وزير الأوقاف: من علامات قبول الطاعة دوامها واستمرارها.. صور
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم 12 أبريل 2024م بعنوان: "الاستقامة والمداومة على الطاعة"، بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة.
وأكد وزير الأوقاف، أن شهر رمضان شهر عظيم قضيناه بفضل الله (عز وجل) ورحمته في أجواء روحانية وإيمانية عظيمة، وأن من علامات قبول الطاعة دوامها، والطاعة بعدها، يقول الحق سبحانه: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف، ومن ذاق حلاوة الطاعة والعبادة لا يمكن أن ينقطع عنها بل إن الطاعة تزيده طاعة.
ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "من صام رمضانَ وأتبعَهُ بستٍّ من شوالَ فكأنما صام الدهرَ"، ومن ذاق حلاوة القرآن في الشهر الكريم لا يمكن أن يتخذ القرآن مهجورًا لا في شوال ولا في ذي القعدة ولا في أي يوم من الأيام، فأهل القرآن ليسوا أهل القرآن في رمضان فحسب، فهم أهل الله وخاصته، وأهل الله وخاصته دائمًا في معيته في كل وقت وحين، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ".
وتابع الوزير: ما أجمل أن نداوم على قراءة ما تيسر من القرآن الكريم في كل يوم وليلة، ومن ذاق حلاوة القيام أدرك أن ركعتين في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها، ومن ذاق حلاوة الإنفاق في سبيل الله (عز وجل) لا يمكن أن يحنو على الفقراء في رمضان ثم يكف يده في غير رمضان فالعطاء متواصل، والإنفاق في سبيل الله شيء عظيم، ونحن في حاجة إلى التكافل والتراحم في كل وقت وحين، فالفقراء ليسوا في حاجة إلى تعهدهم في رمضان فحسب، ولما سئلت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن عمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت: "كانَ عَمَلُهُ دِيمَةً"، فما أحوجنا أن نواصل رحلتنا مع القرآن والصيام والإنفاق في سبيل الله وقيام الليل وذكر الله والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وأكد أن الاستقامة ضد الاعوجاج، يقولون خط مستقيم وخطوط معوجة، وفي سورة الفاتحة نقرأ قوله تعالى: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، والصراط المستقيم هو صراط الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ"، ويقول سبحانه: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ".
وأوضح، أن سبيل الله واحدة هو سبيل الاستقامة وما سواه اعوجاج، وسأل سيدنا سفيان بن عبد الله الثقفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسْلامِ قَوْلًا لا أسْأَلُ عنْه أحَدًا بَعْدَكَ، وفي حَديثِ أبِي أُسامَةَ غَيْرَكَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ".
وأضاف أن الاستقامة تعني الوفاء بحق الله (عز وجل) صلاة وصيامًا وزكاة وحجًا وأداء للنوافل، وتعني أيضًا الوفاء بحق الخلق فلا يمكن أن يقال عن كذَّاب إنه مستقيم، فالصدق استقامة والكذب اعوجاج، والأمانة استقامة والخيانة اعوجاج، وأكل الحلال استقامة وأكل الحرام اعوجاج، وأذى الناس اعوجاج، فإن استقمتم فماذا لكم في الدنيا وماذا لكم في الآخرة، أما في الدنيا فراحة النفس والبال والسكينة والطمأنينة والبركة في المال والولد، يقول سبحانه: "وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا"، وأما في الآخرة فيقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ".
وذكر أن الملائكة تتنزل عليهم ساعة الموت تثبتهم قائلة لهم لا تخافوا مما أنتم مقبلون عليه، ولا تحزنوا مما خلفتم وراءكم من المال والأولاد "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ"، وأما عن جزائهم في الدنيا والآخرة معًا فيقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، وماذا عليك إن كان الله وليك؟ فإذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك ومن معك
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الاوقاف خطبة الجمعة مسجد السيدة زينب الطاعة صلى الله علیه وسلم یقول سبحانه لا یمکن أن سبیل الله عز وجل
إقرأ أيضاً:
عالم أزهري: ذكر الله يرفع منزلتك في السماء
أكد الشيخ أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، على أهمية ذكر الله لافتا إلى أن المعية التي يشير إليها الحديث الشريف ليست مجرد معية مادية، بل هي معية رحمة وعطاء ورعاية، معية شاملة تشمل جميع جوانب الحياة، وهي نعمة عظيمة أن يكون الإنسان في معية الله تعالى.
الله مع عباده في كل لحظةوأضاف العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الاثنين: «الله سبحانه وتعالى مع عباده في كل لحظة، وهو لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض، لكن ما أعظم أن الله سبحانه وتعالى يقول: فاذكروني أذكركم، وهنا يتجلى معنى عميق، وهو أن الله يذكر عباده عندما يذكرونه، وهذا أمر لا يستوعبه كثير من الناس، فكيف لنا أن نتصور أن الله يذكرنا سبحانه وتعالى هذا شأن عظيم يفوق عقول البشر».
وأشار الدكتور السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، إلى حديث سيدنا أبي بن كعب، رضي الله عنه، مع النبي صلى الله عليه وسلم، قائلاً: «تصوروا معي أن سيدنا أبي بن كعب كان في بيته في ساعة متأخرة، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول له: إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة البينة، وعندما علم سيدنا أبي بن كعب أن الله سبحانه وتعالى ذكره في السماء، كان قلبه يملأه الفرح والإيمان، لأن الله سبحانه وتعالى يذكر عباده في ملأ أعلى، أمام الملائكة المقربين».
تواصل دائم مع اللهوأكد على ضرورة أن نقتدي بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجب أن نراجع أنفسنا مع الصحابة الكرام، الذين حملوا الوحي ونشروه للناس فكان الصحابة، مثل سيدنا أبي بن كعب، يعيشون في تواصل دائم مع الله وكانت حياتهم نموذجًا في الإيمان والذكر».