بقلم_ عبدالله غانم القحطاني

وعليه سيتحدد إستقرار الدول العربية من عدمه.. وأعتقد أن: الأسابيع التالية، مابعد عيد الفطر لعام 1445هـ، تعتبر حاسمة لمستقبل حياة العرب، فقد أصبح الخطر الأكبر الذي يهدد الدول العربية المستقلة، ويحول دون استقلال الأخرى المحتلة عواصمها الأربع، لا تشكله أمريكا وإسرائيل أو روسيا أو بريطانيا وحسب، بل يشكله إنتصار الميليشيات الموالية للحرس التي يديرها حزب الله، ضمن الصراع الجاري في غزة والبحر الأحمر والتهديد المحيط بالأردن من القوس الشيعي، والضغط على الاقتصاد المصري بتعطيل حركة ⁧‫قناة السويس‬⁩ وإرهاقه بمجاعة غزة.

‏والخطير أن هذه الميليشيات العميلة خدعت الدهماء من الشعوب العربية برفعها شعارات تحرير فلسطين ومقاومة إسرائيل، بينما هدف قيادة المحور المشغل لهذه الميليشيات السعي لإطاحة حكومات الدول العربية المستقرة والهيمنة على المنطقة العربية!.

والأخطر أن هذه الميليشيات تحمل نفس أجندات تنظيمي داعش والقاعدة، بل وتتعاون معهما كما يفعل الحوثي في اليمن.

‏أما المصيبة فإن أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وإيران وتركيا لا يرغبون حقيقةً موت هذه الميليشيات نهائياً بل إضعافها إلى مستوى التراجع الذي لا يهدد مصالحهم، ويبقى مُشغِلاً ومُنهِكاً للدول العربية، والدليل إحجام هذه الدول عن تحطيم الحوثي والحشد الشيعي العراقي وحزب الله القوة المشرفة على هذه الميليشات.

‏واليوم لا يوجد عاقل بين المتابعين والمختصين والاستراتيجيين، يُفرق بين ⁧‫الحوثي‬⁩ وحماس، أو بين فاطميون وزينبيون وبين حماس، أو بين تيار الإخوان بذراعه المسلح “حماس” وبين العصائب وقوات بدر بالعراق؛ بمعنى أن حماس والجهاد لا تختلفان عن خلايا الأشتر الإرهابية أو مايسمى حزب الله الحجاز؛ والمعنى أن هزيمة حماس والحوثي ستكون منعطفاً مهماً لكسر المحور وبقية ميليشياته وإقناع قيادة المحور أن الإرهاب لا يمكن السماح له بتخريب وتمزيق واستعمار الدول العربية قاطبةً.

‏قطعاً لا يوجد عربي يودّ رؤية حماس وهي تنشق عن بلادها وشعبها الفلسطيني وعن قوميتها العربية وتنضم بحماقة كتابع مستأجر ومحتقر بمحور قاسم سليماني وتعمل لمشروعه التخريبي ضد الدول العربية وليس إسرائيل؛ التي بدأت تجني أرباح الطوفان، لكن هذا أصبح أمراً واقعاً ولا يمكن تجاهله، ولا يمكن وصف سياسات ونهج حماس بغير الخيانة.

وماذا يمكن أن يخسره العرب بعد طوفان الإنتقام لمقتل سليماني!، غزة تم تدميرها بالكامل ويتم تجويعها، وتم قتل وشلّ ربع شعبها، والمنطقة على صفيح ساخن بالحد الأعلى الذي لن يكون أكثر مما هو، لأنه لا مجال للحرب الشاملة التي تروج لها دول كبرى وإقليمية بغية تخويف المنطقة.

‏بكل أسف القول أن هزيمة حركة حماس هي مفتاح كسر حزب الله الإرهابي وكلمة السر التي تقنع أي فصيل عربي أهوج بأن لايلتحق بمحور الشر الشيعي الإرهابي.. وهو أيضاً هزيمة لقوة الإخوان الفاسدين من خلال هلهلة ذراعها العسكري الوحيد.. وهو مؤشر خلاص للشعوب بالعراق وسوريا واليمن وتراجع لإرهاب الميليشيات وتراجع الدعم السابق لها من الحرس الممول والراعي، وعلى أساس أن لكل هزيمة ثمن وعلى قيادة المحور بطهران دفع ذلك.

‏وفي كل الأحوال فإن ما تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين واحتلالها لأرضهم وإبادتهم هي قمة الإرهاب وأسوأ الجرائم ولا يمكن مقارنته بجرائم الغبية حماس التي لا تعي من السياسة إلاّ المساومة للحصول على مقاولات الترميم على الجثث والركام.

‏ قادة إسرائيل وإيران دهاقنة سياسة ويجيدون فن المراوغة وكسب اللعب ببراعة، لكن حماس وجهاد والحوثي والإخوان هؤلاء بلداء فاشلين عملاء لا يهمهم غير بطونهم وملىء جيوبهم والظهور بالإعلام والسعي بين طهران وبيروت.

‏الخلاصة.. خلال الأشهر القليلة القادمة، سيكون هناك إما تباشير لسلام معقد وبلا تدخل الميليشيات الإرهابية، وإما تجييش أشد لتلك المنظمات وتسليطها مجدداً ضد الدول العربية المستقلة إنطلاقاً من الدول العربية الفاشلة والمنهارة.. والفاعلين المتلاعبين بهذه الميليشيات كالعادة سيتفقون فيما بينهم من واشنطن إلى طهران مروراً بتل أبيب.

‏هناك أمل بغياب شيء من إرهاب الميليشيات قد ينتج عنه هزيمة كبيرة لمحور الشر المسمى بالمقاومة، لكن ماذنب ربع مليون ضحية بقطاع ⁧‫غزة‬⁩ وماذنب شعب فلسطين الذي يكفيه عدوان إسرائيل واحتلالها المزمن؟!.

‏كمتابع لا أكثر.. أتمنى على الدول العربية والجامعة العربية تصنيف جميع المنظمات والطوائف الموالية للحرس كمنظمات إرهابية، وعدم التهاون في محاربة الإرهاب أياً كان فعله بغض النظر عن قوميته ومذهبه؛ وليس من الحكمة أن تبقى السلطة الوطنية الفلسطينية تهادن ⁧‫حماس‬⁩ والجهاد، بل يجب تجريمها وقبل ذلك عبر برامج توضيح الحقائق للشعب الفلسطيني الذي اصبح يرى حماس تقتله مثل ⁧‫إسرائيل‬⁩.

 

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: هذه المیلیشیات الدول العربیة لا یمکن

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تطلق نداء لتوحيد جهود المهاجرين للدفاع عن مصالحهم ودعم القضية الفلسطينية

في ظل الأزمات العالمية المتزايدة، أصبح اليوم العالمي للمهاجر فرصة لتسليط الضوء على التحديات المقلقة التي تواجه ملايين المهاجرين الذين يعيشون في ظروف غير مستقرة. 

الجامعة العربية: التكنولوجيا العسكرية تهدد الخصوصية وحقوق الإنسان الجامعة العربية: الوطن العربي يتمتع بمقومات سياحية تجعله يتربع على عرش القطاع عالمياً

وفي هذا السياق، أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بيانًا يبرز أهمية معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، مثل الحروب والفقر وتغير المناخ. وتؤكد الأمانة العامة على ضرورة تعزيز الاستدامة وحماية الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك المهاجرين، لضمان مستقبل أكثر أمانًا للأجيال القادمة. كما يتم التأكيد على أهمية التعاون العربي والدولي في دعم المهاجرين وإسهاماتهم في التنمية المستدامة.

وجددت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، دعوتها لتوحيد جهود الجاليات العربية وتنظيم صفوفهم، ليكونوا أكثر قدرة على الدفاع عن مصالحهم وقضاياهم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وكشف حقيقة الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية وفي لبنان والمنطقة العربية.

وأشارت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه ملايين المهاجرين الذين يعيشون بلا مستقبل واضح، بسبب استمرار الحروب والنزاعات المسلحة، بالإضافة إلى الفقر وانخفاض مستوى التنمية، موضحة ان ذلك يؤثر سلبًا على تدفقات المهاجرين واللاجئين، مما يؤدي إلى ارتفاع أعدادهم في المستقبل.

وشددت الجامعة العربية على ضرورة  معالجة الأسباب الجذرية للصراع والعنف والفقر المدقع ضرورة ملحة، لضمان عدم اضطرار الأجيال القادمة للقيام برحلات محفوفة بالمخاطر بحثًا عن الأمان أو هربًا من الفقر. ويجب أن يرتكز العمل على تعزيز الاستدامة، التي ينبغي أن تقوم على أساس مصالح الأجيال القادمة، مع ربط المساعدات الإنسانية الحالية بالمساعدات التنموية طويلة الأجل.

الأمانة العامة تؤكد على أهمية العمل من أجل إيجاد عالم أكثر أمانًا للأجيال القادمة

وفي هذا الإطار، تؤكد الأمانة العامة على أهمية العمل من أجل إيجاد عالم أكثر أمانًا للأجيال القادمة، لتعزيز قدرتهم على الصمود وحماية الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك المهاجرين. كما يجب تعظيم مساهمات المهاجرين في التنمية المستدامة في دول المهجر ودولهم الأصلية، ومكافحة العنصرية وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا وجميع أشكال التمييز. إن هذا سيسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي وخلق جسر من التواصل والحوار بين الثقافات والمجتمعات.

تؤكد الأمانة العامة على أهمية الالتزام بالمواثيق والخطط العالمية، وعلى رأسها الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، وخطة التنمية المستدامة 2030 وميثاق المستقبل. وفي هذا السياق، تشير الأمانة العامة إلى مبادرات مملكة البحرين، كما ورد في الإعلان الصادر عن القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين (16 مايو/ أيار 2024)، والتي تهدف إلى توفير الخدمات التعليمية والرعاية الصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة.

وفي سياق متصل، أكدت أبو غزالة على الدور الكبير الذي يلعبه المهاجرون في التنمية وتعزيز الاقتصاد العالمي، وإسهاماتهم في إثراء الثقافات والمجتمعات التي ينتقلون إليها. 

ودعت إلى دعم الجاليات العربية المقيمة بالخارج لإطلاق المبادرات التي تساعد المهاجرين على الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة.

 

مقالات مشابهة

  • عاجل- أسرى مقابل سلام مؤقت.. السيناريوهات المحتملة لصفقة التبادل القادمة (هنا التفاصيل)
  • الجامعة العربية تطلق نداء لتوحيد جهود المهاجرين للدفاع عن مصالحهم ودعم القضية الفلسطينية
  • من الحركات الشيعية إلى السنية.. المحور التركي وحكام سوريا الجدد يقلقلون إسرائيل
  • مفاوضات غزة – تفاصيل الاتفاق الذي سينفذ على 3 مراحل
  • الأسلحة الكيميائية وسر نظام الأسد المظلم الذي تخشاه إسرائيل والغرب
  • روني كاسريلز.. حان الوقت لتغيير حق الفيتو الذي يحمي إسرائيل
  • وزير دفاع إسرائيل: سنفرض السيطرة الأمنية على غزة مع حرية العمل هناك بعد هزيمة حماس
  • وزير دفاع الاحتلال: سنبقي سيطرتنا الأمنية على غزة بعد هزيمة حماس
  • الذي سيحدث للتمرد في مدني ليس مجرد هزيمة .. فلم رعب
  • حولتها إلى دولة «منزوعة السلاح» بدعم الميليشيات.. لماذا احتلت إسرائيل جبل الشيخ والحدود العازلة مع سوريا؟!