وجدوها على شجرة.. قصة رضيعة فلسطينية بلا عائلة تجد أسرة بديلة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
بعد يومين من ولادتها، عُثر على رضيعة على شجرة قرب منزل عائلتها المدمر وسط قطاع غزة، حيث أشار تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، إلى أنه يبدو أنها سقطت على الأغصان بعد غارة جوية تسببت في مقتل أفراد أسرتها في نوفمبر الماضي.
وقدّر رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة بمستشفى الشفاء، ناصر بلبل، بعد وصول الطفلة إلى المستشفى ووفق حبلها السري، أن عمرها كان يومين فقط حينها.
وأضاف أنه وزملاؤه اعتقدوا أن "ملاكا" وراء بقائها على الحياة الشجرة، وهو ما ألهمهم باختيار اسمها، حيث أطلقوا عليها اسم "ملك" فيما بعد.
وصلت ملك بعمر أيام إلى المستشفى الإماراتي بمدينة رفح جنوبي غزة، ومع عدم وجود أسرة ترافقها والافتراض بأن جميع أفراد أسرتها ماتوا، كتب المسعفون أنها "مجهولة".
وبعد 6 أشهر بالمستشفى، أوضح تقرير الشبكة الأميركية أنها صارت "نجمة الجناح" الذي تعمل فيه ولية أمرها الجديدة أمل أبو ختلة (32 عاما) كممرضة.
أطفال رضع من غزة أمام مصير مجهول مع اشتداد المعارك في غزة والتي طالت المستشفيات، وجدت طواقم طبية نفسها مجبرة على المغادرة بسبب الهجمات الإسرائيلية ومحاصرة منشآت طبية ليتركوا خلفهم المرضى وحتى أطفال وضعوا في حاضنات الخداج.وقالت أبو ختلة: "واجهنا الكثير من القصص الكارثية بسبب الحرب، لكن أكثر قصة تأثرت بها هي قصة ملك"، مضيفة أن أطفالا آخرين كان برفقتهم أفراد من أسرتهم، لكن ملك "لم تكن كذلك وكانت مجهولة الهوية".
ومع اقتراب المعارك بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس من مستشفى الشفاء، وسط تضاؤل الإمدادات وانقطاع التيار الكهربي المتكرر، تم نقل ملك مع 30 طفلا من حديثي الولادة إلى المستشفى الإماراتي.
بدأت تتوطد علاقة أبو ختلة بالطفلة حينما كانت تعالجها في المستشفى، وبعدما عاد طفلان إلى أسرهما ونُقل البقية إلى مصر لمزيد من العلاج، ظلت ملك وحيدة بلا عائلة ولا اسم.
وصرحت الممرضة: "تأثرت حقا وتقربت منها كثيرا"، مضيفة أنها قدمت طلبا لوزارة الصحة تمكنت بموجبه من اصطحاب الطفلة معها إلى منزلها، ووعدت بأنها ستعوضها عما مرت به.
ساعدت أسرة الممرضة أبو ختلة في الاعتناء بملك، وزودتها المستشفى بالحليب والحفاضات.
ووفق تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، تعتبر ملك واحدة من بين 17 ألف طفل على الأقل غير مصحوبين أو منفصلين عن أسرهم.
"تلاحقهم طيلة حياتهم".. تحذيرات من "ندوب خفية" تصيب أطفال غزة نشأت إيمان فرج الله في قطاع غزة، حيث تقول إنها شهدت خلال طفولتها أحداث الانتفاضتين الأولى، وبعدهما الحروب اللاحقة التي عرفها القطاع، قبل أن تنتقل في السنوات الموالية إلى الولايات المتحدة.وأصبح عدد كبير من أطفال غزة يتامى خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر، عقب هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، حسب أرقام رسمية.
في المقابل، شنت إسرائيل قصفا مكثفا ونفذت عمليات عسكرية برية في القطاع، مما تسبب بمقتل أكثر من 33 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقالت، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس إيد"، سامانثا باور، إن "المجاعة تحدث بالفعل" في أجزاء من غزة، والناس في شمال القطاع يواجهونها فعليا منذ مطلع مارس، وفق ما أفادت به وسائل إعلام أميركية.
وأجابت باور بـ"نعم" على سؤال للنائب الأميركي الديمقراطي، خواكين كاسترو، في جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، الأربعاء، عما إذا "كانت المجاعة تحدث بالفعل في غزة".
وأضافت: "لا يتدفق الغذاء بكميات كافية لتجنب المجاعة الوشيكة في جنوب القطاع، وهذه الظروف تؤدي بالفعل إلى وفاة الأطفال في الشمال".
من جانبها، واصلت أبو ختلة حديثها للشبكة الأميركية، وقالت إن أسرتها "تقبّلت دورها الجديد كأم عزباء، ويعاملون ملك كواحدة من الأسرة".
لكن تظل المخاوف قائمة بشأن المستقبل، حيث هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أكثر من مرة، بشن عملية برية في رفح التي يحتمي بها أكثر من نصف سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقالت الممرضة إنه حتى الآن يتم البحث عن معلومات عن أسرة الطفلة، وأضافت: "بالنسبة لمستقبلها معي، فقد تركته إلى الله".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
أفاد المركز الفلسطيني للإعلام بوفاة طفلة فلسطينية رضيعة تدعى عائشة عدنان سفيان القصاص، فجر اليوم الجمعة بسبب البرد الشديد داخل خيمتها بمواصي خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وتواصل قوات الاحتلال شن مئات الغارات والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم فى مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من السكان.
ودمَّرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية كاملة فى قطاع غزة، ضمن سياسة التدمير الشاملة التي ينتهجها الاحتلال في عدوانه المستمر على قطاع غزة.
ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.