الفزاني: أي اضطراب أو اختراق أمني يحدث سيعود بالبلاد إلى نقطة البداية
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
ليبيا – قال وزير السياحة بحكومة تصريف الأعمال نصر الدين الفزاني، إن ليبيا باتجاهها للتعافي بعد وصمها بأنها بلد” صراعات سياسية وفوضى أمنية”،وذلك من خلال إخراجها من قائمة السفر الحمراء لبعض الدول.
الفزاني وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”، أشار إلى أن الأمن تَحسّن بصورة كبيرة منذ 3 سنوات، لافتًا إلى أن قطاع السياحة حساس جداً،وأي اضطراب أو اختراق أمني يقع يعود بالبلاد إلى نقطة البداية.
وأضاف:”أن الخسارة الحقيقية التي تكبدتها بلاده في فترة الصراعات التي شهدتها خلال السنوات الماضية،لا تتمثل فقط في تبدد الإيرادات السياحية التي كان يمكن أن تصل إلى مليارات الدولارات، إنما أيضاً في ترسيخ صورة ذهنية لدى كثير عنها ووصمها – حتى يومنا الراهن – بأنها بلد صراعات وفوضى أمنية”.
وقدّر الفزاني حجم ما كانت تستقبله ليبيا سنوياً قبل عام 2011 بنحو 120 ألف سائح، قبل تهاوي القطاع جراء تداعيات الصراعات السياسية والمسلحة، مضيفًا:” أن الحركة السياحية بدأت تعود لنشاطها من خلال تسخير الحكومة طاقاتها كلها خدمةً لتعافي القطاع في أسرع وقت”، معبّراً عن ثقته في إمكانية حصول ليبيا على حصة وازنة بحركة السياحة العالمية خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأكد الفزاني أنه قبل عام 2011، كانت هناك مؤشرات، وطلب كبير من شركات سياحة دولية للعمل والاستثمار داخل ليبيا، ولكن بطبيعة الحال الصراعات والأزمات في أي مكان بالعالم تؤثر بشكل سلبي كبير في السياحة.
وتابع الفزاني حديثه:” خلال فترات الصراعات التي شهدتها ليبيا تضررت عوامل ضرورية لصناعة السياح، منها البنية التحتية من شبكات مياه وكهرباء، ووسائل نقل وإقامة وترفيه، وبعض المعالم الأثرية، والمناطق الطبيعية”.
ولم يتردد الفزاني خلال إجابته عن تساؤل حول أهم العوائق التي تواجه تطوير السياحة في ليبيا، بالتأكيد على أن العامل الأمني لا يزال يمثل التحدي الرئيسي رغم كل ما بُذل من جهود، مقارنة بالانقسام والتنازع الحكومي على السلطة التنفيذية بالبلاد.
وضرب الفزاني مثالاً بالاشتباكات التي تحدث بين بعض المجموعات المسلحة بالعاصمة أو بأي مدينة، وكيف يتم تسليط الضوء على عدد الضحايا الذين سقطوا فيها، الذي ربما يكون مقارباً، أو أقل، من عدد ضحايا أي حادث إرهابي في أي بلد آخر، ويتم التغافل عن مسارعة الجميع من حكومة ووسطاء لاحتواء هذه الخلافات،لافتا إلى أنه يتم التغافل أيضاً عن انخفاض معدل الجريمة في ليبيا مقارنة بدول أخرى بالمنطقة لم تعانِ مثلها من الانزلاق لدوامة الصراعات والانقسامات وانتشار السلاح.
ودلل الفزاني على تحسن الوضع الأمني بعودة سفارات دول عربية وغربية للعمل من العاصمة طرابلس، واستئناف رحلات شركات الطيران، بالإضافة لشهادات السياح أنفسهم بأن نظرتهم لليبيا تغيرت 180 درجة بعد تجولهم في مدنها سواء بطرابلس أو بالشرق والجنوب.
وعدّ الفزاني استقطاب أكبر نسبة من السياح العرب والأجانب في السنوات القليلة المقبلة أولوية لوزارته.
وأردف:”عدد السياح خلال العام الماضي بلغ 35 ألفاً، ولكننا نطمح لمضاعفة هذا الرقم لعشرة أضعاف خلال فترة زمنية قصيرة”، متابعاً: “خلال سنوات قليلة قد يمكننا الحديث عن استقطاب ملايين السياح”.
واستند إلى ما تتمتع به ليبيا من تنوع جغرافي واسع، ما بين شاطئ يمتد لأكثر من 1900 كيلومتر على البحر المتوسط، وصحراء واسعة، ومناطق طبيعة خلابة مثل مدن الجبل الأخضر بالشرق الليبي.
وبشأن سرقة وتبدد كثير من الآثار الليبية خلال فترة الصراعات الماضية، قال الفزاني: “كل بلد تندلع فيه صراعات كبرى، يُخترق من قبل عصابات كبرى منظمة تضطلع بجرائم تهريب بشر وسرقة آثار وأموال، وليبيا ليست استثناءً، وبالتالي تضررنا سواء بسرقة بعض الآثار، أو أيضاً بالانتقادات التي وُجهت للدولة جراء تهريب تلك العصابات للبشر عبر شواطئنا”.
وشدد الفزاني على مسارعة وزارته لحصر ما تمت سرقته، واسترداد جزء كبير منه فعلياً، مع التنسيق مع الأجهزة الأمنية لتأمين مختلف المواقع الأثرية.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
عدد السياح البرازيليين إلى المغرب يرتفع بـ52% في بداية 2025
شهدت السياحة البرازيلية إلى المغرب نمواً ملحوظاً خلال الفصل الأول من سنة 2025، حيث تضاعف عدد الزوار القادمين من البرازيل بنسبة 52 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لمعطيات صادرة عن المكتب الوطني المغربي للسياحة.
وبلغ عدد السياح البرازيليين الذين زاروا المملكة بين شهري يناير ومارس من العام الجاري 12,039 زائراً، مقابل 7,937 خلال نفس الفترة من سنة 2024، مدفوعاً بشكل أساسي باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين الدار البيضاء وساو باولو.
ويأتي هذا التطور في إطار دينامية أوسع يشهدها القطاع السياحي المغربي، والتي تتميز بارتفاع الإقبال من عدة أسواق ناشئة ذات إمكانات واعدة، من ضمنها البرازيل، والهند، وكندا، وتركيا، وروسيا.
ورغم أن مساهمة هذه الأسواق في السياحة العالمية لا تتجاوز حالياً 1 في المائة، فإنها تمثل فرصاً مهمة للنمو بفضل اهتمامها المتزايد بالوجهات الثقافية والتاريخية.
ولعب الخط الجوي المباشر للخطوط الملكية المغربية بين الدار البيضاء وساو باولو، الذي تم استئنافه في ديسمبر 2024، دوراً محورياً في تعزيز هذا النمو، حيث تُسيّر حالياً ثلاث رحلات أسبوعية، مع خطط لرفعها إلى خمس أو ست رحلات قبل نهاية السنة.
وفي السياق ذاته، تدرس الشركة الوطنية إطلاق خط جديد يربط الدار البيضاء بريو دي جانيرو، ضمن استراتيجيتها الممتدة من 2023 إلى 2037، والتي تهدف إلى تعزيز الربط الجوي واستعادة مستويات ما قبل الجائحة.
وسجّلت السياحة البرازيلية نحو 40,277 زائراً إلى المغرب خلال سنة 2024، بزيادة قدرها 7 في المائة مقارنة بسنة 2023، غير أن هذه الأرقام ما تزال دون مستوى ما قبل الجائحة الذي بلغ 47,113 زائراً في 2019، مما يعكس هامش التعافي المتبقي في هذا السوق الواعد.