"فرحة العيد".. ماريونيت وورش للأطفال في احتفالات قصور الثقافة بأهالينا والمحروسة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت مناطق أهالينا والمحروسة، فعاليات متنوعة للأطفال ببرنامج "فرحة العيد" الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، احتفالا بعيد الفطر المبارك، بمناطق الإسكان المطور بديل العشوائيات بالقاهرة، ضمن المشروع الثقافي المقدم برعاية وزارة الثقافة.
تضمنت الفعاليات ورشة رسم على الوجه، تصميم أقنعة بالفوم، ورشة أراجوز لمحاكاة السلوكيات الإيجابية، وأقيم حوار مع الأطفال عن "آداب العيد" أداره المحاضر محمد عبد الودود، بالإضافة إلى عروض أراجوز وعرائس ماريونيت وتنورة، كما أقيمت مسابقات ثقافية للأطفال.
وخلال الفعاليات تحدثت د. جيهان حسن مدير عام ثقافة الطفل والمشرف على المشروع الثقافي بالإسكان البديل مع الأطفال عن مظاهر العيد والعادات والتقاليد والموروثات الثقافية المتبعة لإدخال السرور على الأهل والأصدقاء، مشيرة إلى أن المشروع الثقافي يحرص على مشاركة الأطفال في الاحتفال بالعيد وتعزيز القيم الإيجابية المميزة له والتأكيد عليها.
وتستكمل الفعاليات غدا السبت ببرنامج يتضمن ورشا فنية وأخرى للحكي، وعروض وفقرات ترفيهية متنوعة للأطفال وذلك بكل من حي الأسمرات وروضة السيدة زينب.
يشار إلى أن هيئة قصور الثقافة، أعدت برنامجا فنيا حافلا ومتنوعا بالقاهرة والمحافظات احتفالا بعيد الفطر تقدم خلاله أفلام العيد بسينما الشعب في 16 محافظة.
كما يشهد مسرح السامر بالعجوزة مساء اليوم الجمعة حفلا غنائيا، يحييه الفنان سامح يسري، ويتضمن عروضا فنيا لفرقة قصور الثقافة لأغاني الشباب، وفقرة ستاند أب كوميدي، وتقدم الهيئة أيضا 7 عروض مسرحية مجانية للجمهور خلال عيد الفطر بمحافظات الشرقية، وكفر الشيخ، والوادي الجديد، وسوهاج، إضافة إلى عدد من اللقاءات التثقيفية والحفلات الفنية في مختلف المحافظات.
IMG-20240412-WA0027 IMG-20240412-WA0028 IMG-20240412-WA0029 IMG-20240412-WA0031المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة قصور الثقافة فرحة العيد عيد الفطر IMG 20240412
إقرأ أيضاً:
فرحة شراء قوالب الثلج
حمود بن علي الطوقي
قضيتُ السنوات العشر الأولى من طفولتي في قريتي السباح، تلك القرية الوادعة التي احتضنت أجمل ذكرياتي الرمضانية، رغم أن رمضان في تلك الأيام كان يتزامن مع فصل الصيف (القيظ) حيث تصل درجات الحرارة إلى مستوياتها القصوى، إلا أن لهذا الشهر روحًا خاصة لا تشبه أي وقت آخر.
وفي النهار، كنا نذهب إلى المدارس، ومن لم يلتحق بالمدارس الحكومية كان يلتحق بمدارس تحفيظ القرآن وكان عمي المغفور له بإذن الله هو معلم القرآن لأطفال القرية والقرى المجاورة مثل قرية الجبل والمويلح والمعترض.
كانت القرية تخلو من الزحام وتنتظر عودة الطلاب إلى مدارسهم، ورغم حرارة الشمس إلا أننا كنا نجد من ظلال النخيل الممتدة وأشجار المانجو تعطينا القوة للصمود لتكملة ما تبقى من نهار اليوم الطويل نحن الأطفال -وأنا منهم- نرى في الصيام مغامرة كبيرة نتسابق فيها على الصمود دون أن يضعف جسدنا أمام العطش.
وبعد صلاة الظهر، وحتى قبيل صلاة العصر كنا نجتمع مع آبائنا في سبلة القرية، تلك السبلة البسيطة المبنية من مواد غير ثابتة وسقفها المصنوع من جذوع الأشجار، هذه السبلة لم تكن مجرد مكان للراحة؛ بل كانت بمثابة مدرسة مفتوحة نتعلم منها الحرف التقليدية؛ فقد تعلمنا منها السمت العماني وتعلمنا من آبائنا كيفية صناعة "الخصف" و"السرد" و"المبدع " وغيرها من الصناعات التي تعتمد على سعف النخيل، أيضاً كنا نستمع إلى قصص الكبار عن الماضي وكيف كانوا يقضون رمضان في سنواتهم الأولى.
وبعد صلاة العصر، كان لنا وقت خاص نجتمع فيه تحت شجرة ضخمة عند مدخل القرية، "السوقمة"، حيث كنا نلعب "الكيرم" ونتنافس بشغف، بينما كان الأطفال الأكبر سنًا يستمتعون بلعبة "الحواليس" لكسر الوقت حتى يحين موعد الإفطار؛ ولم يقتصر نشاطنا على اللعب فقط، بل كان بعض أصدقائنا يتسلقون النخيل لقطف التمر وتجهيزه لموائد الإفطار، في مشهد يعكس روح التعاون بينهم، وكان منظرهم وهم يتنقلون بين النخيل بسرعة ورشاقة يثير إعجابنا، وننتظر نزولهم لنحصل على بعض التمر الطازج الذي كان يعتبر مكافأة لصيامنا.
ولأن رمضان كان في عز موسم اللقيط؛ حيث تصل حرارة الجو إلى ذروتها، ولم تكن الكهرباء قد وصلت إلى القرية بعد، فقد كان برودة الماء ترفًا نلجأ لتحقيقه بشراء الثلج؛ لا أنسى مشهد تاجر الثلج الذي كان يصل إلى القرية من خلال حماره حاملًا قوالب الثلج الكبيرة، وكنا نترقب وصوله بفارغ الصبر نحمل أوعيتنا الصغيرة ونتحلق حوله بشوق، بينما كان يكسر القوالب بأداة حادة ويبيع الثلج حسب قدرة كل منا المالية، وكان هذا المشهد من أجمل لحظات اليوم إذ كنا نحمل قطع الثلج الصغيرة ونركض بها إلى منازلنا قبل أن تذوب لنضيفها إلى الماء ونستمتع ببرودته وسط قيظ النهار.
ومع اقتراب المغرب، كانت رائحة الطعام تعم المكان، ونبدأ نحن الأطفال بالعودة إلى بيوتنا حاملين معنا فرحة يوم آخر من رمضان في قريتنا، حيث البساطة والجمال والدفء العائلي، ورغم بساطة الحياة حينها، إلا أن رمضان في قريتي السباح لا يزال يحتفظ بطعمه الخاص وذكراه العطرة التي ستظل محفورة في وجداني.
رابط مختصر