استنكر الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي العام والخبير في النزاعات الدولية، عدم توافق أعضاء مجلس الأمن على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، رغم تقدمها بطلب جديد في هذا الشأن، معتبراً أن هذا الموقف يتناقض مع أحكام القانون الدولي ويحرم الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في نيل مكانته الطبيعية داخل المنظمة الأممية.

عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة مطلب إنساني 

وقال «مهران» في تصريحات صحفية: «المادة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة تنص صراحة على أن العضوية مفتوحة لجميع الدول الأخرى المحبة للسلام التي تقبل الالتزامات الواردة في الميثاق وتكون قادرة على تنفيذها، وهو ما ينطبق بامتياز على الحالة الفلسطينية، حيث تستوفي فلسطين كافة المعايير الموضوعية للدولة وفقاً للقانون الدولي وعلي وجه الخصوص اتفاقية مونتيفيديو لعام 1933.

وأضاف أن رفض بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وعلى رأسها الولايات المتحدة، دعم عضوية فلسطين الكاملة يمثل ازدواجية في المعايير وانحيازاً سافراً للاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، منوهاً بأن ذلك يقوض مصداقية مجلس الأمن وكذلك الأمم المتحدة ويضعف من قدرتهما على أداء دورهما في تعزيز السلم والأمن الدوليين.

رفض عضوية فلسطين يتناقض مع القانون الدولي 

وفيما يتعلق بإجراءات الانضمام، أوضح الخبير الدولي أنها تبدأ بتقديم الدولة طلباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة مشفوعاً برسالة تتضمن إعلاناً رسمياً بقبولها الالتزامات الواردة في الميثاق، ثم يحيل الأمين العام الطلب إلى مجلس الأمن الذي يدرسه ويقدم توصية بشأنه إلى الجمعية العامة، مشيراً إلى أن التوصية الإيجابية تتطلب موافقة 9 أعضاء من أصل 15 دون اعتراض أي من الدول الخمس دائمة العضوية.

ولفت مهران إلى أنه في حال صدور توصية إيجابية من مجلس الأمن، تُحال إلى الجمعية العامة لاتخاذ قرار نهائي بقبول العضوية بأغلبية الثلثين، إلا أن استخدام الولايات المتحدة المتكرر لحق النقض «الفيتو» ضد أي مشروع قرار يدعم الحقوق الفلسطينية يشكل عقبة رئيسية أمام استكمال هذه الإجراءات، مؤكداً أن استمرار حرمان فلسطين من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة على الرغم من حصولها على صفة دولة مراقب غير عضو منذ عام 2012، يحول دون تمتعها بالحقوق والامتيازات المكفولة للدول الأعضاء.

بعض دول مجلس الأمن انحازت للاحتلال الإسرائيلي

وشدد على أن إصرار بعض الدول على تسييس هذه المسألة القانونية الواضحة، والتذرع بمقولات من قبيل عدم اكتمال مقومات الدولة الفلسطينية أو ربط العضوية بالمفاوضات، لا يعدو كونه تكريساً لسياسة الكيل بمكيالين والنفاق السياسي في التعامل مع القضية الفلسطينية، معتبراً أن من شأن ذلك إدامة معاناة الشعب الفلسطيني وإجهاض تطلعاته المشروعة في نيل حريته واستقلاله.

وأوضح مهران، أن قبول دول حديثة الاستقلال في عضوية الأمم المتحدة على الرغم من التحديات التي تواجهها في بسط سيادتها الفعلية، كما حدث مع دول الاتحاد السوفيتي السابق ويوغوسلافيا، يؤكد أن المعيار الحاسم هو توافر المقومات القانونية للدولة، وليس اعتبارات الملاءمة السياسية التي تتذرع بها بعض القوى الدولية فيما يخص فلسطين.

واعتبر أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيظل مطلباً إنسانياً وقانونياً عادلاً لا بديل عنه، داعياً المجتمع الدولي لتكثيف الضغوط على الدول المعرقلة لهذا الاستحقاق، مطالباً مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية في الانتصار لإرادة الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء، عبر منح فلسطين مقعدها الطبيعي بين الدول داخل أروقة المنظمة الأممية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين مصر عضوية فلسطين القانون الدولي الأمم المتحدة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

سفراء الاتحاد الأوروبي والعرب يؤكدون رفضهم لدعوات التهجير القسري للفلسطينيين

أكد سفراء الاتحاد الأوروبي والسفراء العرب، على رفضهم لدعوات التهجير القسري والتطهير العرقي لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية.

وجاء ذلك خلال اجتماع عقد في مقر الاتحاد الأوروبي بمدينة نيويورك، إذ أكدوا على رفضهم لكل هذه الدعوات، مشددين على أهمية تنفيذ حل الدولتين وقرار مجلس الأمن 2735 الذي ينص على وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن هذا الاجتماع أكد على دعم حقوقنا الوطنية في الفلسطينية في الأمم المتحدة.

وقدم منصور خلال الاجتماع، مداخلة شاملة حول المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية، وضرورة إنهاء الاحتلال وإنجاز حل الدولتين اللذان يحظيان بإجماع دولي.

واتفق السفراء العرب والأوروبيين على الاستمرار في التنسيق وحماية المواقف المشتركة إزاء القضية الفلسطينية.

يشار إلى أن السفراء العرب وقيادات الكتل السياسية في الأمم المتحدة سيعقدون اجتماعا اليوم الجمعة، في مجلس الأمن للتأكيد على الموقف الرسمي العربي الرافض للتهجير القسري، وضرورة حماية وقف إطلاق النار، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2735، وتحقيق حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة .. لم أَدعُ ليلة أمس لتحقيق دولي في السودان
  • أمام الاتحاد الأفريقي، الأمين العام للأمم المتحدة يدعو المجتمع الدولي إلى وقف تمويل سفك الدماء في السودان
  • الإدارة الأمريكية تدعو مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات ضد دعم إيران للحوثيين
  • الأمم المتحدة.. إبراز مساعي الجزائر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • وزير الخارجية يبحث إعمار غزة مع رئيس الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة
  • وزير الخارجية يلتقي برئيسة الدورة المُقبلة للجمعية العامة للأمم المُتحدة
  • سفراء الاتحاد الأوروبي والعرب يؤكدون رفضهم لدعوات تهجير الغزيين
  • سفراء الاتحاد الأوروبي والعرب يؤكدون رفضهم لدعوات التهجير القسري للفلسطينيين
  • مجلس الأمن الدولي يُناقش المستجدات في اليمن وسط تصاعد التوترات
  • مجلس الأمن يعقد جلسته الشهرية لمناقشة الأوضاع في اليمن