تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشرت صحيفة «واشنطن بوست»، الأربعاء الماضى، تقريرًا سلطت فيه الضوء على المحادثات الجارية فى القاهرة بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، حيث تتجه الأنظار مجددًا نحو هذه الجهود فى ظل تزايد التقارير التى تشير إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق محتمل، ولكنها أفادت بأن الاهتمام حول هذه المحادثات قد يأخذ مسارا حرجًا بسبب تصاعد التوترات فى هذه المرحلة، حيث تَظهَر التسريبات المتضاربة من الأطراف المعنية، مما يعقّد فهم الوضع، بينما تتوالى الإشارات المتباينة بين الأمل والتقييمات السلبية.


ويشير التقرير أيضًا إلى التصريحات التى تؤكد أن النقاط الرئيسية للاتفاق تمت تسويتها بالفعل بشكل كبير، فى حين أكد وزير خارجية الاحتلال، إسرائيل كاتس، الإثنين الماضى، أن المفاوضات وصلت إلى مرحلة «حرجة»، كما أعربت حركة حماس عن رفضها للشروط المطروحة فى المحادثات ووصفتها بأنها «غير جديدة»، مع تعهداتها بالنظر فى المقترحات المُطروحة بموضوعية.


تشير التحليلات الأخيرة للخبراء إلى تغير الديناميات فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، حيث يتزايد الضغط على إسرائيل بشكل ملحوظ، خاصة فى ظل نفاد صبر واشنطن من اقتراب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من نقطة الانهيار مع تصاعد الغضب الداخلى فى إسرائيل.


فى ٢٥ مارس، اتخذت الولايات المتحدة خطوة جديدة بالتماشى مع هذا السياق، حيث سمحت لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار فى غزة، وهو خطوة لافتة نظرًا للدعم التقليدى الذى تلقته إسرائيل من الولايات المتحدة. وفى أسبوع لاحق، نفذت القوات الإسرائيلية جريمة جديدة حين قتلت سبعة من العاملين فى المجال الإنسانى فى المطبخ المركزى العالمى، مما أثار موجة جديدة من الانتقادات والإدانات. وفى إسرائيل، تصاعدت موجات الغضب والاحتجاجات ضد الحكومة ورئيس الوزراء، سواء من قبل عائلات المحتجزين أو من قبل الحركة الديمقراطية الإسرائيلية، حيث خرجت احتجاجات ضخمة تطالب بتغييرات جذرية. وفى هذا السياق، دعا زعيم المعارضة بينى جانتس، الذى بات بديلًا شعبيًا محتملًا لنتنياهو، إلى إجراء انتخابات فى نوفمبر، ما يعكس حجم الضغط الذى تواجهه الحكومة الحالية.


مصدر إسرائيلى مطلع على المداولات، أفاد لـ «واشنطن بوست» بأن الضغط المتزايد على البلاد قد بدأ يؤثر على السياسات والتفكير داخل مكتب نتنياهو.
تسلط الصحيفة الأمريكية الضوء على تحولات جديدة فى الديناميات السياسية بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى جو بايدن خلال فترة الحرب فى غزة، حيث يتضح أن المواجهة بينهما بدأت تؤثر على سياسات تقديم المساعدات الإنسانية، وقد تؤدى إلى نتائج غير متوقعة. وتشير التقارير إلى أن الغضب المتزايد داخل إسرائيل بسبب مصير أكثر من ١٠٠ محتجز لدى حماس يعد عاملًا مهمًا فى تغيير الديناميكية السياسية.


وفى سياق المداولات السرية، أشار مصدر إسرائيلى مطلع إلى أن هناك تحركات ملموسة نحو التوصل إلى اتفاق، حيث تشير جميع الدلائل إلى وجود دافع قوى للجانبين للتوصل إلى حلول.
وفى هذا السياق، يبدو أن نتنياهو بات فى حاجة ملحة لتحقيق إنجاز كبير من خلال التوصل إلى اتفاق سريع.


وترجو إسرائيل أن يكون ذلك الاتفاق خطوة إيجابية تعكس التغييرات السياسية المتوقعة وتسهم فى تعزيز موقع نتنياهو فى الساحة السياسية، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
ويرصد التقرير التحولات الواضحة على أرض الواقع فى قطاع غزة، حيث وعدت إسرائيل قبل أكثر من أسبوع، بفتح معبر جديد لنقل المساعدات إلى شمال القطاع، وسحبت معظم قواتها من الجنوب، بزعم أن هذا الانسحاب جزء من استراتيجية تخطيطية لتأمين العمليات المستقبلية، بما فى ذلك العمليات ضد حماس فى منطقة رفح - التى تعتبر المعقل الأخير لحركة حماس، حيث يلجأ أكثر من مليون مدنى.


واعتُبر هذا الانسحاب، الذى تراجعت فيه القوات الإسرائيلية باستثناء بضعة آلاف على طول الممر الشرقى الغربى الفاصل بين إسرائيل والقطاع، تنازلًا مهمًا قبل بدء المفاوضات، وفقًا لتصورات واسعة النطاق فى الأوساط المحلية.


وفى سياق متصل، وُفِّر للمفاوضين الإسرائيليين تفويض واسع النطاق الأسبوع الماضى للتوصل إلى اتفاق، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام المحلية، حيث أبدى كبار المسؤولين تفاؤلًا غير مسبوق بشأن احتمالية تحقيق تقدم فى المفاوضات.


وقد أشار مايكل هورويتز من شركة لو بيك إنترناشيونال الأمنية إلى أن عودة الفلسطينيين إلى الشمال تُعتبر نقطة تحول حساسة، مُشددًا على أنها تمثل حلًا وسطيًا هامًا فى هذه المرحلة.


وأكد وزير خارجية الاحتلال، يسرائيل كاتس، أن الوضع الحالى يمثل أقرب فرصة للتوصل إلى اتفاق منذ الاتفاق الأول الذى تم التوصل إليه فى نوفمبر، والذى شهد إطلاق سراح ١٠٥ محتجزين إسرائيليين ومواطنين أجانب مقابل ٢٤٠ أسيرًا فلسطينيًا فى السجون الإسرائيلية.
وأكد كاتس، فى تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلى، أنه فى حال نجاح المفاوضات، فمن المتوقع عودة عدد كبير من المحتجزين إلى ديارهم، مشيرًا إلى أن هذه العملية ستتم على مراحل.


وقال مفاوض إسرائيلى (لم يفصح عن اسمه) إنه تم التوصل إلى تقدم كبير فى المحادثات فى القاهرة مساء الاثنين الماضى، وفقًا لتقرير من قناة ١٣ الإسرائيلية، مما يشير إلى استعداد المفاوضين للمساومة على سحب المزيد من القوات والسماح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم فى الشمال.


وفى كلمة ألقاها أمام الجنود فى قاعدة عسكرية، أكد وزير الدفاع الإسرائيلى، يوآف جالانت، استعداد إسرائيل لاتخاذ قرارات صعبة من أجل استعادة المحتجزين، معبرًا عن ثقته فى أنهم وصلوا إلى نقطة مهمة تسهم فى التوصل إلى اتفاق.


وفى هذا السياق، أشارت «واشنطن بوست» إلى وجود قوى تعمل على عرقلة التوصل إلى اتفاق، حيث أوضح حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف أن وقف إطلاق النار يمكن أن يهدد استقرار ائتلافه الحاكم، مما يجعل قبضته على السلطة فى خطر.


وأبرزت الصحيفة تصريحات وزير الأمن القومى الإسرائيلى، إيتامار بن جفير، التى أكد فيها أن وقف الحرب دون تحقيق نتائج فى رفح قد يضعف موقف نتنياهو كرئيس للوزراء. وتبذل الولايات المتحدة جهودًا للضغط على الجانبين لتجاوز العقبات التى تحول دون التوصل إلى اتفاق، حيث يرى محللون عسكريون أن انسحاب فرقة الكوماندوز الإسرائيلية من خان يونس قد يفتح الباب أمام قطر ومصر للضغط على حماس من أجل التنازلات.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة محادثات وقف اطلاق النار القاهرة التوصل إلى اتفاق واشنطن بوست هذا السیاق إلى أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: ترامب يهدد دولة تلو الأخرى بالأسلحة الاقتصادية الأميركية

قال تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كثف استخدام التعريفات الجمركية والعقوبات الاقتصادية لتحقيق أهداف تصب بمصالح أميركية، مستهدفا بذلك الحلفاء والخصوم على حد سواء، وهو ما يمكن أن تكون له نتائج عكسية، وفقا للصحيفة.

وتنبع إستراتيجية ترامب "العدائية"، مراسل الشؤون الاقتصادية في البيت الأبيض جيف شتاين ومراسلة البيت الأبيض كات زاكرزيفسكي، من اعتقاده بأن الدول الأخرى تستغل الولايات المتحدة، وعليها استخدام قوتها الاقتصادية لعكس هذا الاتجاه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف إسرائيلية تكشف تفاصيل عن قضية التجسس في الجيش لصالح إيرانlist 2 of 2الجزائر تطالب فرنسا بتطهير أراضيها من نفايات تجاربها النوويةend of list

ويأتي التقرير في سياق إعلان الرئيس عن عقوبات اقتصادية كبيرة، في الأسبوع الأول من ولايته الثانية، ضد المكسيك وكندا والدانمارك وكولومبيا وروسيا والصين، في "محاولة منه لإجبارهم على فعل ما يريد" في قضايا تشمل التجارة والهجرة غير النظامية والنزاعات الجيوسياسية، فضلا عن تعزيز هيمنة الدولار عالميا.

المستهدفون

وأكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق جون كريمر للصحيفة أن إستراتيجية ترامب بتوظيف جميع وسائل الضغط الاقتصادية، أو "الأسلحة" الاقتصادية، تمثل تحولا في السياسة الخارجية الأميركية، معتبرا نهج الرئيس مخالفا للإدارات السابقة التي كانت "أكثر انتقائية وحذرا في تحقيق أهدافها الإستراتيجية".

إعلان

وتشمل قائمة الدول المستهدفة حتى الآن:

المكسيك وكندا: هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الدولتين ما لم تتصديا للهجرة غير النظامية وتجارة الفنتانيل. كولومبيا: هدد ترامب بفرض رسوم جمركية وعقوبات، مما دفعها للموافقة على استقبال المهاجرين المرحّلين من الولايات المتحدة. الصين: هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات. روسيا: هددها ترامب بـ"الضرائب والتعريفات الجمركية والعقوبات" ما لم تنه الحرب في أوكرانيا. الدانمارك: هدد ترامب بفرض رسوم جمركية ما لم تتنازل عن سيطرتها على غرينلاند.

كما هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على دول مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) إذا ما تبنت بدائل للدولار الأميركي، وجدد العقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية بعد إلغاء الرئيس السابق جو بايدن العقوبات السابقة.

تداعيات

ونقل التقرير تحذيرات خبراء من أن يؤدي "الإفراط" في استخدام العقوبات والتعريفات الجمركية إلى تنفير الحلفاء، وتحفيز الدول على إنشاء أنظمة مالية بديلة عن الدولار، وتقويض نفوذ الاقتصادي الأميركي.

وأكد الخبراء أن هذه الإجراءات، والتي يبدو ترامب جادا بشأنها، يمكن أن تدفع الدول المتضررة مثل كندا والمكسيك وكولومبيا نحو خصوم الولايات المتحدة -مثل الصين- لتجنب الاعتماد على النظام المالي الأميركي.

وعلى الصعيد المحلي، أشار التقرير لتحذيرات اقتصاديين من أن التعريفات الجمركية واسعة النطاق يمكن أن تؤدي لارتفاع الأسعار والتضخم الاقتصادي، خصوصا وأن كندا والمكسيك والصين، وهي من الدول المستهدفة، تعتبر أكبر 3 شركاء تجاريين للولايات المتحدة، وتصدر هذه الدول أكثر من مليار دولار إلى الولايات المتحدة كل عام.

ونسبت الصحيفة لخبراء قولهم إن استخدام واشنطن لإجراءات اقتصادية "متشددة"، قد يؤدي إلى عواقب غير مقصودة، بما في ذلك تصعيد الصراعات العالمية وزعزعة استقرار الاقتصاد الأميركي وردود فعل عنيفة من الشركاء التجاريين.

إعلان

وختاما أشار التقرير إلى أن نجاح إستراتيجية ترامب من عدمه سيعتمد على ما إذا كان الضغط الاقتصادي سيؤدي إلى النتائج المرجوة دون التسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه للعلاقات الدولية أو الاقتصاد العالمي.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية الإسرائيلي: نتنياهو وترامب ملتزمان بعزل حماس من حكم غزة
  • أكاذيب رخيصة.. مصطفى بكري يشن هجوما حادا على الصحافة الإسرائيلية بسبب صورة الرئيس
  • ترجيح إسرائيلي بنية نتنياهو التوجه إلى واشنطن بنية استئناف الحرب
  • رئيس وزراء العراق يشيد بدور مصر في التوصل إلى وقف إطلاق النار بغزة
  • ‏مكتب نتنياهو يعلن تسلّم الجيش للمجندة المُفرَج عنها بجباليا وأن إسرائيل ملتزمة بإعادة كل الأسرى والمفقودين
  • نقيب الصحفيين: تصريحات ترامب عن التهجير تهدف لإشعال الحرب مجددًا
  • عاجل| واشنطن بوست: يتوقع أن يبدأ مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم التصويت على فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
  • مبعوث ترامب يصل غدا إلى إسرائيل للقاء نتنياهو
  • واشنطن بوست: ترامب يهدد دولة تلو الأخرى بالأسلحة الاقتصادية الأميركية
  • الخارجية القطرية: التوصل لاتفاق للإفراج عن إربيل يهود قبل يوم الجمعة