ثري موروث من العادات والتقاليد النابضة في مفاصل حياته اليومية بمناسباتها ومواسمها ومحطاتها الإحيائية الشتى، كمواسم الزرع والحصاد والزواج والنفير لمواجهة عدو أو غاز، ومناسباتِ الوداع والمآتم وأيضا مناسباتِ الأعياد، وعلى رأسها عيدا الفطر والأضحى المباركان، وسوى ذلك من المناسبات البهيجة أوالحزينة.

.
من بين تلك السمات الثقافية أو الفنون العريقة..فنُّ”الزامل”، الذي يتصل به وعلى نحو عضوي قوي فنٌ آخر لايقل عنه عراقةً وتميزا، هو “البرع” .
“الزامل” هو صهيل الروح اليمنية الشجاعة المقاتلة والمتشبثةِ بدينها وعزتها وكرامتها وأرضها، والتي لاتهادن ولاتنكسر في مواجهة المعتدين والغزاة عبر التاريخ حتى اليوم..
و”البرع” هو التحليق عالياً فوق السحاب، لتلك الروح الأبية الفولاذية “المشحوطة” المنتصرة – دائما – على العدو والغازي المجاوز للحدود ..!
وبينهما (أي الزامل والبرع)- كما سلفت الإشارة- علاقة عضوية لا تنفك أبداً..
نحن نتحدث-إذن-عن فن مركب لا شبيه له، على أوسع المستويات، في وهج الرجولة العالي الذي تتكئ عليه حركة الإيقاع والنبرة والمعاني والدلالات والإيحاءات لهذا الفن الشعبي اليمني عميق الجذور والذي يحكي بصمةً نادرة هي نسيج وحدها بين فنون الشعوب وفلوكلورها المعبِّر المتوارث..
لكن للأسف فن “الزامل”، بالتحديد، يكاد اليوم أن يفقد الكثير من طابعه الرجولي الحربي الشعبي اليمني الأصيل والفريد على مستوى العالم، وخصوصا لدى من انخرطوا به في السياق الفني والثقافي لمواكبة الأحداث.. وذلك بتغلغل الآلات الموسيقية الحديثة فيه على حساب إيقاع “الطاسة والمرفع” – الطبل الشعبي المعروف- الذي يتسم بالمهابة والحماسة والاعتزاز ويعكس شجاعة وإباء اليمني في الحرب..
بكل تأكيد أمرٌ محمود بل مطلوب أن يوظَّف فنٌّ كهذا في الجبهة الجهادية والتعبوية وشحذ الهمم والعزائم ضد الأعداء.. كما أننا لسنا ضد التجديد الذي لا يمس بأصالته وجوهره المميز والأصيل، وهذا هو المفهوم الصحيح للتجديد كقيمة إبداعية تضيف وتثري..
لكنَّ ما سوى ذلك-كما نرى-ليس تجديداً، وإنما شيء آخر.
ورحم الله الشهيد الكبير لطف القحوم، الذي أدرك تلك السمة الجوهرية المميزة للزامل اليمني، وحافظ عليها في كل أعماله تقريبا.
والتحية لكل المبدعين الدائبين في الزرع والبذل والجهد والتثمير والحصاد في هذا الحقل الثقافي الفني الخصب والمَريع والذين نتمنى عليهم (على كل المنشدين “المزوملين” الأعزاء الحاضرين في الساحة..) أن يتحروا ذلك الحرصَ نفسه على خصوصية هذا الفن الأصيل كبصمة إبداعية يمنية رجولية خالصة..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ندوة عن المكتبات والمراكز الثقافية والمخطوطات في محافظة شمال الشرقية

مسقط "العُمانية": نظمت محافظة شمال الشرقية ضيف شرف المعرض ندوة بعنوان "المكتبات والمراكز الثقافية والمخطوطات في محافظة شمال الشرقية" ركزت على دور المكتبات الوطنية في رفد الحركة الثقافية، والتحديات التي تواجه هذه المكتبات نظرًا لظهور القراءة الإلكترونية، وكيفية رسم خارطة طريق جديدة للرؤى المستقبلية للمكتبات الوطنية.

