*اصطفاف الحرية و التغيير و (تقدم ) مع المليشيا جلب لها الازدراء و القطيعة مع الشعب السودانى فى الداخل و الخارج*
*باستثناء (تقدم ) ، فان ما قاله البرهان ، قالته كل القوى السياسية و المدنية ، ومنذ ما قبل الحرب*
*لاءات البرهان تفتح الطريق لعملية سياسية ، لاعادة بناء الدولة السودانية على اسس جديدة ، تتجاوز كل اخفاقات الماضى*
*الشعب السودانى و بالصوت العالى يقول لا ( و الف لا.

. ) لوجود الدعم السريع باى صيغة بعد انتهاء الحرب*
فى خطابه للشعب السودانى بمناسبة العيد قال رئيس مجلس السيادة و القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبد الفتاح البرهان( ان معركة الكرامة ستؤسس لما بعد 15 ابريل و اقولها بالصوت العالى ،لا عودة لما قبل 15 ابريل 2023م ، و لا عودة لما قبل 25 اكتوبر 2021م ، و لا عودة لما قبل ابريل 2019م )، و اضاف ( نستكمل الحديث باذن الله بعد النصر فى معركة الكرامة )، الان فقط معركة الكرامة .. معركة الوطن .. نقطة سطر جديد ،
وكانت الاشارة لاستكمال الحديث بعد النصر ، بصيغة الجمع ، فاتحة للباب امام عملية سياسية جديدة ، تفتح الطريق لاعادة بناء الدولة السودانية على اسس جديدة ، تتجاوز كل اخفاقات الماضى و ما خلفته من صراع و استقطاب و تدخلات خارجية عصفت بالبلاد ، الى ان عميت بصيرة آل دقلو و حلفاءهم فحاولوا حسم الصراع بالقوة العسكرية ، فشلت خطتهم ، فادخلوا البلاد فى حرب قذرة ، قامت فيها مليشيا الدعم السريع بالقتل و التهجير والابادة الجماعية على الاساس العرقى ، و نهبت الممتلكات العامة و الخاصة ، احتلت الاعيان المدنية و بيوت المواطنين و استباحت الاعراض و الدماء ، وارتكبت المليشيا كل انواع الانتهاكات التى يجرمها القانون الدولى و القانون الانسانى ،
باستثناء (تقدم ) ، فان ما قاله البرهان ، حديث قالت به كل القوى السياسية و المدنية ، ومنذ ما قبل الحرب ، جرت محاولات لاصلاح ( قوى الحرية و التغيير ) عبر اللجنة الفنية و من بعد ذلك عبر تنسيقية العودة لمنصة التأسيس ، و عبر مبادرة اساتذة جامعة الخرطوم ، و مبادرة اساتذة الجامعات السودانية ، و عبر مبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ( الطريق للامام ) ، و بالرغم من ان الاخيرة كانت فرصة لحل الخلافات ، الا ان مجموعة المركزى افشلتها وافرغتها من مضمونها و حولتها الى مركز للصراع و الاستقطاب ، و كان واضحآ ، ان ما جرى بعد ابريل 2019م لم يحقق الاستقرار المنشود و لا علاقة له بالثورة و لا باهدافها ،
و تحولت 25 اكتوبر من محاولة اصلاحية للحكومة الانتقالية بمشاركة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك و قييادات من الحرية و التغيير الى انقلاب خشن ، بعد مطالبات علنية من قيادات فى الحرية و التغيير ووزراء فى الحكومة التى يرأسها حمدوك للقوات المسلحة للانقلاب على برهان و تقديم قيادات بديلة ( من شرفاءها ) ، وتعذر ترميمها تداعيات الانقلاب بالرغم من توقيع اتفاق 22 نوفمبر بين البرهان و حمدوك ، وهو الاتفاق الذى لم يجد قبولآ من مجموعة المجلس المركزى ، و قدم حمدوك استقالة على الهواء مما يعنى وصول العملية السياسية الى طريق مسدود ،
اندلعت الحرب فى 15 ابريل تحت شعار مجموعة المجلس المركزى ( البديل للاطارى ..هو الحرب ) ، و مثل قمة الغباء السياسى فى ابدال الحوار السياسى بالحرب و من ثم التبرير لها و مساندة حميدتى باعتباره وقع على الاطارى ، و بعد فشل الانقلاب كان لابد من ابدال شعارالحرب من اجل التحول الديمقراطى ، الى الحرب ضد الفلول ، فلم يصمد هذا الضلال كثيرآ ، فتم اعتماد شعار الحرب ضد دولة 56 ، و عصفت انتهاكات و جرائم الجنجويد و همجيتهم بكل الشعارات المضللة و صولآ لحرب بدون اهداف ،
لم يصدق احد ان هذه الحرب قامت ضد الفلول لاجهاض محاولتهم لاستعادة السلطة ، و لا يوجد عاقل يفترض ان نتيجة الحرب ستعيد الاسلاميين ( مؤتمر وطنى / حركة اسلامية ) الى السلطة ، هذه حقبة انتهت ، و الاسلاميين انفسهم غير موحدين فى كيفية تعاملهم مع نتائج الحرب ، و طموحاتهم فى هذه المرحلة لا تتعدى تكريس قبولهم فى الشارع بعد قطيعة اعقبت الثورة عليهم واسقاط نظامهم ، وهو امر لم يكن ليحدث بهذه الطريقة ، اذ ما اصطفت قوى ( مجموعة المركزى) مع الجيش ، ومع الرأى الغالب لابناء الشعب السودانى فى مساندته للجيش ، و بذلك استحقت الحرية و التغيير و (تقدم ) الازدراء و القطيعة من الشعب السودانى فى الداخل و الخارج ،
الشعب السودانى و بالصوت العالى يقول لا ( و الف لا.. ) لبقاء مليشيا الدعم السريع باى صيغة بعد انتهاء الحرب ، و ان اى حل او اتفاق لا يضمن انهاء وجودها كليآ لن يكون مقبولآ ، لا.. لشركاتهم ، لا.. لبنوكهم ، لا.. لتجارتهم ، لا.. لافلاتهم من العقاب ، لا مساومة على رد الحقوق ، و لا.. لدمج المجرمين فى الجيش ، لا.. عفى الله عما سلف ،

محمد وداعة

11 ابريل 2024م

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحریة و التغییر الشعب السودانى ما قبل

إقرأ أيضاً:

الإسلاميون السودانيون وقطر- مخاوف القوى المدنية من التسريبات الأخيرة

تثير التسريبات الأخيرة عن التفاهمات بين الإسلاميين السودانيين وقطر موجة من القلق بين أوساط القوى المدنية، لا سيما في ظل الوضع الراهن الذي يشهد أزمة سياسية معقدة وحربًا دموية متواصلة. هذه المخاوف تعكس تخوفًا حقيقيًا من إعادة تشكيل القيادة العسكرية في السودان بما يخدم أجندات أيديولوجية قد تعيد البلاد إلى مربع الاستبداد الذي ثارت ضده الجماهير في ديسمبر 2018.
رهان البرهان والخطر المؤجل
من الواضح أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان يواجه عزلة سياسية متزايدة، مما دفعه إلى التحالف مع الحركة الإسلامية، التي كانت ذات يوم الخصم الرئيسي لثورة الشعب السوداني. ومع ذلك، فإن هذا التحالف يبدو محفوفًا بالمخاطر، حيث ينظر الإسلاميون إلى البرهان كوسيلة لتحقيق أهدافهم وليس شريكًا موثوقًا.
التحالف بين البرهان والإسلاميين يعزز مخاوف القوى المدنية من أن هذه التفاهمات لن تسهم إلا في تعميق الأزمة السياسية، وربما تمهد الطريق لتحالفات إقليمية ودولية تكرّس عسكرة الدولة وتعرقل أي أفق للتحول الديمقراطي.
التسريب المثير للجدل
أثار حديث عبد الحي يوسف، أحد أبرز رموز الإسلاميين في السودان، جدلاً واسعًا بعد تسريب تسجيل له في ندوة بتركيا، حيث وصف البرهان بصفات تشير إلى عدم ثقة الحركة الإسلامية به. هذا التسريب يعكس انقسامات داخلية في صفوف الإسلاميين ومحاولتهم استغلال البرهان كمرحلة مؤقتة قبل الإطاحة به لصالح قيادات أكثر ولاءً.
هذا التسريب كشف عن خطط الإسلاميين لاستبدال البرهان، وهو ما يزيد من قلق القوى المدنية، التي ترى أن أي إعادة تشكيل للقيادة العسكرية بعيدًا عن مسار التحول المدني سيعني استمرار النزيف السياسي والاقتصادي.
الدور القطري وتعزيز النفوذ
يشكل الدور القطري في هذه التحولات عنصرًا محوريًا، حيث أظهرت التسريبات دعم قطر لعناصر داخل الجيش السوداني، بما في ذلك تمويل صفقات أسلحة ودفع رواتب القوات الموالية للإسلاميين. هذا الدعم يثير تساؤلات حول مدى تأثير التدخلات الإقليمية في الشأن السوداني، خاصة في ظل ضعف القوى المدنية وعدم قدرتها على خلق تحالفات مشابهة.
القوى المدنية بين الخطر والخيارات
تواجه القوى المدنية السودانية تحديات غير مسبوقة في ظل هذه التفاهمات التي تهدد بتقويض أي فرصة للتحول الديمقراطي. الخطر الأكبر يكمن في أن هذه القوى قد تجد نفسها أمام معادلة جديدة تُفرض من قِبل التحالفات العسكرية والإسلامية، ما يضعها في موقف الدفاع عن مكتسبات الثورة في ظروف تفتقر إلى توازن القوى.
لذلك، تُطرح تساؤلات حيوية حول كيفية استجابة القوى المدنية لهذه المخاطر، وهل يمكنها إعادة بناء نفسها ككتلة موحدة قادرة على مواجهة هذه التحديات؟ أم أن الخلافات الداخلية والضغوط الخارجية ستبقيها عاجزة عن استثمار الفرص السياسية لتصحيح مسار الثورة؟
خلاصة القول
إن التسريبات الأخيرة والتفاهمات بين الإسلاميين وقطر تعيد رسم المشهد السياسي في السودان بطريقة تزيد من تعقيد الأزمة. القوى المدنية بحاجة إلى نهج جديد واستراتيجية موحدة لمواجهة هذه التحولات وحماية مسار التحول الديمقراطي، وإلا فإن السودان قد ينزلق إلى دائرة جديدة من الاستبداد والعنف.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • في حواره مع “التغيير ” (2).. أسامة سعيد: سننازع بورتسودان في الشرعية والموارد
  • غرسوا بذور الحرب منذ سنوات، ويستعدون لجني ثمارها!
  • الحرب درس الوطنية الأول
  • لا تخضعوا لجيش أعاد الدواعش إلى المشهد
  • إن جالك الغصب خدو بالرضا
  • سلطات الأمر الواقع البائس
  • الإسلاميون السودانيون وقطر- مخاوف القوى المدنية من التسريبات الأخيرة
  • ثورة ديسمبر !!
  • أبو الطيب البلبوسي يناشد البرهان!!
  • بعد 15 شهرًا.. البرهان وسط جنوده.. (القيادة جوة)!!