صحيفة الاتحاد:
2025-01-30@07:17:02 GMT

إيحاءات رمزية ودعوة للتعايش في أعمال الرامي

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

محمد نجيم (الرباط)

أخبار ذات صلة خلود الجابري: العيد بهجة.. واللون شغف الروسية ناديا أدامينكو: أعبّر عن صور البهجة بالفرشاة

ترتكز مقومات العمل الفني لدى الفنان التشكيلي المغربي عبدالله الرامي على أسس فنية تستنطق بتعابير وعلامات رمزية كل ما له علاقة بالطبيعة من أحجار وأغصان وأتربة، وهي أيقونات ورموز يحولها الفنان إلى سرديات بصرية مثقلة لإيحاءات الباعثة على الفرح والراحة النفسية التي يفتقدها الإنسان في هذا العصر، وقال عبدالله الرامي، خلال افتتاح معرضه مؤخراً بمدينة الدار البيضاء تحت عنوان «تعايش» لـ(الاتحاد):«عشقي للفن والألوان والمادة من خامات وأحجار وقشور الأشجار والأغصان كما تشاهدونها حاضرة بقوة في أعمالي، لم تكن وليدة المصادفة، ولم تأت من فراغ، بل كانت مصاحبة لي منذ الطفولة، وحتى في الفترة التي كانت تقل فيها الإمكانات ومستلزمات الصباغة التي لم تكن متوفرة أو بالكاد منعدمة، لم تقف حاجزاً أمام ممارستي لهوايتي، وجدت البديل وضالتي في بعض المواد الخام الموجودة بكثرة في الطبيعة والمحيط الذي ترعرعت فيه».


تجربة الفنان عبدالله الرامي، أصيلة شأنها شأن تجربة كبار التشكيليين عبر العصور، تأبى إلا أن تحيلنا باستمرار على تجارب أخرى سابقة، عريقة وأصيلة، تمتح من نفس المعين التراثي، وترتوي من نبع الثقافة المحلية التي ينتمي إليها الفنان، والمتسمة بالخصوصية والانفتاح أيضاً، بحيث يشترك في تبني فلسفتها وتوجهها الجمالي الفنان الرامي، كبقية الفنانين الكبار، خصوصاً تجربة التشكيلي المغربي الكبير أحمد الشرقاوي والجيلالي الغرباوي وفريد بلكاهية.. لكن بروح جديدة وبرؤية فريدة، وبلمسة خاصة بفناننا الجاد والنشيط، لأنه فنان مفعم بالحيوية والبحث المستمر والانكباب الدائم على إبداعه الذي لا يبخل بدوره على المتلقي، فيقوم بعرضه بانتظام وتجديد في الأساليب والرؤى الإبداعية، حيث يدرك هذا المتلقي كلما التقى بأعمال الفنان الرامي، أنه حتماً أمام تجربة جادة ومتميزة، وراءها بحث تشكيلي عميق مضني ولذيذ في الوقت نفسه.

هاجس البحث
يقول الناقد الجمالي محمد الزبيري عن أعمال عبدالله الرامي:« تجربة تشكيلية فذة، مسكونة بهاجس البحث المبني على اتضاح الرؤية، والسير على نهج الكبار أمثال الرائد الراحل أحمد الشرقاوي، ويبدو اليوم فناننا في هذه المحطة الجديدة، في أعماله الأخيرة، وقد عبر إلى ضفة أخرى من ضفاف تجربته الفنية الواضحة الملامح، المحددة الأهداف».
وعن الموضوع الذي اختاره الفنان لمعرضه «التعايش» يقول الناقد الدكتور سعد العبد:«يعد (الموضوع) أحد مداخل الإبداع المتنوعة، والموضوع هنا يتحدد في (العيش المشترك لنشر ثقافة السلم والتسامح)».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفن التشكيلي الفنون التشكيلية المغرب الرسم

إقرأ أيضاً:

أعمال عبد الحليم سلامي.. ارتحال نحو الصحراء والطبيعة الجزائرية

الجزائر "العُمانية": يقدم الفنان التشكيلي الجزائري عبد الحليم سلامي من خلال معرضه الشخصي "عطور الواحات"، تقنيّة خاصّة يتجسد حضورها في العلامات والرموز في معناها السيميولوجي، فهو يذهب إلى مكوّنات الفضاء الصحراوي وشخوصه.

يضم المعرض مجموعة من اللّوحات التي يبدو فيها بوضوح تأثُّر الفنان العميق بالمناظر الطبيعيّة، والثقافة في الصحراء الجزائرية، إذ يمكن لزائر هذا المعرض أن يكتشف مواضيع مثل معمار القصور والواحات الصحراويّة، وكذلك تمثيل المرأة في جنوب الجزائر باستخدام الوسائط المختلطة، إذ يدمج هذا الفنان في أعماله مواد وخامات، مثل الرمل، والجصّ، والغراء لإنشاء مجسّمات ونقوش فريدة.

