الوطن:
2025-01-27@19:17:34 GMT

محمد غالب يكتب: مبدعون في عمر الطفولة

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

محمد غالب يكتب: مبدعون في عمر الطفولة

تأثرت كثيراً بعد مشاهدته قبل عدة سنوات، الفيلم السينمائى البديع «أطفال الجنة»، للمخرج والمؤلف الإيرانى ماجيد ماجيدى، وما ميَّزه بجانب السيناريو المتقن والإخراج والتصوير، هو أداء أبطاله، خاصة الأطفال، أمير فروخ وبهارى صديقى.

الفيلم حصد العديد من الجوائز، وترشح للأوسكار فى فئة أفضل فيلم أجنبى.

فكرة «أطفال الجنة» غارقة فى البساطة، تبدأ بعد أن فقد الطفل «على» فى الفيلم حذاء أخته «الزهراء»، لتبدأ رحلتهما المؤثرة لإيجاد حلول للأزمة التى حدثت لهما، مغامرة مؤلمة ومواقف مؤثرة طوال الأحداث، بسبب الفقر الشديد الذى تعيش أسرتهما فيه.

. وعدم إمكانياتها لشراء حذاء جديد للطفلة.

تعلقت بالفيلم وأبطاله وقت مشاهدته، فقمت بترشيحه لعدد من أصدقائى، وهى عادتى عندما أحب أحد الأعمال، فكانت معظم تعليقاتهم الإيجابية على أداء الطفلين، والذى أثَّر فى من شاهدوه لحد البكاء.

فعندما يقوم الطفل بدوره بحرفية وإتقان أمام الكاميرا، يؤثر بعمق، ويدخل القلب ويستقر، ولا يُنسى، سواء كان ما سبَّبه رسم ابتسامة على وجه من شاهده، أو حزن عميق بسبب تأثره به.

وخلال التاريخ السينمائى والدرامى، كان لعدد من الأطفال شديد التأثير والتميز خلال الأعمال التى شاركوا فيها، وذلك فقط عندما يتقن الطفل دوره ويدرك أهمية ما يقدمه مع وجود سيناريو جيد، مع مخرج موهوب ستكون النتيجة النهائية تفوقهم حتى على كبار النجوم وتأثيرهم على الجمهور فى أدوار لا تُنسى.

وبخلاف ذلك يتحول الطفل الممثل إلى مجرد مؤدٍّ يؤثر على العمل بالسلب وهنا تظهر قدرات المخرج الذى يجيد توجيه الأعمار الصغيرة، وليس كل من وقف خلف الكاميرا قادراً على توجيه واستيعاب الأطفال داخل اللوكيشن.

ومن بين الأطفال الذين قدّموا أدواراً شديدة الإتقان، لا أنساها أبداً، الطفل جاسر عيد الحويطات بطل الفيلم الأردنى ذيب، للمخرج ناجى أبونورا، والذى شارك فى الكتابة مع باسل غندور.

والفيلم تم ترشيحه لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى عام ٢٠١٥. وقدّم خلاله «جاسر» دوره بتلقائية وإبداع وتميز، وما زاد من إعجابى وتقديرى لكل صُناع العمل هو أن جاسر عيد «ذيب» وشقيقه فى الفيلم ليسا ممثلين محترفين، لكنهما يعيشان فى قرية الشاكرية، حيث تم تصوير الفيلم. فبعد رحلة بحث تم اختيارهم وتدريبهم من قبَل المخرج ناجى أبونوار بعد قضاء أشهر فى القبيلة.

رحلة متقنة وبديعة بدأت بفكرة وسيناريو ثم مرت بفترة بحث وتدريب وانتهت بإخراج أول فيلم أردنى يتم ترشيحه لجائزة أوسكار.

وفى عام ١٩٩٣، قدّم الممثل ليوناردو دى كابريو أداء مميزاً عندما كان طفلاً فى فيلم what›s eating gilbert grap، وهو من أفضل أدواره التى قدّمها خلال مسيرته، وترشح خلاله لجائزة أوسكار أفضل ممثل، وشاركه بطولة الفيلم جونى ديب.

العديد من الأعمال التى أبدع الأطفال المشاركون فى بطولتها تترك أثراً لا يُمحى على كل من شاهدها.. مثل دور الطفلة فى فيلم little miss sunshine، ودور الطفل فى فيلم lion.. وكفرناحوم، Room، وغيرها من الأعمال التى لا أنساها بسبب أطفال شاركوا فيها.

وفى دراما رمضان هذا العام، أبدع عدد من الأطفال المشاركين فى المسلسلات، أبرزهم الطفل سليم يوسف صغير السن كبير الموهبة فى دور «عمريكو» بمسلسل بدون سابق إنذار، من بطولة آسر ياسين وعائشة بن أحمد، وإخراج هانى خليفة.

«سليم» قدم أداء مميزاً، مدهشاً، متمكناً، فى نظراته، وحركاته، فى بكائه وابتسامته، وأرى أنه لا يقل موهبة عن الأطفال الذين تميزوا وأحببت أدوارهم فى أهم الأفلام، سواء العالمية أو العربية.

طفل موهوب وُلد كبيراً، له شديد التأثير على المشاهدين، الذين تعاطفوا معه خلال رحلة مقاومته للمرض، بكى الكثيرون مع بكائه.. وابتسموا مع ابتسامته، ذلك على الرغم من أنه العمل الأول له إلا أنه أثبت موهبته الاستثنائية والتى لا تقل عن الكبار.

وبعد ما شاهدته من مسلسلات، وما لاحظته من تعليقات المشاهدين خلال «رمضان» هو تطور تمثيل الأطفال بعد أن قدّموا أداء محترفاً ومؤثراً لا يعتمد فقط على مجرد شقاوة طفل، أو خفة ظل دون موهبة، أو حتى مع وجود موهبة لكن تعرضت لظلم بسبب مخرج لم يستطع توجيهها بالشكل الصحيح.

فوجب توجيه كل الاحترام والتقدير لكل ممثل صغير السن أدرك أهمية عمله، ولمن قام بتدريبه، ولكل مخرج استطاع توجيه وإخراج أفضل ما عنده من مشاعر أثرت فى الناس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دراما رمضان المتحدة

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات جامعة الطفل بجامعة عين شمس فى نسختها السابعة والثامنة

  انطلقت صباح اليوم فاعليات جامعة الطفل بجامعة عين شمس فى مرحلتيها السابعة والثامنة والتي تستمر على مدار أسبوعين فى الفترة من 26 يناير حتى 6 فبراير ، تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس الجامعة ،الدكتورة جينا الفقي القائم بعمل رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ،والدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الدكتورة رنا رفاعي المدير التنفيذي لجامعة الطفل بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وتنسيق واشراف د. نهى الرافعي نائب مدير إدارة المنح والمشروعات بقطاع العلاقات الدولية والتعاون الأكاديمي ومنسق جامعة الطفل بجامعة عين شمس.

فى كلمتها خلال فعاليات الإفتتاح رحبت الدكتور نهي الرافعي بالطلاب وأولياء الأمور، مؤكدة على  حرص جامعة عين شمس على دعم برنامج جامعة الطفل في دورته السابعة والثامنة، وهو ما يعكس دور الجامعة في خدمة المجتمع وإعداد جيل جديد من العلماء والمبتكرين، ونشر ودعم الإبداع العلمي منذ المراحل المبكرة، مشيرة  إلى قيام الجامعة بتوفير الدعم المتواصل للأطفال من أجل تحقيق أهداف البرنامج وتوفير أفضل الفرص لهم لدعم مسيرتهم وتطورهم الفكري والمعرفي.  