وقال الدكتور سعيد بن سيف المسكري إن المكتبات في سلطنة عُمان تلعب دورًا محوريًا في الحراك الثقافي والأدبي وتسهم في الحفاظ على تاريخ وثقافة سلطنة عُمان وتعزيزهما من خلال ما تضمه من وثائق ومخطوطات، كما أنها تُعد مصادر قيّمة للباحثين والطلاب وعامة الناس ولها أهمية في دعم الدراسات الأكاديمية.

وأضاف أن الحفاظ على هذه المكتبات يعد تحديًا معقدًا حيث وجود المناخ الرطب الذي يهدد المخطوطات الهشة، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المكتبات المخفية في القرى النائية التي لا يعرفها إلا السكان المحليون نظرًا لانتقال الأجيال اليوم إلى المراكز الحضرية وظهور الوسائط الرقمية.

من جانبة قال الشيخ الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي إن فكرة إنشاء المكتبات تتمثل في نشر الفكر والوعي لجميع فئات المجتمع عبر مجموعة من البرامج، وذلك من أجل بناء قدرات الشباب وتوجيه طاقاتهم، إضافة إلى تربية الأبناء وتنشئتهم على الطريق القويم وتدريبهم على اكتساب العادات الحسنة وتعويدهم على مكارم الأخلاق عبر القراءة.

وأكد خالد بن سعيد الراشدي على أن المكتبات تتفاوت في الوظائف التي تقوم بها فمنها من يقتصر على الوظيفة العلمية والتثقيفية وتوفير مصادر المعلومات والمعرفة للمجتمع، الأمر الذي يمثل دورها الثقافي والتعليمي والفكري المهم في ما توفره من مخطوطات ووثائق وكتب متنوعة.

وقال الباحث محمد العيسري إنه حسب مركز ذاكرة عمان، فإن محافظة شمال الشرقية تأتي في المرتبة الأولى على مستوى سلطنة عمان من حيث عدد المخطوطات التي رصدت في المكتبات والخزائن الخاصة بعد استثناء محافظة مسقط، وأن أهم وأكبر خزانتين للمخطوطات هما دار المخطوطات العمانية في وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي ومكتبة نور الدين السالمي التي تأتي ثالثا من حيث عدد المخطوطات، ومكتبة الشيخ سالم بن حمد الحارثي رابعا، مشيرا إلى ما تمثله هذه المكتبات من أهمية ثقافية وفكرية وأدبية.

وذكر أن ولاية القابل تتصدر عدد المخطوطات في شمال الشرقية حسب رصد مركز ذاكرة عمان برصيد 749 مخطوطًا، وولاية بدية تاليًا برصيد 685 مخطوطًا، وولاية إبراء برصيد 241 مخطوطًا، ثم ولاية المضيبي 195 مخطوطًا، ثم ولاية سناو بـ 119 مخطوطًا، ثم ولاية دماء والطائيين بـ 91 مخطوطًا، وأن المركز لا يزال مستمرًا في عملية رصد المخطوطات نظرًا للأهمية التي تمثلها من إرث ثقافي وحضاري وضرورة إيصالها للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • المشهد اليمني الذي يشبه غزة
  • مشاركون: «القمة الثقافية أبوظبي» حدث استثنائي يتطوّر سنوياً
  • اليوم الثاني من الفعالية الثقافية صور من التراث السوري التي تنظمها وزارة الثقافة على مسرح دار الأوبرا بدمشق
  • قصة المحكي الشعبي: خاطف خضر عليه السلام
  • ندوة عن المكتبات والمراكز الثقافية والمخطوطات في محافظة شمال الشرقية
  • الريال اليمني يتهاوى مجددًا.. الدولار يكسر حاجز الـ2500 في عدن اليوم الأحد
  • فعاليات اليوم الثاني لمعرض الكتاب في الرابطة الثقافية - طرابلس
  • البدور تضيء سماء الثقافة في ليلة أكاديمية فنسفة الثقافية في اليوم العالمي للفن
  • جلسة نقدية تبحث تجليات السرد الشعبي في الأدب العُماني
  • الريال اليمني يهوِي إلى مستويات قياسية أمام الدولار والريال السعودي اليوم السبت