اكتمال اختبار القدرة الإنتاجية المطلوبة لمجمع أوكيو للبلاستيك أحد أهم التطورات التي شهدتها جهود الاستدامة والتنويع:

الوصول للقدرة المستهدفة يحقق للحكومة استفادة مباشرة في استيفاء جميع اشتراطات رفع الضمانات التي تم تقديمها للمجمع

تعزيز القدرة الإنتاجية للمجمع يعد إضافة مهمة لجهود التنويع واستغلال الموارد وتشجيع قطاع الصناعة

ثمار مهمة يحققها توحيد الاستثمارات والشركات الحكومية تحت مظلة جهاز الاستثمار

يعد النفط مصدرا رئيسا للعائدات العامة ورافدا مهما للنمو الاقتصادي حيث يسهم بأكثر من نصف العائدات المالية للدولة، وتمثل الأنشطة النفطية نحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي في الوقت الحالي، وضمن مساعي سلطنة عمان نحو الوصول للاستدامة المالية والاقتصادية تحقيقا لطموحات «رؤية عمان 2040»، يشهد قطاع الطاقة تحولات إيجابية توسع من دوره في دعم مستهدفات التنويع والاستدامة.

وفي هذا السياق تأتي نتائج الأداء المالي والتشغيلي لمجموعة أوكيو التي تم الإعلان عنها مؤخرا لترصد الدور المتزايد لقطاع الطاقة، ومن خلال هذه النتائج، يبرز بشكل خاص الإعلان عن اكتمال اختبار القدرة الإنتاجية المطلوبة لمجمع أوكيو للبلاستيك وتجاوز المجمع القدرة الإنتاجية المستهدفة كأحد أهم التطورات التي شهدتها جهود الاستدامة والتنويع مؤخرا.

فمع الوصول للقدرة الإنتاجية المستهدفة وفق المعايير المطلوبة والمتفق عليها مع مقرضي المجمع تحقق حكومة سلطنة عمان استفادة مباشرة في استيفاء جميع الاشتراطات التي يتطلبها رفع ضمانات كانت قد قدمتها الحكومة لتمويل المجمع وتقدر بنحو 1.5 مليار ريال عماني، كما يأتي تعزيز القدرة الإنتاجية للمجمع كإضافة جديدة لجهود التنويع واستغلال الموارد الطبيعية في سلطنة عمان.

وخلال السنوات الأخيرة، كان استغلال موارد النفط في توسعة صناعات البتروكيماويات من أهم التوجهات التي قامت بها سلطنة عمان، نظرا لأنه توجه يعزز الاستفادة من الثروات الطبيعية، ويوسع تنوع الصناعة والصادرات، ويجعل دور قطاع النفط يتخطى بكثير مجرد كونه مصدرا للعائدات التي تأتي عبر تصدير النفط الخام، ويسهم كل ذلك في توسعة دور قطاع النفط في دعم التنويع والاستدامة المالية من خلال مرافق مثل تكرير النفط والبتروكيماويات، وما يقوم عليها من صناعات توفر فرص العمل وتؤدي لارتفاع متواصل في حجم الصادرات.

وفي صناعة البتروكيماويات، تم بداية هذا العام الافتتاح الرسمي لمصفاة الدقم كأضخم مشروع في صناعة البتروكيماويات في سلطنة عمان، وهو صرح عالمي في قطاع الصناعة التحويلية يجمع شراكة مثمرة بين مجموعة أوكيو وشركة البترول الكويتية العالمية، كما تمثل المصفاة نقلة في مكانة الدقم كمركز صناعي عالمي من خلال المشروعات القائمة على منتجات المصفاة التي تسهم في مضاعفة حجم صناعة تكرير النفط، وكانت الصناعات التحويلية قد شهدت نقلة مع تشغيل مجمع أوكيو للبلاستيك الذي يرفد قطاع الصناعات البتروكيماوية بإنتاج 880 ألف طن سنويًا من مادة البولي إيثيلين، ونحو 300 ألف طن سنويًا من مادة البولي بروبيلين، مما يرفع إنتاج سلطنة عُمان من المادتين إلى 1.5 مليون طن سنويًا يتم تسويقها إلى أكثر من 60 دولة في مختلف أنحاء العالم، ومن المتوقع إسهاما متزايدا للمجمع من خلال الصناعات التكاملية التي تستفيد من منتجاته.

وتأتي نتائج أوكيو التشغيلية والمالية لتعكس أيضا ثمار توحيد الاستثمارات والشركات الحكومية تحت مظلة جهاز الاستثمار العماني مما يحقق فعالية متزايدة لدور هذه الاستثمارات في مستهدفات سلطنة عمان نحو التنويع والاستدامة، وبعد تأسيس جهاز الاستثمار العماني، أصبحت مجموعة أوكيو ضمن الشركات التابعة للجهاز، مما عزز دور المجموعة في تحقيق مستهدفات الرؤية المستقبلية، من خلال تعزيز مستمر لمساهمتها في برامج القيمة المحلية وسرعة إنجاز المشروعات الاستراتيجية التي تشارك فيها أوكيو ومن بينها مصفاة الدقم، والاستغلال الأمثل للمشروعات القائمة بالتوسع في صناعات تكاملية تعزز النمو وفرص الاستثمار، مثلما يتم حاليا من خلال مجمع البلاستيك.

