ما نفع العليج عند الغارة ؟
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
مثل يردده رجال البادية العراقية والحجازية: (العليج وقت الغارة خسارة)، ويقول بعضهم: (العليج عند الغارة ما ينفع). أو: (العليج عند الشدة ما يفيد). أو أي صيغة أخرى. .
اما العليج أو العليجة فهو كيس من القماش السميك يوضع فيه العلف ويربط برأس الفرس أو الجواد فيأكل منه، ويتغير اللفظ حسب اللهجات البدوية الدارجة.
معنى هذا المثل: أن الخيول الجائعة أو المتخمة لن تستطيع الكر والفر والمطاردة في سوح القتال وهي بهذا الحال، لذلك فإن إطعامها عند الهجوم المباغت لن ينفعها بشيء. وإطعامها بعد انتهاء الغارة لا جدوى منه. وهذا المثل ينطبق على كثير من الحكومات التي تضع نخوتها في الثلاجة، وتؤجل الدفاع عن نفسها، في حين تقتضي الحكمة التعبوية أن تبدأ التحضير و الاستعداد مبكراً. و لا تنتظر موعد الغارة حتى تبدأ بتجهيز جيوشها. أما إذا كانت متأهبة ويقظة ومستعدة لكنها تؤثر التأجيل وتفضل التريث، فلا نفع في خيولها مهما أسرجت وألجمت وتدرعت، وأغدقت في العليج. .
وبالعودة إلى الغارات الإسرائيلية المتهورة، والتي تجاوزت الحدود والقيود والأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية، وشرعت باستهداف الجميع بلا تردد، بانتهاكات وخروقات صارخة وسافرة شملت الاحياء المأهولة في غزة، والمواقع العراقية واليمانية والسورية، بضمنها الغارة الأخيرة على مقر السفارة الإيرانية في الشام، والتي راح ضحيتها قادة كبار من الحرس الثوري، وكان حق الرد مكفول لطهران باعتراف أمريكا نفسها عندما أنكرت علمها بالغارة الاسرائيلية. وعندما أخلت سفاراتها في عواصم عدة، واتفق المحللون والخبراء على ان الانتقام الإيراني بات وشيك الوقوع، واصبح قيد التنفيذ في الايام التي تلت الضربة الاسرائيلية مباشرة. ثم مرت الايام من دون ان يأتي الرد الموعود. وتغير موقف جو بايدن الذي أبدى استعداده الآن للرد بقوة على اي هجوم إيراني يستهدف اسرائيل. في حين توسعت اسرائيل في تهورها وفي إطلاق تهديداتها. وتفعيل حملاتها التدميرية الموتورة. من دون ان تتلقى أي صفعة رادعة. لا من ايران ولا من المجتمع الدولي. .
وسوف نتناول في مقالة تحليلية لاحقة المكاسب التي سوف تحققها إيران إذا نفذت وعدها وسددت صواريخها مباشرة إلى العمق الاسرائيلي. وما الذي ستخسره إذا نكثت بوعدها وتنازلت عن ثأرها، وتغاضت عن جرائم اسرائيل. .
وللحديث بقية. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
البستاني: لبنان بحاجة إلى رئيس قادر على اتخاذ القرارات الصعبة
اطلق المرشح الرئاسي ملحم البستاني في إطار دعوته إلى وحدة اللبنانيين وضرورة النهوض بالوطن، بيانا اكد فيه "التزامه تطبيق إصلاحات شاملة في لبنان تهدف إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي". واشار إلى "أهمية تفعيل الدستور اللبناني عبر اقتراحات قوانين تتضمن إلغاء الطائفية السياسية - انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، وتطبيق مبدأ الاستقلالية التامة للقضاء - انتخاب المجلس النيابي وفقا لمعايير الكفاءة بعيدا عن التوزيع الطائفي.
وأضاف :" أن الانتخابات يجب أن تكون الوسيلة الأساسية لتغيير الوضع الحالي، حيث دعا النواب إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب اللبناني"، وشدد على" ضرورة إجراء انتخابات رئاسية مباشرة وفق آلية تضمن الشفافية والمشاركة الواسعة لجميع المواطنين".
وأعرب عن "هدف ترشحه لرئاسة الجمهورية، لتنفيذ هذه الإصلاحات وإعادة بناء لبنان على أسس جديدة من العدالة والمساواة، معتبرا أن هذا هو السبيل الوحيد لوقف الانهيار وعودة الأمل للبنانيين"
وفي الختام، أكد أن "لبنان بحاجة إلى رئيس قادر على اتخاذ القرارات الصعبة وإجراء التغييرات اللازمة، مشددا على أن "كلنا للوطن" يجب أن يكون شعارا يلتزم به الجميع بغض النظر عن الانتماءات الدينية والطائفية."