إيران وإسرائيل.. هل اقتربت الضربة أم حدث شيء في طهران؟
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
تترقب إسرائيل والولايات المتحدة هجوما إيرانيا محتملا ردا على قصف مجمع سفارتها في دمشق مطلع أبريل الحالي، حيث توقعت بعض المصادر أن تطلق طهران عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية. فيما أشارت تقارير إلى أن النظام الإيراني يفكر في رد محدود لا يؤدي إلى تصعيد عسكري في المنطقة.
ونقلت شبكة "سي بي أس نيوز" عن مسؤولين أميركيين، الجمعة، أن إيران قد تستهدف إسرائيل باستخدام 100 طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ، والتي ستوجه نحو أهداف عسكرية إسرائيلية.
وقالت مصادر للشبكة إن هذه الهجمات قد تشارك فيها القوات الإيرانية بشكل مباشر، والميليشيات الموالية لطهران ووكلائها في المنطقة، مشيرين إلى أنه تم ضخ أسلحة عديدة لهم منذ أسابيع.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إنه يتوقع أن تحاول طهران توجيه ضربة لإسرائيل في المدى القريب، وحض إيران على عدم مهاجمة إسرائيل.
وقال بايدن "لا أريد الخوض في معلومات سرية لكني أتوقع أن تحصل الضربة عاجلا وليس آجلا".
ولدى سؤاله عن ماهية رسالته لإيران في ما يتعلق بتوجيه ضربة لإسرائيل، قال بايدن "لا تفعلوا!".
وتابع "نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل، وسندعم إسرائيل، وسنساعد في الدفاع عن إسرائيل وإيران لن تنجح".
وتتهم طهران عدوها اللدود إسرائيل بتنفيذ الضربة التي أدت الى مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني بينهم ضابطان كبيران. وتوعد كبار المسؤولين، يتقدمهم المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، إسرائيل بـ"العقاب".
وشددت إسرائيل التي لم تتبن الضربة، على أنها سترد على أي استهداف إيراني، بينما أكدت حليفتها واشنطن دعمها في مواجهة أي تهديد.
"هجوم محدود" ودعم أميركي لإسرائيل قوات أميركية تعيد التموضع في الشرق الأوسط تحسبا لأي هجمات إيرانية. أأرشيفيةويعتقد مسؤولون أميركيون "أن إيران ستختار تنفيذ الهجوم على نطاق محدود لتجنب تصعيد كبير" وأن ردهم الانتقامي سيكون "وشيكا"، مشيرين إلى أن إسرائيل قد تواجه صعوبة في الدفاع ضد هجوم بهذا الحجم.
وتشير الشبكة إلى أن طهران حتى الآن لم تتحدث علنا "كيف؟ أو متى؟" سترد بهجماتها، لذا من غير الواضح إلى أي مدى سيذهب قادة إيران إذا قرروا تنفيذ هجوم مباشر على إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع بكثير.
وتحاول واشنطن الضغط على طهران للتراجع عن تهديدها بشن ضربة انتقامية ضد إسرائيل، وهو ما يضع تحديات جديدة أمام إدارة الرئيس بايدن لتجنب حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط بحسب تقرير نشرته شبكة "أي بي سي نيوز".
وقال مسؤلون أميركيون إن الولايات المتحدة "تنقل قوات وأصولا" للشرق الأوسط، في محاولة لردع إيران عن شن هجوم واسع النطاق وحماية القوات الأميركية في المنطقة.
وأشار مسؤول أميركي لم تفصح الشبكة عن اسمه أن "الأصول الأميركية التي يتم نقلها إلى المنطقة.. يمكن أن تساعد في الدفاع الجوي".
ويوجد حوالي 34000 جندي أميركي في العراق وسوريا، إضافة إلى عشرات الآلاف من القوات الأميركية العاملة في الشرق الأوسط.
إلى ذلك قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، "نعتبر أن تهديد إيران المحتمل، حقيقي وموثوق" وتنوي الولايات المتخذة "بذل كل ما هو ممكن لضمان تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها".
وأكد كيربي، الجمعة، أن الأولوية القصوى "ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها من هجوم إيران محتمل، تفعل واشنطن أيضا كل ما في وسعها لحماية شعبنا ومنشآتنا".
وأضاف أنه "سيكون من غير الحكمة ألا نلقي نظرة على وضعنا في المنطقة، للتأكد من أننا مستعدون بشكل مناسب أيضا".
وفي إشارة إلى مدى الجدية التي تنظر بها الولايات المتحدة لخطر التصعيد، أكد البنتاغون، الخميس، وصول قائد القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" الجنرال، إريك كوريلا، إلى إسرائيل للقاء مسؤولين عسكريين.
بايدن محذرا إيران: لا تفعلوا ذلك قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إن رسالته إلى إيران، التي هددت بالقيام بعمل عسكري ضد إسرائيل، هي "لا تفعلوا ذلك".والجمعة شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، على أن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان "جنبا إلى جنب" في مواجهة إيران.
وقال في بيان عقب لقائه كوريلا "أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح: إنهم يقربوننا من بعضنا البعض ويعززون روابطنا".
وشدد غالانت في اتصال بنظيره الأميركي، لويد أوستن، الخميس، أن "إسرائيل لن تتساهل مع ضربة إيرانية ضد أراضيها".
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من أنه "اذا قامت إيران بهجوم من أراضيها سترد إسرائيل وتهاجم إيران".
وأعلنت واشنطن تقييد حركة دبلوماسييها في إسرائيل بسبب المخاوف الأمنية.
قال دافيد خالفا، المحلل لدى مؤسسة "فونداسيون جان جوريس" في باريس، إن حقيقة أن أيا من الجهات المعنية ليست لديها مصلحة في إثارة التصعيد، لا تحمي من أزمة واسعة النطاق.
وتابع لوكالة فرانس برس "الأخطاء في الحسابات واردة. للردع جانب نفسي. تقع الأطراف المتحاربة تحت رحمة خطأ وزلة قد يؤديان إلى تداعيات متتابعة".
وقال راز زيمت، الباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي لوكالة رويترز "سيكون من الصعب للغاية على إيران عدم الرد... ما زلت أعتقد أن إيران لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة وواسعة النطاق ضد إسرائيل، وبالتأكيد ضد الولايات المتحدة. لكن عليها أن تفعل شيئا".
"حالة تآهب قصوى" و"لا استهداف للمصالح الأميركية" حزب الله يتبادل إطلاق النار بشكل شبه يومي عبر الحدود مع الجيش الإسرائيليويشير تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن إسرائيل وضعت نفسها في حالة "تأهب قصوى" بسبب تهديدات وتقييمات استخباراتية بشأن هجمات إيرانية متوقعة.
وقالت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ إن الهجمات قد تحدث خلال الـ 48 ساعة المقبلة، مشيرين إلى أنه حتى الآن لم تحصل موافقة من كبار المسؤولين في طهران لتنفيذ الهجوم.
وتعمل القنوات الدبلوماسية تعمل بشكل حثيث لتدارك الأمر، ناهيك عن تحذيرات مباشرة من الولايات المتحدة، وطلبات دولية بتهدئة التصعيد في المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه لم يصدر تعليمات جديدة للمدنيين، لكن قواته في حالة تأهب قصوى ومستعدة لمجموعة من السيناريوهات.
وأكد مسؤولون أميركيون وإيرانيون لصحيفة نيويورك تايمز، الجمعة، إن التحليلات الاستخباراتية تشير إلى أن طهران ستضرب أهدافا متعددة داخل إسرائيل، ولكنها لن تستهدف القوات الأميركية الموجودة في الشرق الأوسط لتجنب تصعيد الصراع في المنطقة.
وسط مخاوف من هجوم إيراني.. واشنطن ترسل تعزيزات إلى الشرق الأوسط قالت الولايات المتحدة، الجمعة، إنها بصدد إرسال تعزيزات إلى الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف من أن تشن إيران قريبا هجوما على إسرائيل، وفقا لوكالة "فرانس برس".وأشار محللون إلى أن القادة في إيران يريدون الوصول لمعادلة لإقناع الجميع بأن طهران ليست عاجزة عن الرد، ولكنه لن يكون كبيرا إلى الحد الذي قد يدفع بالمنطقة إلى حرب شاملة أو مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.
ويشدد مسؤولون إيرانيون على أن طهران "تدافع عن نفسها فقط" بهدف حشد الدعم الدولي لضرباتها الانتقامية بعد الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق.
وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية "الرد الانتقامي سيأتي... تشير الافتراضية في الوقت الحالي إلى أن ذلك سيحدث قريبا جدا في الأيام القليلة المقبلة".
اعتبر مركز صوفان في نيويورك المتخصص في القضايا الأمنية أن "الهجوم الإسرائيلي" على مبنى القنصلية يعني أنه سيتم تحميل إيران "المسؤولية عن أعمال حماس وغيرها من الحلفاء مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن"، وفقا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس.
ومذاك، تبقى نيات طهران مجرد تخمينات، حتى مع الإجماع في الغرب على وجود احتمال كبير بشن إيران ضربة موجهة إلى إسرائيل، وهو ما تحدثت عنه وسائل إعلام أميركية هذا الأسبوع.
فطهران تملك الترسانة اللازمة لاستهداف إسرائيل أو بنى تحتية أو مرافق مطارات أو منشآت طاقة، مثل منصة استخراج غاز.
ويقدر مركز صوفان أن موقف الحكومتين الأميركية والإسرائيلية "يشير إلى أنهما تتوقعان أن تستخدم طهران ترسانتها من صواريخ كروز والصواريخ البالستية بالإضافة إلى مسيرات مماثلة لتلك التي باعتها إيران بكميات كبيرة لروسيا" أي من طراز شاهد.
لكن العملية ستكون بمثابة تصعيد كبير.
"حلقة جديدة من التوترات" بين واشنطن وإسرائيل.. "إحباط" في البنتاغون بعد ضربة قنصلية إيران كشف مسؤولون أميركيون أن كبار موظفي البنتاغون "شعروا بإحباط"، بعدما لم تبلغها إسرائيل بالغارة المزعومة على موقع إيراني في سوريا مطلع هذا الشهر، وفق صحيفة "واشنطن بوست".من جهتها، قالت الخبيرة المستقلة في شؤون الشرق الأوسط، إيفا كولوريوتيس، لوكالة فرانس برس "إيران ما زالت تهدد بالرد فيما تبعث في الوقت نفسه رسائل إقليمية ودولية مفادها أنها تبحث عن بديل سياسي للرد العسكري".
وأوضحت أن "طهران لا تريد حربا مباشرة مع إسرائيل، على الأقل في هذه المرحلة"، وليس بوسعها التصعيد، معتبرة أن "هذا المأزق يفسر تأخر الرد".
وأعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، الجمعة أنه أطلق "عشرات صواريخ الكاتيوشا" على مرابض مدفعية إسرائيلية في هجوم قال إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان.
وقال وزير خارجية إيران، حسين أمير عبداللهيان "عندما يقدم النظام الصهيوني، مخالفا القانون الدولي واتفاقيات فيينا، على انتهاك كامل لحصانة الأفراد والمقار الدبلوماسية، يصبح الدفاع المشروع ضرورة".
وتلقى أمير عبداللهيان في الأيام الماضية سلسلة اتصالات من نظرائه في دول عدة منها ألمانيا وبريطانيا والسعودية وقطر، تمحورت على خفض التوتر.
تجد إيران نفسها "أمام معضلة" كما كتب من جهته الدبلوماسي الفرنسي السابق ميشال دوكلو على موقع "انستيتو مونتينيه".
