كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة بين الوحدة لدى بعض النساء وازدياد رغبتهن في تناول الطعام، خاصة الأطعمة غير الصحية، وذلك نتيجة لتغيرات في وظائف الدماغ.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فقد أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا ونُشرت في مجلة "JAMA Network Open" الطبية، أنه عند عرض صور الطعام، خاصة الحلويات والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، على نساء أبلغن عن شعورهن بالوحدة، لوحظ نشاط متزايد في مناطق الدماغ المرتبطة باضطراب الأكل (الاجترار) وانخفاض في نشاط منطقة التحكم في الدماغ.

وشملت الدراسة نحو 93 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و50 عاما، وتضمنت بياناتهن الديموغرافية وقياس تكوين أجسادهن، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم.

هل أصبحت الوحدة "مرضا قاتلا"؟ اختيارية أحيانا وإجبارية في بعض الأوقات، ينعزل خلالها الشخص عن الآخرين، في حالة قد تكون "قاتلة"، هكذا يحذر مختصون تحدث معهم موقع "الحرة" من "الوحدة" وتداعياتها على الصحة النفسية والجسدية للإنسان.

واعتمدت الدراسة على نتائج دراسات عصبية سابقة، أشارت إلى وجود صلة بين الشعور بالوحدة وتغيرات في شبكات الدماغ المختلفة المرتبطة بالتفكير والوعي الداخلي والاهتمام البصري والتقدير، حيث قام الباحثون بفحص تلك الشبكات نفسها في سياق الإشارات الغذائية.

ووجدت الدراسة أن المشاركات اللاتي أبلغن عن شعورهن بالوحدة بشكل أكبر، كنّ أكثر عرضة لزيادة كتلة الدهون في الجسم. كما أفدن بانخفاض جودة نظامهن الغذائي وضعف صحتهن العقلية، بما في ذلك انخفاض قدرتهن على التكيف مع الظروف الصعبة.

وحسب "واشنطن بوست"، قدمت هذه الدراسة أدلة علمية تفسر سلوكيات بعض النساء اللاتي يلجأن إلى الطعام عند الشعور بالوحدة، مما قد يساهم في تطوير استراتيجيات فعالة للتخفيف من هذه المشكلة وتعزيز صحتهن الجسدية والنفسية.

وتعليقا على الدراسة، تشير أستاذة علم التغذية في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، كاثرين هانا، إلى أن الوحدة قد تُؤدي إلى سلوكيات غذائية غير صحية، بما في ذلك الإفراط في تناول الطعام واختيار الأطعمة غير الصحية.

وتوضح هانا أن هذه الدراسة قدمت أدلة علمية تفسّر هذا الارتباط، حيث تظهر كيف تتفاعل أدمغة النساء اللاتي يشعرن بالوحدة مع الإشارات الغذائية.

النتائج خطيرة.. احذر من الشعور بالوحدة عندما تم تشخيص تيريزا تشاكلوس بسرطان الدم الليمفاوي المزمن، في 2010 كانت تعيش بمفردها ودائما ما كانت شخصا مستقلا. 

وتؤكد هانا على أن "تبسيط أسباب سلوكياتنا الغذائية قد يؤدي إلى إصدار أحكام غير عادلة على أنفسنا، مثل لماذا لا نأكل بشكل أفضل؟".

وتضيف: "في الواقع، فإن تغيير نظامنا الغذائي يتطلب فهما أعمق للعوامل النفسية والعصبية التي تؤثر على رغباتنا الغذائية وسلوكياتنا".

بدورها، تقول الباحثة النفسية والزميلة البارزة في المركز الوطني لاستطلاعات الرأي بجامعة شيكاغو، لويز هوكلي، إن سلوكيات الأكل والبدانة تساهمان في العديد من الأمراض المزمنة.

وتضيف أن فهم كيفية ارتباط الشعور بالوحدة بالسلوكيات الغذائية، يمكن أن يساعد في تفسير كيفية مساهمة ذلك أيضا في الحد من الأمراض المزمنة والوفيات المبكرة.

ومع ذلك، تحذر هوكلي من أنه "سيحتاج الأمر إلى تقييم أفضل للسلوكيات الغذائية، وليس فقط الاعتماد على التقارير الذاتية من النساء".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الشعور بالوحدة

إقرأ أيضاً:

الصحة النفسية والصوم

يُعتبر شهر رمضان فرصة روحانية وصحية تقدم العديد من الفوائد للجسد والعقل. إلى جانب الفوائد الجسدية المعروفة، يلعب الصيام دورًا كبيرًا في تعزيز الصحة النفسية، حيث يساهم في زيادة الشعور بالراحة الداخلية، وتخفيف حدة التوتر، وتعزيز القدرة على إدارة العواطف بشكل أفضل. في هذا المقال، سنستعرض تأثير الصيام على الصحة النفسية، ونقدم بعض النصائح للاستفادة المثلى من هذه الفوائد النفسية خلال الشهر الفضيل.

يساهم الصيام في تحسين الصحة النفسية بعدة طرق، حيث يساعد على تقليل التوتر والقلق من خلال خفض إفراز هرمون الكورتيزول، مما يمنح الجسم الشعور بالراحة والاسترخاء. كما يعزز المزاج ويزيد الشعور بالسعادة عبر تحفيز إفراز الإندورفينات، إضافةً إلى تأثيره الإيجابي في الإقلاع عن العادات غير الصحية كالتدخين أو الإفراط في تناول الكافيين. إلى جانب ذلك، يسهم الصيام في تقوية الإرادة وضبط النفس، مما يعزز قدرة الفرد على التحكم في العواطف والانفعالات وبناء عادات إيجابية مثل الامتناع عن الغضب وتجنب السلوكيات السلبية. كما يعمّق الشعور بالامتنان والرضا، حيث يدرك الإنسان قيمة النعم التي يمتلكها، مما ينمي التفكير الإيجابي ويقلل من المقارنات السلبية. علاوةً على ذلك، يعزز الصيام الروابط الاجتماعية ويحسن العلاقات من خلال التجمعات العائلية والإفطار الجماعي، مما يقلل الشعور بالوحدة، ويشجع على التسامح والعفو، الأمر الذي يساهم في تقليل التوتر العاطفي وتعزيز الترابط الاجتماعي.

رغم الفوائد النفسية العديدة للصيام، قد يواجه البعض تحديات مثل التقلبات المزاجية أو الشعور بالإجهاد، مما يستدعي اتباع استراتيجيات فعّالة للتعامل معها. يمكن التغلب على التوتر والانفعال من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق والتأمل، حيث يساعد ذلك على تهدئة الأعصاب وتعزيز القدرة على الصبر والتحكم في المشاعر، مما يقلل من مشاعر الغضب والتوتر. كما أن الحفاظ على الطاقة وتجنب الإرهاق يتطلب الحصول على قسط كافٍ من النوم، إذ أن قلة النوم قد تزيد من الضغط النفسي، إلى جانب أهمية تناول وجبة سحور متوازنة غنية بالبروتين والكربوهيدرات المعقدة للحفاظ على مستوى الطاقة طوال اليوم. ولتقليل الشعور بالجوع والتعب، يُنصح بشرب كمية كافية من الماء خلال ساعات الإفطار لمنع الجفاف، إضافة إلى تجنب الإفراط في تناول السكريات والدهون بعد الإفطار، حيث تؤدي إلى تقلبات في مستويات الطاقة والمزاج. علاوةً على ذلك، يمكن الاستفادة من الجانب الروحي للصيام بتخصيص وقت للعبادة والتأمل، حيث يساعد ذلك في تحقيق السلام النفسي والشعور بالطمأنينة، كما أن قراءة القرآن والدعاء يعززان من الشعور بالراحة النفسية ويخففان من القلق.

للصيام تأثير إيجابي على الصحة العقلية على المدى الطويل، حيث يساهم في تحسين وظائف الدماغ والذاكرة، ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض العقلية مثل الاكتئاب والخرف. تشير الدراسات إلى أن الصيام يحفز إنتاج بروتين يعزز من نمو الخلايا العصبية ويحسن من أداء الدماغ، كما يساعد في تعزيز القدرة على التركيز والوضوح الذهني، مما يرفع من كفاءة الأداء العقلي بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يساهم الصيام في تقليل مخاطر الاكتئاب والقلق من خلال تحسين توازن الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تحسين المزاج والحد من القلق، كما يمنح فرصة للابتعاد عن العادات السلبية مثل الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو تناول الطعام العاطفي، مما ينعكس إيجابيًا على الصحة النفسية. علاوةً على ذلك، يعزز الصيام المرونة النفسية ويساعد على التكيف مع الضغوط والتغيرات الحياتية، حيث يدرب الجسم والعقل على التأقلم مع نمط حياة مختلف خلال الشهر الفضيل، كما يعلم الصائم كيفية التعامل مع الجوع والتعب بطريقة صحية دون أن يؤثر ذلك على حالته المزاجية، مما يعزز من قوة التحمل والتوازن النفسي.

للاستمرار في الاستفادة من الفوائد النفسية للصيام بعد انتهاء رمضان، يمكن تبني بعض العادات الصحية التي تعزز الصحة النفسية على مدار العام. من أهم هذه العادات الحفاظ على نمط حياة صحي، وذلك من خلال تناول الطعام المتوازن وممارسة الرياضة بانتظام لدعم الصحة الجسدية والعقلية، مع تجنب العادات غير الصحية مثل الإفراط في تناول السكريات أو قلة النوم. كما يمكن مواصلة الصيام من خلال ممارسة الصيام المتقطع أو صيام النوافل مثل الاثنين والخميس، مما يساعد في الحفاظ على الفوائد النفسية والعقلية المكتسبة خلال رمضان. إلى جانب ذلك، يُعد الاهتمام بالصحة النفسية عبر التأمل والاسترخاء أمرًا ضروريًا، حيث يمكن لممارسة التأمل أن تقلل التوتر وتحسن المزاج، بالإضافة إلى تخصيص وقت يومي للقراءة أو ممارسة الهوايات المفضلة لتعزيز الراحة النفسية. كما تلعب العلاقات الاجتماعية دورًا مهمًا في تعزيز الصحة النفسية، لذا يُنصح بالحفاظ على التواصل مع الأهل والأصدقاء، وممارسة العطاء والتطوع، حيث إن مساعدة الآخرين تساهم في زيادة الشعور بالسعادة والرضا.

مقالات مشابهة

  • الصحة النفسية والصوم
  • التعامل مع الجوع أثناء الصوم
  • فوائد وأضرار تناول البصل على السحور في رمضان
  • جمال شعبان يحذر من 10 عادات غذائية خاطئة في رمضان
  • 9 عادات صحية وغذائية سيئة ينبغي تجنبها في رمضان.. تعرف عليها
  • صحة الجهاز الهضمي أثناء الصيام
  • في يوم النوم العالمي.. اضطرابات النوم ترتبط بالأمراض المزمنة
  • في دور الإيواء ببورتسودان .. معاناة مُضاعفة للنازحين في رمضان
  • معاناة متفاقمة للنازحين السودانيين في رمضان
  • استشاري: تناول الطعام بكميات صغيرة ومتوازنة سر الحفاظ على الوزن في رمضان