محللان: نتنياهو يخلق الأزمات ليطيل أمد الحرب و84% يرونه قائدا فاشلا
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
اتفق محللان تحدثا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول الهروب إلى الأمام من خلال التصعيد وخلق الأزمات التي تطيل أمد الحرب على قطاع غزة، وذلك من أجل ضمان بقائه في السلطة لفترة أطول.
ووفق الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور محمود يزبك، فإن نتنياهو يريد توسيع الصراع مع إيران من أجل إخافة المجتمع الإسرائيلي ليبقى تحت سيطرته، وقال إن الإسرائيليين يعيشون حالة رعب حقيقية بسبب الضربة التي تهدد بها إيران ردا على استهداف قنصليتها في دمشق والذي أسفر عن مقتل 8 من ضباط الحرس الثوري الإيراني.
وذهب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أحمد الحيلة، في نفس الاتجاه بقوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يصنع الأزمات التي تطيل أمد وجوده في السلطة، فقد بادر بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق والآن يستغل هذا الحادث ليروج للإسرائيليين أن أمنهم مهدد في ظل تهديد طهران بالرد.
ورغم أن لا إيران ولا الولايات المتحدة الأميركية يريدان حربا إقليمية، إلّا أن نتنياهو يسعى لهذه الحرب، لعلمه أن الأميركيين سيدخلون طرفا فيها لحماية إسرائيل، وفق الحيلة.
عرقلة صفقة التبادلوبشأن التسريبات التي كشفت عنها القناة 12 الإسرائيلية حول عرقلة نتنياهو لصفقة التبادل والمفاوضات مع المقاومة الفلسطينية في غزة، أشار الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إلى أن نتنياهو يكذب ويخادع، وهو أمر مكشوف لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي قال إنها لم ترد حتى الآن على الورقة الأميركية، وتتمسك بمطالبها وأبرزها وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإدخال المساعدات قبل تبادل الأسرى.
وقال الحيلة إن المقاومة الفلسطينية لم تهزم في حرب غزة، بل الاحتلال هو الذي هزم وفشل نتنياهو عسكريا وفي إطلاق سراح المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، وفي توفير الأمن لمحيط غزة.
وخرجت التسريبات التي نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، عن أعضاء في وفد التفاوض الإسرائيلي، وأكدوا فيها أن نتنياهو يعرقل صفقة التبادل والمفاوضات، ويتجاوز رؤساء الوفد المفاوض ومجلس الحرب.
كما اتهم أعضاء وفد التفاوض نتنياهو بالتسبب في ضياع فرصة التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق الأسرى الإسرائيليين في غزة قبل شهرين.
وحسب الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، فإن تلك التسريبات جاءت مقصودة من قبل أعضاء الوفد المفاوض، لأنهم أدركوا استحالة حصول تقدم في المفاوضات، لأن مصلحة نتنياهو تتعارض مع إمكانية التوصل لاتفاق تبادل الأسرى وإيقاف الحرب.
وأضاف أن إيقاف الحرب تعني جر نتنياهو إلى التحقيق في أسباب فشله في صد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم فتح أبواب السجن أمامه.
ويدرك الإسرائيليون وصحافتهم ووسائل إعلامهم أن نتنياهو يعرقل عملية التوصل لاتفاق يسمح بإعادة الأسرى، وتوقع الأكاديمي والخبير أن يزداد أعداد المتظاهرين ضد رئيس الحكومة خلال مظاهرة تنظم غدا في تل أبيب.
وفي نفس السياق، كشف الخبير -في حديثه لحلقة (2024/4/12) من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن استطلاعا للرأي أجرته القناة 12 أظهر أن حوالي 84% من الإسرائيليين يعتبرون نتنياهو قائدا فاشلا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات أن نتنیاهو
إقرأ أيضاً:
الدويري: الاحتلال لن ينجح فيما فشل به سابقا والمقاومة تنتظر لحظة مناسبة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزة لا يُعد تحولا نوعيا في موازين المعركة، بل يأتي ضمن محاولات مكررة لم تحقق أهدافها في السابق، متوقعًا أن تفشل مجددا.
واعتبر الدويري في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن ما تقوم به حكومة الاحتلال من وعود بشأن استعادة الأسرى عبر الضغط العسكري ليس إلا محاولة لتضليل الرأي العام الإسرائيلي وتبرير استمرار العمليات العسكرية، مؤكدا أن هذا النهج جرب مرارا ولم يسفر عن نتائج حاسمة على الأرض.
وأوضح أن جيش الاحتلال سبق أن اقتحم مناطق كالشجاعية وبيت لاهيا أكثر من 5 مرات خلال الشهور الماضية، دون أن يتمكن من تحقيق اختراق فعلي أو استعادة أي من الأسرى المحتجزين لدى المقاومة.
وكان أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قد أعلن أن نصف الأسرى الأحياء موجودون في مناطق طلب الاحتلال إخلاءها مؤخرا، مؤكدا أن الكتائب لم تقم بنقلهم وتخضعهم لإجراءات أمنية صارمة، مما يزيد من خطورة استمرار العمليات الإسرائيلية.
ورأى اللواء الدويري أن الفشل المتكرر للاحتلال في تحقيق نتائج من خلال القوة، يثبت أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي موجه أساسا للداخل، ولا يمكن ترجمته إلى إنجازات ميدانية فعلية.
إعلانوبيّن أن العمليات الإسرائيلية تمر حاليا بمرحلتين واضحتين: الأولى تهدف للسيطرة على 25% من مساحة القطاع، تليها مرحلة توسعية إن فشلت الأولى، في محاولة لإحياء مقاربة رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون.
تقطيع أوصال القطاعوأشار إلى أن هذا التوجه يذكّر بما حدث عقب اتفاق كامب ديفد، حين عمد شارون إلى تقطيع أوصال القطاع عبر 4 ممرات، مشيرا إلى أن الممر الجديد الذي يتحدث عنه الاحتلال يُعيد تفعيل ما يعرف بـ"ممر نتساريم".
وبحسب الدويري، فإن الاحتلال يسعى من خلال هذه الممرات للسيطرة على نحو 30% من القطاع، لكنه أكد أن جميع هذه الممرات كانت قائمة قبل تنفيذ خطة فك الارتباط عام 2005 وتم التخلي عنها بسبب تكاليفها الأمنية الباهظة.
وأوضح أن الغاية حاليا ليست حماية المستوطنات، بل تفتيت القطاع جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا، للضغط على المقاومة ودفعها للرضوخ، مؤكدا أن هذه الإجراءات موجهة للمجتمع الغزي وليس للمقاتلين.
وأشار إلى أن غياب المعارك البرية التقليدية لا يعود إلى قرار سياسي، بل يعكس حقيقة ميدانية وهي أن جيش الاحتلال عاجز عن خوض اشتباكات واسعة داخل مناطق مكتظة ومعقدة.
وأكد أن قدرات المقاومة تراجعت جزئيا بفعل الحصار وطول المعركة، لكنها ما زالت تحتفظ بعناصر القوة، وخاصة في أسلوب القتال الذي تختاره هي وتوقيت المعركة الذي تراه مناسبا.
وكشف أن المقاومة اعتمدت في المراحل السابقة على كمائن قصيرة المدى باستخدام مضادات دروع لا تتجاوز 130 مترا، إلا أن تموضع الاحتلال حاليا يعيق شن هذه النوعية من العمليات.
وأضاف أن المقاومة تنتظر اللحظة المناسبة لتدفع الاحتلال إلى دخول المناطق المبنية، حيث تجهز لمعركة "صفرية" تُخاض بشروطها وليس وفقًا لتكتيكات الجيش الإسرائيلي.
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة التي استمرت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل في 18 مارس/آذار من الدخول في المرحلة الثانية وعاودت حربها على القطاع، والتي خلّفت أكثر من 50 ألف شهيد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلان