بوابة الوفد:
2024-12-23@19:25:44 GMT

هل لا يزال العيد «فرحة» حقاً؟!

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

أكتب هذا المقال قبيل عيد الفطر المبارك أعاده الله على القراء الأعزاء وعلى الأمتين العربية والإسلامية - كما نقول دوماً - بالخير واليمن والبركات والنصر المؤزر إن شاء الله. ولعل ذلك السؤال المطروح فى العنوان هو الذى يتردد على ألسنة كل المصريين والعرب والمسلمين هذا العام تحديدا خاصة ونحن نرى ما يحدث لإخواننا فى فلسطين ولا نملك إلا مصمصة الشفاه والمزيد من الحسرة والألم دون أن نستطيع فعل شىء حقيقى على الأرض ينقذ أرواح الفلسطينيين من الإبادة الجماعية بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة التى يتعرضون لها!! وكيف يمكن أن يكون احتفال المسلمين بعيدهم وهم يرون أطفال فلسطين وقد انطفأت فرحتهم وغاب من غاب من أقرانهم وأهليهم؟!
وكيف يكون الفرح بالعيد ونحن نرى العالم شرقه وغربه يتفرج على تلك المأساة الكونية لشعب لا يستطيع أن يجد ملاذا آمنا حتى على قطعة صغيرة من أرضه وتتلاعب به آلة القتل الصهيونية كيف تشاء فلم يكفها القتل العشوائى والتهجير القسرى اليومى لشعب أعزل لا ناقة له ولا جمل فى الحرب الدائرة على أرضه المحتلة أصلا، فقطعت عنه كل مصادر الحياة حتى يموت جوعا وعطشا ومرضا من لم يمت من الرصاص والقنابل؟!
واذا كان ذلك على المستوى القومى، فالأمر لا يختلف كثيرا على المستوى المحلى، حيث تغولت علينا الرأسمالية المتوحشة بسيطرتها على أجهزة الاعلام بمسلسلاتها المرفهة وبإعلاناتها الفاحشة وببرامجها المستفزة لتقلب حياة الأسر المصرية جحيماً، حيث لم نعد نرى الإنسان المصرى العادى الذى لم يعد يستطيع أن يلبى حاجاته ولا حاجات أسرته البسيطة وهو يواجه أكبر حركة جشع وغلاء للأسعار فى تاريخه المعاصر وفى ظل حكومة غير قادرة على شىء اللهم إلا اطلاق الحملات الإغاثية للأسر الأقل دخلا والأكثر فقرا حتى أصبح شغلها الشاغل هو منافسة الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية فى مساعدة الناس على الاستمرار فى الحياة عند حد الكفاف! لقد ركزت حكومتنا الحالية على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية وتفرغت للترحيب بالمستثمرين الأجانب والعرب والمصريين وإنجاز المشاريع القومية وتناست للأسف أن دورها الحقيقى هو إسعاد الناس وتمكينهم بالمرتبات المجزية والوظائف المتوفرة من تلبية حاجاتهم الأساسية دون أن يتسولوها من الآخرين وانتظار المساعدات الخيرية يوما بعد آخر ومناسبة بعد أخرى.


إن أخطر التحديات التى يواجهها المصريون اليوم والذى جعل عيدهم نكدا هو شعورهم بعدم القدرة والعجز عن تلبية أبسط مطالب أسرهم، هو شعورهم بأن حكومتهم تتخلى عنهم شيئاً فشيئاً تاركة إياهم يواجهون وحدهم غلاء الأسعار وجشع التجار! وللأسف فقد غاب عن المصريين هذه الأيام ابتسامتهم المعهودة التى كانوا يواجهون بها أزماتهم المتتالية بصبر، وحل محلها التجهم والغضب من كل ما يحيط بهم من ظروف محلية وإقليمية ودولية!
لقد كان المواطن المصرى فيما مضى يستطيع العيش بأقل ما يملك، لكنه الآن لا يستطيع مواجهة الغلاء اليومى للأسعار بكل ما يملك!! وهذا نذير خطر كبير يجب أن تتنبه له قيادتنا الوطنية الرشيدة وتعمل على إعادة النظر من خلاله فى سياساتها الاقتصادية! والأمر يتطلب فى اعتقادى تغييراً حكومياً شاملاً يأتى بقيادات وزارية جديدة خارجة من قلب معاناة الشعب ومدركة لمشكلات حياة الناس اليومية، قيادات جديدة غير معلبة، قيادات جديدة تنتمى لهذا الوطن وتدرك أبعاد معاناة مواطنيه وواعية بأهمية إعادة بلورة كل السياسات الاقتصادية والثقافية والتعليمية وتمصيرها لخدمة مواطنيها بعيدا عن التبعية للسياسات الرأسمالية العالمية ومؤسساتها الدولية التى لم تخلق فى واقع الحال إلا لخنق الدول الضعيفة واخضاعها قسرا للدول الرأسمالية الكبرى! نريد قيادات وزارية جديدة قادرة على المضى قدماً فى تأسيس جمهورية جديدة بمعنى الكلمة، جمهورية تعنى بوضع وتنفيذ سياسات واستراتيجيات وطنية «مصرية» خالصة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وتعليميا لمواجهة كل التحديات وإصلاح الخلل الهيكلى الذى نعانى منه فى كل قطاعات الحياة على أرض مصرنا الحبيبة! ولعل عيدنا القادم يعود علينا بإذن الله ونحن ننعم بالرخاء والتقدم ويكون العيد بالفعل «فرحة» تدوم وخير يعم إن شاء الله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل أرواح الفلسطينيين الإنسان المصرى حياة الأسر المصرية المواطن المصرى

إقرأ أيضاً:

تصريحات رئيس لجنة حماية التراث عقب احتفالية العيد القومي لمطروح

في لقاء لجريدة" الفجر" مع الإعلامي عبدالحميد القناشي رئيس لجنة صون وحماية التراث الثقافي والطبيعي بمطروح عقب احتفالية اللجنة بالعيد القومي للمحافظة صرح أن اللجنة سوف يكون لها دورا فاعلا في الحفاظ على الهوية الوطنية لمطروح من خلال الفاعليات والمسابقات الثقافية والشعرية والبحثية ومن خلال ورش العمل والمؤتمرات.
وأضاف أيضا أن قرار اللواء خالد شعيب بإنشاء لجنة لحماية وصون التراث بمطروح كان قرارا حكيما أسعد كل أهل مطروح الذين حافظوا على الهوية الوطنية لبلدهم منذ آلاف السنين، 
وقال إن المهندس حسين السنيني المشرف العام على اللجنة يتابع عن كثب ما نقوم به من فاعليات مع حرصه على حضورها مشجعا للمشاركين ماديا ومعنويا.
ثم تتابعت القرارات بإنشاء مدينة تراثية ستضم معرضا دائما للمنتجات البدوية والسيوية وستضم متحفا ومركز تدريب على مساحة 20 فدان بالإضافة إلى نجع صغير ملحق بالمدينة.
وأشار إلى قرار اللواء خالد شعيب بإنشاء حساب خاص بلجنة التراث يكون تحت إشراف المحافظة لتسهيل جمع التبرعات والتعامل المادي مع الجهات الداعمة.
ونوه إلى بعض الفاعليات التي ستطلقها اللجنة تباعا في الأشهر القادمة مع بداية العام الجديد حيث أن شهر يناير سيكون شهر "الإبل" نظرًا للبرامج التي تهتم بشؤون الإبل في هذا الشهر.
أما موضوع " الخيل" في التراث فقد أفردت اللجنة شهر فبراير ليكون خاصا بملف الخيل والفروسية وثقافتها مع الدعوة لإنشاء نادي للفروسية ليتم فيه التدريب بشكل مستمر مع إحياء ذكرى الأجداد في المعارك للحفاظ على الوطن.
وتناول موضوع شعراء البادية الذي يشغل بال معظم شعراء مطروح فكانت فكرة توثيق التراث الشعري وجمع الأشعار وكل ما كتب عن مطروح وتدوين القصائد.
وأكد على أن الدعوة لمبادرة مقتنيات التراث لا تقتصر على التراث المادي فقط وإنما تتطرق للتراث الشفاهي والطبيعى واللامادي فهي مسؤلية كل مواطن من مطروح.
ثم توجه بالشكر لكل أعضاء اللجنة الذين قدموا احتفالا يليق بمحافظة مطروح وأثنى على العرض المسرحي لمسرحية "وادي ماجد" من تأليف منعم العبيدي وإخراج أشرف النوبي والتي نالت إعجاب الحاضرين.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية اللبناني الأسبق: حزب الله تلقى ضربات قوية ولا يزال موجودا على الأرض
  • ارتفاع مؤشر S&P 500 مع بدء وول ستريت أسبوع العيد
  • حفظ الله سوريا!
  • تقرير: المغرب ما يزال ضمن البلدان الفقيرة 
  • خبيرة أبراج: رجل الثور لا يستطيع الجمع بين زوجتين
  • ميلاد يسوع هو علامة ولادتنا الجديدة ونقطة بداية لهذه الحياة الأفضل
  • عاجل| يونيون اير توهم المستهلكين بخطط استثمارات جديدة.. لتلاشي فضائح عيوب منتجاتها
  • تصريحات رئيس لجنة حماية التراث عقب احتفالية العيد القومي لمطروح
  • حكم تصرف ذوي الهمم في أموالهم وأمور الحياة مع من يرعاهم
  • هل يكون انتخاب عون بسترينة العيد؟