دراما «المتحدة».. لا صوت يعلو فوق صوت مصر
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
لا أحد بمقدوره أن يمحو الحقيقة أو ينكرها أو يفرض سرديته على سردية الواقع.
الواقع هو أعظم تجسيد لدراما الحقيقة، التى هى حياة الناس، بتعبير المخرجة والمؤلفة شوندا رايمز.
فى رمضان، تموضعت الشركة المتحدة على قمة هرم دراما الحقيقة، متجاوزة بذلك أى محاولات للمقارنة، وأى سياقات للاقتراب من مكانتها، فى عالم صناعة الدراما أو البرامج.
فى سياق المقارنات، هذا هو أنجح مواسم الشركة.
أعطى التنوع مساحات جديدة، كتلت من شرائح مختلفة، وخلقت جمهوراً جديداً، عاش لفترات طويلة، فى عوالمه الخاصة.
«الحشاشين» خلق حالة من اللحظة الأولى، حالة فرضت نفسها، على منصات التواصل الاجتماعى، تبعتها اقتباسات وتقييمات متواصلة للمسلسل، مكنته من وضع الدراما المصرية، فى منطقة لم تصل إليها من قبل.
المعالجة الدرامية لواحدة من أكثر القضايا جدلية فى التاريخ، صمدت أمام كل محاولات التقول على المسلسل، من مجموعات خافت من رسائل المسلسل وما تكشفه من محاولات لتزييف الحقيقة.
الإخراج البارع خلق حالة من التماهى مع أحداث المسلسل، خلقت بدورها جمهوراً واسعاً بشرائح عمرية مختلفة.
«جودر»، أيضاً، أعاد الدراما الأسطورية إلى الشاشات المصرية، التى طالما تميّزت بها.
الاختيار البارع لفريق عمل المسلسل أضفى حالة دفعت كثيرين إلى المطالبة باستمراره رغم انتهاء حلقاته.
«مليحة» عرّى مزاعم وأكد حقائق، من بينها على الأقل، أنه لا يمكن التغول على التاريخ بالجغرافيا.
«مليحة» أكثر الأدلة تأكيداً على أن مصر دفعت أثماناً باهظة، لأجل نصرة القضية.
هذا المسلسل وفكرته المبتكرة وعملية إنتاجه ككل، أعاد التأكيد على أبرز الحقائق التاريخية، بأن القضية الفلسطينية باقية فى العقل المصرى.
«حق عرب والمعلم» أيضاً أعادا تقديم البطل الشعبى، دون تجاوز أو إسفاف أو ابتذال، محققين أعلى المشاهدات فى مصر والعالم العربى.
هذان المسلسلان أكبر دليل على أن صناعة التريند دون إسفاف أو ابتذال، أمر تصيغه الشركة المتحدة، لتعيد للدراما المصرية بهاءها.
البرامج أيضاً، التى عُرضت على شاشات المتحدة، جاءت جديدة ومتطورة، رغم استمرار بعضها من سنوات سابقة.
برنامج نور الدين، الذى قدمه الدكتور على جمعة، فى رأيى، هو أهم خطوة لتطوير الخطاب الدينى، منذ بدء الحديث عن ضرورة اتخاذ خطوات فى الإصلاح الدينى فى مصر.
البرنامج كسر جمود ركام من التشدّد عاش لسنوات طويلة فى عقل كل مصرى.
البرنامج اختار شريحة عمرية، ينتظر منها أن تتجاوز المآزق التاريخية، التى صنعها الفهم المغلوط للدين.
«مملكة الدرويش»، الذى قدمته الإعلامية المتألقة قصواء الخلالى، جاء استمراراً لأدائها البارع طوال الفترة الماضية، المؤكد على اختلاف نهجها فى تقديم نماذج مختلفة لبرامج التوك شو.
البرنامج أعاد تقديم التصوّف فى صورة تليق به، بعيداً عن أى سياقات قد تقلل منه.
منى عبدالوهاب، فى «عَ المسرح»، أيضاً، تجاوز النمط التقليدى لبرامج الفضائحيات فى رمضان، وصنع نوعاً من البرامج التى يريدها المشاهد، دون الانزلاق لبطون البيوت المصرية وأسرارها.
اللافت فى أداء منى عبدالوهاب، شديد التميز، أنها لم تنزلق لخطايا الفضائحيات، تحت سطوة صناعة التريندات والمشاهدات.
هذا نهج ترسيه الشركة المتحدة، منذ فترة، لاستعادة الحالة المصرية.
أما قناة الحياة فأعادت تقديم روحانيات الشهر فى صورة أجلست الكثيرين أمام شاشة القناة فى انتظار ما تعرضه.
القناة، منذ عامين تقريباً، تقدّم نموذجاً للصعود لقمة هرم المشاهدات، بنقل الحفلات المصرية والشعائر الدينية، بعد سنوات غابت فيها قوة مصر الناعمة أمام صورة لم تكن تليق بمصر وشعبها.
دراما الشركة المتحدة وبرامجها هى مصر التى يريدها المصريون، والتى سعوا لاستعادتها لسنوات طويلة، فوجدوها أخيراً.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دراما رمضان المتحدة دراما المتحدة الشرکة المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تواصل تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة "اليونيسف"، يواصلان تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في سوريا، حيث وصلت 31 شاحنة تحمل أكثر من 200 طن متري من الإمدادات الغذائية عبر معبر باب الهوى الحدودي، ليصل إجمالي عدد الشاحنات التي تم إدخالها منذ بداية العام إلى 506.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أوضح المكتب الأممي، أنه وشركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني، يواصلون مساعدة المحتاجين، وتوسيع نطاق الدعم، بما في ذلك جهود التعافي المبكر، حسبما تسمح الظروف اللوجستية والأمنية والتمويلية.
وأضاف (أوتشا)، أن على مدار الأسبوعين الماضيين، أزال الشركاء أكثر من 8 آلاف متر مكعب من الركام في مدينة إدلب وخلقوا أكثر من 570 فرصة دخل، بما في ذلك برامج النقد مقابل العمل.
وأوضح "أوتشا"، أنه من أجل الإبلاغ بشكل أفضل عن الاستجابة، يواصل الزملاء العاملون في المجال الإنساني إجراء مهام التقييم الأسبوعية الخاصة بهم، من أجل الحصول على مزيد من المعلومات. وأكمل المكتب الأممي أول مهمة عبر الحدود للأمم المتحدة إلى معرة النعمان في إدلب.
وأشار إلى أنه منذ بداية العام، تم إكمال 78 مهمة عبر الحدود إلى سوريا، ليصل العدد الإجمالي لتلك المهمات إلى 781 منذ الزلازل الذي وقع في عام 2023. وتقوم هذه البعثات في الغالب بمراقبة المشاريع وإجراء التقييمات والتواصل مع المستفيدين.