كاذب ومخطئ من يظن أن الفساد أقوى من أى دولة، ومخطئ أيضاً من يعتقد أن الفساد أقوى من القوانين والتشريعات. نحن فى مصر لدينا الكثير من التشريعات فى كافة المناحى التى تضبط حركة وسير المجتمع، لكن نعانى معاناة شديدة من تعطيل القوانين أو عدم تطبيقها أو تفعيلها، ما يتسبب فى فوضى عارمة، يغرق فيها المجتمع، ويعانى منها الناس أشد المعاناة، لكن المفسدين فى الأرض يحولون دون تطبيق وتنفيذ القانون أو تحقيق الغاية المبتغاة منه، ما تسبب فى أن تجد الفوضى طريقها داخل بعض المؤسسات.
فى إطار الحرب التى تتبناها الدولة ضد الفساد، لا بد على جميع الوزراء والمحافظين وكافة المسئولين، تغيير سياساتهم فيما يتعلق بأهمية تطبيق القانون وتفعيله، فالهدف هو تحقيق الإصلاح، ولا يتم ذلك إلا بالضرب بيد من حديد على الذين يعطلون تفعيل القانون. وهذا يتطلب محاسبة كل المتقاعسين والضاربين بالقانون عرض الحائط.. فالمسئولون بكل قطاعات الدولة، لديهم مهمة وطنية، وهى البحث عن كل الوسائل التى تحقق تفعيل القانون، ومن يتخلف عن أداء هذه المهمة، يكون خائنًا لوطنه، نحن فى حاجة شديدة جدًا للوزير السياسى والمحافظ السياسى الذى يضع الخطط المناسبة ويتابع تطبيقها وتفعيلها بكل جدية وحزم وحسم.. هل مثلاً رأينا وزيرًا أو محافظًا فاجأ الشارع بزيارة دون الإعداد لها من فرش للزينات ورصف للطرق المار بها، فى حين أنه على بعد أمتار قليلة من بعده شوارع جانبية تملؤها الحفر والمطبات وتعد مصيدة لخلق الله ومنهم من يلقى مصرعه أو على الأقل يصاب بكسر أو كدمة!
فنحن فى حاجة شديدة فى إطار الحرب على الفساد، ألا ينفصل المسئول عن الواقع الذى يحياه الناس.
الحرب على الفساد قضية تشكل تحديًا كبيرًا للدولة المصرية، حتى لا يخرج هذا الفساد لسانه للجميع، ولا يجوز بأى حال من الأحوال أن نعلق وجود الفساد، على شماعة القصور فى القوانين والتشريعات، ونتجاهل أو نتغافل عن شىء مهم وهو تطبيق مبدأ سيادة القانون.
لا تظلموا التشريعات، لكن القائمين على تطبيق القانون هم المسئولون بالدرجة الأولى وعلى مدار سنوات طويلة تركوا هذه الفوضى التى انتشرت كالنار فى الهشيم.. رأينا محافظين تجاهلوا الاعتداء على الرقعة الزراعية، وآخرين تغافلوا عن قيام أهل «الحظوة» بالاستيلاء على أملاك الدولة، وغيرهم ترك الروتين والبيروقراطية يستفحلان ولا يتحركون فى تطبيق القانون وهكذا، حتى جاءت ثورة 30 يونيو وبدأت الحرب على كل فاسد ولو عددنا حجم الكوارث فى هذا الشأن، لسردت صفحات وصفحات.
الفساد يصدر المشكلات للدولة، وضحاياه فى الغالب هم المواطنون، ولذلك فى مصر الجديدة لا بد من تغيير كل السياسات الحمقاء التى كان يتخذها الوزراء والمحافظون فيما مضى من الزمان قبل ثورة 30 يونيو، واتباع سياسات جديدة تكون النواة الحقيقية لاقتلاع جذور هذا الفساد، والذى يعد أشد وطأة وخطرًا من الإرهاب.. فنحن نحلم فى مصر الجديدة بضرورة أن تتطهر البلاد من هذا الفساد، وهى معركة مداها طويل قد تحتاج إلى بعض الوقت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو د وجدى زين الدين المحافظ السياسى
إقرأ أيضاً:
لتأهيلهم وتدريبهم بالأسس والمعايير الحديثة.. مؤتمر بالشرقية لبناء قادة المجتمع الجُدد من النشء
اختتمت مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الشرقية، اللقاء الختامي للمؤتمر الوطني الثالث للنشء بالمحافظة بقاعة مؤتمرات نادى الشباب والرياضة بحضور جيهان حنفى وكيل الوزارة رئيس الإدارة المركزية لتنمية النشء، والدكتور محمود عبد العظيم وكيل الوزارة مدير مديرية الشباب والرياضة بالشرقية، والدكتورة إيمان عثمان مدير عام الإدارة العامة للموهوبين والمبدعين بوزارة الشباب والرياضة، والدكتور أيمن عبد المقصود وكيل المديرية للشباب.
وكان الدكتور محمود عبد العظيم قد استقبل بمكتبه؛ فتيات وحدة ريحانة ومشرفة الوحدة الوفد الحضور من قيادات وزارة الشباب والرياضة وقدمن باقة ورد بشعار ريحانه، وتم تقديم درع شكر وتقدير لتشريفهم بالدعم وحضور اللقاء الختامى للمؤتمر الوطني الثالث للنشء.
وبدأت جيهان حنفى وكيل الوزارة رئيس الإدارة المركزية لتنمية النشء، جولتها بتفقد معرض منتجات البردي لشعبة التوجيه والتأهيل المهني والمنفذة بمركز شباب القراموص، وأشادت بجودة المنتجات والتأكيد على إقامة معارض على هامش كل الفعاليات المنفذة للنشء.
وبدأت فعاليات اللقاء الختامى للمؤتمر بالسلام الجمهورى، وقدمت الطليعة سما السيد محمود إبنة مركز شباب صفط الحنا؛ نبذة عن المؤتمر واهدافه ومحاورة وما تم تنفيذة خلال اللقاءات الحوارية، تلاها القرآن الكريم الطليع أحمد اشرف عضو مركز شباب ديرب نجم والفائز بمسابقة الصوت الذهبي مؤخرـا وعرضت الطليعه أسماء عمر محمود، عضو مركز شباب منزل حيان بإدارة ههيا فقرة شعر وطني، والذين لاقوا إشادة واستحسان وامتنان من الحضور.
وفى كلمته رحب الدكتور محمود عبد العظيم وكيل الوزارة بالحضور من قيادات وزارة الشباب والرياضة والمديرية والنشء المشاركين والاشراف ممن حضور اللقاءات الحوارية للمؤتمر، مؤكدًا تحقيق الرؤية والرسالة والهدف من المؤتمر فى إطار الجمهورية الجديدة، وأننا جميعا نسعى جاهدين لتذليل كافة الصعاب لخدمة النشء ورعايته طبقًا للدستور المصرى وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وفى كلمتها نقلت الدكتورة جيهان حنفى وكيل الوزارة رئيس الإدارة المركزية لتنمية النشء تحيات الدكتور اشرف صبحي وزير الشباب والرياضة لنشء الشرقية، وأكدت تقديم كافة أوجه الرعاية والدعم ورحب بالتوصيات التى عرضها النشء من خلال الجلسات والتى يطمح فى تحقيقها مستقبلا .
وبدأ البرنامج بعرض فيديو افتتاح المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان» والتى شارك فيها الشعب التخصصية للنشء ، وعرض تقرير المؤتمر الدكتور احمد البسطويسى مدير إدارة تنمية النشء، وملخص عن اللقاءات الحوارية الأربعة التى تم عقدها بمراكز الشباب علي نطاق الادارات الفرعية (أكوا بديرب نجم، صفط الحنا بأبوحماد، الصنافين بمنيا القمح شرق، كفر الأعصر بأبو كبير ) .
وعرض مدربين المؤتمر الدكتورة رحاب عسكر، والسيد خليل؛ تقرير المدربين وما تم تداوله مع النشء فى إطار محاور وأهداف المؤتمر والتى تضمنت دعم قدرات النشء وتعريفهم بإنجازات وجهود الدولة المصرية لرعايتهم فى مختلف المجالات، حيث تم طرح ومناقشة القضايا المجتمعية المتعلقة بالنشء منها الامن القومى، انجازات الدولة المصرية، دور النشء فى المجتمع، الهوية الأسرية ودور النشء داخل الأسرة.
وبدأت الجلسة الختامية للمؤتمر حاضرها الدكتور احمد نجم، استشارى التدريب بوزارة الشباب والرياضة ابن من أبناء مدينة الابراهيمية ومحافظة الشرقية، حيث بدأ محاضرته بعد ترحيبه بالحضور متحدث عن شعار المؤتمر بناء جيل من النشء "قادة المجتمع المصري" وما تقدمه الوزارة من برامج بهدف تأهيلهم وتدريبهم وفق الأسس والمعايير الحديثة، وتزويدهم بالمعلومات من مصادرها الموثوقة وتمكينهم مستقبلا من أجل إدارة الدولة المصرية، وتعريفهم بدورهم فى المجتمع والأسرة وبناء الدولة المصرية والحفاظ على مواردها.
وقدم نجم؛ نماذج وامثلة من الصراعات التى تدور حول الدولة والدور الواجب علينا تقديمه ودور النشء فى المدرسة ومركز الشباب والأسرة، وعرض ماهية الأمن القومي ومعنى الدولة وكيفية الحفاظ على وطننا من الحروب الداخلية والخارجية والتخطيط للمستقبل، وكيف أكون قائد ايجابي محب لوطنه وعدم الانصياع للشائعات، وخطورتها على الأمن القومي، ومهارات التواصل الفعال مع الآخرين، وأهمية الأنصات والاستفادة من توجيهات الآخرين، وكيف أكون نشء ايجابى مفيد للمجتمع .
وفى ختام فعاليات البرنامج ولتحفيز الفائزين بالمسابقات والبرامج التى تنظمها الوزارة؛ تم تكريم الفائزين بمسابقة عقول مستنيرة من أكاديمية أي شاين للبرمجيات وأعضاء شعبة المبتكرين علميًا والحاصلين على المركز الرابع على مستوى المحافظات المشتركة فى المسابقة، والتى تم الإعلان عن نتائجها مسبقًا.
وفى الختام، قدمت الطليعة سلمى الخطيب توصيات المؤتمر والتى تم صياغتها من خلال اللقاءات الحوارية التى تم تنفيذها بمشاركة النشء ورؤيتهم المستقبلية وما يطمحوا لتنفيذه، والاستفادة من البرامج والانشطة التى تنظمها الوزارة والمديرية.
وخلال الاستفسارات التى طرحها النشء، أكدت جيهان الحنفى وكيل الوزارة، للنشء الحضور على أهمية المشاركة فى المبادرات التي تنمي مهاراتهم وحس المواطنة لديهم وتجنبهم للظواهر السلبية في المجتمع من شائعات وانعدام للوعي، وتنمية الوعي والإدراك لديهم بما يدور حولهم من مشروعات قومية تنموية ومبادرات تنمي حس المواطنة والانتماء بالإضافة إلى بناء مهاراتهم ووعيهم وتحضيرهم إلى مستقبل مشرق من الإمكانيات والمهارات التي تمكنهم من بناء الوطن.
وتم تنفيذ اللقاء الختامي واللقاءات الحوارية للمؤتمر بمشاركة مدربين متخصصين فى المهارات الحياتية والتدريب بوزارة الشباب والرياضة.