زنقة20ا علي التومي

حلت مؤخرا للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة سيدي قاسم وباشرت بسرعة عملية بحث موسعة استمرت ليومين، وذلك بناء على تعليمات مباشرة من الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط.

ويتعلق الأمر حسب مصادر موثوقة، بالتحقيق في مركز للاستقبال والتكوين المستمر وحماية الطفولة كان قد تم إنجازه بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجلس جهة الرباط سلا القنيطرة.

وحسب يومية الأخبار التي نشرت الخبر، فإن عمليات البحث التي باشرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قد ركزت في مجملها على التدقيق في الوثائق المتوفرة لدى ملحقة الوكالة الحضرية بسيدي قاسم والتأكد من مدى احترام المجلس الإقليمي بوصفه حاملا للمشروع.

ودققت الفرقة الوطنية أيضا فيما يتعلق بالشروط القانونية المتعلقة بكراء مرافق الدولة ومدى الإلتزام بسلك المساطر المتعلقة بمنح رخص الإصلاح والبناء وكذا الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل حماية أملاك الدولة.

وسبق لنائب برلماني من حزب الاستقلال يشغل حاليا منصب عضو بجماعة سيدي قاسم، ومنصب عضو بالمجلس الإقليمي أن وضع شكاية مباشرة لدى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بقسم جرائم الأموال، تحمل عدد 16/3123/2024 حول عصابة إجرامية والتزوير في محررات رسمية واستعمالها وتبديد أموال عمومية والمشاركة، وهي الشكاية التي تفاعلت معها النيابة العامة المختصة.

وكانت عمالة سيدي قاسم قد اهتزت على وقع فضيحة أثارت الرأي العام المحلي تتعلق بتحويل مركز للاستقبال والتكوين المستمر وحماية الطفولة إلى فندق مصنف تابع للخواص.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات

في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.

التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.

التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.

التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.

كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.

في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • سامح قاسم يكتب | فتحي عبد السميع.. الكتابة من الجهة التي لا يلتفت إليها الضوء
  • مركز صحي لموظفي نيابة دبي
  • اجتماع هام حول الإجراءات والترتيبات الإدارية لموسم الحج
  • سامح قاسم يكتب | رنا التونسي.. شاعرة الحافة التي تنزف جمالًا
  • جامعة الطائف تحقق مركزًا متقدمًا في تصنيف التايمز للجامعات الآسيوية 2025م
  • بنمو 79%.. الإسكندرية للأدوية تحقق 296 مليون جنيه أرباحا في 8 أشهر
  • افتتاح مركز لتدريب القوات الخاصة بمنطقة سيدي قنقوش ضواحي طنجة (صور)
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • مناقشة تطوير أنظمة الموارد البشرية العسكرية بحكومة دبي
  • مناقشة برامج التأهيل التي تنفذها اللجنة الوطنية للمرأة