الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: المقاومة في مخيّم جنين والمدينة وأيضًا في نابلس ترفع رأسها، تؤكِّد محافل رفيعة في المنظومة الأمنيّة بالكيان، سلطة رام الله لم تتمكّن من فرض الأمن والأمان في المخيّم، رغم المساعدة التي تلقتها من جيش الاحتلال الإسرائيليّ واعتقالها العديد من المقاومين الفلسطينيين، لذا يُشدّد الخبراء بالكيان على أنّ العدوان الإسرائيليّ القادِم ضدّ المخيّم بات قاب قوسيْن أوْ أدنى بهدف مواصلة القضاء على البنية التحتيّة لما يُسّمونه بالإرهاب الفلسطينيّ.

وفي هذا السياق، عمّم الجيش الإسرائيليّ مقطع فيديو لنفق طوله عشرات الأمتار تم حفره تحت مخيم جنين للاجئين، وأشار إلى أنّه يبدو أنّه نفق للاستخدام العسكريّ بصورة أساسية. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان صادر عن الناطق بلسانه إنّه كان قد لاحظ فعلاً، خلال العملية العسكرية الأخيرة التي قام بشنّها في المخيم في أوائل تموز (يوليو) الحالي، أنّ هناك مساحات تحت الأرض يتم استخدامها في المخيم، لكنها كانت أصغر من هذا النفق. وفي وقت سابق من يوم الخميس، عثر الجيش الإسرائيلي على حطام قذيفة صاروخية في الضفة الغربية، وعقب ذلك قال في بيان صادر عنه إنّه تمكن من العثور على حفرة إطلاق القذيفة بالقرب من بلدة رام أون الملاصقة للجدار الفاصل. وأفاد البيان أنّ هذه المعلومات تبقى أولية، وأنّه لم ينته بعد إلى معلومات نهائية ومثبتة، كما أوضح أنّه يواصل التحقيق بموازاة إجراء عمليات مسح مكثفة في المنطقة المجاورة. وأصدرت كتيبة العياش التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، في جنين بياناً قالت فيه: “تمكنا من قصف مستوطنة رام أون في منطقة جنين بصاروخ قسام 1 ردًا على عدوان الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى.” في السياق عينه، نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، تقريرًا لمراسلها إليشع بن كيمون، يتحدث فيه استعادة المقاومة لجاهزيتها، في الضفة الغربية المحتلة. وقال بن كيمون إنّه “بعد مرور أكثر من عشرين يومًا منذ العملية الإسرائيلية في مخيم جنين، ويبدو بالفعل أنّه من الضروري العودة هناك مرة أخرى، وسط اعترافات متزايدة في المؤسسة الأمنية بأنّ المسلحين الفلسطينيين في المخيم يحاولون ترميم الأنقاض بعد العملية الأخيرة”. وذكر بن كيمون في تقريره، الذي اعتمد على مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ في تل أبيب، أنّ المقاومين في جنين يركزون على البنية التحتية، وإنتاج عبوات قوية، ودفنها، وجمع ذخائر متجددة، مع العلم أنّه بعد لحظات من خروج آخر جرافة للجيش الإسرائيلي من المخيم، وصلت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وأطلقت عملية لإعادة السيطرة على المخيم. وأضاف، أنّ جيش الاحتلال راقب عن كثب أداء السلطة الفلسطينية في المخيم، من حيث اعتقال عشرات النشطاء، وأظهر مؤشرات السيطرة، وفرض النظام في شوارعه، وجاءت الذروة مع زيارة رئيس سلطة رام الله محمود عبّاس، مما عزز موقفها الضعيف في المخيم. ومضى قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ جيش الاحتلال لا يستطيع أنْ يبقي كلّ شيءٍ في أيدي السلطة الفلسطينية، لأنّه منذ العملية، لم تعمل قواته في المخيم، حيث أوضح مسؤولون أمنيون “أنّ هناك محاولة لعدم إلحاق الضرر بمحاولات السلطة للعودة إليه، إلى جانب إعادة الانتشار في المخيم، وهو أمر إسرائيلي متميِّز ومصلحة أمنية حقيقية”. وأشار  إلى أنّ الوضع القائم في جنين يستدعي الذهاب لتنفيذ هذه العمليات من وقت لآخر، وإحباط محاولات إعادة إرساء المقاومة في المخيم. ونقل التقرير عن مسؤولٍ أمنيٍّ إسرائيليٍّ قوله إنّ “الوقت اقترب للذهاب إلى هناك مرة أخرى، وليس المقصود أنْ تكون عملية كما حصل أوائل الشهر الجاري، بل تنفيذ عمليات قصيرة المدى تستغرق ساعتين، كما حصل في مطلع الأسبوع في مخيم نور شمس قرب طولكرم”. علاوة على ما جاء أعلاه، شدّدّت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة على أنّه “بينما الوضع في جنين يشغل الجيش والمخابرات الإسرائيليين، فقد بدأت منطقة نابلس أيضًا في الغليان، عقب إطلاق مسلحين النار باتجاه حافلة للمستوطنين في بلدة حوارة، حيث عثر على ثمانية قذائف خلال عمليات تفتيش لها، وانتهى الحادث بأعجوبة دون وقوع إصابات بين صفوفهم”، طبقًا لأقوالها. وأكّدت الصحيفة في تقريرٍ آخر أعده المحلل العسكريّ يوآف زيتون، أنّ “جيش الاحتلال استخدم في العدوان على مخيم جنين، طائرات دون طيّار انتحارية من نوع (ماعوز)، وهذا هو الاستخدام العملي الأول لها”. يُشار إلى أنّه في العدوان الأخير، مطلع الشهر الجاري، استخدم الاحتلال مُسيّرات انتحارية من صنعٍ إسرائيليٍّ، والتي تحتوي على كميّةٍ صغيرةٍ من المُتفجّرات بهدف ضرب أهداف للمقاومة في محيط المخيم. وفي المجموع، تم إطلاق ست طائرات مسيرة من طراز (ماعوز) الانتحارية خلال العدوان، علمًا أن الأهداف التي تم مهاجمتها بحسب “يديعوت” هي نقاط المراقبة والسيطرة للمقاومين حول المخيم، التي احتوت أيضا على عشرات العبوات الناسفة، وتسبب استهدافها في تفجيرها من مسافة بعيدة بأمانٍ”، وفق مزاعمها. بالإضافة إلى ذلك، ذكر جيش الاحتلال، أنّه “ليس من المستحيل أنْ تتم مهاجمة المقاومين في المرّات القادمة في معاقلهم، من أجل تصفيتهم بهذا النوع من الطائرات الانتحاريّة”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

السياسي الأعلى بصنعاء: القوات اليمنية قادرة على تأديب الكيان الإسرائيلي المجرم

الجديد برس|

توعد المجلس السياسي الأعلى في صنعاء بالرد القوي على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مدينة الحديدة، مؤكداً إدانتهم الشديدة لهذه الأعمال العدوانية.

وفي بيان صدر عنه، أشار المجلس إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت للمرة الثانية منشآت مدنية حيوية، بما في ذلك محطة كهرباء الميناء ومحطة كهرباء الحالي وخزانات كهرباء العرج، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.

وجاء في البيان: “مع علمنا أن هذا العدو يدوس فوق القوانين والأعراف الدولية بكل همجية، إلا أن تلك الهمجية تجعلهم عرضة لردود فعل لا يستطيعون تحملها.”

وأكد المجلس أن العدوان الإسرائيلي لن يثني اليمن عن مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بل سيزيد الشعب اليمني إصراراً على مواصلة مواقفه.

كما أعرب عن ثقة المجلس في أن القوات اليمنية قادرة على تأديب الكيان الإسرائيلي المجرم، ولها اليد الطولى في ذلك.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: إسرائيل تبحث عن الأسلحة المحصنة في جنوب لبنان
  • السياسي الأعلى بصنعاء: القوات اليمنية قادرة على تأديب الكيان الإسرائيلي المجرم
  • الصحة اللبنانية: 24 شهيدا و29 جريحا الحصيلة الأولية لعدوان الاحتلال
  • أول رد للجيش الإسرائيلي على إعلان جماعة الحوثي استهداف نتنياهو وقصف مطار تل ابيب
  • القاهرة الإخبارية: جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ فرض حصار عسكري على لبنان
  • عاجل: الجيش الإسرائيلي يعلن فرض حصار عسكري على لبنان ويغتال قائد كبير جديد في حزب الله
  • الاحتلال الإسرائيلي يحاول اغتيال قائد عسكري بحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت
  • بالتفاصيل.. تعرف على تكنولوجيا القنابل الأميركية التي استخدمها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة جبع جنوب جنين
  • النائب إيهاب منصور: نطالب بفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي