في أجواء العيد تتزين السفرة العمانية بأشهى المأكولات والوجبات الشهية، وتبرز من بينها وجبة الشواء العمانية كواحدة من أبرز المأكولات والتقاليد والعادات التي تعزز بها أجواء المناسبات، ويعتبر الشواء في سلطنة عمان ليس مجرد وجبة، بل تجربة اجتماعية تجمع الناس وتعزز الروابط الاجتماعية بينهم.

يقول سعد بن علي التوبي: إن التحضير للشواء يبدأ بمرحلة اختيار أفضل أنواع اللحوم مع استخدام توابل وأعشاب محلية تمنح الأطباق نكهة فريدة ولذيذة، وتتميز تقنيات الشواء العماني بالبساطة، ويعتبر لحم الشواء من أبرز الأطباق المحببة لدى العائلات العمانية، ولا يكتمل جلسة الشواء العماني دون تقديم مجموعة متنوعة من المقبلات والسلطات الشهية مثل الحمص والسلطات الخضراء المتنوعة.

معبرا أن العيد لا يحلو إلا بالشواء وبمذاقه الفريد.

وأوضح التوبي مراحل إعداد الشواء المتمثلة في تجهيز "الخيشة أو الخصفة أو الجونية" المصنوعة من السعف من خلال وضعها في الماء، بالإضافة إلى تجهيز أوراق الموز أو نبتة الشوع ويتم تغطية مساحة الخصفة لتجنب احتراق اللحم، ويتم وضع اللحم فوق "الجونية" المغطاة بورق الموز أو نبتة الشوع وإضافة بعض البهارات، والبعض يقوم بتجهيز "تبزيرة" خاصة للشواء، وبعد الانتهاء من وضع البهارات يتم إغلاق الجونية بإحكام، ووضع الشواء داخل التنور عندما يصبح الحطب جمرا وجاهزا.

من جهته قال مازن البوسعيدي: إن الاستعداد للشواء يبدأ بتجهيز "التبزيرة" قبل شهر من حلول العيد وهي بهارات "تتبيل" اللحم، وتتكون خلطتها من الخل العماني المصنوع من التمر المخلل، بالإضافة إلى القرفة والزنجبيل والجلجلان والثوم والفلفل الأسود والأحمر و"السنوت" أو "الشمار" والملح، حيث تترك "التتبيلة" أو "التبزيرة" لشهر أو أسبوعين قبل استخدامها. موضحا أنه باقتراب العيد يتم تجهيز الحفرة التي يصل عمقها إلى مترين مع تجهيز حطب "السمر" المعروف بقوة فحمه وبطء انطفائه، وغالبا ما يكون لكل عائلة حفرتها الخاصة بها وأحيانا تتشارك مجموعة من العائلات المتجاورة في حفرة واحدة، حيث يثبّت جدار الحفرة بالإسمنت أو الطين وتوقد النار داخلها حتى يتحول الحطب إلى جمر قبل إنزال اللحم داخل "الخصفة". وتغطى الحفرة عند الشواء بغطاء حديدي يمنع تسرب التراب إلى اللحم. وأشار البوسعيدي إلى عدد الأيام التي يمكثها الشواء تحت الأرض وقال: يعتمد ذلك على نوع اللحم وعادة إذا كان لحم ضأن يترك في التنور من صباح أول أيام العيد ليستخرج اللحم صباح اليوم الثاني لحما مستويا طيب المذاق.

وتقول سمر العبرية: يعد تنور الشواء العماني أنموذجا من نماذج العادات والتقاليد العمانية الأصيلة في الاحتفال بالعيد، وهي مظهر من مظاهر التعاون والألفة والترابط الاجتماعي، وأبرز ما يميز الشواء طريقة دفنه تحت الأرض ليوم أو يومين في حفرة عميقة أسفلها جمر من حطب "السمر" الصحراوي يتم إطفاؤه بمهارة، خصوصا طريقة إنزال "الخصفة" المصنوعة من سعف النخيل المحتوية على قطع اللحم الكبيرة لتستقر على الجمر، فينطفئ وهجه ويظل اللحم يمدد ببخاره ليتسرب إلى أوراق الموز الملفوف حول اللحم المتبل بتتبيلة خاصة حتى ينضج على مدى يوم أو يومين.

وتردف بالقول نور الكندية: إن الشواء من الوجبات المميزة في العيد وغيرها من المناسبات، حيث تجتمع الأسر والأصدقاء والأقارب لتناول الشواء معا في جو يسوده الألفة والمحبة، ويتميز الشواء بمذاقه الشهي ويختلف طعمه وطريقة إعداده من عائلة إلى أخرى، وفي الوقت الحالي غالبا ما يكون لكل عائلة حفرتها الخاصة ولكن هناك أيضا عائلات تتشارك حفرة التنور وفي بعض المناطق يخصصون حفرة كبيرة للشواء لكل منطقة، وفي كل الحالات يتم طهيه بنفس الطريقة وبمذاق مختلف.

أما سالم المعمري فيقول: إن الشواء هي وجبة لحم تدفن وتطهى على نار هادئة باستخدام الجمر مع تغليفها بطريقة تقليدية باستخدام ورق الموز أو ورق الشوع، بعد إضافة توابل خاصة تضيف عليها نكهة فريدة وتسمى هذه البهارات بــ"التبزيرة" ويتم وضعها في الخصفة المصنوعة من سعف النخيل، ومن ثم يوضع في الحفرة حتى ينضج على مدى يوم أو يومين. مؤكدا أنها وجبة رئيسية في الأعياد، ومن الوجبات المفضلة لديه ولا تكمل فرحة العيد إلا بها.

جدير بالذكر أن بعض المناطق في ربوع سلطنة عمان تكون لديهم طقوس خاصة أثناء دفن الشواء وإخراجه مع تجمع تسوده المحبة والتآخي والألفة والتهاني والتبريكات بالعيد السعيد.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

"حفرة" اليابان ترعب السكان بعد تطور جديد

بعد أن ابتلعت حفرة عملاقة شاحنة عند مفترق طرق شمال طوكيو، تزداد المخاوف من استمرار اتساع الحفرة في ظل اندماجها مع حفرة أخرى، فيما جرى إجلاء السكان وسط حذر من حدوث انهيارات أخرى.

بدأت الكارثة يوم الثلاثاء، عندما انهار جزء من الطريق في محافظة سايتاما الواقعة شمال طوكيو، ما أدى إلى سقوط شاحنة تزن 3 أطنان كان يقودها رجل يبلغ من العمر 74 عاما، ورغم دخول جهود الإنقاذ يومها الرابع، لم يتمكن المسعفون من الوصول إلى السائق حتى الآن، بحسب ما ذكرت شبكة سي إن إن.

ووفقا لمسؤول محلي، فإن الحفرة التي كانت بعرض 10 أمتار عند ظهورها لأول مرة، قد تضاعف حجمها 4 مرات لتصل إلى 40 مترًا بحلول يوم الجمعة، ولا تزال تتسع باستمرار.

وقال مسؤول من إدارة الصرف الصحي في سايتاما لشبكة سي إن إن "الأرض في الداخل تنهار بشكل متواصل، والحفرة تزداد اتساعًا كل يوم".

وقال مسؤول في إدارة الصرف الصحي في سايتاما إن عملية الإنقاذ تواجه عقبات خطيرة بسبب اتساع الحفرة. وأوضح أن الحفرة الأصلية اندمجت مع حفرة ثانية مجاورة، مما زاد من صعوبة الوضع.

وأضاف المسؤول: “السائق مدفون تحت الرمال والطين، وإذا استخدمنا معدات ثقيلة بالقرب من الأسفلت، فقد تنهار الأرض أكثر".

لذلك، يعمل رجال الإنقاذ على بناء منحدر لإدخال المعدات الثقيلة من زاوية آمنة، معربا عن أمله في إكمال هذه العملية بحلول نهاية اليوم.

وتمكن رجال الإنقاذ من استخدام رافعات لرفع جزء من الشاحنة، كما تم إرسال طائرات مسيّرة لاستكشاف المنطقة تحت الأرض، لكنهم لم يتمكنوا من التواصل مع السائق منذ وقوع الحادث.

ووفقا للتحقيقات الأولية، يعتقد أن تآكل أنابيب الصرف الصحي القديمة تسبب في انهيار التربة، مما أدى إلى اتساع الحفرة بشكل أكبر مع تسرب مياه الصرف الصحي إلى الأرض المحيطة.

هذا وبسبب تزايد المخاطر، طلبت السلطات من 200 أسرة إخلاء منازلهم كإجراء احترازي، كما ناشدت 1.2 مليون شخص في المنطقة بتقليل استخدام المياه، مثل الاستحمام وغسل الملابس، لتجنب زيادة تسرب المياه إلى التربة الهشة.

وأثارت الحادثة مخاوف بين السكان، خاصة في منطقة ذات كثافة سكانية عالية، حيث تعتمد البنية التحتية على شبكة معقدة من الأنابيب القديمة تحت الأرض.

من جانبها أعلنت وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة أنها أمرت بإجراء فحوصات طارئة لأنظمة الصرف الصحي في سايتاما وست محافظات أخرى، حيث يعيش نحو 39 مليون شخص.

وفقا لخبراء الجيولوجيا، فإن الحفر الأرضية تحدث عادةً في المناطق التي تحتوي على صخور قابلة للذوبان مثل الحجر الجيري، لكن في اليابان، غالبا ما تكون الطرق مبنية على رواسب طينية غير متماسكة.

وقال البروفيسور تاكاشي أوجوتشي من جامعة طوكيو: الحفر الأرضية نادرة في اليابان، لكن عندما تنفجر أنابيب المياه الجوفية الكبيرة، فإنها قد تؤدي إلى انهيار التربة وظهور حفر بهذا الحجم".

مقالات مشابهة

  • حفرة في اليابان تبتلع شاحنة وتزداد اتساعاً كل يوم.. ورسالة لأكثر من مليون شخص
  • فريدة سيف النصر تثير الجدل برسالة لمحمد رمضان
  • "حفرة" اليابان ترعب السكان بعد تطور جديد
  • فريدة سيف النصر لـ محمد رمضان: كياد قوي
  • انفجار مروّع في حفرة بالصرف الصحي في الصين بسبب طفل .. فيديو
  • مرسوم سلطاني بإصدار قانون الجنسية العمانية 
  • أسعار الفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 2 فبراير
  • 20% استردادا نقديا على المشتريات من "شرف دي جي" لعملاء البنك الوطني العماني
  • الإعصار والحب رواية للكاتبة إلهام عبد العال.. تجربة فريدة في الأدب العربي الحديث
  • السيد بدر: الحوار نهج دبلوماسي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية