بغداد اليوم-ترجمة

نشرت شبكة الفورين افايرز الامريكية اليوم الجمعة (12 نيسان 2024)، مقالا اكدت خلاله ان الإدارة الامريكية وعلى الرغم من الخلافات الداخلية حول ملف العراق، لا تزال مصممة على "عدم التخلي عن العراق" وإبقاء عدد من قواتها القتالية داخل أراضيه حتى في حال حصول اتفاق على الانسحاب خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المرتقبة الى واشنطن بعد أيام.

وقالت الشبكة بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان الإدارة الامريكية وعلى الرغم "من عدم امتلاكها لاصدقاء كثر داخل الحكومة العراقية نتيجة لسنوات من الخلافات والتفكك الدبلوماسي، الا ان زيارة السوداني الى واشنطن تؤكد رغبة الطرفين بإبقاء العلاقات بين البلدين مستمرة ومن بينها التعاون العسكري". 

وتابعت أن "الحكومة العراقية من جانبها، تتخذ سياسات متناقضة، بين دعوتها المستمرة لاخراج القوات الامريكية وتقليل التعاون بين البلدين الى حد منع التداول بالدولار الأمريكي في أسواقها المحلية، وبين رغبتها المعلنة بالابقاء على التعاون العسكري والاقتصادي مع الغرب وحلف الناتو وخصوصا الولايات المتحدة الامريكية"، مضيفة "هذه السياسات المتناقضة تظهر بشكل واضح الصراع الداخلي بين معسكرين داخل السلطة العراقية، الأول يحاول تقريب العراق من ايران، واخر يحاول إبقاء علاقاتها متوازنة مع الولايات المتحدة"، بحسب تعبيرها. 

الشبكة اكدت أيضا ان الولايات المتحدة وحتى في حال موافقتها على الانسحاب، فانها "ستبقي عددا من القوات القتالية تحت بند دعم وتدريب القوات العراقية"، موضحة "قد لا تستطيع واشنطن الحفاظ على عدد كبير من القوات كما فعلت في اليابان وألمانيا لمدة ثمان عقود، لكن الأكيد انها لن تتخلى عن العراق تحت أي ظرف وستبقي نفوذا عسكريا داخل أراضيه للحد من النفوذ الإيراني بالمقابل". 

وقالت الفورين افايرز أيضا، ان موافقة واشنطن على استقبال السوداني بعد محاولات تامين زيارته من قبل فريقه الحكومي طوال العام الماضي "تؤشر وبشكل واضح على رغبة حقيقية من الإدارة الامريكية لترتيب اوراقها في العراق لكونه حجر أساس في استراتيجية واشنطن للمنطقة وامنها". 

يشار الى ان الفورين افايرز نشرت مقالا لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تحدث خلاله عن أهدافه من زيارة واشنطن وشكل العلاقات التي يطمح بتشكيلها مع الحكومة الامريكية.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

العراق وإيران: زيارة استراتيجية في وقت التغيرات الإقليمية الكبرى

6 يناير، 2025

بغداد/المسلة:  في زيارة مفصلية إلى طهران، يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع القيادة الإيرانية في وقت حساس للغاية.

و تكتسب هذه الزيارة أهمية استثنائية لكونها تأتي في ظروف إقليمية ودولية غير مسبوقة، مع تراجع ملحوظ في النفوذ الإيراني في المنطقة على مدى العقدين الأخيرين.

و تعد زيارة السوداني الرابعة إلى إيران في أقل من عام مؤشراً على متانة العلاقة بين البلدين رغم التحديات الحالية. ولكن ما يجعل هذه الزيارة مختلفة تماماً عن سابقاتها هو التغيرات الإقليمية الكبيرة التي شهدتها المنطقة، خاصةً سقوط النظام السوري ، إضافة إلى الضغوط الأمريكية المتزايدة على العراق.

ومن المتوقع أن تهيمن عدة قضايا على أجندة زيارة السوداني إلى طهران، أبرزها مسألة هيمنة الفصائل المسلحة في العراق. فبغداد تتعرض لضغوط دولية، خاصة من الولايات المتحدة، لضبط السلاح غير المنضبط في يد الفصائل المسلحة والتي تدين بالولاء لطهران. وهناك توافق متزايد داخل الأوساط السياسية العراقية على ضرورة تقييد نفوذ هذه الفصائل، لكن تنفيذ هذا الأمر لا يمكن أن يتم دون دعم إيران، التي تمتلك سلطات واسعة على هذه الفصائل.

إضافة إلى ذلك، يتعين على السوداني مواجهة تحدي العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على إيران. في ظل هذه العقوبات، يعتبر العراق محط أنظار واشنطن بسبب استمرار علاقة الدولار والنفط مع إيران. هذه القضية قد تشكل نقطة خلافية في العلاقات بين بغداد وطهران، خصوصاً وأن بعض القوى داخل العراق تستفيد من هذه الأنشطة.

العلاقة مع واشنطن: بين التوازن والتحدي

تعكس زيارة السوداني أيضاً محاولات بغداد للحفاظ على توازن حساس بين إيران والولايات المتحدة. في الوقت الذي تتعرض فيه بغداد لضغوط من واشنطن، فإن الحكومة العراقية تسعى إلى إيجاد مخرج يحفظ مصالحها مع الجارين، في حين أن إيران تواصل إصرارها على الحفاظ على نفوذها في العراق. ومع تنامي الضغوط الأمريكية، قد تضطر بغداد إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة في التعاون مع واشنطن، خاصة في ما يتعلق بتقييد حركة الفصائل وتطبيق العقوبات الاقتصادية.

و تسير العلاقات العراقية الإيرانية نحو مفترق طرق. في ظل التراجع النسبي لنفوذ إيران، يسعى العراق إلى رسم سياسات أكثر توازنًا تعكس مصالحه الوطنية. ومع هذا التوجه، يبرز السؤال: هل ستتمكن بغداد من الحفاظ على علاقاتها الوثيقة مع طهران دون الانزلاق في الفخاخ الإقليمية والدولية التي قد تضعف سيادتها الوطنية؟ بالتأكيد، ستظل الضغوط الأمريكية على العراق أحد العوامل المؤثرة في تحديد مسار هذه العلاقة.

 

 

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتعهد بمحاسبة منسوبيه بسبب هذا التصرف
  • السوداني يلتقي خامنئي ويؤكد: نتحرك من مصالح العراق العليا
  • السوداني من طهران يؤكد على تعزيز التعاون بين السلطتين التشريعيتين في العراق وإيران
  • السوداني: علاقة العراق بإيران كعلاقة الأم بولدها
  • خامنئي يطمئن الإيرانيين من التهديدات الامريكية: لا تخافوا من سياسات واشنطن
  • الديمقراطية العراقية تحت الضغط.. هل تصمد أمام التحديات؟
  • السوداني في طهران لبحث ملف الغاز الايراني
  • الكهرباء العراقية تعتزم التعاقد على 100 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز
  • السوداني : جيش العراق عاد لمكانته
  • العراق وإيران: زيارة استراتيجية في وقت التغيرات الإقليمية الكبرى