ألمانيا تحث مواطنيها على مغادرة إيران حثت ألمانيا مواطنيها، الجمعة، على مغادرة إيران قائلة إن هناك مخاطر من تصعيد مفاجئ في التوتر الحالي بين طهران وإسرائيل.وأوضح "لا شك في أنها غير واثقة بما يكفي في قواتها كونها مترددة في القيام بخطوة تصعيدية مع إسرائيل. لكن إذا لم ترد، فهي تخاطر بفقدان جزء من مصداقيتها في المنطقة، في الآراء وكذلك بين المجموعات المسلحة الموالية لها".
وهذه المجموعات المسلحة في العراق واليمن وسوريا ولبنان والتي تشكل "محور المقاومة" الإيراني ضد إسرائيل، تظهر بالتالي أكثر من أي وقت مضى على خط المواجهة، مع احتمال تكثيف عملياتها، بحسب فرزان ثابت، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد جنيف للدراسات العليا.
وكتب على منصة إكس أن إيران يمكنها أن تطلب منها زيادة هجماتها وأن تزيد تزويدها بالأسلحة الحديثة، وأضاف "إن نفي مثل هذا الخيار أسهل وكلفته السياسية أقل وكذلك خطر الرد عليها".
وتشمل الفرضيات الأخرى استهداف ممثلية دبلوماسية إسرائيلية في الخارج، وهو أمر قد ينطوي على جر دولة ثالثة إلى الصراع، أو "هجوم إرهابي ضد مرافق دبلوماسية أميركية في المنطقة أو خارجها" وفق مركز صوفان.
وأكدت الخارجية الأميركية الخميس أن الوزير أنتوني بلينكن تواصل مع عدد من نظرائه بمن فيهم الصيني واني يي والسعودي فيصل بن فرحان، لحض إيران على تجنب "التصعيد".
وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ الجمعة أن "الصين ستواصل أداء دور بناء في الشرق الأوسط ... والمساهمة في تهدئة الوضع. على الطرف الأميركي خصوصا أن يؤدي دورا بناء".
وفي ظل المخاوف من تصعيد واسع، نصح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه مواطنيه "بضرورة الامتناع عن التوجه إلى إيران وإسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية".
وحثت ألمانيا مواطنيها الجمعة على مغادرة إيران قائلة إن هناك مخاطر من تصعيد مفاجئ في التوتر الحالي بين طهران وإسرائيل، مع احتمال اعتقال السلطات الإيرانية لمواطنين ألمان على نحو تعسفي.
وتحذر دول من بينها الهند وفرنسا وروسيا وبولندا مواطنيها من السفر إلى المنطقة المتوترة بالفعل بسبب الحرب في غزة التي دخلت الآن شهرها السابع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط ضد إسرائیل فی المنطقة الدفاع عن فرانس برس أن إیران أن طهران إلى أن
إقرأ أيضاً:
ضم الضفة والتعامل مع إيران.. ماذا تعكس خيارات ترامب تجاه قضايا الشرق الأوسط؟
الولايات المتحدة – أثار إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أسماء مرشحيه للمناصب القيادية في إدارته، تساؤلات حول سياسته المتوقعة حيال قضايا الشرق الأوسط والعالم، خاصة مع اتجاهاتها المتشددة.
وسيتسلم فريق ترامب، المعروف بنظرته المتشددة تجاه فلسطين وإيران، ملفات ملتهبة بالفعل في ظل حرب دامية متواصلة منذ أكثر من عام، تجمعت فصولها أخيرا لتقود إلى مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، كما أن هذه الأولى، باتت تسعى إلى ما أهو أكثر من الاعتراف بالقدس عاصمة لها، وتضع عينها على الضفة الغربية بأكلمها، وتخطط للبقاء طويلا في غزة.
وفي ولايته الأولى بين عامي 2016 و2020، قدم ترامب، لإسرائيل ما لم يقدمه رئيس أمريكي، وأدبى مواقف متشددة من إيران وفلسطين، وهو ما يتوقع استمراره في ولايته الثانية، بالنظر إلى اختياراته، فضلا عن تصريحات الرئيس المنتخب خلال حملته الانتخابية.
