بوابة الوفد:
2024-07-01@22:41:30 GMT

«سرور» محامى الشعب

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

ظل الدكتور أحمد فتحى سرور خادما للقانون منذ تخرجه فى كلية الحقوق وتعيينه وكيلا للنائب العام مرورا بكل المناصب الدبلوماسية والتنفيذية والبرلمانية، كان يعشق مهنة المحاماة وأستاذ الجامعة، رغم أنه شغل منصب الوزير «وزير التعليم» ورئيس مجلس الشعب لما يزيد على 20 عاما، وأول رئيس للبرلمان الأورومتوسطى ورئيس الاتحاد البرلمانى الدولى والعربى والإفريقى، كما كان رئيس لجنة حقوق الإنسان التى وضعت نصوص باب الحريات فى دستور «71»، ورئيس المعهد الدولى للقانون بفرنسا لمدة 12 عاما بالانتخاب خلفا لرئيس وزراء فرنسا ريمون بار استاذ الاقتصاد الشهير.


إلا أن حبه للمحاماة كان أشد، منهجه فى المحاماة، الدفاع رسالة دستورية نص عليها الدستور، وحقوق الدفاع من حقوق الإنسان التى تنص على أن الأصل فى المتهم البراءة حتى تثبت الإدانة، كما أن المحامى شريك للقضاء فى تحقيق العدالة، والدفاع يختار قضاياه انطلاقاً من هذه المفاهيم.
رغم شغفه بالمحاماة إلا أنه رفض الدفاع عن جماعة الإخوان الإرهابية رغم الإغراءات التى عرضوها عليه بعد ثورة 25 يناير وتركه لمنصبه البرلمانى، واشتغاله بالمحاماة من خلال مكتبه الذى يعمل به عشرات المحامين، هو أول من أصدر كتاباً عام 2005 تحت عنوان «المواجهة القانونية للإرهاب» واستند إليه قانون مكافحة الإرهاب عند وضع مواده.
لم يغضب سرور عندما وصفه البعض بأنه ترزى قوانين وكان يرد على ذلك بأن تعريف البرلمانى فى كثير من الدول، أنه يسمى بـ«ترزى القوانين»، لا سيما أنه صانع القانون وحرفيته أن يلائم القانون المقاس الذى صنع من أجله، ومن يريد الانتقاد عليه انتقاد المقاس، وعلى أى أساس فصّل الترزى رداء القانون وبالتالى فإن مهمة النواب هى صناعة القانون، وكيف يفصلونه وفقا لمقاسات معينة تتجسد فى المصالح والاحتياجات الأساسية.
خلال فترة حبسه فى سجن مزرعة طرة بعد الزج به عن طريق جماعة الإخوان الإرهابية فى قضية موقعة الجمل قام بتأليف كتاب جديد فى قانون الإجراءات الجنائية. ودافع عن سيدة تم إدراج اسمها فى قضية الكيانات الإرهابية عن طريق الخطأ، وقال فى المحكمة: لم آت إلى المحكمة للدفاع عن أشخاص، وإنما جئت فقط للدفاع عن القانون وتحقيق العدالة، لأن مهمته هى تطبيق صحيح القانون، وأن مرافعته فى هذه القضية كانت قانونية بحتة، ولا علاقة له بالجماعة الإرهابية. التى يكرهها ولا يحب التعامل معها.
توطدت علاقتى بالدكتور فتحى سرور الذى أعتبره الأب والأستاذ والأخ والصديق، منذ تكليفى من جريدة «الوفد» بالعمل محررًا برلمانيا من بداية التسعينيات واستمرت حتى ثورة 25 يناير 2011، كنت أنتقده وأسبب له إحراجا مع السلطة، وأهاجم سياسة مجلس الشعب، كان لا يغضب ويعتبر أن ما أقوم به هو دورى كصحفى فى جريدة معارضة أركز على الرأى الآخر، وكان يحترم حرية الصحافة، ويعتبرها رقيبة على مجلس الشعب، وعندما كان النواب يشتكون له مما يكتب فى الصحف ضدهم، يرد أن ما يُنشر فى الصحف يُرد عليه فى الصحف.
رحم الله الدكتور أحمد فتحى سرور رمز من رموز القانون، صاحب القلب الطيب الذى ظل طيلة حياته فى خدمة أبناء وطنه، خاصة البسطاء يشعر بآلامهم وأحزانهم، صاحب التاريخ القضائى والدبلوماسى والتنفيذى والبرلمانى والمهنى المشرف داخليا وخارجيا.
من أقواله رحمة الله: إن ثورة 25 يناير ستظل درسا لشعب مصر وحكامها حتى يتم تجنب الأسباب التى مكنت جماعة الإخوان الإرهابية من الوصول إلى الحكم والاستيلاء على السلطة.
كما وصف الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه الملهم والمنقذ الذى وحّد المصريين على هدف واحد وهو حب الوطن والوقوف فى وجه الإرهاب وأن المرحلة التى نعيشها ومتطلباتها كانت تحتاج إلى الرئيس السيسى.
كما قال إن 30 يونيو هى الثورة الحقيقية التى أنقذت مصر ولولا السيسى «لكنا رايحين فى داهية». وقال: دهشت عندما لم أجد عددا كافيا من المعارضة فى مجلس 2010 وقلت حينها: إحنا كده هيبقى وشنا فى المراية لا نرى إلا أنفسنا، وطلبت إعفائى من رئاسة هذا المجلس ولكن صاحب القرار، اتصل بى وطلب منى الاستمرار حفاظا على الدستور.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي ثورة 25 يناير شعب مصر الدكتور فتحى سرور حكاية وطن محمود غلاب

إقرأ أيضاً:

تحية إلى شعب مصر قاهر المستحيل وصانع المعجزات

30 يونيو 2013، ليست كأى ثورة ولا يعادلها سوى ثورة 1919، والعامل المشترك بين الاثنتين هو أن الثورتين تبنيتا مشروعاً وطنياً مشتركاً فى ثورة 1919، تم التأسيس لحياة جديدة سياسية واقتصادية، والإعلان الصريح عن استقلال مصر من الاحتلال البريطانى، وفى ثورة 30 يونيو تخلصت البلاد من حكم الجماعة الإرهابية التى اعتلت عرش البلاد فى غفلة من الزمن، وتحولت مصر إلى خرابة كبيرة وتم تقويض كل مؤسسات الدولة بلا استثناء، وأعلن المصريون الحرب على الإرهاب حتى تخلصت منه البلاد إلى غير رجعة.

فعلاً هناك تشابه كبير بين الثورتين فى العديد من المشروعات الوطنية لدرجة لا نكون مخطئين إذا قلنا إن ثورة 30 يونيو هى الوجه الآخر لثورة 1919، فى ظل تبنى مشروع وطنى، الأول، كان بهدف طرد الاحتلال وتأسيس جديد للبلاد، والثاني فى طرد الإخوان والتأسيس لبناء الجمهورية الجديدة ورغم أن الحرب على الإرهاب لم تكن سهلة وخاضت مصر فى سبيلها الكثير من المعارك القتالية والفكرية، إلا أن النجاح كان حليف المصريين، والحقيقة التى لا يمكن إنكارها أو تغافلها هى أنه بعد ثورة 30 يونيو خاضت البلاد حربين فى آن واحد، الأولى للتخلص من الإرهاب وآثار الدولة الثيوقراطية والثانية من أجل البناء والتنمية وإعادة بناء مؤسسات الدولة التى تم تخريبها، وباتت مصر شبه دولة بالمعنى السياسى المفهوم للجميع.

ثورة 30 يونيو أسست لمشروع وطنى عملاق فى كافة المناحى والأصعدة، وفتحت مصر ملفات كثيرة كان مسكوتاً عنها، وتحققت إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية لم يكن أحد يحلم بتحقيقها على الأرض فى كل المجالات بدون استثناء وما زالت مصر تواصل تنفيذ المشروع الوطنى من خلال التنمية المستدامة على كافة المستويات والأصعدة، ولم يكن هذا يتحقق أبداً إلا بفضل عزيمة هذا الشعب البطل، والتفافه حول قيادته السياسية، ولا أحد ينكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حمل روحه على يديه لتنفيذ حلم المصريين فى التخلص من جماعات الإرهاب والتطرف، وفقدت مصر الكثير من رجالها الأبرار الذين استشهدوا سواء من الجيش أو الشرطة أو المواطنين، من أجل نجاح مهمة القضاء على الإرهاب الذى حاربته مصر نيابة عن العالم.

الأمن والاستقرار الذى نحياه حالياً فى ظل التربص الشديد بالبلاد من كل حدب وصوب لم يأت من فراغ وإنما جاء بفضل ثورة 30 يونيو، التى أعادت الاستقرار إلى البلاد ويجب على جموع المصريين ألا ينسوا أبداً ما كان مخططاً من مصير مشئوم للوطن والمواطن وفى ظل تحديات واسعة وكثيرة ما زالت تواجهها البلاد من أجل إسقاط مصر..ويكفى أننا الآن نعيش وسط بؤرة ملتهبة، وكل الدول العربية المجاورة سقطت فى براثن الفوضى والاضطراب، ورغم ذلك ليسوا هم المقصودين إنما العين على مصر فهى الهدف، هى الصيد الثمين الذى يحلم به الأعداء الذين يتربصون بالبلاد بشكل مخيف.

فى ذكرى ثورة 30 يونيو، يجب ألا ينسينا الأمن والأمان الذى نحياه، أن نغفل عن المتربصين بالبلاد الذين يريدون النيل من الأمن القومى المصرى والعربى، والصبر على أية معاناة اقتصادية يهون تماماً أمام نعمة الأمن، فكل شىء سهل إلا فقط الأمن والاستقرار، ورغم المعاناة التى يتعرض لها المواطن، إلا أن ما تحقق على مدار السنوات الماضية من إنجازات على الأرض وتنفيذ مشروع وطن مصرى خالص كفيل بأن يطمئن المرء على المستقبل الأفضل.

فى ذكرى ثورة 30 يونيو، لا بد من تقديم شهادة عرفان إلى كل شهيد ومصاب قدم روحه من أجل المصريين، وتحية واجبة من القلب إلى هذا الشعب العظيم قاهر المستحيل ومحقق الإنجازات.

مقالات مشابهة

  • «دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال»
  • المساندة الشعبية
  • في ذكرى يوم عظيم
  • سلخانة الثانوية العامة
  • المناظرة «راكبة جمل»!
  • الطريق إلى «30 يونيو».. أسرار «على حافة الأزمة» في مصر من 2011 إلى 2013
  • تحية إلى شعب مصر قاهر المستحيل وصانع المعجزات
  • للتاريخ.. ليس كل ما يعرف يُقال
  • الإنتفاضة العظيمة.. والعودة إلى الحياة
  • الذكرى الـ9 لاستشهاد محامى الشعب.. أسلحة وذخيرة بأحراز قتلة الشهيد هشام بركات