سرايا - نشر موقع بلومبيرغ تقريرا تحدث فيه عن قيام تكنولوجيا المسيّرات الإيرانية بإعادة تعريف الحرب العالمية، حيث تقوم دول من آسيا الوسطى وأميركا الجنوبية ببناء تكنولوجيا خاصة بها استنادا إلى التصاميم الإيرانية، وذلك غالبا باستخدام مكونات أميركية.

وأكد التقرير أن إنتاج المسيرات الإيرانية تكثف خلال العامين الماضيين في 5 دول أخرى على الأقل، في أميركا الجنوبية وآسيا الوسطى، وتابع أن روسيا نفسها بدأت تصنع مسيرات لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، مما رفع عدد الدول التي تستخدم التكنولوجيا أو المساعدة أو الأجزاء الإيرانية إلى 12 دولة على الأقل.



وأشار التقرير إلى أن إتقان إيران لحرب المسيرات ذات التقنية المنخفضة نسبيا يشكل مخاطر جديدة عاجلة على استقرار الشرق الأوسط، وذلك لأنها تمكن الدول من توفير عملتها الأجنبية لتمويل صناعتها الدفاعية، وتعزيز تحالفاتها الإستراتيجية، مع القدرة على تغيير طبيعة الصراع في جميع أنحاء العالم.

ووفق بلومبيرغ، فإن إيران وبعيدا عن برنامجها الصاروخي، أو حتى ما تصفه الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بجهود إيران في مجال الأسلحة النووية، فإن المسيرات تجعل من الجمهورية الإسلامية لاعبا مهما خاصة في الساحة الإقليمية.

ووضح أن المسيرات الإيرانية بدأت تصبح أكثر تطورا، مما جعل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية يقول إن توريد إيران للمسيرات وتطويرها "يشكل تهديدا متزايدا للسلام والأمن الدوليين"، ولاحظ أن وزير الدفاع لويد أوستن أنشأ في مارس/آذار الماضي لجنة من كبار القادة لإيجاد طرق فعّالة لمعالجة "هذا التحدي العاجل".

وبحسب بلومبيرغ، فإن كلا من روسيا وإيران يتعلمان من بعضهما بعضا في مجال المسيرات، وهذا أكثر أهمية من "مشاركة التكنولوجيا نفسها"، كما يقول ماك ينيس، المبعوث الأميركي السابق وضابط المخابرات.

وتابع الموقع جماعة الحوثيين اليمنية -التي وصفها بالمدعومة من إيران- تمكنت من خفض حركة التجارة في البحر الأحمر بأكثر من 50% هذا العام من خلال إطلاق المسيّرات والصواريخ على السفن التجارية.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يضيف بلومبيرغ، قامت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في سوريا والعراق بقصف القواعد العسكرية الأميركية البعيدة في المنطقة عدة مرات.

ولفت الموقع إلى أن استخدام إيران للمسيرات تطور بشكل أكثر بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من اتفاقية النووية الإيرانية في عام 2018.

وبحسب بلومبيرغ، ففي 13 مارس/آذار الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أن إيران أصبحت مستقلة تماما في إنتاج محركات المسيرات، وكشف عن أن صادراتها العسكرية الشاملة قد ازدادت بمعدل 4 إلى 5 مرات خلال السنوات الأخيرتين.

وتابع الموقع أن إيران شاركت تكنولوجيا المسيرات مع سوريا، وفقا لتقرير غير منشور من قبل "إيتانا"، الذي يتتبع بدقة الأعمال العسكرية في المنطقة، حيث انتقل العشرات من العلماء الإيرانيين إلى حلب للعمل في المختبر الرئيسي للأسلحة في البلاد، وطوروا 4 نماذج من طائرات الانتحار بالتعاون مع نظرائهم السوريين.

وبين تقرير بلومبيرغ المطول أنه عادة ما يتم إسقاط المسيرات بتكلفة أعلى بكثير من سعرها، وتستخدم الولايات المتحدة وحلفاؤها الصواريخ المضادة للطائرات في البحر الأحمر، مثل سبارو وسي فايبر، والتي قد تصل تكلفة الواحدة منها إلى مليون دولار، لإسقاط مسيّرة عادية.

ونقل التقرير عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، توم كروسون، أن البنتاغون يعمل بنشاط على تطوير وتقديم قدرات فعالة وبأسعار معقولة لمكافحة المسيّرات، مشيرا إلى أن تحييد الطائرات المسيرة المتطورة ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب بنية دفاع جوي متعددة الطبقات ومتكاملة.

