اليمنيون في المواسم والمناسبات .. أعيادهم جبهاتهم
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
ففي كل مناسبة دينية، يعاود اليمنيون، المرابطين في جبهات العزة والكرامة لتلمس أحوالهم وتفقد أوضاعهم وتزويدهم بقوافل العطاء والمدد ورفدهم بما يحتاجونه من الدعم والإسناد بالنفس والمال، كأقل واجب يمكن تقدّيمه لمن يدافعون عن الوطن ويواجهون مخططات قوى الهيمنة والاستكبار التي تستهدف اليمن وسيادته واستقلاله.
وضعت القيادة الثورية ممثلة بقائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى، والحكومة، والجهات الرسمية المعنية وذات العلاقة، مسألة جبهات الدفاع عن الوطن، في سلّم أولويتها على مدار العام، وليس في مواسم الأعياد فحسب، انطلاقاً من اهتمامها بالمرابطين ودعم صمودهم وثباتهم في التصدي لمؤامرات قوى العدوان وأدواتها.
ويرفع اليمنيون في المواسم العيدية شعار "أعيادنا جبهاتنا"، لمشاركة المرابطين أفراحهم بهذه المناسبات الدينية وتنفيذ النزول الميداني والزيارات لمختلف الجبهات ورفدها بالإمدادات البشرية والمادية وتسيير قوافل الدعم والإسناد للأبطال الميامين الذين يلقنون العدو الدروس القاسية في التضحية والفداء ذوداً عن حياض الأرض والعرض والسيادة.
وبالرغم مما تعرض له اليمن من عدوان وحصار منذ تسع سنوات وما تركه من تداعيات وأوضاع استثنائية، ما تزال القضية الفلسطينية تحتل أولوية الأولويات لدى القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وأبناء الشعب اليمني الذين يتابعون بكل ألم ما يرتكبه الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً في غزة من جرائم يندى لها جبين الإنسانية منذ ستة أشهر.
لقد دأب اليمنيون منذ عقود على دعم القضية الفلسطينية وإسناد مقاومته الباسلة بتقديم الغالي والنفيس من الدعم المالي والمعنوي، لكن برزت تجلّيات المواقف اليمنية المشرفة بإعلان السيد القائد دعمه لفلسطين وقضيته العادلة بالمشاركة العسكرية المباشرة ضد كيان العدو الصهيوني وداعميه عقب عملية "طوفان الأقصى" التي كسرّت هيمنة ما يسمى بالجيش الذي لا يُقهر في المنطقة والعالم، ومرّغت أنوف الصهاينة في التراب.
وعلى الرغم من الأهمية التي تمثلها معركة "طوفان الأقصى" في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني، وما شكلته من فرصة مواتية للدول والشعوب العربية والإسلامية للخلاص من الغدة السرطانية التي زرعها الغرب في الجسد العربي، إلا أن موقف الدول المحكومة من قبل أنظمة عميلة كان معيباً ومخيباً ولم يغادر حالة الضعف والوهن التي كرسها قادة التطبيع.
ومع مرور 188 يوماً من عملية السابع من أكتوبر 2023م، لم يتغافل اليمنيون، أو يتناسون لحظة ما صنعه كيان العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوربياً من مأساة إنسانية بارتكابه آلاف المجازر وحرب الإبادة والتجويع والحصار الممنهج بحق أبناء غزة، متجاوزاً كل الحدود والقوانين الدولية، لكنهم انضموا مباشرة لخوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، ليؤكدون بذلك أن فلسطين ليست وحدها ولم تعد بمفردها.
حيث كانت القوات المسلحة اليمنية على موعد صبيحة الأربعاء الأول من شوال الأغر، مع عملية عسكرية نوعية استهدفت أربع سفن إسرائيلية وأمريكية في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة وطائرات مسيرة، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ورداً على العدوان الأمريكي ـ البريطاني على اليمن، لتكتمل الفرحة بعيد الفطر المبارك.
ولن تتردد القوات المسلحة اليمنية أو تتوانى في تنفيذ ضربات موجعة للعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني واستهداف سفنهم وبوارجهم في البحرين الأحمر والعربي، وخليج عدن، وصولاً إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وفقاً للمقتضيات والقواعد والمعادلات الجديدة، انطلاقاً من المهام الدفاعية المسندة إليها في مواجهة أعداء الله والدين والإنسانية.
ويبقى الموقف اليمني، المناصر للشعب الفلسطيني وقضيته، هو الموقف المتقدم الذي أيقظ روح الترابط بين أبناء شعوب الأمة العربية والإسلامية، ورسخ الثقة في أن الأمة قادرة على مواجهة قوى العدوان والطغيان متى امتلكت القرار والإرادة، وهو الموقف الذي أفشل مشاريع التفرقة التي طالما زرعتها قوى الهيمنة والاستكبار لإشغال أحرار الأمة عن فلسطين.
*سبأ
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
خليل الحية: وافقنا على مقترح الوسطاء ونأمل ألّا يعطله العدو الصهيوني
الثورة نت/..
صرح رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة خليل الحية، أن “الحركة وافقت على مقترح تسلمته من الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، معربًا عن أمله بعدم تعطيله من قبل العدو الصهيوني .
وقال الحية في كلمة مصورة له مساء اليوم السبت، “تسلمنا قبل يومين مقترحًا من الإخوة الوسطاء في مصر وقطر وتعاملنا معه بإيجابية ووافقنا عليه”.
وأضاف “نأمل ألا يعطل العدو المقترح الذي تلقيناه من الوسطاء ووافقنا عليه”.
وأردف “على مدار عام ونصف، خُضنا ومعنا الإخوةُ في فصائل المقاومة، مفاوضاتٍ مع العدو ومن خلال الوسطاء، وقد وضعنا أهدافاً لذلك، وفي مقدمتها وقف العدوان على شعبنا في غزة والتركيز على حقوق شعبنا المشروعة في أرضه ووطنه، والإفراج عن أسرانا من سجون العدو”.
وبيّن الحية أن “العدو لم يقبل لا بالجلوس على طاولة المفاوضات لبدء المرحلة الثانية، كما هو متفق عليه، ولا هو انسحبَ من محور صلاح الدين (فيلادلفي)، بل وعاد للحرب بشكل أكثر وحشية وعنفاً بالقتل والقصف والاجتياح في بعض مناطق القطاع، وأغلق المعابر ومنع دخول المساعدات”.
وزاد قائلًا: “مع ذلك تمسكنا بموقفٍ واضحٍ هو الالتزام بالاتفاق، وخاطبنا العالمَ أجمع بموقفنا، أننا لا نريد أي شيء جديد، نريد احترام ما تم التوقيع عليه وما ضمنه الضامنون، وأقرّه المجتمعُ الدولي”.
ولفت الحية إلى أن “رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو راوغ على مدار عام كامل وأجهض كل محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق”.
وأوضح أن “العدو ظل يماطل ويتهرب من استحقاقات الاتفاق لإنقاذ حكومة المجرم نتنياهو”.
وأشار الحية إلى أن “الحركة التزمت بكل بنود الاتفاق رغم انتهاكه مرارا من جانب قوات العدو”.
في سياق متصل قال الحية: “وصلنا إلى مراحل متقدمة في نقاشات تتعلق بشخصيات تتولى قيادة لجنة الإسناد المجتمعي في غزة”.
وشدد على أن “لا تهجير ولا ترحيل” مؤكدا أن “سلاح المقاومة خط أحمر وهو مرتبط بوجود العدو وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فإذا ما زال العدو يبقى سلاحاً للشعب والدولة، يحمي مقدّراته وحقوقه”.
وفي الشان الداخلي قال الحية: “تحركنا لإنجاز وتحقيق وحدة شعبنا، وذهبنا إلى روسيا ثم الصين مرتين، وأبرمنا اتفاقاً واضحاً مثّلَ إجماع القوى والفصائل بتشكيل حكومة توافق وطني من خبراء”.
وأضاف “ثم استجبنا لاحقاً للمقترح المصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة قطاع غزة، تتحمل مسؤوليةَ القطاع كاملاً في كل المجالات، تتشكل من شخصياتٍ وطنيةٍ مستقلة، وأن يتسلموا عملهم بدءاً من لحظة الاتفاق، لقطع الطريق أمام أي دعاية يمكن أن يمارسها العدو”.
وأردف الحية: “وصلنا إلى مراحلَ متقدمةٍ في هذه الحوارات، وقدّمْنا مع عددٍ من القوى والفصائل للأشقاء في مصر، مجموعةً من الأسماء لأشخاصٍ مستقلين ومهنيين وخبراء، لإتمام عمليةِ التشكيل، ونأمل من الأشقاء في مصر أن يتمكنوا من الإسراعِ في تشكيلها بعدما أخذوا دعماً عربياً وإسلامياً لها”.
وتابع “نقول بصراحة لمن يراهن أن حماس وفصائل المقاومة يمكن أن تتخلى عن مسؤولياتها أو تسلم شعبنا وأهلنا لمصير مجهول يتحكم فيه الاحتلال وفق ما يريد، نقول لهم: أنتم واهمون”.