جددت الصين وروسيا مواجهتهما المناهضة للغرب خلال اجتماع رفيع المستوى في أوائل أبريل 2024 في بكين، وتُظهِر الصين استعدادًا أكبر للتعاون مع الجنوب العالمي؛ لتعزيز الإصلاحات في نظام الحوكمة العالمية"، بينما تواجه روسيا بشدة الكتلة التي يقودها الغرب خلال المحادثات في بكين

لكن كلاهما تعهدا بتعزيز التنسيق الأمني الاستراتيجي المتعدد الأطراف في مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) ومنظمة شنغهاي للتعاون عبر أوروبا، وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ ووزير الخارجية سيرغي لافروف إن الصين وروسيا ستدافعان عن عالم متعدد الأقطاب بدلًا من النظام الأحادي

وصل لافروف إلى هناك بعد وقت قصير من وزيرة الخزانة جانيت يلين، التي اختتمت أيضًا زيارتها للصين في 8 أبريل، وكانت أهمية رحلة لافروف إلى بكين في أبريل، هي بالنسبة لموسكو لتعزيز العلاقات وإقامة علاقات مع الدول النامية في الجنوب العالمي التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولات منسقة لمواجهة النظام العالمي الذي يقوده الغرب

تقود الصين وروسيا عملية بناء نظام جديد وتعملان أيضًا في الخطوط الأمامية لإعادة تشكيل البنية العالمية، وعلى الرغم من حقيقة أن القوى الغربية والأوروبية تعاني من تراجع نفوذها، إلا أن الصين تتمتع بآثار اقتصادية أكبر من روسيا، في جميع أنحاء العالم، ويبدو النفوذ الاقتصادي للصين وتأثيرها واضحًا أكثر من روسيا


من الواضح أن روسيا تولت المهمة الأكثر صعوبة ـ التي تذكرنا بالحرب الباردة، ويتعين عليها أن تتخذ خطوات ملموسة لتحويل جوانبها الاقتصادية المتمثلة في تعدد الأقطاب إلى واقع عملي بدلًا من الخطابة الصاخبة


 مما لا شك فيه أن النهج الذي تتبناه روسيا لا يحقق إلا القليل من النتائج الملموسة فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها، والاستثمار في البنية التحتية والقطاع الزراعي لضمان الأمن الغذائي، وتوفير التمويل لشركائها الأفارقة

ومن الناحية العملية، يتعين على روسيا أن تتنافس على نفس النفوذ الاقتصادي التنافسي العالمي، ويتعين على المؤسسات المالية في منطقة أوراسيا وبنك التنمية الجديد لمجموعة البريكس أن تعمل على نطاق أوسع من أجل اللحاق بالنطاق المماثل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي

وفي الواقع، لدى الصين خطط اقتصادية شاملة لأوروبا وإفريقيا، وفي الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة أيضًا على تعزيز التنسيق الاستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مع التركيز على روسيا والصين، وتوجه زعماء اليابان والفلبين إلى واشنطن لعقد قمة ثلاثية، وتدرس الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا التعاون مع اليابان بموجب اتفاقية أوكوس الأمنية

وكما كان متوقعًا عمومًا، أكد لافروف بالفعل على النقاط الممتازة التي هيمنت على خطاباته السابقة: وهي أن الصين وروسيا تعملان على زيادة التنسيق الاستراتيجي مع روسيا ضمن أطر متعددة الأطراف من أجل "تعزيز الإصلاح" واتخاذ موقف موحد لإصلاح النظام الدولي الذي يقوده الغرب

*إن دمج الاقتصاد الروسي، والقدرات العقلية، والتكنولوجيا العسكرية في نظام تقوده الصين مع وجود أوراسيا في قلبها الجغرافي، هو الطريقة الوحيدة التي يمكن لروسيا من خلالها مواصلة مواجهتها مع الغرب*

وتتمتع الصين بقدرة تفاوضية أقوى وخيارات أكثر بكثير من تلك التي تتمتع بها روسيا، كما أن نفوذها على جارتها الشمالية يتزايد باستمرار وروسيا الآن تحبس نفسها في التبعية للصين

وفي غضون العامين الماضيين، أصبحت الاتصالات بينهما أقرب منذ بدء "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا المجاورة، وتشغل الصين وروسيا مقعدين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتعملان معًا لمنع مبادرات الولايات المتحدة، وفي العام الماضي، عملت الصين على خطة السلام لأوكرانيا التي اعتبرتها روسيا "غير كافية" لتحقيق حل طويل الأمد للأزمة الروسية الأوكرانية

وهذا يعني بالتالي أن اقتراح السلام الصيني لم يجد قدرًا كبيرًا من الاهتمام ويفتقر إلى الرؤية للقرار المستقبلي، ولا يزال كلاهما يحمل وجهة نظر تنظيم جولة أخرى من محادثات السلام رسميًا

 

 وباعتبارها قوة للسلام والاستقرار، أشارت الصين إلى أنها سوف تتمسك بلعب دور بناء على الساحة الدولية.

