يبزغ الفجر هناك مختلفاً، فلا شعاع شمس مرسلاً إلا وكان ممتزجاً ببقايا دخان قصف، أو رائحة بارود تعبق الأجواء، هكذا اختلط أزيز الطائرات فى السماء والانفجارات فى الأرض مع أصوات تكبيرات العيد هذا العام، حيث المصليات التى أقيمت قرب أنقاض المساجد المدمرة أو قرب مراكز الإيواء وسط أجواء ماطرة، لتغيب الفرحة والزينات عن عمد، ويحرم الأطفال من بهجة الملابس الجديدة، ومظاهر الاحتفاء بالعيد.
هكذا.. يبدو العيد فى غزة.. عيداً تحت القصف.
فمن داخل خيام النزوح، وبين الأبنية المحطمة، وفوق ركام الأرواح، استقبل أهلونا بغزة عيد الفطر المبارك هذا العام بمزيج من الحزن والأسى على ما خلّفته آلة الحرب الصهيونية من دمار وقتل وإبادة جماعية جعلت لقطاع غزة ملامح ومعالم غير ما عهده أهله.
إلا أن إصراراً عهدناه فى تلك النفوس الأبية، على انتزاع حقهم فى إثبات وجودهم مهما كانت الظروف، فراحوا يصدحون بالتكبيرات بعد مضى أكثر من نصف عام من القصف والقتل والاستهداف المباشر للبشر والشجر والحجر فى غزة، أسفر عن أكثر من 120 ألفاً بين شهيد وجريح ومفقود.
ورغم غياب طقوس كانت تلازم أعياد الغزيين، مثل إعداد الفسيخ والكعك وشراء الحلويات والملابس الجديدة، إلا أن تشبثاً بالأرض والحق بقى، وطفا فى ملامح أورثتها كثرة الفقد قوة لم تعهدها الأعين فى شعب محتل من قبل، فجاءت زياراتهم هذا العام للمقابر لعيادة قبور الشهداء، للدعاء لمن فقدوهم من الأقارب والجيران والأصدقاء، بدلاً من تبادل الزيارات بين الأحياء، فقد صار التزاور بين الأرحام فى هذا العيد متعذرًا بعدما بات 90% من السكان يعيشون خارج منازلهم مشردين فى مخيمات النزوح.
العيد بين ظهرانى غزة رغم الصمود هو عيد منقوص، وفرحة مؤجلة، أجلها شعب مقاوم لحين دحر الاحتلال عن أرضه ووقف الإبادة.
وكيف يجد العيد سبيله لقلوب ثكلى، ونفوس أطفال شهدت فقد الأب والأم والأخ والصديق دونما رحمة، بل كيف يفعلون وقد منع الاحتلال الغاصب ملابس العيد الجديدة عن القطاع! ومن أين لمن لا يجدون ما يسد رمق جوعهم أن يجدوا نقودًا لتلبية احتياجات أطفالهم الأساسية.. ففى غزة وبين أهلها المرابطين لا متسع للفرح!.
فما بين فقد وفراق ومعاناة جوع وتشريد أهل وبكاء شهيد وترقب لفقد جديد.. مر العيد على غزة الأبية، بينما ما زال العالم يصم الآذان عن أصوات القصف ويغمض الأعين عن مشاهد المذابح، بل خفتت أصوات الشعوب المعترضة والمناصرة، وكأن حرب الإبادة وبحور الدماء وجثث الأطفال، صارت أمراً طبيعياً اعتادته العقول قبل العيون..
أيا غزة.. لك الله، فهو خير الناصرين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة نبضات سمية عبدالمنعم عيد الفطر المبارك الحرب الصهيونية
إقرأ أيضاً:
بعد تعيينه في حركة المحليات الجديدة.. من هو السكرتير العام لمحافظة البحر الأحمر؟
اعتمدت منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، اليوم حركة المحليات الجديدة لعام 2025، التي شملت 184 قيادة على مستوى محافظات جمهورية مصر العربية، بما في ذلك حركة المحليات الجديدة في محافظة البحر الأحمر 2025، بهدف تحسين الأداء وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين.
قيادات جديدة في البحر الأحمرجاء في حركة المحليات الجديدة تعيين كمال سليمان لمنصب السكرتير العام لمحافظة البحر الأحمر، حيث تم هذا التعيين استجابة لتوجيهات القيادة العليا بالاستفادة من الكفاءات الوطنية المؤهلة لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
يذكر أن كمال سليمان قد شغل عدة مناصب سابقًا، منها السكرتير العام المساعد لمحافظة البحر الأحمر لأكثر من عامين، وسبق ذلك منصب مدير عام التخطيط بديوان عام محافظة البحر الأحمر لمدة 7 سنوات، وهو يتمتع بخبرة كبيرة في مجال الإدارة المحلية والتطوير المؤسسي.
وحقق سليمان نجاحات واسعة في المناصب التي شغلها سابقًا، ويُعرف بحسن قيادته وقدرته على إدارة العمل بكفاءة، بالإضافة إلى تعزيز قنوات التواصل مع الموظفين والمواطنين لحل جميع المشاكل بشكل سريع وفعال.
وجاء تعيين كمال سليمان لمنصب السكرتير العام لمحافظة البحر الأحمر ضمن حركة وزارة التنمية المحلية التي تشهدها عدد من محافظات مصر، بهدف رفع مستوى الكفاءة وتحقيق رؤية الدولة في الخدمات المقدمة للمواطنين.