الجزيرة:
2025-04-25@04:35:44 GMT

ملوخية غزة التي لم تتغير رغم الدمار والنزوح

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

ملوخية غزة التي لم تتغير رغم الدمار والنزوح

صنعت سهام أبو شعبان، في مخيم الزوايدة بغزة، الملوخية قبل عام، كما اعتادت دوما، لأنها -كما أوضحت- تعتبرها "تميمة حظ" وطبقا لا بد أن يكون على مائدة رمضان لدى العائلة.

وفي هذا العام، حيث يمر الغزيون بظروف مروعة ومختلفة تماما، أعدت سهام الطبق نفسه، لتعيد إحياء أمسية العام الماضي الجميلة في مخيم النازحين بالزوايدة، رغم انقلاب الحياة رأسا على عقب خلال أقل من عام.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل ينام أهل غزة؟.. أطباء أميركيون يحذرون من آثار الحرمان من النومlist 2 of 4العلاج بصناعة الدمى.. فنان فلسطيني يسعى لإخراج أطفال غزة من أجواء الحربlist 3 of 4مقررة أممية: نساء غزة يعشن جحيما حقيقيا ونتلقى شهادات "مروعة"list 4 of 4بطاطس فاسدة.. طعام أطفال غزة "المحظوظين" للبقاء على قيد الحياةend of list

بعد 6 أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة، تواصلت الجزيرة مع سهام، لتوثيق أثر الحرب عليها وعلى أسرتها.

العنوان: خيمة

كان التواصل مع سهام صعبا، بسبب انقطاع شبكات الاتصالات وتدهورها كثيرا منذ بداية الحرب.

في رمضان الماضي، رحبت بنا الطاهية الماهرة، البالغة من العمر (41 عاما)، في شقتها الأنيقة والمجهزة بعناية، في حين عنوانها الجديد هذا العام هو "خيمة" وسط آلاف الخيام للعائلات النازحة.

خيمة إعداد الطعام في مخيم الزوايدة للنازحين بغزة (الجزيرة)

توجهنا للعثور على سهام، الأمر الذي استغرق بعض الوقت، مرة أخرى بسبب ضعف شبكة الإنترنت، وكانت تنتظرنا بفارغ الصبر على جانب الطريق لإرشادنا.

كان أول مشهد لسهام بمثابة صدمة بالنسبة لي. كان وجه المرأة التي كانت مفعمة بالحيوية يحمل الآن علامات المشقة: بشرة داكنة، وعلامات التعب، ونقص في الحيوية.

ضحكت سهام بسخرية عندما استشعرت ملاحظتي الصامتة "لقد تغيرت قليلا، أليس كذلك؟".

احتضنتني والدتها مع تنهيدة مرهقة، وقالت "من لم يتغير في هذه الحرب يا عزيزتي؟ انظري إلى يديّ، إنهما أقسى من الحجارة".

تعيش سهام وزوجها وأطفالها الثلاثة في خيمة مجاورة لتلك التي يعيش فيها والداها وشقيقاتها وشقيقها، متجمعين معا في منطقة مسيجة وسط جميع خيام النازحين.

سهام أبو شعبان تغسل أوراق الملوخية حيث يجب ملء أحواض بلاستيكية بالماء من صهاريج التخزين الجماعية (الجزيرة)

دخلنا أنا والمصور عبد الحكيم أبو رياش إلى خيمة صغيرة فيها أوانٍ مهترئة، وموقد مؤقت على الأرض، وعدة أوعية لملء المياه، ونار حطب، ومرحاض مؤقت مقسوم بستارة.

استقرت سهام على الأرض لالتقاط أوراق الملوخية من السيقان، مع الحرص على إزالة كل ورقة منها.

قالت "لقد ارتفع سعر الملوخية ارتفاعا كبيرا"، وأضافت "ارتفعت الأسعار خلال الحرب، وأصبحت الضروريات الآن لا يمكن تحملها. نحن ندفع 4 أضعاف ما كنا ندفعه في السابق".

"تتذكرون العام الماضي، كان لدينا مائدة كبيرة مع كل تلك الأطباق.. مقابل 200 شيكل فقط (54 دولارا). كان ذلك في أيام الذروة يا مرام!" صرخت وهي تضحك مع والدتها.

إن جلوسهم على أرض الخيمة بعيد كل البعد عن الجلوس على مائدة طعامهم الأنيقة في المنزل -وهو المنزل الذي أصابته قذائف المدفعية واشتعلت فيه النيران- وفقا لما أخبرهم به جيرانهم الذين بقوا في الشمال.

سهام أبو شعبان: كان الطبخ هو شغفي وأفتخر بكل تفاصيله وكان لدي مطبخان منفصلان أحدهما للإعداد والآخر للطهي (الجزيرة) أمان البيوت

بعد أن يتم قطف الملوخية يجب غسلها، وهي مهمة شاقة، حيث يجب جمع الماء في أحواض بلاستيكية من صهاريج التخزين الجماعية، لكن سهام تقوم بذلك، وتجلس القرفصاء لتغمر الأوراق في الماء للتأكد من نظافتها.

"أفتقد ماء الصنبور… والحوض الرخامي النظيف"، تتأمل سهام في فقدان وسائل الراحة الحديثة، ثم تحث عبد الحكيم على التأكد من أن الصور التي يلتقطها لها جيدة.

ترفع سهام الأوراق من الماء بيدها وتعصر أي ماء زائد. وتوضح قائلة "كنت أتركها تجف في الهواء، لكن هذا مستحيل الآن، الكثير من التراب".

ما تفتقده سهام قبل كل شيء، كما تخبرنا، وهي تبدأ في تقطيع أوراق الملوخية بالمخرطة، هو الإحساس بالمنزل، دفئه وخصوصيته وألفته.

للتأكد من حصول الجميع على نصيبهم، قامت سهام بتوزيع الأطباق بعناية على الجميع (الجزيرة)

"المنزل هو الأمان.. أتوق إلى هدوء الروتين السابق بعيدا عن الفوضى".

ونزحت سهام وعائلتها جنوبا من مدينة غزة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أن تحملت ما يقارب من شهرين من القصف المتواصل لتبقى "صامدة" في منزلها.

"كنت أرفض فكرة مغادرة منزلي. كيف يمكنني التخلي عن كل ما عملت من أجله؟".

"لكن مع تقدم القوات البرية الإسرائيلية واشتداد القصف، لم يكن أمامي خيار آخر. اضطررت إلى الفرار، كنت خائفة على أطفالي".

توجهت عائلة أبو شعبان أولا إلى النصيرات في وسط غزة، حيث أقاموا في منزل أحد أقاربهم. وعندما تم اجتياح النصيرات، قرروا الإخلاء باتجاه رفح، ولكن مع تهديدات إسرائيل باجتياح رفح أيضا، انتهى بهم المطاف في الزوايدة.

"لا توجد خيارات أخرى"، تقول سهام وهي تقطع بتفانٍ شديد.

ابتعدت والدة سهام لتساعد ابنتها الأخرى في إعداد مرقة الدجاج عن طريق طهي الدجاج الطازج بالتوابل على نار هادئة، وكانت تنظر بين الحين والآخر لتتأكد من أن الجميع في مهمة الطهي بسلاسة.

سهام وشقيقتها تحشيان بعض القطايف بخليط الجوز المطحون الحلو جاهزة للقلي ونقعها في الشراب للتحلية (الجزيرة)

سهام طاهية طموحة كانت تعمل في مؤسسة نسائية لكن الحرب جردتها من بعض المتعة في عملها.

"كان الطبخ شغفي في السابق، وكنت أفتخر بكل التفاصيل. حتى إنه كان لدي مطبخان منفصلان، أحدهما للتحضير والآخر للطهي".

"يجب أن أخبركم، لقد جعلتني الحرب أكره الطهي والمطبخ".

"مطبخ بدون مياه جارية للتنظيف، وهذه الأواني البالية غير الكافية التي اشتريناها مستعملة، والطهي على نار الحطب مع السخام الذي يلطخ أوانينا.

"هذه هي المرة الأولى منذ 6 أشهر التي نتناول فيها الدجاج"، تعلق سهام وهي تنتشل قطع الدجاج من المرق بعناية.

"إنها باهظة الثمن. نحن 20 شخصا، سنحتاج إلى عدة دجاجات. إن الحصول على 5 دجاجات سيكلف 400 شيكل (108 دولارات)، ناهيك عن باقي الأصناف مثل الأرز وزيت الطهي"، تشرح سهام وهي تشير إلى المكونات التي قدمتها الجزيرة.

كان والدا سهام يساعدان في إعداد الطعام مرة أخرى، حيث كان والدها أبو جمعة البالغ من العمر (65 عاما) يتولى المهمة نفسها مرة أخرى: إعداد السلطة الغزاوية التقليدية باستخدام الهاون والمدقة.

يقول أبو جمعة بينما كان يقطع الطماطم "اليوم، يعتبر طبق السلطة الذي كان في السابق طبقا أساسيا على مائدتنا من الكماليات بسبب سعره الباهظ". "يكلف هذا الطبق وحده 50 شيكلا (14 دولارا) الآن".

مع اقتراب غروب الشمس، يصبح إيقاع تحضير الإفطار أسرع، وتندفع سهام وأختها إلى الخارج لحشو بعض القطايف بخليط الجوز المطحون الحلو سريعا، لتقوم بقليها ونقعها في الشراب من أجل التحلية.

كان الناس يتدافعون في الأرجاء ويضعون ما لديهم من أطباق وأوانٍ على قماش القنب الموضوع على الأرض، وتولد البهجة في لحظة، وتستمتع العائلة بتجمع أفرادها في مكان واحد.

وبالعودة إلى خيمة الطهي، كانت سهام راكعة بجانب الموقد لإعداد الملوخية، في لحظة شبه غامضة وهي تنزل العجينة ببطء في المرق المغلي وتتفقد قوامها، وهو أهم شيء في الملوخية.

وبجانبها، كانت والدتها تهتم بطبخ الأرز الذي كان جاهزا لتزيينه ببعض المكسرات والزبيب في اللحظة الأخيرة.

بعد التأكد من اتساق الملوخية بشكل آمن، يمرر لها والد سهام الثوم المهروس الذي أعده من أجل "الطشة"، وهو رذاذ الثوم المقلي المعطر الذي يرفع وعاء الملوخية المتناسق بشكل مثالي.

تمتلئ خيمة المطبخ بأفراد العائلة الذين يتطلعون إلى معرفة كيف يمكنهم المساعدة مع اقتراب موعد الإفطار.

كانت رائحة الثوم المقلي تملأ الخيمة، مما جعل نداء البطون يعلو وتسخن الأشياء أكثر فأكثر، ثم كان صوت الطشة التي تضرب الملوخية إشارة إلى أن وقت الذهاب إلى "المائدة" قد حان.

تقول أسرة سهام: إن القدرة على تناول الطعام معا لا تزال نعمة (الجزيرة) آمين

تقول سهام وهي تغرف الملوخية في الأطباق "عادة ما نفطر معا في الخيمة الكبيرة ونشكر الله على كل شيء".

"جميعنا نازحون هنا، وتحملنا خسائر كبيرة خلال الحرب. لقد شكلت همومنا وآلامنا المشتركة رابطا قويا بيننا. لقد ذقنا جميعا مرارة الحرب والنزوح".

حرصت سهام على أن يحصل كل شخص على حصته من الطعام، ووزعت سهام الأطباق بجدية، بينما كان أذان المغرب يعلن بداية الإفطار.

كان دعاؤها، الذي ردده جميع أفراد الأسرة النازحة في الخيمة الكبيرة، نداء صادقا من القلب "يا رب، ضع حدا لهذه الحرب وأعدنا إلى بيوتنا وحياتنا سالمين.. آمين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات أبو شعبان

إقرأ أيضاً:

فرص وخسائر.. ما الذي تحمله الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟

(CNN)-- ستؤثر الحرب التجارية العالمية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلبًا على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم هذا العام، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفقاً لتقرير جديد صادر عن منظمة التجارة العالمية.

وتتوقع منظمة التجارة العالمية أن تنمو الاقتصادات العالمية بشكل أبطأ مما كانت ستنمو به بدون التعريفات الجمركية. وسوف يكون هذا هو الحال بشكل خاص في أمريكا الشمالية، وهي المنطقة التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، والتي ستشهد تباطؤًا أكبر من المناطق الأخرى.

أفاد تقرير منظمة التجارة العالمية أن سلسلة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، والتي ردت عليها دول أخرى، تعني أن آفاق التجارة العالمية قد "تدهورت بشكل حاد". وتتوقع المنظمة أن ينكمش إجمالي التجارة العالمية بنسبة 0.2%، مقارنةً بتوقعات نمو بنسبة 2.7% بدون رسوم جمركية.

يرتبط الاقتصاد العالمي، وبالتالي جيوب الناس، ارتباطًا وثيقًا بتجارة السلع والخدمات بين الدول. وعادةً ما يعني انكماش الاقتصاد قلة الوظائف (وانخفاض الأجور)، وصعوبات مالية للمواطنين، وقرارات صعبة بشأن الإنفاق من جانب الشركات والحكومات.

وأعلنت منظمة التجارة العالمية أنها تتوقع نمو الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 2.2% هذا العام. وستكون هذه الزيادة أقل بمقدار 0.6 نقطة مئوية عن المعدل الذي تتوقعه المنظمة في حالة عدم فرض رسوم جمركية إضافية.

في أمريكا الشمالية، من المتوقع أن يكون الناتج الاقتصادي أقل بمقدار 1.6 نقطة مئوية عما كان عليه في حالة عدم فرض رسوم جمركية إضافية.

من المتوقع أن تشهد معظم المناطق انخفاضًا في الصادرات إلى الولايات المتحدة مع أكبر انخفاض للصين (77٪(.

وقد ترتفع صادرات السلع الصينية بنسبة تتراوح بين 4% و9% في جميع المناطق خارج أمريكا الشمالية مع إعادة توجيه التجارة حسب التقديرات. في الوقت نفسه، من المتوقع أن تنخفض واردات الولايات المتحدة من الصين بشكل حاد في قطاعات مثل المنسوجات والملابس والمعدات الكهربائية، مما يُتيح فرصًا تصديرية جديدة لموردين آخرين قادرين على سدّ الفجوة. وقد يفتح هذا الباب أمام بعض الدول الأقل نموًا لزيادة صادراتها إلى السوق الأمريكية.

من المتوقع أن تستحوذ آسيا (باستثناء الصين) وخاصة البلدان الأقل نموًا على بعض حصة السوق المفقودة للصين التي تواجه رسومًا جمركية أعلى. وبالتالي، فإن انخفاض وجود الصين في السوق الأمريكية يولد فرصًا تصديرية إضافية لبعض الاقتصادات الأخرى.

يحدث هذا على وجه الخصوص في القطاعات التي تتمتع فيها الصين حاليًا بحصة سوقية كبيرة في الولايات المتحدة، مثل المنسوجات و(أجزاء) المعدات الإلكترونية.

أمريكاالصينانفوجرافيكنشر الأربعاء، 23 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • أطفال السودان.. البراءة بين الجوع والمرض والعنف والنزوح
  • بالفيديو.. شاهد الدمار الذي أحدثه اللواء “طلال” على برج المليشيا بالخرطوم في الساعات الأولى من الحرب بقرار انفرادي وشجاع منه نجح في قلب الموازين وحسم المعركة لصالح الجيش
  • سهام شعبان لاعبة المصري ضمن قائمة المنتخب تحت 20 عامًا لمعسكر فرنسا
  • أهالي بلدة المليحة في ريف دمشق يرممون منازلهم، لإزالة آثار الدمار الذي خلفه قصف النظام البائد
  • فرص وخسائر.. ما الذي تحمله الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • شاهد.. الجزيرة نت ترافق امرأة غزية في مهمة إعداد وجبة طعام
  • شاهد بالفيديو.. وسط ذهول واستغراب الجمهور.. عمارة “آراك” الشهيرة بالسوق العربي تحافظ على حالتها الطبيعية رغم احتراق ودمار جميع المباني التي من حولها
  • مناظرة العيدروس للوليد مادبو التي ارجات احمد طه الى مقاعد المشاهدين