.. وأنها لن تضيف الزيت على النار أبدًا. باختصار، جددت كل من روسيا والصين التعهد المشترك بالوقوف "ظهرًا لظهر وكتفًا بكتف" ضد أي محاولات لزعزعة الاستقرار من جانب الولايات المتحدة وأوروبا في هذا العالم الناشئ المتعدد الأقطاب

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: احمد ياسر فلسطين اخبار فلسطين غزة ترامب بايدن جو بايدن اسرائيل الصين موسكو روسيا أخبار مصر الاتحاد الاوروبي الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 البريكس الولایات المتحدة الصین وروسیا

إقرأ أيضاً:

ريتر: ضربة قوات كييف على سيفاستوبول هجوم أمريكي على روسيا

أكد ضابط المخابرات العسكرية الأمريكية السابق سكوت ريت أن الولايات المتحدة عبر سماحها لقوات كييف بمهاجمة أراضي روسيا بأسلحتها تعتبر فعليا هي من قامت بالهجوم على سيفاستوبول.

وقال ريتر عبر قناة "Judging Freedom" على موقع "يوتيوب": "لقد هاجمت أمريكا روسيا، وهذا هو الشيء الرئيسي الذي يجب أن نتحدث عنه"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة هي التي "أذنت" لأوكرانيا بضرب سيفاستوبول باستخدام الأسلحة الأمريكية.

إقرأ المزيد موسكو: لا نستبعد ردا عسكريا تقنيا على الولايات المتحدة بعد اعتداء سيفاستوبول

وكان المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة روبرت كينيدي جونيور قد اعترف في وقت سابق بأن قصف شاطئ سيفاستوبول بصواريخ أمريكية هو عمل إرهابي وإجراء عسكري من قبل واشنطن ضد المدنيين الروس.

وشنت قوات كييف هجوما يوم 23 يونيو، على منشىآت مدنية في مدينة سيفاستوبول باستخدام خمسة صواريخ تكتيكية أمريكية من طراز "ATACMS" مزودة برؤوس حربية عنقودية.

وأثناء صد الهجوم الصاروخي، اعترضت الدفاعات الجوية الروسية أربعة صواريخ، وأدى انفجار الرأس الحربي للصاروخ الأمريكي الخامس في الجو إلى سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين في سيفاستوبول حيث لقي 5 أشخاص حتفهم، بينهم طفلان.

وبحسب البيانات، أصيب أكثر من 150 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقل 79 منهم إلى المستشفى، بينهم 27 طفلا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن واشنطن والسلطات الأوكرانية تتحملان مسؤولية الضربة، حيث أن المهام الجوية للصواريخ التشغيلية التكتيكية الأمريكية ATACMS يتم التحكم فيها من قبل متخصصين أمريكيين بناء على بيانات استطلاع الأقمار الصناعية الخاصة بهم، وشددت الوزارة على أن مثل هذه الحوادث لن تبقى بدون رد.

واستدعت الخارجية الروسية السفيرة الأمريكية لدى موسكو لين تريسي في أعقاب هذا الهجوم الإرهابي، وأخطرتها بعواقبه.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • الصين تطالب أمريكا بالتوقف عن نهب موارد سوريا وتعويض الشعب السوري
  • واشنطن تعيد 116 مهاجرا صينيا دخلوا بطريقة غير شرعية إلى بلادهم
  • الفلبين والصين تجددان التزامهما بتهدئة التوترات في بحر الصين الجنوبي
  • ريتر: ضربة قوات كييف على سيفاستوبول هجوم أمريكي على روسيا
  • تحجيم الصين: المقاربة الأمريكية “الجديدة” لإدارة العلاقة مع الحلفاء الأفارقة
  • مجلس الأمن يناقش عدالة النظام العالمي ودور المنظمات في الأمن الجماعي
  • هل تستفيد أمريكا والصين من كارثة تصاعد العداء الأنجلو-ألماني؟
  • من الحروب التجارية إلى الذكاء الاصطناعي: المنافسة الأمريكية- الصينية
  • أميركا والصين تستعدان لحرب كبرى تستمر لسنوات.. فلمن ستكون الغلبة؟
  • القوة والنفوذ في آسيا: من سيفرض هيمنته؟