ووجهت د. نهى كل الشكر لفريق إدارة المنح والمشروعات بالجامعة والذى يعد أحد الأسباب القوية في نجاح هذا المشروع  ، كما انضم لفريق العمل هذا العام 5 طلاب من رعاية الشباب بالجامعة حتي يتم تنفيذ فاعليات هذا المشروع فى أفضل صورة له، كما أثنت على تعاون قطاعات وإدارات الجامعة كلها من أجل تذليل كل الصعوبات للقيام بالفعاليات على أكمل وجه إيماناً من الجامعة بأهداف ورسالة المشروع.

وأوضحت منسق جامعة الطفل بجامعة عين شمس أن المرحلتين تشهد مشاركة حوالى 150 طفل للتعرف علي العديد من التخصصات المختلفة  من خلال زيارتهم لكليات الجامعة، حتى يتمكنوا من اختيار التخصص المناسب لهم والذي يساهم في تشكيل مواهبهم عن طريق تقديم النظريات العلمية والتطبيقية بشكل مبسط للأطفال فى عده تخصصات منها  معرفة تاريخهم من خلال كلية الآثار  وعمل تجارب من خلال كلية العلوم، و معرفه العديد من التكنولوجيا من خلال كلية الحاسبات والمعلومات، كما يتيح لهم الفرصة ليتعرفوا  علي عده أنواع من الفنون من خلال كلية التربية النوعية ، بالإضافة لمعرفتهم بأحوال المناخ والبيئة من خلال  كلية الدراسات والبحوث البيئية ، وسيتطرقوا إلى فكرة الإبتكار وريادة الأعمال ومعرفةالنجاح من خلال مركز الإبتكار وريادة الأعمال ، وغيرهم من التخصصات المختلفة.  

كما أشارت د نهي الرافعي أن جامعة عين شمس هي ركيزة مهمة وداعمة لبرنامج جامعة الطفل ،حيث احتضنت هذا المشروع  منذ عام 2016 من أجل إكتشاف المواهب العلمية ،وإبراز الأطفال المبدعين ودعم المبتكرين منهم فى مراحل مبكرة من التعليم، مضيفة إلى أن إدارة المنح والمشروعات قامت بتخصيص مدرج هلال بكلية العلوم لتسليم وإستلام الأطفال المشاركين في الفعاليات، وذلك حرصا على سلامة الأطفال وتسهيل الإجراءات عليهم. 

وبعد انتهاء فعاليات الافتتاح بكلية العلوم بالجامعة ، استكمل الأطفال أنشطة اليوم مقسمين إلى مجموعتين ما بين كلية العلوم وكلية الدراسات العليا والبحوث البيئة.

الجدير بالذكر ان مشروع "جامعة الطفل" هو مبادرة تعليمية رائدة تستهدف الأطفال فى الفئة  العمرية من 9 إلى 15 عام ، حيث يتم توفير البيئة المناسبة لتطوير قدراتهم العلمية والإبداعية، لتعزيز وعيهم بأهمية البحث العلمي والابتكار.

مقالات مشابهة

  • توزيع جوائز مسابقة فاطمة المعدول بمعرض الكتاب
  • كل ما تريد معرفته عن حفل توزيع جوائز "غرامي"
  • د.حماد عبدالله يكتب: الإهتمام الوطنى بالقيمة المضافة!!
  • انطلاق فعاليات جامعة الطفل بجامعة عين شمس فى نسختها السابعة والثامنة
  • د.حماد عبدالله يكتب: سمة هذا الوطن "الحــــــب"!!
  • وسط إقبال كبير من العائلات.. جناح الطفل واحة ثقافية تجمع بين المعرفة والترفيه
  • د. يسرى عبد الله يكتب:  «الكتاب».. الحقيقة والاحتفاء
  • محمود حامد يكتب: «تاريخ أنظمة الشرطة فى مصر».. دراسة شاملة فى 15 حقبة زمنية
  • د. على التركى يكتب: الصحافة من أوراق البردى لعصر الهواتف الذكية والإعلام الرقمي
  • عادل الضوى يكتب: محصلة مواقف ورؤى ومعارك على امتداد أربعة عقود خاضها «عبدالرحيم على»