هل لا يزال العيد «فرحة» حقاً؟!
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
أكتب هذا المقال قبيل عيد الفطر المبارك أعاده الله على القراء الأعزاء وعلى الأمتين العربية والإسلامية - كما نقول دوماً - بالخير واليمن والبركات والنصر المؤزر إن شاء الله. ولعل ذلك السؤال المطروح فى العنوان هو الذى يتردد على ألسنة كل المصريين والعرب والمسلمين هذا العام تحديدا خاصة ونحن نرى ما يحدث لإخواننا فى فلسطين ولا نملك إلا مصمصة الشفاه والمزيد من الحسرة والألم دون أن نستطيع فعل شىء حقيقى على الأرض ينقذ أرواح الفلسطينيين من الإبادة الجماعية بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة التى يتعرضون لها!! وكيف يمكن أن يكون احتفال المسلمين بعيدهم وهم يرون أطفال فلسطين وقد انطفأت فرحتهم وغاب من غاب من أقرانهم وأهليهم؟!
وكيف يكون الفرح بالعيد ونحن نرى العالم شرقه وغربه يتفرج على تلك المأساة الكونية لشعب لا يستطيع أن يجد ملاذا آمنا حتى على قطعة صغيرة من أرضه وتتلاعب به آلة القتل الصهيونية كيف تشاء فلم يكفها القتل العشوائى والتهجير القسرى اليومى لشعب أعزل لا ناقة له ولا جمل فى الحرب الدائرة على أرضه المحتلة أصلا، فقطعت عنه كل مصادر الحياة حتى يموت جوعا وعطشا ومرضا من لم يمت من الرصاص والقنابل؟!
واذا كان ذلك على المستوى القومى، فالأمر لا يختلف كثيرا على المستوى المحلى، حيث تغولت علينا الرأسمالية المتوحشة بسيطرتها على أجهزة الاعلام بمسلسلاتها المرفهة وبإعلاناتها الفاحشة وببرامجها المستفزة لتقلب حياة الأسر المصرية جحيماً، حيث لم نعد نرى الإنسان المصرى العادى الذى لم يعد يستطيع أن يلبى حاجاته ولا حاجات أسرته البسيطة وهو يواجه أكبر حركة جشع وغلاء للأسعار فى تاريخه المعاصر وفى ظل حكومة غير قادرة على شىء اللهم إلا اطلاق الحملات الإغاثية للأسر الأقل دخلا والأكثر فقرا حتى أصبح شغلها الشاغل هو منافسة الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية فى مساعدة الناس على الاستمرار فى الحياة عند حد الكفاف! لقد ركزت حكومتنا الحالية على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية وتفرغت للترحيب بالمستثمرين الأجانب والعرب والمصريين وإنجاز المشاريع القومية وتناست للأسف أن دورها الحقيقى هو إسعاد الناس وتمكينهم بالمرتبات المجزية والوظائف المتوفرة من تلبية حاجاتهم الأساسية دون أن يتسولوها من الآخرين وانتظار المساعدات الخيرية يوما بعد آخر ومناسبة بعد أخرى.
إن أخطر التحديات التى يواجهها المصريون اليوم والذى جعل عيدهم نكدا هو شعورهم بعدم القدرة والعجز عن تلبية أبسط مطالب أسرهم، هو شعورهم بأن حكومتهم تتخلى عنهم شيئاً فشيئاً تاركة إياهم يواجهون وحدهم غلاء الأسعار وجشع التجار! وللأسف فقد غاب عن المصريين هذه الأيام ابتسامتهم المعهودة التى كانوا يواجهون بها أزماتهم المتتالية بصبر، وحل محلها التجهم والغضب من كل ما يحيط بهم من ظروف محلية وإقليمية ودولية!
لقد كان المواطن المصرى فيما مضى يستطيع العيش بأقل ما يملك، لكنه الآن لا يستطيع مواجهة الغلاء اليومى للأسعار بكل ما يملك!! وهذا نذير خطر كبير يجب أن تتنبه له قيادتنا الوطنية الرشيدة وتعمل على إعادة النظر من خلاله فى سياساتها الاقتصادية! والأمر يتطلب فى اعتقادى تغييراً حكومياً شاملاً يأتى بقيادات وزارية جديدة خارجة من قلب معاناة الشعب ومدركة لمشكلات حياة الناس اليومية، قيادات جديدة غير معلبة، قيادات جديدة تنتمى لهذا الوطن وتدرك أبعاد معاناة مواطنيه وواعية بأهمية إعادة بلورة كل السياسات الاقتصادية والثقافية والتعليمية وتمصيرها لخدمة مواطنيها بعيدا عن التبعية للسياسات الرأسمالية العالمية ومؤسساتها الدولية التى لم تخلق فى واقع الحال إلا لخنق الدول الضعيفة واخضاعها قسرا للدول الرأسمالية الكبرى! نريد قيادات وزارية جديدة قادرة على المضى قدماً فى تأسيس جمهورية جديدة بمعنى الكلمة، جمهورية تعنى بوضع وتنفيذ سياسات واستراتيجيات وطنية «مصرية» خالصة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وتعليميا لمواجهة كل التحديات وإصلاح الخلل الهيكلى الذى نعانى منه فى كل قطاعات الحياة على أرض مصرنا الحبيبة! ولعل عيدنا القادم يعود علينا بإذن الله ونحن ننعم بالرخاء والتقدم ويكون العيد بالفعل «فرحة» تدوم وخير يعم إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نحو المستقبل أرواح الفلسطينيين الإنسان المصرى حياة الأسر المصرية المواطن المصرى
إقرأ أيضاً:
السيسي: رغم الصراعات مصر واحـة للأمن والســلام ولدينا 9 ملايين ضيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس السيسي اليوم خلال حفل عيد الشرطة إن احتفالنا هذا العام، يأتى فى وقت يمر فيه العالم، ومنطقتنا بشكل خاص، بصراعات وتحديات غير مسبوقة، تعصف بدول وتدمر مقدرات شعوبها .. ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى؛ ثم بالجهود الدءوبة التى تبذلها القوات المسلحة والشرطة، ستظل بلادنا بمأمن من تلك الاضطرابات .. بل إن مصر أصبحت، كما كانت على مر العصـور، واحـة للأمن والســلام فى المنطقة
وأضاف الرئيس فقد اختارها الملايين من أصحاب الجنسيات الأخرى، ملاذا آمنا لهم، اقتداء بقول الله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" .. حيث تستضيف مصر، ما يزيد على تسعة ملايين ضيف، وتقدم لهم الدولة المصرية الخدمات التى يحصل عليها المصريون .. كونهم ضيوفا كراما لدينا، فى إطار من الامتثال للتعاليم الدينية السمحة، والاحترام للمنظومة القانونية المصرية
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في احتفالات عيد الشرطة، حيث قام الرئيس بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، ثم رأس الرئيس اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، وحضر الرئيس الاحتفال السنوي الذي تنظمه وزارة الداخلية بهذه المناسبة، وقام الرئيس بمنح الأوسمة لعدد من أسر شهداء الشرطة والأنواط لعدد من الضباط المكرمين