الحزب بعيد عن الهزيمة.. إسرائيل تتحدّث بالأرقام عن عدد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
ذكر موقع "الميادين"، أنّ وسائل إعلام إسرائيلية، كشفت بيانات متعلقة بحجم الاشتباك في جبهة شمالي فلسطين المحتلة، مشيرةً إلى أنّ المعركة في الشمال هي جزء لا يتجزأ من المعركة متعددة الجبهات.
واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ حزب الله بعيد عن الهزيمة، مشيرةً إلى أنّه أطلق 3100 قذيفة صاروخية وهاون و33 طائرة مسيّرة متفجرة منذ السابع من تشرين الاول.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "حزب الله أطلق نحو 240 قذيفة ثقيلة الوزن، والتي تتراوح من 100 إلى 500 كغ وتسبب أضراراً جسيمة"، مبيّنةً أنّ "هذه القنابل هي التي دمرت مقرّ فرقة الجليل في بيرنيت".
كذلك، أشارت إلى أنّ "حزب الله أطلق ما لا يقل عن 700 صاروخ مضاد للدروع، بعضها متطور، لم يصِب فقط المستوطنات والمواقع الأمامية للجيش الإسرائيلي على خط التماس فحسب، بل أيضاً قواعد استراتيجية مثل وحدة مراقبة الحركة الجوية في ميرون. كما تم استهداف أماكن أخرى بهدف الإيلام".
ورأت أنّ "رؤية الدمار الذي لحق بكريات شمونة والمطلة وغيرهما من المستوطنات مثيرٌ للغيظ"، مضيفةً أنّ "المأزق الاستراتيجي لا يبدو أنّه أمام حل".
كذلك، أكدت الصحيفة الإسرائيلية أنّ "حزب الله لم يفقد الثقة التي اكتسبها خلال 20 عاماً من التعاظم".
وبحسب ما تابعت، تشير آخر التقديرات إلى وجود 200 ألف قذيفة صاروخية من أنواع مختلفة، ونحو 100 ألف قذيفة هاون بأحجام مختلفة، وعشرات الآلاف من صواريخ "غراد" القادرة على الوصول إلى حيفا، بالإضافة إلى آلاف القذائف الصاروخية التي تغطي وسط وجنوب "إسرائيل"، وبوزن نصف طن وقدرات دقة مهمة، مضيفة أنّها "تشكل تهديداً لم تعرفه بعد الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
وفي سياقٍ متصل، أشارت صحيفة "معاريف" إلى أنّ "الشمال يذبل ويذوي وينهار"، مضيفةً أنّ "التخلي عن الشمال يحدث الآن".
وأردفت بالقول: "لا جدول زمني، لا تواريخ، لا عنوان، لا معالجة. هناك بشكل رئيسي تحجّر ومعارك داخلية وضعف في القيادة"، مضيفةً أنّ "المستوطنين كانوا يتدحرجون عبر حلول سكن مؤقت منذ ستة أشهر حتى الآن، والمتمكنين من بينهم استأجروا شققاً وبدأوا يتأقلمون في أماكن جديدة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ استطلاعين أُجريا في مستوطنة "كريات شمونة" أظهرا أنّ 40% من مستوطنيها لا ينوون العودة إليها، لافتةً إلى أنّ "أولئك الذين سيعودون هم أولئك الذين ليس لديهم خيار، كبار السن والمرضى والفقراء والمحتاجين إلى الرعاية الاجتماعية". (الميادين)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المدينة التي تبكي بأكملها.! (2)
صادق سريع
هذه الرواية تصف الحال بدقة: “تسقط قطرات المطر كدموع أهل غزة، الأطفال تصرخ من شدة البرد، والبطون تتألم من الجوع، والخيام تتطاير من عواصف الريح، وهكذا وضع كل من في غزة خائفا، جائعا، بردانا، متعبا، ومنهكا”.
ما يريد القائل قوله: “إن غزة تقاتل المستعمرين القدامى والجدد نيابة عن العرب والمسلمين المتفرجين، بينما عجز العالم عن تدفئة طفل رضيع يرتجف من البرد تحت خيام غزة!”.
وهكذا قالت نازحة – في حالة غضب: “إن رجفة الطفل برداً في غــزّة، أشرف وأكرم من رجفة عبداً متخاذل أمام سيّده!”.
في الخيمة المقابلة، لم تتمكن طفلة من إيجاد رغيف تسد به رمق الجوع، فرسمت قرص الخبز، لكن هل الرسم يُشبع!؟ يا الله ما هذا البلاء.
طفلة أخرى طلبت من أمها حبة فاكهة تأكلها، فردت الأم بحسرة – حاولت أن تخفي ملامحها عن الأبنة الصغيرة: “سنأكلها فى الجنة”، فأخرجت طفلتها قلما مكسورا، وقالت لأمها بلهجة براءة الطفولة: “بدي أكتب على الورقة كل الفواكه، وأطلبها من ربنا لمن نروح الجنة”، لا حول ولا قوة إلا بالله..
في غزة فقط، الناس تنصح أولادها: “يا بابا متلعبوش، وتجروا كثير، عشان ما تجوعوا”.. وتباع وتشترى الخضروات والطحين بالجرام، وينام الناس بالشوارع في برد الشتاء، وتحت سعير نيران القذائف التي تسقط في كل مكان، وتقام ولائم العزاء بلا توقف بكل الأوقات في كل البيوت المدمرة والخيام الممزقة ونحيب بكاء المدينة بأكملها، كأنها تعيش أكبر مآتم التاريخ.
كل شيء في غزة يدعوك للبكاء، نازحة في شمال غزة حصلت على كيس خبز ؛ يا الله ما هذه الفرحة التي غيرت ملامح وجهها العابس مُنذ سنة !؟ كأنها حصلت على كنز ثمين بعد عام كامل!!
يقول قائل من غزة، عن قول أمه (وأمه امرأة لا تكذب) إنها قالت له: “ستفرج ذات يوم”.
وهكذا يستغيث أهل غزة، أيها العالم الأصم : “تجمدنا في الخيام؛ هل تسمعون صرخات الأطفال والنساء؟”.
ويخاطبون أمة محمد – عليه الصلاة والسلام: “من يحمل الهم عنا، ومن يقاسمنا الثِقل؟ سامحونا -يا معشر المسلمين- فلن نسامحكم ولن نغفر خذلناك وخيانتكم وصمتكم يوم الحساب”.
وأنا أقول: “تحدثوا – يا أمة الإسلام – أن غزْة تُباد، تحدثوا ليكون كلامكم شاهداً لكم لا عليكم يوم الحساب”.
سلاماً على غزة حتى يطمئن أهلها، وتبرد نارها، ويدفأ بردها، وتطيب جراحها، وينتصر رجالها، ويخرج غزاتها.
* المقال يعبِّر عن رأي الكاتب