وأشار بلومبيرغ إلى أن إيران أعادت مؤخرا علاقاتها مع السودان بعد خلاف دام سنوات، وذلك لمساعدة الجيش في قتال قوات الدعم السريع.

وأضاف أن إثيوبيا أيضا استخدمت طائرات إيرانية مسيرة لقمع التمردات على جبهتين.

ومن المحتمل أن تهدد فنزويلا، التي تصنع طائرات إيرانية مسيرة منذ عام 2007، جارتها ومنافستها غويانا. وأثار طلب بوليفيا طائرات مسيرة من إيران لمراقبة حدودها ومكافحة تجار المخدرات خلافا دبلوماسيا مع الأرجنتين.

ونقل التقرير عن خبراء قولهم إنه إذا لم تكن الصين مستعدة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد مبيعات التكنولوجيا لإيران، فإن خنق صناعة المسيّرات الإيرانية سيكون قضية خاسرة، موضحين أن الغرب قد يستغرق ما بين 5 إلى 10 سنوات لتطوير وسائل عسكرية فعالة لمواجهة المسيرات الإيرانية.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: المسیرات الإیرانیة رات الإیرانیة المسی رات إلى أن

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط على صفيح ساخن والعالم يترقب: إيران ترفض التصعيد وواشنطن تتوعد- عاجل

بغداد اليوم -  بغداد

في ظل التوتر المتزايد بين إيران والولايات المتحدة، تظهر رسائل متناقضة بين تهدئة معلنة وتصعيد ميداني مستمر. 

طهران، عبر وكالة "نور نيوز" المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، عبرت عن عدم رغبتها في التصعيد، مؤكدة أن أي مواجهة عسكرية ستؤدي إلى نتائج كارثية على الجميع. 

في المقابل، تتخذ واشنطن خطوات تصعيدية، أبرزها الضربات التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن، ورسائل التحذير المباشرة إلى إيران، مما يعزز احتمالات الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.

في ظل هذه المعادلة المعقدة، يبقى التساؤل قائمًا: هل يمكن احتواء التصعيد عبر الوساطات، أم أن الصدام أصبح خيارًا لا مفر منه؟


إيران بين خطاب التهدئة واستراتيجية الردع

رغم التأكيدات الإيرانية بعدم الرغبة في التصعيد، فإن تحركاتها الميدانية تحمل إشارات مزدوجة. المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، شدد على أن بلاده لن تخضع للضغوط الأمريكية، ولن تقدم تنازلات تحت التهديد. في السياق ذاته، أكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن واشنطن تحاول فرض معادلة قوة جديدة في المنطقة، لكن طهران مستعدة للرد على أي استفزاز.

وفي خطوة تعكس توجّهًا نحو استراتيجية الردع، أعلنت إيران رفع مستوى التأهب في منشآتها النووية، كما أجرت مناورات بحرية في مضيق هرمز، وهو شريان الطاقة العالمي الذي قد يصبح ساحة رئيسية لأي مواجهة عسكرية.


واشنطن تصعّد وترامب يهدد برد "سريع وساحق"

على الجانب الأمريكي، لم تترك واشنطن أي مجال للغموض في موقفها، إذ جاء التصعيد الأمريكي بعد الضربات التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن، حيث توعّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إيران بـرد عسكري غير مسبوق إذا استمرت في تهديد القوات الأمريكية أو حلفائها.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي عقب الضربات: "لقد بعثنا برسالة واضحة إلى طهران: لا نبحث عن الحرب، لكننا لن نقف متفرجين إذا تعرضت قواتنا أو شركاؤنا لأي هجوم. ردّنا سيكون سريعًا وحاسمًا".

وبالتزامن مع هذا التصعيد، عززت واشنطن وجودها العسكري في المنطقة عبر إرسال حاملات طائرات ومدمرات إلى الخليج العربي، بالإضافة إلى زيادة الطلعات الجوية الاستطلاعية فوق المواقع الاستراتيجية الإيرانية.


ماذا لو اندلعت المواجهة؟ السيناريوهات المحتملة

إذا انهارت جهود احتواء الأزمة، فإن أي مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران ستؤدي إلى اضطرابات أمنية وسياسية واقتصادية واسعة، تمتد آثارها إلى الشرق الأوسط والعالم. ومن أبرز التداعيات المحتملة:

1. العراق.. الخط الأمامي للمواجهة

نظرًا للوجود العسكري الأمريكي والنفوذ الإيراني الواسع، سيكون العراق أحد أولى الساحات التي تشهد تصعيدًا. قد تستهدف الفصائل المسلحة المدعومة من إيران القواعد الأمريكية، مما يدفع واشنطن إلى تنفيذ ضربات مباشرة داخل العراق، مما يضع البلاد في قلب المواجهة.

2. الخليج العربي.. اضطرابات في أمن الطاقة

قد تلجأ إيران إلى إغلاق مضيق هرمز، مما سيؤدي إلى انهيار إمدادات النفط العالمية وارتفاع أسعاره بشكل جنوني. السعودية والإمارات والبحرين قد تجد نفسها مضطرة للرد عسكريًا، في حين تحاول دول أخرى مثل الكويت وعُمان التزام الحياد.

3. الاقتصاد العالمي.. موجة صدمات جديدة

أي مواجهة عسكرية ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والذهب، واضطراب الأسواق المالية، مما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية، خاصة للدول الصناعية الكبرى مثل الصين وألمانيا واليابان.

4. روسيا.. دعم سياسي أم تورط عسكري؟

موسكو قد تتبنى موقفًا داعمًا لإيران على المستوى السياسي والدبلوماسي، لكن التدخل العسكري المباشر يظل خيارًا غير مرجح. في المقابل، قد تستغل الأزمة لتزويد طهران بمنظومات دفاعية متطورة.

5. إسرائيل.. ضربات استباقية؟

في حال تصاعدت المواجهة، قد تبادر إسرائيل بشن هجمات جوية على المنشآت النووية الإيرانية، في محاولة لمنع إيران من استغلال الحرب لتوسيع قدراتها النووية.

6. تركيا.. موقف مزدوج بين التوازن والمصالح

أنقرة قد تتبنى موقفًا متوازنًا في العلن، لكنها قد تتحرك سرًا لدعم الطرف الذي يحقق لها مكاسب إقليمية، خاصة في سوريا والعراق.

7. الصين.. المستفيد الاقتصادي من الأزمة؟

الصين قد تتجنب التدخل المباشر، لكنها قد تعزز علاقاتها التجارية مع إيران، وتستخدم الأزمة كفرصة لتقويض النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.


هل لا تزال هناك فرصة لتجنب الصدام؟

رغم التصعيد المتبادل، لا تزال بعض الأطراف تحاول إبقاء قنوات الدبلوماسية مفتوحة. الإمارات وروسيا تلعبان دورًا نشطًا في محاولة تقريب وجهات النظر، فيما تسعى دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا إلى إعادة إحياء مسار التفاوض حول الاتفاق النووي، رغم معارضة واشنطن لذلك.

وفي الوقت ذاته، يدرك الطرفان أن أي مواجهة مباشرة ستكون مكلفة، مما قد يدفعهما إلى الاستمرار في لعبة حافة الهاوية دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

وفي ظل المعادلة المعقدة، تبقى المنطقة رهينة للتطورات غير المتوقعة. وبينما تؤكد إيران رغبتها في تجنب التصعيد، فإن تحركاتها الميدانية قد تزيد من احتمالات المواجهة. في المقابل، تواصل واشنطن تصعيد الضغط العسكري والسياسي، مما يجعل مستقبل العلاقات بين الطرفين مفتوحًا على كل السيناريوهات.

فهل ستنجح الدبلوماسية في تفادي الحرب، أم أن المنطقة تقترب من مواجهة قد تعيد تشكيل توازنات القوى في الشرق الأوسط؟


المصدر: قسم الرصد والتحليل في "بغداد اليوم"

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: وصول عدة طائرات إف-16 إلى أوكرانيا
  • الشرق الأوسط على صفيح ساخن والعالم يترقب: إيران ترفض التصعيد وواشنطن تتوعد- عاجل
  • بلومبيرغ: الدعم السريع تسيطر على عنصر رئيسي بصناعة الكوكاكولا وبيبسي
  • بأمر بوتين.. روسيا تسقط 7 من طائراتها قبل ضرب أهداف أوكرانية
  • حتى نهاية الحرب على غزة..الحوثيون يهددون بتوسيع أهدافهم في إسرائيل
  • حسابات الحرب والميزانية تعيد بن غفير لحكومة نتنياهو
  • ما حقيقة تحليق قاذفة أمريكية على الحدود العراقية – الإيرانية؟ - عاجل
  • الاحتلال يُبلغ واشنطن بخطط عودة الحرب في غزة.. وتأييد من ترامب
  • غارات إسرائيلية عنيفة على قطاع غزة.. وأوامر جديدة لجيش الاحتلال
  • عاجل| مقتل 8 من أفراد وزارة الدفاع السورية بقصف لحزب الله على ريف حمص