وفضلا عن ذلك، يقدم قطاع الطاقة مساهمة مهمة مباشرة في جهود زيادة مصادر العائدات، ودعم قيادة القطاع الخاص للاقتصاد، وتعزيز أداء بورصة مسقط عبر عملية التخارج من بعض الاستثمارات الحكومية، وطرحها من خلال عمليات الاكتتاب العام في بورصة مسقط حيث تم إدراج أسهم شركة أوكيو لشبكات الغاز كثاني إدراج خلال عام 2023 بعد الإدراج الأول الذي تم لأسهم شركة «أبراج لخدمات الطاقة»، التي كانت أول شركة في قطاع النفط تدرج في البورصة وأول شركة يتم طرحها للاكتتاب العام الأولي ضمن خطة التخارج التي أعلنها جهاز الاستثمار العُماني، وكان لنجاح هذه الاكتتابات أهمية في إتاحة فرص الاستثمار الجيدة للمستثمرين، وتعميق بورصة مسقط ورفع قيمتها السوقية. وتظل أهمية هذا التخارج كونه ضمن أحد التوجهات الاستراتيجية التي تتبعها الحكومة لتقليص دورها في الاقتصاد وإفساح الطريق للقطاع الخاص ليقود نمو الاقتصاد وتوليد فرص العمل.

وكانت أوكيو قد كشفت عن تأثير إيجابي لهذا التخارج على عائداتها المالية، إذ بلغت إيراداتها 13.7 مليار ريال عماني، وسجل صافي الأرباح 970 مليون ريال عماني، وكان الأداء المالي والتشغيلي مدعوما بارتفاع معدلات الإنتاج والأسعار في كل من عمليات الاستكشاف والإنتاج وأعمال الصناعات التحويلية، إلى جانب استمرار جهود رفع كفاءة الإنفاق والأداء التشغيلي في الشركات التابعة للمجموعة وعائدات عمليات التخارج من بعض الشركات وإدراجها في بورصة مسقط.

من جانب آخر، ومع الآفاق الطموحة التي تفتحها صناعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، ودورها المهم في الاستدامة ببعديها المالي والاقتصادي، يتزايد دور قطاع الطاقة في دعم الاستدامة في سلطنة عمان بكافة أبعادها المالية والاقتصادية والبيئية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القدرة الإنتاجیة جهاز الاستثمار فی سلطنة عمان قطاع الطاقة بورصة مسقط من خلال

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للدفاع المدني

عمان: احتفلت سلطنة عُمان ممثلةً في هيئة الدفاع المدني والإسعاف باليوم العالمي للدفاع المدني، الذي يوافق الأول من مارس من كل عام، وذلك بمشاركة دول العالم الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية.

ويحمل شعار هذا العام عنوان "الدفاع المدني ضمان أمن السكان"، ليؤكد الدور المحوري الذي تقوم به أجهزة الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات، وتعزيز الأمن والسلامة العامة من خلال الجاهزية العالية لمواجهة الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة، مثل الحرائق، والإنقاذ، وتقديم خدمات الإسعاف الأولي. كما تحرص الهيئة على تعاون جميع القطاعات والمجتمع المدني لترسيخ مفاهيم السلامة العامة، حفاظًا على سلامة الأفراد والممتلكات والحد من المخاطر.

ووضعت هيئة الدفاع المدني والإسعاف تشريعات واشتراطات خاصة بالحماية المدنية، تتابع تنفيذها بانتظام، وتعمل على إصدار التراخيص اللازمة بما يحقق رسالتها وأهدافها في حماية الأرواح والممتلكات. كما تعتمد على التوعية المستمرة بأهمية الوقاية من المخاطر، مشددةً على أن السلامة مسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني والأفراد.

تسخر الهيئة إمكاناتها وكوادرها المدربة لتقديم خدمات الإطفاء، والإنقاذ البري والمائي، والبحث والإنقاذ، والتعامل مع حوادث المواد الخطرة، وخدمات الإسعاف والحماية المدنية بمهنية وكفاءة عالية. تُعد خدمة الإطفاء من أبرز مهام الهيئة، حيث يتم التعامل مع مختلف أنواع الحرائق باستخدام فرق مدربة ومجهزة بأحدث المعدات. ويرتبط الإنقاذ البري ارتباطًا وثيقًا بالإطفاء، ويشمل إخلاء المحتجزين داخل المركبات إثر الحوادث المرورية، حيث تتطلب هذه المهام مهارات احترافية ولياقة عالية. كما تقدم الهيئة خدماتها لإنقاذ الأفراد في الشواطئ والسدود والآبار والعيون المائية، إلى جانب دعم فرق البحث والإنقاذ في عمليات البحث عن المفقودين بمجاري الأودية.

