تحسبا لهجوم إيراني وشيك.. تل أبيب تقر خططا وفرنسا وبريطانيا تدعوان رعاياهما للمغادرة
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي والموساد صادقا على خطط مهاجمة إيران في حال ضربت تل أبيب، في حين قررت فرنسا إجلاء عائلات دبلوماسييها بطهران، ودعت بريطانيا رعاياها في إسرائيل للمغادرة.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اليوم الجمعة مشاورات مع وزير الدفاع يوآف غالانت وكبار قادة الأمن تحسبا لهجوم إيراني محتمل.
وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن إسرائيل تتوقع أن الهجوم الإيراني المحتمل سيكون في غضون 24 إلى 48 ساعة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش حظر على منتسبيه السفر إلى الخارج من دون إذن، في إطار تأهبه لرد إيراني محتمل على الضربة الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية في دمشق مطلع الشهر الجاري.
وتوعد مسؤولون إيرانيون، يتقدمهم المرشد الإيراني علي خامنئي، إسرائيل بأنها سوف "تنال العقاب" بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية الذي حملت مسؤوليته لإسرائيل.
ودمر الهجوم القنصلية الإيرانية وأدى إلى مقتل 16 شخصا، ونعى الحرس الثوري الإيراني 7 من أفراده في الهجوم، بينهم ضابطان كبيران.
خطط إسرائيلية
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الجيش الإسرائيلي والاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) صدقا على خطط لاستهداف قلب إيران إذا عمدت طهران إلى قصف إسرائيل من داخل الأراضي الإيرانية.
ولفتت يديعوت أحرونوت إلى استعداد إسرائيل يوم الجمعة لهجوم محتمل من إيران، بعد أن أدركت أن طهران لن تتراجع عن نيتها الانتقام لمقتل عضو كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في دمشق الأسبوع الماضي، في ضربة نُسبت إلى إسرائيل.
ولم تدل الصحيفة بمزيد من التفاصيل عن الخطط أو المواقع التي ستستهدفها.
وحذر مسؤولون إسرائيليون في اليومين الماضيين من أنه إذا ضربت إيران إسرائيل فإنها سترد في داخل إيران.
هل أصبح الرد الإيراني على استهداف إسرائيل سفارة طهران في #دمشق وشيكا؟ وما موقف الولايات المتحدة؟#حرب_غزة #غزة_ماذا_بعد؟ pic.twitter.com/fRYZEL3l2Z
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 11, 2024
فرنسا وبريطانياوقد دعت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها في إسرائيل إلى المغادرة إذا لم تكن إقامتهم فيها ضرورية.
كما قررت وزارة الخارجية الفرنسية إعادة عائلات الدبلوماسيين في طهران إلى فرنسا، وفقا لمراسل الجزيرة.
ونصح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه "الفرنسيين بضرورة الامتناع عن التوجه إلى إيران وإسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية".
وطلب الوزير أيضا "عودة عائلات الموظفين الدبلوماسيين من طهران"، فضلا عن منع مهمات موظفين فرنسيين رسميين في هذه البلدان.
تحذير أميركيأميركيا، نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصدر دبلوماسي، لم تسمه، قوله إن الولايات المتحدة حذرت إيران من مهاجمة منشآت أو أفراد أميركيين في إطار ردها على استهداف قنصليتها في سوريا من قبل إسرائيل، كما حذرتها من استخدام الضربة الإسرائيلية ذريعة لمزيد من التصعيد في المنطقة.
وقال إن واشنطن تعتقد أن توجيه ضربة مباشرة من قبل إيران لإسرائيل أمر محتمل، وقد أبلغت حلفاءها أن الانتقام من إسرائيل الذي توعدت به إيران قد يكون وشيكا.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل يمكنها الاعتماد كليا على أميركا في مواجهة تهديدات إيران ووكلائها في المنطقة.
وفي السياق، قال مسؤولون أميركيون إن بلادهم تتوقع أن إيران ستوجه ضربة جوية ضد إسرائيل ردا على قصف القنصلية في دمشق، ولكن من دون أن يؤدي ذلك إلى إشعال حرب بالمنطقة أو يدفع واشنطن للانخراط فيها.
ونقلت وكالة رويترز -أمس الخميس- عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن تتوقع هجوما إيرانيا "أكبر من المعتاد" ولكن ليس كبيرا لدرجة أنه قد يجر الولايات المتحدة إلى الحرب.
من جهته، نقل موقع صحيفة "بوليتيكو" الخميس عن مسؤولين أميركيين أن تقديراتهم تشير إلى أن إيران تريد توجيه ضربة انتقامية ضد إسرائيل لتوجيه رسالة مع تجنب إشعال حرب إقليمية تجبر واشنطن على الرد.
وقال المسؤولون لهذا الموقع الأميركي إن الهجوم المتوقع سيتضمن على الأرجح مزيجا من هجمات بالصواريخ والمسيرات، وأن إدارة الرئيس جو بايدن تتوقع أن رد طهران ربما يكون نهاية الأسبوع الجاري.
كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الجمعة أن إسرائيل تستعد لهجوم مباشر من إيران في جنوب أو شمال إسرائيل خلال الساعات الـ48 القادمة، ووفقا للتقرير، فإن القيادة في طهران ناقشت خطط الهجوم، لكنها لم تقرر بعد كيفية المضي قدما فيه.
وقال مسؤول أميركي ليلة الخميس إن تقارير المخابرات الأميركية تشير إلى أن الهجوم الإيراني قد يكون على الأراضي الإسرائيلية، وليس على أهداف إسرائيلية في الخارج.
ونقلت الصحيفة عمن قالت إنه مستشار لقوات الحرس الثوري الإيراني قوله إن الحرس الثوري وضع أمام المرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي عدة خيارات لضرب المصالح الإسرائيلية، موضحا أن السيناريوهات قيد النظر وتشمل هجوما مباشرا على إسرائيل بصواريخ متطورة متوسطة المدى.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟
شكّلت الحرب الأخيرة على لبنان ضربة لإيران، بسبب نتائجها السلبيّة على "حزب الله" الذي خسر أمينه العام حسن نصرالله، إضافة إلى قيام إسرائيل بتدمير أنفاق عديدة في الجنوب، والسيطرة على أعتدة عسكريّة تعود لـ"الحزب". وأتى إتّفاق وقف إطلاق النار ليمنع "المقاومة" من شنّ هجمات ضدّ المواقع الإسرائيليّة، على الرغم من أنّ الجيش الإسرائيليّ لا يزال يحتلّ 5 تلال لبنانيّة استراتيجيّة ولا يزال يستهدف البلدات الجنوبيّة ويقوم بعمليّات إغتيال في العمق اللبنانيّ.
كذلك، فإنّ سيطرة "هيئة تحرير الشام" على سوريا، قطعت خطوط الإمداد بين إيران و"حزب الله"، وبات الأخير مُحاصراً وغير قادر على إدخال السلاح إلى لبنان. أمّا سياسيّاً، فلم يستطع "الثنائيّ الشيعيّ" انتخاب مرشّحه سليمان فرنجيّة، كما أنّه شارك في حكومة لم يُسمّ فيها رئيسها ولا أغلبيّة الوزراء التابعين له، وأصبح مضطرّاً للسير مع رئيسيّ الجمهوريّة ومجلس الوزراء لترجمة خطاب القسم والبيان الوزاريّ، عبر دعم الجيش وحده لحماية سيادة البلاد، والعمل ديبلوماسيّاً من أجل الضغط على العدوّ الإسرائيليّ للإنسحاب الكامل من الأراضي اللبنانيّة في الجنوب.
ولعلّ السياسة الجديدة المتّبعة في لبنان، ساهمت كثيراً في تراجع ليس فقط نفوذ "حزب الله"، وإنّما إيران أيضاً، فقد تمّ تعليق الرحلات الجويّة من طهران وإليها، بينما أمست الطائرات المدنيّة الإيرانيّة تخضع لتفتيش دقيق، خوفاً من إدخال الأموال إلى "الحزب"، وتهديد العدوّ بأنّه سيستهدف مطار بيروت الدوليّ إنّ استمرّ تدفق المال إلى "المقاومة".
وكانت حركة الإحتجاج والشغب على طريق المطار لا تُعبّر فقط عن الرفض القاطع لإملاءات إسرائيل على الدولة اللبنانيّة، وإنّما على الخطوات التي استهدفت إيران وتحدّ من نفوذها في لبنان. فبعد سوريا، تخشى طهران بشدّة خسارة لبنان إنّ لم تستطع إعادة تنظيم حليفها الشيعيّ في بيروت عبر إيصال السلاح والمال له لينهض من جديد، ويُشكّل تهديداً لامن تل أبيب.
من هنا، أتت إحتجاجات المطار التي قد تُستأنف بعد تشييع نصرالله وهاشم صفي الدين إنّ استمرّ تعليق الرحلات والتضييق على الخطوط الجويّة الإيرانيّة، لتُعبّر عن الغضب الشيعيّ من مُقاطعة إيران، الراعي الرسميّ لـ"محور المقاومة" في الشرق الأوسط. وبحسب أوساط سياسيّة، فإنّ تلك التظاهرات تحمل في طياتها خشية من أنّ ينجر لبنان إلى المحور الغربيّ، وإضعاف "حزب الله" في الداخل غبر الضغط سياسيّاً عليه، كما عبر قطع الأوصال بينه وبين طهران.
ويجد "حزب الله" نفسه بعد الحرب وبعد انتخاب رئيس الجمهوريّة وتشكيل الحكومة الجديدة في موقعٍ ضعيفٍ، وقد تُؤثّر الإنتخابات النيابيّة المُقبلة كثيراً عليه إنّ لم يستطع مع الدولة إعادة بناء القرى الجنوبيّة، وإنّ لم يتبدلّ المشهد في المنطقة لصالحه. فهناك رغبة في تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مُجاورة بهدف القضاء على حكم "حماس" في القطاع، وإبعادها عن الحدود الإسرائيليّة، كما أنّ هناك مُخططا لضرب النوويّ الإيرانيّ، الأمر الذي سيُشكّل إنتكاسة كبيرة للنظام في طهران ولكلّ "محور المقاومة".
ويُعوّل "الحزب" كما إيران على أنّ يُشارك أكبر عدد مُمكن من الجمهور في تشييع نصرالله وصفي الدين غدا الأحد ، كما مُشاركة شخصيّات بارزة من طهران ومن الدول حيث تتواجد "فصائل المقاومة" مثل العراق واليمن، لإرسال رسالة واضحة إلى الخارج من أنّ "حزب الله" لا يزال شعبيّاً يُحافظ على قوّته، وأنّه لم ينتهِ في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، وأنّه سيظلّ ذراع طهران الأقوى في المنطقة. المصدر: خاص "لبنان 24"