بوابة الوفد:
2025-03-06@12:56:18 GMT

عيدكم فى السماء وما توعدون

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

يبزغ الفجر هناك مختلفاً، فلا شعاع شمس مرسلاً إلا وكان ممتزجاً ببقايا دخان قصف، أو رائحة بارود تعبق الأجواء، هكذا اختلط أزيز الطائرات فى السماء والانفجارات فى الأرض مع أصوات تكبيرات العيد هذا العام، حيث المصليات التى أقيمت قرب أنقاض المساجد المدمرة أو قرب مراكز الإيواء وسط أجواء ماطرة، لتغيب الفرحة والزينات عن عمد، ويحرم الأطفال من بهجة الملابس الجديدة، ومظاهر الاحتفاء بالعيد.

 
هكذا.. يبدو العيد فى غزة.. عيداً تحت القصف. 
فمن داخل خيام النزوح، وبين الأبنية المحطمة، وفوق ركام الأرواح، استقبل أهلونا بغزة عيد الفطر المبارك هذا العام بمزيج من الحزن والأسى على ما خلّفته آلة الحرب الصهيونية من دمار وقتل وإبادة جماعية جعلت لقطاع غزة ملامح ومعالم غير ما عهده أهله. 
إلا أن إصراراً عهدناه فى تلك النفوس الأبية، على انتزاع حقهم فى إثبات وجودهم مهما كانت الظروف، فراحوا يصدحون بالتكبيرات بعد مضى أكثر من نصف عام من القصف والقتل والاستهداف المباشر للبشر والشجر والحجر فى غزة، أسفر عن أكثر من 120 ألفاً بين شهيد وجريح ومفقود. 
ورغم غياب طقوس كانت تلازم أعياد الغزيين، مثل إعداد الفسيخ والكعك وشراء الحلويات والملابس الجديدة، إلا أن تشبثاً بالأرض والحق بقى، وطفا فى ملامح أورثتها كثرة الفقد قوة لم تعهدها الأعين فى شعب محتل من قبل، فجاءت زياراتهم هذا العام للمقابر لعيادة قبور الشهداء، للدعاء لمن فقدوهم من الأقارب والجيران والأصدقاء، بدلاً من تبادل الزيارات بين الأحياء، فقد صار التزاور بين الأرحام فى هذا العيد متعذرًا بعدما بات 90% من السكان يعيشون خارج منازلهم مشردين فى مخيمات النزوح.
العيد بين ظهرانى غزة رغم الصمود هو عيد منقوص، وفرحة مؤجلة، أجلها شعب مقاوم لحين دحر الاحتلال عن أرضه ووقف الإبادة. 
وكيف يجد العيد سبيله لقلوب ثكلى، ونفوس أطفال شهدت فقد الأب والأم والأخ والصديق دونما رحمة، بل كيف يفعلون وقد منع الاحتلال الغاصب ملابس العيد الجديدة عن القطاع! ومن أين لمن لا يجدون ما يسد رمق جوعهم أن يجدوا نقودًا لتلبية احتياجات أطفالهم الأساسية.. ففى غزة وبين أهلها المرابطين لا متسع للفرح!.
فما بين فقد وفراق ومعاناة جوع وتشريد أهل وبكاء شهيد وترقب لفقد جديد.. مر العيد على غزة الأبية، بينما ما زال العالم يصم الآذان عن أصوات القصف ويغمض الأعين عن مشاهد المذابح، بل خفتت أصوات الشعوب المعترضة والمناصرة، وكأن حرب الإبادة وبحور الدماء وجثث الأطفال، صارت أمراً طبيعياً اعتادته العقول قبل العيون..
أيا غزة.. لك الله، فهو خير الناصرين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة نبضات سمية عبدالمنعم عيد الفطر المبارك الحرب الصهيونية

إقرأ أيضاً:

نجم الجوزاء

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ «قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم الجوزاء، والذي يحمل أيضا اسم منكب الجوزاء، هذا النجم العملاق الأحمر الذي يمكنك مشاهدته فـي ليالي الشتاء الصافـية، حيث يظهر كنجم أحمر لامع فـي كوكبة النجوم التي تسمى بكوكبة الجبار. يمكن تحديده بسهولة كواحد من ألمع نجوم السماء، ويمثل الكتف الأيسر فـي الكوكبة الشهيرة التي تسمى «الصياد».

وقد عرف العرب هذه الكوكبة النجمية منذ القدم وأطلقوا عليها أسماء ما زالت مستخدمة إلى اليوم، بل وتجاوز علم الفلك العربي القديم كونه يقوم بتحديد النجوم وأسمائها ومواقعها إلى معرفة الطور الذي تمر به هذه النجوم حتى إنهم استطاعوا وصف هذا النجم أنه فـي مراحله الأخيرة وذلك من خلال رصد لونه وتلألؤه فـي السماء، كما فعلوا ذلك فـي حديثهم عن منكب الجوزاء.

هذا النجم العملاق الذي أثبتت الدراسات الحديثة أنه أكبر من قطر شمسنا بحوالي 764 مرة، ولو وضع مكان الشمس لامتد إلى مدار كوكب المشتري أو حتى زحل، وسطوعه يفوق سطوع شمسنا بـمائة ألف مرة، ويبعد عن الأرض بحوالي 640 سنة ضوئية، ولأنه نجم فـي مراحله الأخيرة فإن حرارته أقل من حرارة شمسنا، حيث تتراوح درجة حرارته السطحية تتراوح بين 3.200 إلى 3.600 كلفن أبرد من شمسنا التي تبلغ حرارتها حوالي 5.778 كلفن.

وحدثت فـي عام 2019 ظاهرة فلكية حيرت العلماء، فقد بدأ هذا النجم بالخفوت بشكل ملحوظ، وظنوا أن هذا النجم وصل إلى نهايته، ولكن الغريب أنه بدأ فـي عام 2020 بالسطوع والتلألؤ مرة أخرى، مما جعل العلماء يطرحون مجموعة من الفرضيات المختلفة. بعضها يشير إلى خروج سحابة الغازات من باطن هذا النجم التي حجبت سطوعه، وهنالك نظرية أخرى تشير إلى أن هنالك نجمًا صغيرًا مرافقًا لهذا النجم، وعندما يعبر بين الأرض ومنكب الجوزاء، يبدد الغبار النجمي فـيبدو النجم العملاق أكثر سطوعًا.

ولأن هذا النجم يمكن اعتباره من أشهر النجوم فـي السماء، فقد تغنى به الشعراء، وذكروه فـي قصائدهم، ودللوا به على القوم والرفعة والمكانة، فلك أن تتخير أن الزير سالم ذكره فـي شعره، حيث يقول فـي إحدى قصائده:

وَصَارَ اللَّيْلُ مُشْتَمِلاً عَلَيْنَا

كأنَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ

وَبِتُّ أُرَاقِبُ الْجَوْزَاءَ حَتَّى

تقاربَ منْ أوائلها انحدارُ

ولعل أشهر من تغنى بهذا النجم ووصفه ووصف به محبوبته الشاعر الفارس عنترة بن شداد، فهو يصف حبيبته عبلة وكأنها البدر الذي تلوح حول عنقه النجوم وكأنها قلادة فقال:

رَمَتِ الفُؤَادَ مَليحَةٌ عَذراءُ

بِسِهامِ لَحظٍ ما لَهُنَّ دَواءُ

وَبَدَت فَقُلتُ البَدرُ لَيلَةَ تِمِّهِ

قَد قَلَّدَتهُ نُجومَها الجَوزاءُ

فـي حين يذكر علو همته بحث تجاوزت فـي الرفعة نجوم الجوزاء، فقال فـي مطلع إحدى قصائده:

ما زِلتُ مُرتَقِيا إِلى العَلياءِ

حَتّى بَلَغتُ إِلى ذُرى الجَوزاءِ

فَهُناكَ لا أَلوي عَلى مَن لامَني

خَوفَ المَماتِ وَفُرقَةِ الأَحياءِ

وإذا أتينا إلى شاعر العربية الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وهو المتنبي فإنه يصف نفسه فـي الثبات بصخرة الوادي وفـي رفعة شعره ومنطقه بمنزلة الجوزاء فـيقول:

أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت

وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ

ووفقا لبعض الروايات الأسطورية الشعبية، فإن العرب القدماء اعتقدوا أن الجَوْزَاء هي امرأة عظيمة أو مجموعة نجوم تتبعها الثريا وهي كوكبة نجمية أخرى، وتُصور القصص صراعًا أو سباقًا بينهما فـي السماء. وكان منكب الجوزاء يُعد جزءًا من جسد هذه الشخصية الأسطورية فـي روايات أخرى، ارتبطت كوكبة الجبار بالصياد «الجَبَّار»، واعتُبر منكب الجوزاء كتفه الأيمن، بينما النجم «رِجْل الجَبَّار» هو قدمه.

مقالات مشابهة

  • الثقافة والسياحة والاتحاد للطيران تطلقان بطاقة أبوظبي الجديدة
  • إسرائيل تواصل عمليات القصف بالمسيّرات وتستولي على المجيدية والعباسية وبسطرة
  • مقتل طفل وإصابة آخرين في قصف للدعم السريع على أم درمان
  • فيديو مؤثر.. فلسطينية تتحدى القصف بمائدة رمضانية وسط الركام
  • الدعم السريع يستهدف كرري بالمدفعية وسقوط قتيل وجرحى
  • أصوات من غزة.. محاولات إعادة تأهيل المنازل المهدمة جراء القصف
  • صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لشهداء القصف الإسرائيلي
  • تراجع تسليم السيارات الجديدة في إسرائيل لأدنى مستوى خلال 5 سنوات
  • ألف قناص في السماء.. هذه هي الحرب الجديدة في أوكرانيا
  • نجم الجوزاء