وتثمر شجرة العلامات في لوحات الفنان مزيجًا من المرارة وحرقة السُّؤال تتناسى الخطوط كي تقول ما لا يقال، وتشتّت جماع المعنى وتقابل لجاجة اللُّغة بسديم الجلبة، وكلام اللّوحة لغوٌ وصمتها سلطة للتأمُّل.

ولجدران وشبابيك قصور مدينة ورقلة القديمة مكانةٌ خاصّة في أعمال الفنان، عبد الحليم سلامي، ابن منطقة وادي ريغ بتقرت؛ إنّه يتشكل كلاوعي للّوحة، وكنموذج خاص للعمل الفني. والحقيقة أنّ تلك العلاقة الطفوليّة بهذا السطح لم تلبث أن تسرّبت إلى العمل الفني بالتدريج إلى حدّ أنّ الجدار غدا مجازًا للوحة الصحراء في الآن نفسه. وتتماهى لوحة حليم سلامي مع الجدار وكأنّها تستدرج الفضاء المعماري الذي انطبع في العين منذ زمن لكي يستجلي نفسه في علاقة مباشرة بفضاء الصحراء وبالتسامي الروحي.

أمّا الألوان والأشكال المؤثّثة للوحة سلامي فتبدو كعلامة محفورة على صدر الصخر. إنّها إشاراتٌ مجسّمة في جدران قصور تقرت ومقابر ملوك ولاد جلاب نحتت الرياح فيها وشْمًا مخطوطًا بروح الأسلاف، وكأنّها إيماءة خفيّة مجبولة بلهفة أهل الصحراء على الحياة والبقاء، وربما تميمة منحوتة على تلك البيوت الطينيّة لتقي السكان شرّ الانقراض والفناء، وكأنّها أعجوبة أخرجها الفنان من متاهة السكون والزوال لتقيم في محراب الزمان.

ويتحوّل الجدار إلى لوحة يسكنها كمًّا لو كان بدلًا لها يمارس فيها ذاكرته المحمولة على هوى التحوُّلات، ويجعل منها فضاء للزمن المتوالي وللطفولة الفائتة. والجدار في أعمال عبد الحليم سلامي، هو أشبه بقدر مصيري يختزن الممحوّ والظاهر في هذه العملية ذاتها، ويصبح شاشة للوعي تشرّبها الفنان منذ الصغر، إنّه ذلك الجدار الذي يُمثّل درعًا ضد الفراغ؛ إنّه فراغٌ ممتلئٌ برحابة الاكتفاء الذاتي، وكيانٌ يمنح للوجود الشخصيّ موطئًا يدفعه للترحال والتيه والمخاطرة والمغامرة.

يُشار إلى أنّ الفنان عبد الحليم سلامي، من مواليد 1964 بمدينة تقرت (جنوب الجزائر)، تخرّج من المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، وحصل على ماجستير فنون، وهو يُدرّس الفن التشكيلي، منذ عام 1998، بالمعهد العالي لتكوين إطارات الشباب بورقلة، ويواصل مسيرته الفنيّة بإنتاج غزير وثري. وقد سبق للفنان، عبد الحليم سلامي، المشاركة في العديد من المعارض الفردية والجماعية في الجزائر، وخارجها، لا سيما في فرنسا، وبرلين (ألمانيا)، وتركيا، ومصر.

مقالات مشابهة

  • 31 يناير.. محمد هنيدي يستعد لتقديم مسرحيته «المجانين» في موسم الرياض
  • مسلسلات رمضان 2025.. من هو «النُّص» الذي يؤدي أحمد أمين شخصيته؟
  • بحضور عبدالله السناوي.. معرض الكتاب يناقش "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد"|صور
  • بحضور عبدالله السناوي.. معرض الكتاب يناقش أم كلثوم التي لا يعرفها أحد
  • أشهر أعمال الفنان حسن مظهر.. تألق مع نجلاء فتحي
  • من «خطوط حمراء» لـ«حكيم باشا».. 5 أعمال فنية جسد فيها منذر رياحنة أدوار الشر
  • بعد رحيله اليوم.. أبرز أعمال الفنان الراحل حسن مظهر
  • أعمال عبد الحليم سلامي.. ارتحال نحو الصحراء والطبيعة الجزائرية
  • شاهد بالفيديو.. الجيش يصل منزل معشوق الجماهير الفنان الراحل محمود عبد العزيز والجنود يوثقون التخريب والدمار الذي خلفته قوات الدعم السريع داخل المنزل
  • «مش أول مرة».. مطرب الراب أبيوسف يخوض تجربة التمثيل في مسلسل «الغاوي»