يوسف العربي (أبوظبي)
يسجل سوق الخدمات اللوجستية الصديقة للبيئة طلباً متزايداً على مستوى العالم، حيث تسعى 75% من شركات الشحن بصورة حثيثة إلى تبني خيارات أكثر مراعاة للبيئة عند تخزين وتصدير السلع والمنتجات، فيما تتجه الشركات الكبرى في الإمارات لتزويد المستودعات ومرافق التخزين التابعة لها بروبوتات لمناولة البضائع تعمل بالطاقة الشمسية، حسب شركة لوج ميدل إيست.


وقال رامي يونس، المدير العام، رئيس قسم المبيعات في الشركة، لـ«الاتحاد» إن صناعة تخزين البضائع في المستودعات والخدمات اللوجستية في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط تشهد تحولاً جذرياً من خلال التقدم في مجال الأتمتة. 
ونوه إلى أنه يتم نشر الروبوتات والآلات المتقدمة في المستودعات بغرض إتمام مجموعة متنوعة من العمليات، بما في ذلك التخزين والتعبئة والتغليف والشحن العابر والمهام الأخرى ذات الصلة.
ووفقاً لأبحاث السوق، من المتوقع أن يزيد حجم سوق أتمتة المستودعات في منطقة الشرق الأوسط بأكثر من ثلاثة أضعاف في عام 2025، لتصل قيمته إلى 5.87 مليار درهم (1.6 مليار دولار). 
وحسب استبيان أجرته شركة «بي دابليو سي» حول الآمال والمخاوف في الشرق الأوسط لعام 2022، تستعين الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط بالتكنولوجيا من أجل أتمتة وتحسين العمليات في مكان العمل بمعدل أعلى 32% مقارنة بالمتوسط العالمي.

أخبار ذات صلة الواجهة المائية والشواطئ تجذب الزوار بأم القيوين «الوطني» يشارك في لقاءات برلمانات «بريكس» في موسكو

وقال يونس إنه من المتوقع أن تستحوذ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما لديها من زيادة في عدد السكان وتقدمها الصناعي، على مزايا كبيرة بفضل اعتمادها على حلول الأتمتة، ومع زيادة الوعي بالقضايا البيئية في المنطقة، لاسيما بعدما تعزَّز الوعي بها من خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات في عام 2023، تكتسب التقنيات التي تعزز الاستدامة والنتائج الصديقة للبيئة ميزة تنافسية. 

الأتمتة
ونوه يونس إلى أن الخدمات اللوجستية، تستحوذ على نصيب كبير من الانبعاثات الكربونية في العالم وكان من ضمن الأساليب الفعالة في هذا السياق استبدال المناولة اليدوية بالآلات المؤتمتة الكهربائي.
وأوضح أن تقنيات الأتمتة الكهربائية، مثل الروبوتات، تعتمد على قدر أقل من الكهرباء والتي من الممكن توليدها من الطاقة المتجددة أو مصادر طاقة أنظف. 
وأضاف أن التقنيات المؤتمتة تصدر كمية ضوضاء أقل بكثير جداً من أساطيل المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري كما يمكن أن يمهد هذا التحول الطريق لحدوث انخفاض ملحوظ في الانبعاثات في المنطقة.

الحيز المكاني 
وقال يونس: شهدت منطقة الشرق الأوسط نمواً كبيراً في عدد سكان الحضر على مدى العقود القليلة الماضية، ونتيجة لذلك، تسارع نمو سوق التجارة الإلكترونية في هذه المنطقة حيث وصل إلى 37 مليار دولار في عام 2022، وفقاً لأبحاث السوق. 
وتابع: لمجابهة التحديات المتمثلة في الحيِّز المكاني المحدود وتلبية الطلب المتزايد، يعدُّ استخدام أنظمة التخزين الآلي ومعالجة الطلبات حلاً فعالاً في هذا الصدد حيث تتيح هذه الأنظمة استغلالاً أفضل لمساحة التخزين، وتم تصميم الروبوتات المستخدمة في هذا الإعداد لتكون ذات كفاءة عالية في استخدام الطاقة، بحيث يقتصر استهلاكها على 0.1 كيلوواط فقط من الطاقة في الساعة.
وقال: حتى تتضح الصورة لدينا بشكل أكبر، تستهلك ستة من هذه الروبوتات نفس كمية الطاقة التي تستهلكها محمصة الخبز الكهربائية وهذا الأمر لا يقتصر دوره على توفير الحيز المكاني فحسب، بل يتعدى هذا الأمر ليقلل أيضاً من إجمالي استهلاك الطاقة المطلوب لتشغيل منشآت أكبر.

استهلاك الطاقة
وتعمل الرافعات المتقدمة للرص والتكديس على رفوف المستودعات العالية، والمصممة بحيث تراعي مبدأ الاستدامة، على تسخير الطاقة المتجددة ووحدات الكبح والاستفادة منهما في توفير مستوى من الكفاءة الرائدة في الصناعة، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى توفير الطاقة.
وبفضل هذا الابتكار، يتسنى للمستودعات تقليل استهلاكها للطاقة بشكل كبير وتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة غير المتجددة.

سلاسل التوريد
وقال يونس إنه بالإضافة إلى المزايا البيئية العديدة، فإن خفض حد المناولة اليدوية للبضائع من خلال الأتمتة من شأنه أن يقلل من خطر تعرض المنتجات للتلوّث أو العبث بها، مما يعود بالنفع على صناعات مثل الأغذية والمشروبات والمستحضرات الصيدلانية. 
ونوه إلى أن أهم  ميزة من مزايا الأتمتة هي أنها تتيح الفرصة لتبني ممارسات أكثر مراعاة للبيئة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شركات الشحن الخدمات اللوجستية قطاع الخدمات اللوجستية حماية البيئة الإمارات منطقة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الشاطئ السبب.. هكذا وصل ترامب إلى فكرة الاستيلاء على غزة

يسارع مسؤولو إدارة ترامب إلى مواكبة خطة الرئيس المفاجئة التي تهدف إلى جعل الولايات المتحدة تتولى ملكية غزة لتصبح "ريفييرا الشرق الأوسط" حسب وصف ترامب.

تقول شبكة "سي إن إن" الأميركية إن فكرة ترامب بلورها على مدار الوقت، وفقا لأشخاص مطلعين على الموضوع، وقد انبثقت من الرئيس نفسه.

وأوضحت أن ما حصل هو مجرد تذكير آخر بأن الأفكار السياسية غالبا ما تبدأ من ترامب، بدلا من أن تبنى ببطء عبر خبراء وطنيين قبل مناقشتها في البيت الأبيض.

خطة "مفاجئة"

وقال مسؤولون، إن الفكرة تهدف جزئيا إلى تحفيز العمل في قضية ترى إدارة ترامب أنها متوقفة، ولتقديم حلول معقولة لإعادة بناء منطقة دمرها القصف الإسرائيلي.

وتعتبر "سي إن إن" أنه وبغض النظر عن كيفية ظهور الفكرة، فإن الكشف عنها جاء صادما.

وقد أثار الإعلان عن الخطة العديد من ردود الفعل المفاجئة، خاصة من أعضاء الكونغرس والجمهوريين في واشنطن.

وعلى الرغم من أن ترامب لم يناقش الفكرة بشكل رسمي مع أعضاء لجان الخدمات العسكرية في الحزب الجمهوري، إلا أن الخطوة فجأت الكثيرين.

وقد كشف ترامب عن خطته في المؤتمر الصحفي بشكل مفاجئ، حيث قال مستشار لشؤون الشرق الأوسط إنه لم يسمع عن الاقتراح حتى سمعه من ترامب، وأشار إلى أنه كان في حالة من الذهول بعد الإعلان.

زيارة ويتكوف إلى غزة

ومن جهة أخرى، أكد آخرون أن الفكرة كانت قد نوقشت في الأيام السابقة، بعد أن زار  المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط وصديق ترامب، ستيف ويتكوف غزة، وأطلع ترامب على الحالة المأساوية للقطاع.

وحذر ويتكوف من أن المنطقة أصبحت غير صالحة للسكن بسبب الدمار الهائل، ما أثار اهتمام ترامب بقوة.

وقد "تركت أوصاف ويتكوف أثرا على الرئيس، الذي أصبح منشغلا بالمسألة". وخلال محادثات مع مساعدين، انتقد ما وصفه بفراغ الخطط البديلة المقدمة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"سي إن إن" إن أوصاف ويتكوف لرحلته كانت "نقطة تحول" للرئيس.

وكان مستشارو ترامب المقربون لشؤون الشرق الأوسط، مثل مستشار الأمن القومي مايك والتز وويتكوف، على علم بنيته طرح الاقتراح الثلاثاء، حيث ناقش والتز وويتكوف الفكرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليل الاثنين.

وقال المسؤول في البيت الأبيض عن كيفية وصول ترامب وفريقه إلى هذا الموقف: "فكرة تكرار نفس النهج في غزة كما فعلنا لعقود لن تصمد. كنا في حلقة مفرغة... لفترة طويلة ولم تنجح".

يركز حاليا وسطاء ترامب في الشرق الأوسط على "خطوات فعالة"، وفقا لمصدر مطلع على الاستراتيجية، أهمها ضمان استمرار اتفاقية وقف إطلاق النار الحالية واتفاقية تبادل الأسرى، وأن تلتزم جميع الأطراف "باتفاقها".

الخطوات القادمة

ووفقا للمصادر، فإن الخطة لا تقتصر فقط على السيطرة على القطاع بل تشمل أيضا ضمان استمرار اتفاقات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مع التركيز على إيجاد حلول دائمة على المدى الطويل، وذلك بينما يبدي ترامب تفاؤلا بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الأردن ومصر لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، رغم أن هذه الدول قد عبرت سابقًا عن رفضها لاستقبال لاجئين جدد.

"ريفييرا الشرق الأوسط"

ولا يعد اهتمام ترامب بالموقع الاستراتيجي لقطاع غزة مفاجئا.

فقد أشار الرئيس مرارا إلى القيمة الاقتصادية للمنطقة باعتبارها ساحلا ذا إمكانيات تطوير كبيرة. وكان صهره السابق جاريد كوشنر قد أشار إلى ذات النقطة في وقت سابق، واصفا شاطئ غزة بأنه "موقع ذو قيمة كبيرة".

في محادثات عامة وخاصة على مدار العام الماضي، أكد ترامب مرارا على قيمة موقع غزة الساحلي، مشيرا إلى أنه موقع رئيسي للتطوير. وقدم صهره جاريد كوشنر تصريحا مماثلا العام الماضي، واصفا شاطئ غزة بأنه "قيم جداً".  

وقد أعطى ترامب، خلال خطاب يوم التنصيب الشهر الماضي، تلميحات عن اتجاه خطته لغزة، وقال قال بعد أداء اليمين الدستورية: "إنه موقع استثنائي على البحر، بطقس ممتاز. كل شيء جيد. يمكن عمل أشياء جميلة فيه". وأضاف حينها أنه "قد يكون مستعدا للمساعدة في إعادة الإعمار".

مقالات مشابهة

  • شركات الطيران الكورية الجنوبية تشغل أكثر من 400 طائرة
  • السعودية للكهرباء وهيتاشي إنرجي تعززان شراكتهما لاعتماد تقنية صديقة للبيئة في قطاع الطاقة
  • مسؤول الشرق الأوسط بإدارة بايدن مُعرّض للتحقيق بسبب سياساته الفاشلة
  • عالم أخضر.. انعقاد مؤتمرات المناخ حلول دولية للتكيف ومواجهة التحديات
  • الشركة السعودية للكهرباء و”هيتاشي إنرجي” تعززان شراكتهما لتطبيق تقنيات صديقة للبيئة في قطاع الطاقة
  • تستهدف شركات الطاقة والشحن والنفط.. عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران
  • الشاطئ السبب.. هكذا وصل ترامب إلى فكرة الاستيلاء على غزة
  • المملكة المتحدة تتجه لتخفيف قواعد الطاقة النووية
  • وفد رفيع المستوى.. من سيزور بيروت قريباً؟
  • خبير علاقات دولية: التنسيق المصري الأردني حائط صد أمام محاولات تهجير سكان غزة