المفوض السامي لشؤون اللاجئين: اللاجئون السودانيون ربما يتوجهون إلى أوروبا
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
جنيف: قال فيليبو غراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة إن اللاجئين السودانيين قد يتوجهون إلى أوروبا في حالة عدم توفير مساعدات إنسانية كافية للسكان في البلد الذي تمزقه الحرب.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية مما أدى إلى تدمير بنية البلاد التحتية وإثارة تحذيرات من خطر المجاعة وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.
وقُتل آلاف المدنيين، على الرغم من أن تقديرات أعداد القتلى غير مؤكدة إلى حد كبير، واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب.
وذكر غراندي أن الأزمة الإنسانية في السودان ربما تدفع السودانيين اليائسين إلى الفرار إلى ما هو أبعد من الدول المجاورة التي يلوذ بها بالفعل قرابة مليوني شخص.
وقال غراندي لرويترز في مقر المفوضية في جنيف “نعلم تمام العلم أن هذه المنطقة مليئة بالمجرمين الذين يريدون استغلال بؤس اللاجئين والنازحين ومساعدتهم في الانتقال بتكلفة نحو شمال إفريقيا ونحو أوروبا”.
وأضاف “أؤيد تقديم مزيد من الدعم للنازحين داخل السودان أو في الدول المجاورة… لأنه ما لم يحدث ذلك سيتحولون إلى لاجئين على امتداد هذه الطرق”.
ووصول لاجئين ومهاجرين آخرين، لا سيما من يصلون إلى الدول بطرق غير مشروعة، مشكلة سياسية مهمة ومثيرة للانقسام في عدد من الدول الأوروبية.
وأظهرت إحصاءات نشرتها المفوضية تزايد انتقال اللاجئين السودانيين إلى أوروبا، إذ وصل ستة آلاف إلى إيطاليا قادمين من تونس وليبيا منذ بداية 2023.
وقال غراندي “هل ستوقف المساعدات الإنسانية الجميع عن الانتقال؟ بالطبع لا”.
وأضاف “لكنها بالطبع عامل من عوامل الاستقرار سيقلل من العوامل المحفزة على الاتجار في البشر وتهريبهم”. وسيشارك غراندي في مؤتمر تبرعات للسودان يُقام في باريس يوم الاثنين.
وفي تعليقات منفصلة اليوم الجمعة، قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة إن الأزمة في السودان قد تتفاقم في الأشهر المقبلة إذا لم يتوقف القتال ولم يجر تأمين دخول المساعدات الإنسانية بلا عوائق”.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير “لا نرى سوى النزر اليسير من الأزمة الحقيقية والموقف قد يكون أكثر ترديا من ذلك بكثير”، وشدد على أن 15 مليونا بحاجة إلى مساعدة صحية عاجلة وإن أمراضا مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك تنتشر.
وذكر أن الإمدادات الطبية المتاحة في البلاد تقدر بنحو 25 بالمئة من الاحتياجات، وأن 70 إلى 80 بالمئة من المرافق الصحية السودانية لا تعمل بسبب الصراع.
(رويترز)
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الوجه الآخر للحرب في السودان ..!!
صديق السيد البشير *
Siddigelbashir3@gmail.com
لأن الحرب في السودان أفرزت واقعا جديدا في حياة الناس، فقر وتشرد قسري ونزوح داخلي وهجرات إلى خارج حدود البلاد، لكن بالمقابل، أبدع متطوعو بلادي في تشكيل جداريات مضيئة على بناية الوطن، عملا ومعرفة، من خلال استخدام ألوان مميزة، سمتها التطوع لخدمة وافدي العاصمة السودانية الخرطوم، الذين يمموا وجوههم شطر الولايات الآمنة، هربا من نيران الحرب.
ونشطت أجسام مدنية وخيرية وحكومية في إغاثة المنكوبين، غذاء وكساء ودواء وإيواء، ذلك من خلال مطابخ مركزية لهذا الغرض، أسست بمحبة للعمل التطوعي والإنساني، صور وملاحم سطرها أبناء وبنات بلادي في الداخل والخارج، تحكي الأخرى التفاني في خدمة المتأثرين بالحرب بنبل وسعادة ومودة ومحبة، محبة لتقديم الصدقات وفعل الخيرات والمسرات.
مشاهد من وجه آخر للحرب في السودان، لم تتنتجها الموجات والشاشات والمنصات، لتعرف الآخرين للأزمة في البلاد، غني الثروات، المادية والطبيعية والبشرية، التي يعرفها الغريب والقريب.
لم تجد هذه الملاحم، ملامح منها على وسائل الإعلام، لتعرف المتلقي الحصيف عن التنافس النبيل لإنسان السودان في نجدة أخوته في الدين والوطن والإنسانية، تسابق أبناء وبنات البلاد في فعل الخيرات، من خلال المطابخ التي أسست بمدن السودان المختلفة، التي قدمت عديد الوجبات الجاهزة في الزمان والمكان للمتأثرين في مراكز اللجوء المختلفة في المرافق الحكومية والخاصة، فقط، بنبل ومحبة وإنسانية، وبدعم مقدر، عيني ومادي ونفسي من رؤوس الأموال الوطنية والخيرين السودانيين في المهاجر المنافي القريبة والبعيدة، صور تحكي للآخرين، معاني التضحية والفداء لنصرة السوداني لأخيه السوداني الذي أفقدته الحرب في بلده، الأموال الأنفس والثمرات.
قدمت أهل السودان فصول واقعية من حكايات مثيرة عن النفقة و الإيثار، تلامس هي الأخرى، العقل والقلب الروح، روح الإنتماء لوطن مزقته الحروب والنزاعات، ليرنو أهله إلى غد أفضل، تصمت فيه إلى الأبد، أزيز المدافع وأنات الثكلى والجرحى والمنكوبين، لتزدهر فيه سنابل السلام والبذل والعطاء والإستقرار، والله من وراء القصد، وهو يهدي إلى السبيل.
*صحافي سوداني