ويرى عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي، أن تعيينات ترامب، لا تختلف عن فترته السابقة، فعلى سبيل المثال مبعوثه للشرق الأوسط في ولايته الأولى جيسون غرينبلات، محامي عقارات، والمبعوث الجديد ستيفن ويتكوف، يعتبر من أباطرة العقارات، كما أن سفيره المرشح للعمل في إسرائيل مايك هاكابي، الذي أعرب خلال زيارته لفلسطين عام 2018، عن رغبة في شراء شقة بمستوطنة أفرات، لا يختلف عن السفير السابق ديفيد فريدمان (الذي عينه ترامب) وهو مستوطن يعيش في مستوطنة، كما أنه يهودي.
ويقول مطاوع، في تصريحات لـRT، أنه لا يوجد اختلاف كبير في رؤية ترامب حول تسوية الوضع في فلسطين على أساس الاستيطان وبقاؤه، كما أن ترامب، صرح عندما التقى نتنياهو في زيارته الرسمية لواشنطن، بأن “إسرائيل دولة صغيرة بحاجة إلى التوسع”، وهي إشارة ضمنية لمسألة ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل.
لكن خطط ترامب، تواجه بعض التحديات، “فبرأيي هناك عامل مهم يجب النظر إليه، وهو المملكة العربية السعودية، حيث يريد ترامب، استئناف عملية السلام الإبراهيمي، ويسعى للنجاح في تطبيع علاقة بين إسرائيل والسعودية، بينما اشترطت المملكة، وجود أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية، وبالتالي يجب تقديم تنازلات”، حسبما قال مطاوع.
ويتفق مع هذا الاتجاه الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، الذي يرى أن ترامب سيركز على فكرة التطبيع وانصهار إسرائيل في المنطقة، معتبرا أن فكرة ضم الضفة الغربية، لن تكون متاحة لترامب على الأقل في العامين الأولين من ولايته، لأنها تختلف عن الجولان وما جرى في القدس، وهي جزء من الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها الأمم المتحدة بصفة مراقب في عام 2012، بحدود 4 يونيو 1964 وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر سمير في حديثه لـRT أن “حديث بعض المحيطين بترامب، ومن بينهم المرشح للعمل كسفير لأمريكا في إسرائيل، تأتي في إطار التفاوض”، موضحا أنهم “يحاولون رفع السقف والضغط على الفلسطينيين بشكل كبير جدا، حتى يقبول بسقف أقل، وتحديدا قبول صفقة القرن، سواء بصيغتها الماضية أو بصيغة معدلة”.
وشدد على أن الفلسطينيين والعرب والاتحاد الأوروبي أو حتى حلفاء الولايات المتحدة مثل بريطانيا، لن لن يقبلوا بفكرة ضم الضفة الغربية، “ولكنه تكتيك يمكن وصفه بالعرض الافتتاحي، ترفع فيه واشنطن سقوف ضغوطها على الطر الآخر، حتى يقبل بسقف أقل”.
ويقول مطاوع، في هذا الصدد، أن “العائق الذي سيكون أمام ترامب (في خططه حول إسرائيل)، هو نتنياهو، وبالنظر إلى الفترة الأخيرة من تشديد القضايا ضده وتسريبات مكتبه؛ فهناك احتمال كبير أن يتضرر داخليا”.
واستدرك قائلا: “بالنظر للتصريحات (الأمريكية)، نعم هناك مساع كبيرة للضم، لكن برأيي فبعقلية رجل الأعمال ربما يُغير ترامب رأية في بعض القضايا، وهو شخص متقلب، إذا كان هناك ضغط كاف من الدول العربية وعلى رأسها السعودية”.
وبالحديث عن صفقة القرن، التي طرحها ترامب في ولايته الأولى، ورفضتها فلسطين ودول عربية، يقول الدكتور أيمن سمير، إن الرئيس الأمريكي المنتخب، سيعود إلى صفقة القرن مع بعض التعديلات، وذلك لأن غالبية المحيطين بترامب، يعتقدون أنها كانت صفقة مبدعة، ويعتقدون أن بعض النجاحات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، قد تقنع من لم يقتنع بصفقة القرن، وبالتالي التلويح بأمور أخرى، مثل “إذا لم يقبل الفلسطينيون صفقة القرن، قد تدعم الولايات المتحدة وقتها فكرة ضم الصفة الغربية إلى إسرائيل”.
ويرى سمير، أن “ترامب سيحاول حل القضية الفلسطينية لكن وفق رؤيته القائمة على “السلام الاقتصادي”، بما يعني تحسين حياة الفلسطينيين في الضفة وغزة، وخلق بيئة إيجابية للمفاوضات.
ونوه بأن ترامب سيعمل على وقف إطلاق النار في غزة، ليس حبا في الفلسطينيين، ولكن لاعتقاده بأن استمرار الحرب ليس في صالح إسرائيل، وسيؤثر على فرض التطبيع، منوها بأن ترامب يعتقد أن إسرائيل حققت جزءا كبيرا من أهدافها ويمكنها استكمال تحقيق باقي الأهداف بالدبولماسية والضغط السياسي.
وتابع: “وجهة نظر ترامب أنه كلما طالت الحرب وسقط عدد من القتلى ستكون الكراهية أكبر لإسرائيل ويصعب استكمال مسار التطبيع”.
وحول الملف الإيراني، يرى سمير، أن فريق ترامب له مواقف متشددة ضد الصين وإيران، ويوصف “روبيو”، بأنه عدو الصين، كما يدعو لفرض مزيد من العقوبات على إيران.
ويتوقع خبير العلاقات الدولية، أن تأخذ سياسة ترامب، مجموعة من المسارات تجاه إيران، أولها الضغط الاقتصادي، منوها بتصريحات “روبيو” السابقة بأنه ضد تغيير النظام السياسي الإيراني بالقوة أو من الخارج، لذلك لن يهتموا بدعم مظاهرات داخل إيران، وسيعملان على فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية، وتحديدا على قطاعي النفط والبتروكيمااويات، لاعتقادهما بأن ذلك سيجعل هناك شحا في الأموال بأيدي إيران، ما ينعكس عدم تمويلها للمجموعات الداعمة في المنطقة مثل الفصائل اللبنانية والحوثيين والمجموعات المسلحة في سوريا والعراق، بالإضافة إلى حركة الفصائل الفلسطينية،
وتابع: “بالتالي المدخل بالنسبة لترامب هو المدخل المالي وفرض مزيد من العقوبات على إيران، كما قد يعيد بعض العقوبات التي رفعها بايدن”.
وأوضح أن هذه العقوبات ستحقق مجموعة من الأهداف، إرضاء إسرائيل ونتنياهو، والإيحاء بأنه متفق معهم في الهدف ضد إيران، كما يوصل رسالة لدول المنطقة بأن الولايات المتحدة عادت من جديد كعنصر فاعل في المنطقة.
وفيما يتعلق بسوريا والعراق، قال إن ترامب وروبيو، قد يسحبان قواتهما من سوريا، لإيصال رسالة إلى تركيا؛ لتحقيق جزء من أهدافها المتعلقة بشمال سوريا والعراق، “لأن روبيو وترامب يعتقدان أن تركيا باعتبارها إحدى دول حلف شمال الأطلسي، ستكون أكثر إفادة من العراق وسوريا”.
وحول فكرة السلام القائم على القوة، التي صرح بها وزير الخارجية المرشح ماركو روبيو، قال، إنها “فكرة أمريكية بامتياز، منذ أيام الكاو بوي، ووضعه السلاح على الطاولة قبل الجلوس”، مضيفا أن ترامب ووزير خارجية، يؤمنان بأن الدبلوماسية لا يمكن أن تأتي بنتيجة إلا بمعية البندقية.
المصدر: RT