شهدت الصين انكماشا كبيرا في كل من الصادرات والواردات في مارس/آذار المنصرم، حيث جاءت الأرقام أقل بكثير من التوقعات؛ وهو ما يشكل تحديات أمام جهود التعافي الاقتصادي في البلاد. ووفقا لبيانات الجمارك الصادرة اليوم الجمعة، انخفضت الصادرات الصينية بنسبة 7.5% على أساس سنوي، وهو ما يمثل أكبر انخفاض منذ أغسطس/آب من العام السابق ويتناقض بشكل كبير مع انخفاض متوقع بنسبة 2.

3% في استطلاع أجرته رويترز لآراء الاقتصاديين.

وانخفضت الواردات أيضا بشكل غير متوقع بنسبة 1.9% على أساس سنوي، مخالفا الارتفاع المتوقع بنسبة 1.4%، وهو ما يسلط الضوء بشكل أكبر على تباطؤ الطلب المحلي.

وتلفت هذه الإحصاءات النظر إلى الصعوبات المستمرة التي يواجهها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي يكافح من أجل تحقيق انتعاش مستدام بعد جائحة كورونا وسط أزمة عقارية طويلة الأمد وتصاعد ديون الحكومات المحلية.

واردات الصين تراجعت بنسبة 1.9% على أساس سنوي (أسوشيتد برس)

ورغم إجمالي الصادرات المخيب للآمال، أشار محللو كابيتال إيكونوميكس لرويترز إلى جانب أكثر إشراقا؛ حيث: "ارتفعت أحجام الصادرات إلى مستويات قياسية، مع استمرار المصدرين الصينيين في خفض الأسعار للحفاظ على المبيعات وسط ضعف الطلب المحلي".

ويشير هذا إلى أن الانخفاض في قيمة الصادرات قد يقابله ارتفاع في الكميات جزئيا، وإن كان بأسعار منخفضة.

وكان قطاعا العقارات والتجارة، وهما المحركان الرئيسيان تقليديا للنمو الاقتصادي في الصين، متعثرين، وهو ما دفع صنّاع السياسات إلى التركيز على مجالات جديدة مثل التكنولوجيا الفائقة والطاقة النظيفة. ومع ذلك، من المتوقع أن يستغرق التحول إلى محركات اقتصادية جديدة بعض الوقت.

وفي انعكاس للمخاوف المستمرة، خفضت وكالة فيتش مؤخرا توقعاتها بشأن التصنيف الائتماني السيادي للصين إلى سلبي، مستشهدة بالمخاطر التي تهدد الموارد المالية العامة مع تباطؤ النمو وارتفاع الديون الحكومية.

 

شركات صناعة السيارات الصينية أعلنت عن زيادة قوية بنسبة 23.9% في صادرات السيارات في الربع الأول من العام (رويترز) انتعاش صناعة السيارات

بينما أعلنت شركات صناعة السيارات الصينية عن زيادة قوية بنسبة 23.9% في صادرات السيارات في الربع الأول من العام، رغم أن الجمارك لم تحدد عدد السيارات الكهربائية منها.

وكان هذا القطاع، إلى جانب تصدير الألواح الشمسية الصينية الرخيصة وغيرها من سلع الطاقة النظيفة، نقطة خلاف في العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة وأوروبا.

ورغم الانكماش العام، أظهرت بعض القطاعات الصينية مرونة أكثر. على سبيل المثال، وصلت شحنات الصلب إلى أعلى مستوى لها منذ يوليو/تموز 2016، حيث قفزت بنسبة 30.7% في الربع الأول.

وأعرب كريس لين، صاحب مصنع ينتج منتجات الإضاءة لرويترز، عن توقعات مخففة بشأن المعرض التجاري الصيني القادم، مشيرا إلى انخفاض الاهتمام من المشترين الغربيين، وقال: "لقد جاء عدد أقل من المشترين من أوروبا والولايات المتحدة للتحقق من منتجاتنا في السنوات الأخيرة".

وتحدث نائب رئيس إدارة الجمارك الصينية، وانغ لينغ جون، عن المخاوف بشأن الطاقة الفائضة، قائلا في مؤتمر صحفي: "لا نعتقد أن انخفاض أسعار المنتجين يعني ما يسمى بالطاقة الفائضة، حيث يرتبط انخفاض الأسعار بتقلبات أسعار المواد الخام، ترقيات التكنولوجيا، والتنازل الطوعي عن الأرباح من قبل المنتجين.

وبالنظر إلى المستقبل، يواجه صنّاع السياسات في الصين مهمة شاقة في محاولتهم تحفيز النمو واجتياز مختلف التحديات الاقتصادية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات وهو ما

إقرأ أيضاً:

جلوبز: انخفاض الاستثمار الأجنبي في إسرائيل بنسبة 10% خلال الربع الأول من عام 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "جلوبز" الاقتصادية الإسرائيلية أن عدد كيانات الاستثمار الأجنبي النشطة في إسرائيل سجلت انخفاضا بنسبة 10 بالمائة خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بـ الستة أشهر السابقة لها.

ونقلت الصحيفة، عن دراسة اقتصادية أجرتها منظمة "رايز" المستقلة للأبحاث الاقتصادية، القول إن هذا الانخفاض يشمل صناديق راس المال المغامر، والصناديق المؤسسية، والمؤسسات الاستثمارية، والشركات، مشيرة الى انه بالمقارنة مع النصف الأول من العام الماضي، فإن الانخفاض أكبر بنسبة 18%.

كما انخفض عدد المستثمرين الإسرائيليين في النصف الأول من عام 2024، بنسبة 15% مقارنة بالستة أشهر السابقة وبنسبة 22% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسبما ذكرت الدراسة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن العديد من المستثمرين بدأوا في الاستثمار في الشركات الناشئة الإسرائيلية خلال فترة جائحة كورونا خلال عامي 2020-2022، إلا أن الكثير منهم قد شهد تراجعا خلال الفترة الحالية بسبب ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وبداية الأزمة العالمية في الاستثمار في شركات التكنولوجيا، لكن الأرقام فى استثمارات الشركات الناشئة التي تظهر الآن أقل حتى من تلك التي سجلت في خلال عام.2019.

وأضافت أنه بالنسبة لطرح شركات التكنولوجيا الإسرائيلية في نيويورك، يتبين أن العدد كان أقل من متوسط السنوات السابقة.

ففي الواقع، لم تقم سوى شركة إسرائيلية واحدة بطرح أسهمها للاكتتاب العام في نيويورك هذا العام.

وأوضحت الدراسة - التي أجرتها مؤسسة "رايز" - أنه برغم زيادة المبالغ التمويلية التي جمعتها الشركات الناشئة الإسرائيلية، إلا أن عدد الشركات سجل انخفاضا كبيرا، حيث وصل عددها إلى 112 شركة خلال الربع الثاني من العام الجاري، لكن بالمقارنة بعدد الشركات الإسرائيلية التي تجمع الأموال فقد تراوحت بين 300 إلي 400 شركة خلال عام 2019.
 

مقالات مشابهة

  • الصين تعليقا على الرسوم الأوروبية: سنتخذ إجراءات لحماية شركاتنا
  • انخفاض أسعار السيارات الجديدة بنسبة 30% خلال أيام.. والشعبة توضح الأسباب
  • الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما جمركية قد تصل إلى 38% على السيارات الكهربائية الصينية
  • الاتحاد الأوروبي: زيادة الضرائب المفروضة على السيارات الكهربائية الصينية
  • المفوضية الأوروبية تفرض رسومًا مؤقتة على واردات السيارات الكهربائية الصينية
  • الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما جمركية تصل 38% على السيارات الكهربائية الصينية
  • خلال العام الحالي 2024.. الصادرات الأردنية إلى العراق ترتفع بنسبة 58%
  • جلوبز: انخفاض الاستثمار الأجنبي في إسرائيل بنسبة 10% خلال الربع الأول من عام 2024
  • خلال 2024.. ارتفاع صادرات الأردن للعراق بنسبة 58%
  • كوريا الجنوبية ترفع توقعاتها للنمو الاقتصادي خلال العام الجاري إلى 2.6%