شن سياسيون وناشطون حملة انتقادات غاضبة ضد السياسة البريطانية في الملف اليمني، عقب تهنئة وجهتها سفارة بلادها من العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين بمناسبة عيد الفطر المبارك على منصة أكس، متهمين إياها بتكريس سياسة الانفصال في البلاد.

وجاء نص التهنئة: "من السفارة البريطانية بصنعاء، ‎#عيدكم_مبارك"، بدلا من قولها على أقل تقدير (من اليمن) وهي امتداداً لسلسلة تغريدات أطلقتها من صنعاء، في تعارض مع السياسة الدولية بشأن اليمن الذي يواجه انقلابا حوثيا، ونقلت على أثره جميع الدول سفاراتها وقنصلياتها إلى خارج البلاد، قبل أن تعاود بعضها العمل من العاصمة المؤقتة عدن.

تلك التغريدة استفزت الكثير من الناشطين والصحفيين والسياسيين اليمنيين خاصة انها نُشرت من الحساب الرسمي للسفارة البريطانية لدى اليمن، وجاءت بعد تغريدة مماثلة تصف "السفارة البريطانية بصنعاء" بديلا عن العاصمة المؤقتة عدن وهو ما اعتبروه اعترافا ضمنيا بمليشيا الحوثي الإرهابية ومحاولة لإضفاء الشرعية لها.

من السفارة البريطانية بصنعاء، #عيدكم_مبارك.

— BritishEmbassySanaa (@UKinYemen) April 10, 2024

وكانت السفارة البريطانية بصنعاء قد أعلنت إغلاق أبوابها في 11 فبراير/شباط 2015 بعد يوم واحد من قرار مماثل للولايات المتحدة الأمريكية لأسباب أمنية بعد الانقلاب المسلح لمليشيا الحوثي على السلطة بصنعاء وبدعم النظام الإيراني.

وتحدثت مواقع إخبارية نقلا عن مصادر دبلوماسية حينها عن اعتزامهما نقل العمل الدبلوماسي والقنصلي للسفارة من صنعاء الى العاصمة المؤقتة عدن ولكن السفير البريطاني لدى اليمن" إدموند فيتون براون" نفى ذلك واعتبرها شائعات غير صحيحة ولكنها مارست بعض نشاطاتها وأعمالها من المملكة العربية السعودية.

تبادل أدوار

وعززت تغريدات السفارة البريطانية لدى اليمن اتهامات مراقبون إن بريطانيا تدعم بشكل رئيس وسري مليشيا الحوثي، وهو ما يترجمه اليوم الواقع الملموس والفاضح وظهر بشكل علني منذ انقاذها للمليشيا عبر اتفاق ستوكهولم بعد ان وصلت القوات المشتركة الى مشارف مدينة الحديدة، مؤكدين ان "التراشقات والتصريحات البريطانية والحوثية المتبادلة ليست الا مجرد تبادل أدوار للاستهلاك الإعلامي لا أكثر".

وأثارت تلك التغريدات الكثير من التساؤلات والانتقادات الساخرة بين اليمنيين على منصة أكس (تويتر سابقا) كالتالي:

خاطب الصحفي همدان العليي السفارة البريطانية متسائلاً: "لماذا تسمون أنفسكم في (x) سفارة صنعاء وليس سفارة اليمن (الدولة) كما تسمون صفحاتكم الخاصة ببقية البلدان؟! هذا سؤال مهم نحتاج إلى إجابة عليه؟!".

وعلق وكيل وزارة العدل بالحكومة الشرعية فيصل المجيدي على التغريدة ساخراً: "كيف نخفي حبنا والشوق واحد! شعار بريطانيا مع الحوثي".

وكتب الصحفي ابراهيم عبدالقادر تعليقاً بهذا الخصوص: "ما قدرتم تخفوا العلاقة الغير شرعية بينكم وبين الجماعة؟ كل السفارات تنسب سفارتها للدولة وليس للعاصمة، وهذا اثبات التواطؤ مع الحوثيين".

الناشط ابراهيم عسقين علق هو ايضا على التغريدة قائلاً: "‏‎اللعب على المكشوف افضل اظهرتم لنا كيمنيين خبثكم ولؤمكم".

ووصف الصحفي عمار صالح التام التحالف الأمريكي البريطاني لحماية السفن بالبحر الاحمر بتهكم: بـ "تحالف ازدهار التهاني والتبريكات".

فيما علق الصحفي حمزة الجبيحي على الأمر بقوله:"مسرحيات.. والمخرج مفضوح". وقال الفنان الشعبي محمد الاضرعي معلقاً على ذات التغريدة بجملة مقتضبه:"اخيرا افتضحتوا".

واعاد الناشط نشوان ذو ريدان التذكير بماكتبه سابقاً: "قلنا لكم ان الحوثي هو الابن غير الشرعي لبريطانيا ماصدقتم".

شرعنة الانفصال

الصحفي وليد العمري وصف تغريدة السفارة البريطانية بـ:" التصرف والخروج الفاضح عن الأعراف الدبلوماسية وانتهاكا صريحا لميثاق الأمم المتحدة واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة قرار 2216".

ودعا العمري "الحكومة الشرعية الى اتخاذ موقف وإجراءات قانونية وسياسية ملائمة للحفاظ على شرعيتها وسيادة واستقلال اليمن".

ورأى المواطن محمد المكمري ان تغريدات السفارة البريطانية :"جس نبض لها ما بعدها" وتسأل:"هل ستعترف بريطانيا بالحوثي، وبالتالي تشرعن للانفصال وتجعله أمر واقع؟ بريطانيا هي التي أوقفت معركة استعادة الحديده، بعد أن كانت القوات تطرق أبواب المدينة، يبدو أنها كانت تخطط منذو ذلك الحين لاعادة التشطير" - حد قوله.

من جانبها قالت الناشطة داليا محمد علي في سياق ردود المعلقين على تغريدة السفارة البريطانية:" بريطانيا اعترفت بالحوثي جهارا نهارا، ماعندها مشكله كواليس مفاوضات مسقط تشهد على ذلك، المشكله في عيال النهقه اللي صنفو بريطانيا دولة معادية وبيمارسو العشق الممنوع معاها بالسر".

واورد الناشط سلطان العباد تعليقاً ساخراً بهذا الشأن :"اهم شيء تعايدون الحوثي في الصباح وتخزنون مع بعض العصر وفي الليل تكملون مسرحية البحر الاحمر".

وأضاف:"من يحمي الحوثي هي بريطانيا ومن يسمح بتسليح الحوثي هي بريطانيا ومن منع سقوط الحوثي هي بريطانيا" - حد قوله.

واعتبر الصحفي علي العقبي تغريدة السفارة البريطانية من صنعاء التي مازالت ترزح تحت احتلال مليشيا الحوثي الانقلابية: "تطور خطير وكشف عن المستور واعتراف بريطاني بالحوثيين الارهابيين ومن وسط صنعاء؟".

وتساءل: "ما هو السر من هذا التلميح؟ هل الضربات العسكرية البريطانية مجرد مسرحية مكشوفة؟ هل نحن أمام سيناريو جديد لتقسيم اليمن ودعم الانقلاب من بريطانيا؟".

مختتماً تغريدته: "نقول لكم إن مخططاتكم ستبوء بالفشل، وسيبقى اليمن موحدًا".

فشل حكومي

واستغرب مراقبون من صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية الشرعية ووزارتي الخارجية والاعلام، تجاه السياسة البريطانية التي تتعارض مع الموقف الدولي تجاه الانقلاب الحوثي في اليمن الذي يحضى يدعم عسكري ولوجستي واستخباراتي من إيران.

وحملوا الجهات الحكومية كامل مسؤولية التخادم البريطاني الصريح مع سياسة الانقلاب الحوثي، ما يقوض نفوذ الحكومة الشرعية ومساع السلام الدولي في البلاد.