يشمل البحث عن المفقودين في المناطق الجبلية والحضرية وإنقاذ المصابين في المرتفعات، مع استخدام الطائرات المسيّرة، وكلاب البحث، والمعدات المتطورة. كما توفر الهيئة كوادر مؤهلة ومعدات متخصصة للتعامل مع التسربات الكيميائية والمواد الخطرة، وأنشأت نظامًا إلكترونيًا لمتابعة أماكن تخزين المواد الخطرة وكمياتها، لضمان سرعة الاستجابة عند الحاجة. وتعمل الهيئة على تبسيط إجراءات إصدار تراخيص الحماية المدنية، والتأكد من التزام المنشآت التجارية والصناعية بمعايير السلامة، وتوصي بتركيب أجهزة استشعار الدخان والغاز في المنازل لحماية السكان.

أُطلقت خدمة الإسعاف عام 2004 لتقديم العناية الطبية الطارئة للحوادث المرورية والحالات الصحية الحرجة، وتم تعزيزها لاحقًا بإطلاق "خدمة الإسعاف المنزلي" في فبراير 2022، لتوفير الرعاية الطبية السريعة للحالات الحرجة داخل المنازل ونقلها إلى المرافق الصحية المناسبة.

تولي الهيئة اهتمامًا كبيرًا برفع كفاءة منتسبيها عبر برامج تدريبية متخصصة، كما تحرص على تأمين الفعاليات الرسمية والتأكد من ملاءمة خطط الطوارئ في المنشآت المختلفة. إضافةً إلى ذلك، تنظم الهيئة برامج توعوية وزيارات ميدانية للمؤسسات التعليمية والمجتمعية بهدف ترسيخ ثقافة السلامة العامة والحد من المخاطر.

بهذه الجهود المتواصلة، تواصل هيئة الدفاع المدني والإسعاف التزامها بحماية الأرواح والممتلكات في سلطنة عُمان، مؤكدةً أن السلامة مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الجميع.

وجاء اختيار شعار هذا العام (الدفاع المدني ضمان أمن السكان) ليؤكد الدور الحيوي الذي تضطلع به أجهزة الدفاع المدني في دعم خطط التنمية، والتصدي للحوادث والأزمات التي تهدد حياة الإنسان وممتلكاته وبيئته.

وأكد العقيد عبدلله بن صالح النجاشي، مدير عام الدفاع المدني، أن التوعية باتت من أهم العوامل المؤثرة في الحد من المخاطر وتعزيز إجراءات السلامة، مشددًا على أن نشر ثقافة الوقاية يساهم في بناء مجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا.

وأوضح أن هيئة الدفاع المدني والإسعاف تعمل على ترسيخ مفهوم الشراكة مع مختلف المؤسسات لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، وتعزيز الجاهزية لمواجهة الأزمات. كما تحرص الهيئة على تشجيع الأفراد والمؤسسات على التدريب والتأهيل للإسهام في الاستجابة السريعة للحوادث، إضافة إلى حث القطاعين العام والخاص على تطبيق برامج الحماية من المخاطر لضمان التدخل الفوري في حالات الطوارئ داخل منشآتهم.

وأشار العقيد مدير عام الدفاع المدني إلى أن هذه المناسبة تمثل فرصة لإبراز قدرات وإمكانيات الهيئة في التعامل مع مختلف الحوادث، وتسليط الضوء على جهود التنسيق المستمرة مع الجهات المعنية لإعداد وتنفيذ خطط الطوارئ والإخلاء، إلى جانب إجراء التمارين الميدانية التي تعزز كفاءة الاستجابة والجاهزية.

وأكد أن ضمان أمن السكان مسؤولية مشتركة تتطلب التزام الجميع بإجراءات السلامة والوقاية، والعمل بروح الفريق الواحد لحماية الأرواح والممتلكات.

وفي ختام حديثه، هنّأ العقيد عبدالله بن صالح النجاشي منتسبي هيئة الدفاع المدني والإسعاف بهذه المناسبة، مشيدًا بتفانيهم وإخلاصهم في أداء مهامهم النبيلة، وتضحياتهم في سبيل الحفاظ على أمن المجتمع ، داعيًا إياهم إلى مواصلة العطاء وتعزيز جاهزيتهم، مؤكداً أن جهودهم المستمرة تمثل ركيزة أساسية في حماية ثروات و مقدرات الوطن، والنهوض به في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان تحقق إنجازا طبيا بفصل توأم سيامي
  • الدبيبة: حكومتي عملت على إزالة العقبات التي واجهت قطاع النفط
  • وزير الصناعة التقى سفير سلطنة عمان.. هذا ما تمّ بحثه
  • جلالة السلطان يصدر 4 مراسيم سامية.. عاجل
  • المهرجانات.. رافد اقتصادي وسياحي يدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • د. حجازي من عمان الاهلية يُكرَّم بحفل جوائز خريجي المملكة المتحدة 2025
  • نمو اشتراكات الهواتف المتنقلة في سلطنة عمان إلى 7.8 مليون بنهاية يناير2025
  • «الحماية الاجتماعية» سلطنة عمان .. فصاحة سياسية وجماليات المواطنة
  • سلطنة عمان تشارك في اجتماعات مجلس الايسيسكو بتونس
  • سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للدفاع المدني