الوطن:
2024-11-22@03:20:12 GMT

رامي المتولي يكتب: رمضان 2024.. موسم حصاد النجاح

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

رامي المتولي يكتب: رمضان 2024.. موسم حصاد النجاح

اختلفت مستويات المسلسلات المعروضة فى موسم رمضان 2024 من الناحية الفنية، بعضها ربح وبعضها خسر، فى النهاية هذه هى النتيجة المنطقية للمنافسة، لكن خروج الموسم ككل بهذا المستوى الفنى الجيد يدل بالتأكيد على حجم النجاح والقدرات المملوكة لصناعة الدراما التليفزيونية فى مصر، والذى أكد عليها موسم رمضان وظهرت قدراتها للمتخصصين بقوة منذ سبتمبر 2022 مع التنظيم الذى شهدته هذه الصناعة تحت مظلة الشركة المتحدة.

لم يكن ممكناً أن يظهر الموسم مع كل هذا الاحتفاء بالمواهب الشابة التى ظهرت فى المسلسلات دون أن نذكر وجود نفس هذه الأسماء فى أعمال سابقة خارج الموسم وداخله، حيث ساهم هذا الوجود بشكل كبير فى لفت الأنظار إليها، ويستوى الحديث هنا عن الأسماء سواء أمام الكاميرا أو خلفها، ويأتى فى مقدمتها أحمد عبدالوهاب من مسلسل «الحشاشين»، وعصام عمر وأحمد داش من مسلسل «مسار إجبارى»، والمخرج عبدالعزيز النجار والمؤلف مهاب طارق من مسلسل «لحظه غضب»، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الأسماء من المواهب فى مرحلة الطفولة، منها سليم يوسف من مسلسل «بدون سابق إنذار» ولافينا نادر من «بابا جه»، وسيليا محمد سعد من «كامل العدد+1».

ولو عددنا الأسماء لوضعنا قائمة طويلة قد لا تنتهى فى هذه المساحة، ووجود مثل هذه الأسماء ينبئ لحد كبير بشكل الموسم القادم الذى تتوافر له طاقات بشريه كبيرة من مختلف الأعمار وبخبرات متفاوته، نفس الشىء ينطبق على العناصر الفنية التى تضافرت جهود عدة معاً ليظهر مسلسل مثل «جودر» بهذا الشكل المبهر، بداية من الشركة «المتحدة» و«ميديا هب» و«أروما» ثم اختيار الفنانين وراء العناصر الفنية معتمدين على عنصر تصميم الإنتاج الذى نادراً ما يتم الالتفات إليه أو الاهتمام به فى صناعه الدراما التليفزيونية، وقدم أحمد فايز المشرف الفنى ومهندس الديكور جهداً ملحوظاً يصلح أن يعتمد كنموذج يحتذى به فى هذا المجال، حيث تضمن المسلسل تنوعاً فرضه السيناريو الخاص به، ما بين عالم شهريار وحارة سعد السعود، حيث يعيش جودر المصرى (ياسر جلال)، وعرين الشمعيين، ورحلات جودر ومنها مدينة النحاس التى شهدت حالتين مختلفتين.

هذا الثراء البصرى الذى فرضه سيناريو أنور عبدالمغيث ووضع ملامحه المخرج إسلام خيرى، نجح فايز فى تنفيذه بنجاح ومعه فرق تضم عشرات الفنانين فى عناصر أخرى لتأتى النتيجة فى النهاية تحمل نجاحاً غير مسبوق، ومبشراً بظهور أعمال تليفزيونية وسينمائية بنفس المستوى، حتى فى مجال الموسيقى التصوير يقف خلفه اثنان من أكبر المؤلفين الموسيقيين فى مصر هما شادى مؤنس وعزيز الشافعى، ويمكن تطبيق كل ما سبق على «الحشاشين» الذى تضمنت مشاهده أيضاً خدعاً بصرية واستخداماً متفوقاً لعنصر التصوير وبالشكل الذى يرفع بالتأكيد من سقف التوقعات، سواء لما هو قادم فى مسلسلات خارج الموسم فى ربيع وصيف وخريف 2024 وشتاء 2025.

هناك أيضاً العديد من المشاكل ومستوى متوسط وضعيف لعدد من الأعمال المنتجة لهذا الموسم، بعضها يتصدره أسماء لامعة، لكن من واقع ما سبق وسرعة تفادى الوقوع فى نفس الأخطاء بالتأكيد سيتم تداركها، مع التركيز على النتائج الإيجابية التى خرج بها الموسم، وهو ما يفتح مجالاً أكبر للتطور فى مجال صناعة الدراما التليفزيونية، وسينعكس بالتأكيد على صناعة السينما، واللذين على الرغم من اختلاف شكل وطبيعة كل منهما كوسائط، لكن يشتركان فى الفنانين القائمين على صناعتهما، وانتعاشة صناعة السينما التى لمسنا آثارها فى موسم نهاية العام 2023 خير دليل على ذلك

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دراما رمضان المتحدة من مسلسل

إقرأ أيضاً:

عبقرية صلاح جاهين

يقول عمنا «كما أحب أن أناديه» عن نفسه فى الرباعيات «فى يوم صحيت شاعر براحة وصفا الهم زال والحزن راح واختفى... خدنى العجب وسألت روحى سؤال.. أنا مت؟ و لا وصلت للفلسفة؟»، كان جاهين الفيلسوف يدعو الناس دائماً أن يشربوا كلماتهم ليدركوا طعمها إذا كانت حلوة أو مُرة، حقيقى إننى أشرب أشعار هذا الفيلسوف بغض النظر عن طعمها، وأنا أنضم إلى رأى الكاتب الكبير «يحيى حقى» عندما قال «لقد خدعنا صلاح وهو يصف نفسه تارة بالبهلوان وتارة بالمرح– فإن الغالب على الرباعيات هى نغمة الحزن»، فهذا الشاعر الذى فارق الحياة منذ حوالى نصف قرن تقريباً، ما زالت الطاقة الإبداعية التى غرسها فى وجداننا سوف تأتى ثمارها كلما اقترب أحد من قراءة أشعاره التى تكشف روعة الشعر ووعى الفيلسوف الذى يلاحظ ما لا يلاحظه عامة الناس. وإننى أشعر كلما قرأت رباعية من رباعياته أن الرجل يحيا بيننا ويحكى لنا عما يراه فى زماننا، من تلك الأبيات التى ذكرتنى به «النـدل لما اغتنى أجر له كام طبال.. والطبل دار فى البــــلد عمَّال على بطَّال.. لاسمعنا صوت فى النغم ولا شعر فى الموال.. أصـــــل الندل مهمــا عِلى وكتر فى أيده المال.. لا فى يوم هيكون جدع ولا ينفع فى وســـط رجال.» الله عليك يا عمنا.. فقد أنتشر الأندال فى كل مكان وسيطروا وأصبح الكون كله داخل بطونهم.

لم نقصد أحداً!

مقالات مشابهة

  • «جمال الغيطانى»
  • «الغيطانى» حكاء الماضى.. سردية الوجع الإنسانى
  • لماذا هانى أبوريدة؟
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل: لا شىء اسمه فلسطين
  • عبقرية سعد!!
  • عبقرية صلاح جاهين
  • انتهاء حصاد محصول الأرز موسم 2024 بمختلف مراكز الشرقية
  • موسم حصاد الزيتون جنوب لبنان تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية
  • محافظ الشرقية يعلن انتهاء موسم حصاد الأرز 
  • "الأشموني": انتهاء موسم حصاد محصول الأرز بمراكز ومدن الشرقية