يضم 11 قطعة أثرية مصرية..افتتاح معرض إفريقيا بيزنطة في محطته الثانية بأمريكا
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
تحت عنوان "إفريقية بيزنطة" اافتُتح، اليوم، بمتحف كليفلاند للفن بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، المعرض الأثري المؤقت في جولته الثانية بالولايات المتحدة الأمريكية بعد إنتهاء مدة عرضه في محطته الأولى بمتحف المتروبوليتان بمدينة نيويورك، وسوف يستقبل المعرض زائريه اعتباراً من يوم غد السبت.
جاء ذلك بمشاركة وفد رسمي من وزارة السياحة والآثار برئاسة الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، والذي ألقى كلمة بهذه المناسبة أعرب خلالها عن سعادته بحضور الافتتاح الرسمي لهذا المعرض الذي يُعد أحد أوجه التعاون القائم والمثمر بين المجلس الأعلى للآثار ومتحف كليفلاند مشيراً إلى أن أهمية المعارض الأثرية الخارجية حيث أنها نافذة للتعرف على مختلف الثقافات والحضارات في العالم، كما تتيح فرصة للتعمق في التاريخ بطرق أكثر فعالية والتأكيد على مفاهيم الشمولية والاستدامة.
ولفت إلى أن مصر قدمت طوال تاريخها نموذجا للتعايش بين الثقافات والأعراف المختلفة وقد تناغمت على أرضها العديد من الحضارات وكانت علاقاتها مع مختلف الدول مؤثرة، كما لعبت مصر دورًا هاماً في ازدهار العلاقات والتبادل الثقافي مع الإمبراطورية البيزنطية، مؤكدا أهمية مصر الإستراتيجية بالنسبة للعالم البيزنطي، نظرًا لموقعها الذي يتصل بغرب آسيا وشمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، كما أنها كانت مركزًا دينيًا وفكريًا واقتصاديًا لبيزنطة لمئات السنين.
وفي نهاية كلمته حرص رئيس قطاع الآثار المصرية علي توجيه الدعوة للشعب الأمريكي إلى زيارة مصر والاستمتاع بحضارتها العريقة.
ويضم المعرض 11 قطعة أثرية من بينهم 4 قطع من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير وقطعتين من مقتنيات المتحف القبطي و 5 من مقتنيات دير سانت كاترين، وتتنوع القطع ما بين أيقونات وأعمال معدنية من تيجان وشمعدانات بالإضافة إلى كرسي كأس ومخطوط. ومن المقرر أن يستمر المعرض بمتحف كليفلاند حتى 21 يوليو 2024.
جدير بالذكر أن المعرض يشارك فيه 10 دول على مستوي العالم من بينها إيطاليا، وانجلترا، وتونس، والسودان، وألمانيا، وقد تم افتتاحه في محطته الأولي في متحف المتروبوليتان في نوفمبر الماضي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: آثار الاثار المصرية السياحة والاثار المتروبوليتان المجلس الاعلى للاثار الولايات المتحدة الامريكية
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.