واتهموا الحكومة ووزارتي الخارجية والإعلام بالفشل الذريع تجاه التجاوزات الدولية في البلاد، وعدم مكاشفة الرأي العام المحلي والدولي بها، وإجراء تحركات رسمية توقفها وتقدمها لمحاسبة دولية.

وأشاروا إلى أن السياسة البريطانية اليوم لم تختلف عن السياسة البريطانية في اربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي، والتي كانت قد ابرمت اتفاقات وتفاهمات حينها مع النظام الامامي الكهنوتي في شمال اليمن، على أن يبسط قوته في مناطق سيطرتها مقابل الاعتراف به مقابل أن تواصل بريطانيا هيمنتها الاحتلالية جنوب اليمن.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: السیاسة البریطانیة من صنعاء

إقرأ أيضاً:

الشرطة البريطانية تنفذ انفجارا متحكما به خارج السفارة الأميركية في لندن

نفذت شرطة العاصمة البريطانية لندن، الجمعة، "انفجارًا متحكمًا به" خارج السفارة الأميركية في المدينة، وذلك في أعقاب تقارير عن وجود "طرد مشبوه" خارج مبنى السفارة.

وقال متحدث باسم شرطة العاصمة، إنه على علم بالتكهنات عبر الإنترنت حول وقوع حادث في محيط السفارة الأميركية في لندن، مشيرا إلى أنه تم وضع طوق في المنطقة كإجراء احترازي، بينما يقوم الضباط بالتحقيق في طرد مشبوه.

وأكدت الشرطة لاحقًا أن "الانفجار ذي الصوت المرتفع" الذي تم الإبلاغ عنه في المنطقة قبل فترة وجيزة، كان "انفجارًا متحكمًا به نفذه الضباط".

We can confirm that the 'loud bang' reported in the area a short time ago was a controlled explosion carried out by officers.

Enquiries are still ongoing and cordons will remain in place for the time being.

— Metropolitan Police (@metpoliceuk) November 22, 2024

وزادت: "لا تزال التحقيقات جارية، وستظل الحواجز قائمة في الوقت الحالي".

مصدر: الجيش اللبناني يفرض طوقا أمنيا حول السفارة الأميركية قال مصدر أمني لرويترز إن الجيش اللبناني فرض الجمعة طوقا أمنيا احترازيا حول السفارة الأميركية في لبنان.

من جانبها، قالت السفارة الأميركية عبر منصة "إكس"، إن الشرطة البريطانية تقوم بالتحقيق في وجود طرد مشبوه خارج مبناها.

Local authorities are investigating a suspicious package outside the U.S. Embassy in London. Met Police are present and have closed Ponton Road out of an abundance of caution. We will provide further updates when available. Please monitor @metpoliceuk for updates.

— U.S. Embassy London (@USAinUK) November 22, 2024

وأوضحت التدونية أن شرطة العاصمة متواجدة وأغلقت شارعا كإجراء احترازي، مضيفة أن السلطات "ستقدم المزيد من التحديثات عند توفرها".

مقالات مشابهة

  • الشرطة البريطانية تتعامل مع طرد مشبوه قرب السفارة الأميركية
  • الشرطة البريطانية تنفذ انفجارا متحكما به خارج السفارة الأميركية في لندن
  • الشرطة البريطانية تفجر طردًا مشبوهًا قرب السفارة الأمريكية في لندن
  • بريطانيا.. تفجير طرد مشبوه قرب السفارة الأمريكية
  • الشرطة البريطانية: الانفجار القوي بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن نفذه ضباط عن بعد
  • الشرطة البريطانية: انفجار قرب السفارة الأمريكية في لندن
  • سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن
  • الخارجية الايرانية تستدعي القائم بأعمال السفارة البريطانية في طهران
  • موسكو: بريطانيا تصب الزيت على النار في أوكرانيا
  • فوضى في صنعاء.. الاغتيالات تلاحق القيادات السلالية بجماعة الحوثي بدوافع انتقامية