أقدم إنجيل وصليب ولوحة وفاة السيد المسيح.. حكاية دير «أبو خشبة» أول مبنى للطقوس الدينية بالفيوم
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على بعد 16 كيلو من مدينة الفيوم يقع دير الملاك «غبريال» الشهير بدير"أبو خشبة» جنوب شرق مدينة الفيوم بجبل النقلون مركز إطسا، وبعد التقسيم الجديد يتبع إداريا وأمنيا مدينة الفيوم جديدة، ويعود تاريخه للفترة الرومانية، وهو جزء من سلسلة جبل النقلون المتبقية خلف مدينة الفيوم الجديدة ويوجد بها حاليا مبنى ما زال قائما بجميع عناصره بدير الملاك غبريال ومازالت الرهبنة مستمرة به منذ إنشائه، والشهير بدير"أبو خشبة» نسبة لقصة بنائه وبداية نشأته.
دير الملاك غبريال «دير أبو خشبة» كما يطلق عليه يوجد بجبل النقلون يوجد بمركز إطسا وهى منطقة جبلية تحتوي على مجموعة من المغارات نحو 84 إلى 86 مغارة وهذه كانت بداية الرهبنة فى محافظة الفيوم فى هذا الجزء من العصر الرومانى، حيث تم استخراج العديد من القطع الأثرية الخاصة بالأسرة والتاريخ القبطى تم وضعها فى المتحف القبطي فى القاهرة، وهناك العديد منها فى مخزن الفيوم للآثار القبطية، والمعاصر لوادى النقلون هو كنيسة القديس مكاريوس فى وادى الريان.
من جانبه؛ كشف الدكتور رامى المراكبى مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية فى الفيوم، قصة دير الملاك غبريال بأنه بعد ان قل الاضطهاد واستقرت الأوضاع والديانة المسيحية أصبحت الدين الرسمى للدولة فى الفترة الرومانية بدأت ظهور بناء الكنائس والأديرة كمبان تستخدم للطقوس الدينية للمسيحيين.
ولفت «المراكبي» إلى أن أقدم مبنى يوجد فى محافظة الفيوم دير الملاك غبريال الذى يوجد فى جبل النقلون حاليا بمركز إطسا، ويعود تاريخه للقرنين الرابع والخامس الميلادى، وجبل النقلون هو أقدم سلسلة جبلية تاريخية فى صعيد مصر على أرض الفيوم وهذا الموقع يستغل فى المسلسلات والأحداث التاريخية.
وسرد مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية فى الفيوم بأن بعد أن قل الاضطهاد بدأوا ببناء الكنائس والأديرة التى توجد الآن فى دير الملاك غبريال وهو أقدم دير فى محافظة الفيوم.
وأشار إلى أن الراهب مؤسس الدير والذى قام ببناء دير الملاك غبريال يسكن بإحدى المغارات بجبل النقلون، مشيرا إلى أن الدير يوجد على أقل طبقة فى السلسلة الجبلية، والذى يشبه الهضبة ومرتفع عن سطح البحر بحوالى من 14 إلى 15 مترا تقريبا، وهو من الناحية التاريخية والأثرية أقدم مبنى موجود فى محافظة الفيوم، وهو مبنى معماري متكامل بجميع ملاحقاته وأجزائه المعمارية.
وكشف المراكبى، بأن دير الملاك غبريال له قصه وشهرته دير أبوخشبة وسبب التسمية تعود إلى أكثر من تفسير أشهرهم والشائع لمؤسس الدير القديس الأنبا «أور» هو أحد الرهبان الذى كان يسكن جبل النقلون من أصول فارسية وجده كان ملك الشرق وقتئذ ومعنى اسمه هو الابن من الخطيئة. ولفت إلى أن والدة جد الانبا أور وهو أحد ملوك فارس نشأ بينها وبين أحد السحرة فى خدمة الملك والدها قصة حب، وكان زواجهما مرفوضا إلا أنهما تزوجا بطريقة غير شرعية وبدون موافقة الملك، إلا أن الملك قام بحبس والدته وقام بتعذيبها حتى توفيت، وندم على ما فعله الملك، ومن ثم حبس والد القديس الأنبا أور الساحر، وكان اسمه أبراشيد حتى توفى.
ومن هنا قامت جدة الأنبا أور بتربيته وكانت رحيمة به وحاولت عودة العلاقة بينه وبين جده الذى توفى ومن ثم تولى الحكم من بعد جده خال الأنبا أور، فعندما جاءت الفرصة ليترك بلاد فارس ويأتى إلى بلاد الشرق أعتنق الديانة المسيحية وتعبد فى جبل النقلون، مضيفا بأن جدة الأنبا أور حاولت صلحه على خاله الذى تولى الحكم لبلاد فارس ومعافاته أرسلت إليه رسالة بأنه تم الإعفاء عنه وعودته إلى بلاد فارس، وقص على جدته رؤية بأن أحد الملائكة السبعة وهو الملاك غبريال.
وبشره بأن هذا ما سوف يحدث وحالة سيكون جيدا فى المستقبل، وسوف اقوم ببناء كنيسه له تلبية لطلبه فى الرؤية واحتاج إلى أموال لبنائها، ومن ثم حملت مجموعة من السفن من بلاد فارس عليها مواد البناء والأحجار والأخشاب المطلوب لبناء كنيسة الملاك غبريال.
واستكمل مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية فى الفيوم حديثه لـ البوابة نيوز» بأن من ضمن الأخشاب قطعة خشب جزء من الصليب الذى تم صلب السيد المسيح عليه فى بيت المقدس، مشيرا إلى أن هناك قصة شهيرة بأن الصليب قسم على أجزاء وتم توزيعه على أغلب المناطق التى كان يوجد بها الرهبان وكل كبير رهاب حصل على جزء منه.
وكان هناك جزء مع ملك الشرق، وتم وضعه فى سقف كنيسة الملاك غبريال، وهذا هو سر تفسير دير أبو خشبة، لافتا بأن هناك كل عام وقت صلاة القداس بدير الملاك غبريال عندما تنقط خشبة الصليب مياه فهذا يدل بأن هذا العام سيعم به الخير وإذا لم يحدث هذا سيكون عام به قحط وتعب وهذه نبوءتهم وهذا أشهر التفسيرات لدير أبو خشبة.
وأضاف: أن الدير يوجد بجميع أسواره القديمة وبداخله كنيسة القديس غبريال، وبجواره كنيسة ملحقة تم اكتشافها مؤخرا مغطاة بقطع صخرية بها يعود عمرها للقرن الرابع الميلادى وتسمى كنيسة القديس ميخائيل وهى صغيرة جدا ويوجد بها مجموعة من جثث الشهداء الذين توفوا من شدة التعذيب وموجودة فى فتارين داخل الكنيسة مثل المتحف، وعددهم 5 المعروض منها وهناك أعداد كبيرة فى بعض المغارات محفوظة فى المخازن، وهناك فكرة لعرضها فى متحف، والكنيسة موجودة بجميع تفاصيلها، وتم عمل إجراءات تراميم متلاحقة عليها وهناك أعمدة وهيكل، وهناك كنيسة من القرن العاشر الميلادي والذى كان يتميز باللوحات.
فيما أكد «المراكبى بأن هناك أربعة أيقونات» لوحات» موجودين داخل الكنيسة ومنها لوحة لوفاة السيد المسيح ويعود تاريخها قبل القرن العاشر الميلادى ومعلقة داخل الكنيسة وهناك لوحة للملاك غبريال بشكل إنسان وله أجنحة، وكذلك لوحة تحمل صورا للملائكة، وهناك رسوم بالألوان المائية منقوشة على جدران الكنيسة.
كما تم اكتشاف نقوش مغطاة من طبقة الدهان وعندما حدث ترميم سنة 1998 عثر عليها عندما سقطت بعض الطبقات وتم اكتشاف الرسوم أسفلها وتمثل بعض الملائكة ورسوم للسيد المسيح والمناظر التصويرية لحياة الرهبنة والأقباط، لافتا بأن هناك ترميم يجرى حاليا بكنيسة الملاك غبريال عن طريق البعثة البولندية.
وعن الاكتشافات والحفائر؛ كشف الدكتور رامى المراكبى مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بأنه دير الملاك غبريال ينقسم لجزئين وهما الجزء المعماري والجزء الأطلال والحفائر والتى تم اكتشافها من خلال أعمال البعثة البولندية منذ 25 عاما تعمل بدير الملاك وكل عام تعمل نحو شهرين إلى ثلاثة أشهر حفائر والتى من خلالها تم اكتشاف مجموعة من الأطلال والتى يقال إنها كانت الكنيسة القديمة، فبعد عصور الاضطهاد تم حرقها وهدمها سواء فى العصور الرومانية أو فى الفترة فى العصر الفاطمى وما تلاه، حيث تشتمل على مجموعة من الملحقات والغرف ومطبخ وحمامات وتوجد حاليا بجوار الكنيسة الأثرية، علما بأن دير الملاك غبريال تم عمل إضافات وتوسعات له.
وأشار «المراكبي» إلى أن الدير يأتي إليه زيارات من جميع دول العالم وتحديدًا من الدول الأفريقية، عودة للأنبا أور وكذلك من أفضل الطقوس الدينية وبداية الرهبة ومباركة وتعارف على هذا الآثر العريق، والذى يعد من أفضل الآثار القبطية على مستوى الجمهورية ومن أهم برنامج الزيارة هى مشاهدة وزيارة المغارات فى المقام الأول والرسل الذين بشروا بالمسيحية فى مصر وكبار القساوسة، وساهموا فى بناء الكنيسة والكنائس فى مصر.
ومن ضمن الاكتشاف من خلال الحفائر بدير الملاك غبريال تم العثور على عدد كبير من العملات الإسلامية سواء من الفضة من العصر الفارسي والأموي والفاطمي والمملوكي والعباسي ويتخطى عددهم 150 قطعة ذهب و50 قطعة أخرى تم نقلها لمتحف الفن الإسلامي فى القاهرة لعرضها فى المتحف، ومن أهم المقتنيات التى تم العثور عليها وهو إنجيل قديم جدا من أقدم الأناجيل تم اكتشافه فى البعثة الأولى، وجار ترميمه ونقله للمتحف القبطى، يعود تاريخه من 1500 سنة وهو إنجيل كامل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محافظة الفيوم فى محافظة الفیوم مدینة الفیوم بلاد فارس مجموعة من أن هناک دیر أبو إلى أن جزء من
إقرأ أيضاً:
سوريا .. اكتشاف أقدم أبجدية في مقبرة قديمة
عثر علماء الآثار، على أقدم كتابة أبجدية معروفة محفورة على أسطوانات طينية بطول الإصبع تم استخراجها من قبر، في سوريا.
وبحسب صحيفة إندبندنت البريطانية، “قدر العلماء في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة تاريخ الكتابة إلى نحو 2400 قبل الميلاد، متقدمة على النصوص الأبجدية الأخرى المعروفة بنحو 500 عام”.
ووفق الصحيفة، “عثر على أحد هذه المقابر المحفوظة جيدا والتي تحتوي على ستة هياكل عظمية ومجوهرات من الذهب والفضة وفخار سليم وأواني طبخ، وغيرها، ووسط هذه القطع الأثرية، وجد العلماء أربع أسطوانات طينية مع ما يبدو أنه كتابة أبجدية محفورة عليها”.
وقال عالم الآثار غلين شوارتز، الذي كان ضمن فريق اكتشاف الأسطوانات الطينية: “لقد غيرت الكتابة الأبجدية الطريقة التي يعيش بها الناس، وكيف يفكرون، وكيف يتواصلون”.
وقال الدكتور شوارتز: “يُظهر هذا الاكتشاف الجديد أن الناس كانوا يجربون تقنيات الاتصال الجديدة في وقت أبكر بكثير وفي مكان مختلف عما تخيلناه من قبل”، مضيفا: “ربما توضح هذه النصوص محتويات وعاء، أو ربما من أين جاء الوعاء، أو إلى من كان ينتمي. ودون وسيلة لترجمة الكتابة، لا يمكننا إلا التكهن”.
وقال الدكتور شوارتز: “في السابق، اعتقد العلماء أن الأبجدية اخترعت في مصر أو حولها في وقت ما بعد عام 1900 قبل الميلاد. لكن التحف التي لدينا أقدم ومن منطقة مختلفة على الخريطة، ما يشير إلى أن الأبجدية قد يكون لها قصة أصل مختلفة تماما عما كنا نعتقد”.
هذا “وشارك الفريق في أعمال حفر أثرية استمرت 16 عاما في تل أم المرا، أحد أول المراكز الحضرية القديمة متوسطة الحجم المعروفة التي ظهرت في غرب سوريا، وفي هذا الموقع، اكتشف علماء الآثار سابقا مقابر يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المبكر بين 3500 و2000 قبل الميلاد”.
This could be the oldest known alphabet – on 4000-year-old clay cylinders unearthed from a Syrian tombhttps://t.co/PCXL3CB8QE pic.twitter.com/5eJsIZi0VW
— Clare Wilson (@ClareWilsonMed) November 21, 2024