الزامل والبرع..فن الرجولة الذي لا شبيه له
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
تطفو الهوية الإيمانية الإنسانية الحضارية للشعب اليمني على موج زاخر من السمات الثقافية الحية والتي تتمازج مع محصول أو ركامٍ ثري موروث من العادات والتقاليد النابضة في مفاصل حياته اليومية بمناسباتها ومواسمها ومحطاتها الإحيائية الشتى، كمواسم الزرع والحصاد والزواج والنفير لمواجهة عدو أو غاز، ومناسباتِ الوداع والمآتم وأيضا مناسباتِ الأعياد، وعلى رأسها عيدا الفطر والأضحى المباركان، وسوى ذلك من المناسبات البهيجة أوالحزينة.
من بين تلك السمات الثقافية أو الفنون العريقة..فنُّ”الزامل”، الذي يتصل به وعلى نحو عضوي قوي فنٌ آخر لايقل عنه عراقةً وتميزا، هو “البرع” .
“الزامل” هو صهيل الروح اليمنية الشجاعة المقاتلة والمتشبثةِ بدينها وعزتها وكرامتها وأرضها، والتي لاتهادن ولاتنكسر في مواجهة المعتدين والغزاة عبر التاريخ حتى اليوم..
و”البرع” هو التحليق عالياً فوق السحاب، لتلك الروح الأبية الفولاذية “المشحوطة” المنتصرة – دائما – على العدو والغازي المجاوز للحدود ..!
وبينهما (أي الزامل والبرع)- كما سلفت الإشارة- علاقة عضوية لا تنفك أبداً..
نحن نتحدث-إذن-عن فن مركب لا شبيه له، على أوسع المستويات، في وهج الرجولة العالي الذي تتكئ عليه حركة الإيقاع والنبرة والمعاني والدلالات والإيحاءات لهذا الفن الشعبي اليمني عميق الجذور والذي يحكي بصمةً نادرة هي نسيج وحدها بين فنون الشعوب وفلوكلورها المعبِّر المتوارث..
لكن للأسف فن “الزامل”، بالتحديد، يكاد اليوم أن يفقد الكثير من طابعه الرجولي الحربي الشعبي اليمني الأصيل والفريد على مستوى العالم، وخصوصا لدى من انخرطوا به في السياق الفني والثقافي لمواكبة الأحداث.. وذلك بتغلغل الآلات الموسيقية الحديثة فيه على حساب إيقاع “الطاسة والمرفع” – الطبل الشعبي المعروف- الذي يتسم بالمهابة والحماسة والاعتزاز ويعكس شجاعة وإباء اليمني في الحرب..
بكل تأكيد أمرٌ محمود بل مطلوب أن يوظَّف فنٌّ كهذا في الجبهة الجهادية والتعبوية وشحذ الهمم والعزائم ضد الأعداء.. كما أننا لسنا ضد التجديد الذي لا يمس بأصالته وجوهره المميز والأصيل، وهذا هو المفهوم الصحيح للتجديد كقيمة إبداعية تضيف وتثري..
لكنَّ ما سوى ذلك-كما نرى-ليس تجديداً، وإنما شيء آخر.
ورحم الله الشهيد الكبير لطف القحوم، الذي أدرك تلك السمة الجوهرية المميزة للزامل اليمني، وحافظ عليها في كل أعماله تقريبا.
والتحية لكل المبدعين الدائبين في الزرع والبذل والجهد والتثمير والحصاد في هذا الحقل الثقافي الفني الخصب والمَريع والذين نتمنى عليهم (على كل المنشدين “المزوملين” الأعزاء الحاضرين في الساحة..) أن يتحروا ذلك الحرصَ نفسه على خصوصية هذا الفن الأصيل كبصمة إبداعية يمنية رجولية خالصة..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وفاة المعمر اليمني سيف العزيزي عن عمر يناهز ١٢٠ عاما
الوحدة نيوز/ توفي فجر اليوم الأربعاء في محافظة تعز أحد أكبر المعمرين في اليمن الحاج سيف مهيوب العزيزي عن عمر يناهز ١٢٠ عاما وهو من مواليد أبناء مديرية جبل حبشي تعز جنوب غرب اليمن مطلع القرن الماضي.
وأفاد الصحفي محمد العزيزي أن عمه الحاج سيف العزيزي شقيق والده وأكبر أعمامه سنا ، كان يمارس حياته الطبيعية في مسقط رأسه حيث كان يعمل طوال حياته في فلاحة الأرض ورعي الأغنام وتربية النحل ولم يغادر قريته إلا مرة واحدة لأداء فريضة الحج منتصف القرن الماضي،وكان أكله اللبن والجبن والعسل واللحم و”الفطير “الفطائر والخبز البلدي الخالص ، ولا يأكل السمك والمعلبات والمنتجات الصناعية.. مؤكدا أن المعمر العزيزي تزوج بإمرأتين وله ستة أبناء ذكورا وإناث وعشرات الأحفاد وأبناء الأحفاد.
وأضاف الصحفي العزيزي أن عمه الحاج سيف، ظل مقعدا على الفراش طوال خمسة عشر عاما بسبب كسر وخروج رمانة رجله اليسرى إثر إنزلاقه على الأرض حتى وفاته رحمه الله تعالى.
وتوفي الحاج سيف العزيزي بعد وفاة زوجته بأسبوع حيث توفيت الأربعاء الماضي في تعز ، هذا وقد وري جثمان المعمر سيف العزيزي بعد الصلاة عليه في مقبرة الاجينات بمدينة تعز ، رحمة الله تغشاه واسكنه فسيح جناته.