بوابة الوفد:
2024-11-23@03:29:17 GMT

عيدكم فى السماء وما توعدون

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

يبزغ الفجر هناك مختلفاً، فلا شعاع شمس مرسلاً إلا وكان ممتزجاً ببقايا دخان قصف، أو رائحة بارود تعبق الأجواء، هكذا اختلط أزيز الطائرات فى السماء والانفجارات فى الأرض مع أصوات تكبيرات العيد هذا العام، حيث المصليات التى أقيمت قرب أنقاض المساجد المدمرة أو قرب مراكز الإيواء وسط أجواء ماطرة، لتغيب الفرحة والزينات عن عمد، ويحرم الأطفال من بهجة الملابس الجديدة، ومظاهر الاحتفاء بالعيد.

 
هكذا.. يبدو العيد فى غزة.. عيداً تحت القصف. 
فمن داخل خيام النزوح، وبين الأبنية المحطمة، وفوق ركام الأرواح، استقبل أهلونا بغزة عيد الفطر المبارك هذا العام بمزيج من الحزن والأسى على ما خلّفته آلة الحرب الصهيونية من دمار وقتل وإبادة جماعية جعلت لقطاع غزة ملامح ومعالم غير ما عهده أهله. 
إلا أن إصراراً عهدناه فى تلك النفوس الأبية، على انتزاع حقهم فى إثبات وجودهم مهما كانت الظروف، فراحوا يصدحون بالتكبيرات بعد مضى أكثر من نصف عام من القصف والقتل والاستهداف المباشر للبشر والشجر والحجر فى غزة، أسفر عن أكثر من 120 ألفاً بين شهيد وجريح ومفقود. 
ورغم غياب طقوس كانت تلازم أعياد الغزيين، مثل إعداد الفسيخ والكعك وشراء الحلويات والملابس الجديدة، إلا أن تشبثاً بالأرض والحق بقى، وطفا فى ملامح أورثتها كثرة الفقد قوة لم تعهدها الأعين فى شعب محتل من قبل، فجاءت زياراتهم هذا العام للمقابر لعيادة قبور الشهداء، للدعاء لمن فقدوهم من الأقارب والجيران والأصدقاء، بدلاً من تبادل الزيارات بين الأحياء، فقد صار التزاور بين الأرحام فى هذا العيد متعذرًا بعدما بات 90% من السكان يعيشون خارج منازلهم مشردين فى مخيمات النزوح.
العيد بين ظهرانى غزة رغم الصمود هو عيد منقوص، وفرحة مؤجلة، أجلها شعب مقاوم لحين دحر الاحتلال عن أرضه ووقف الإبادة. 
وكيف يجد العيد سبيله لقلوب ثكلى، ونفوس أطفال شهدت فقد الأب والأم والأخ والصديق دونما رحمة، بل كيف يفعلون وقد منع الاحتلال الغاصب ملابس العيد الجديدة عن القطاع! ومن أين لمن لا يجدون ما يسد رمق جوعهم أن يجدوا نقودًا لتلبية احتياجات أطفالهم الأساسية.. ففى غزة وبين أهلها المرابطين لا متسع للفرح!.
فما بين فقد وفراق ومعاناة جوع وتشريد أهل وبكاء شهيد وترقب لفقد جديد.. مر العيد على غزة الأبية، بينما ما زال العالم يصم الآذان عن أصوات القصف ويغمض الأعين عن مشاهد المذابح، بل خفتت أصوات الشعوب المعترضة والمناصرة، وكأن حرب الإبادة وبحور الدماء وجثث الأطفال، صارت أمراً طبيعياً اعتادته العقول قبل العيون..
أيا غزة.. لك الله، فهو خير الناصرين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة نبضات سمية عبدالمنعم عيد الفطر المبارك الحرب الصهيونية

إقرأ أيضاً:

الكنيسة القبطية تشارك في العيد الوطني لسلطنة عُمان

قدمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التهنئة لسلطنة عُمَان بمناسبة العيد الوطني الـ 54.

وأناب قداسة البابا تواضروس الثاني، الأب القس فيلوباتير نبيه سكرتير قداسته لشئون المهجر لحضور الحفل الذي أقامته سفارة سلطنة عُمَان. 

وهنأ سكرتير قداسة البابا، السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمَان بمصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، معربًا عن خالص أمنيات قداسة البابا لعُمَان حكومة وشعبًا بمزيد من التقدم والرخاء.

مقالات مشابهة

  • الكنيسة القبطية تشارك في العيد الوطني لسلطنة عُمان
  • نائب المحافظ يستقبل النقيب العام للمهندسين لافتتاح نادي المهندسين بمدينة سوهاج الجديدة
  • نائب محافظ سوهاج يستقبل النقيب العام للمهندسين لافتتاح نادي النقابة بسوهاج الجديدة
  • خبراء: الفرص الاستثمارية الجديدة بقطاع البترول تسهم في دفع عجلة التنمية وتحقيق مكاسب للاقتصاد
  • باحث فلكي: علاقة العرب مع النجوم علاقة وجود وحياة
  • الزعاق : علاقة العرب بنجوم السماء علاقة وجود وحياة..فيديو
  • هدية من السماء: 3 آيات قرآنية لراحة بال الوالدين ونجاح الأبناء
  • ???? أطلق الجنجويد الرصاص في السماء وقالوا: إنهم قتلوا الله
  • أمير منطقة حائل يدشن الهوية الجديدة لميدان فروسية حائل
  • موعد شهر رمضان 2025 وعيد الفطر في مصر (إجازة العيد 5 أيام متواصلة)