تطالب فعاليات من مدينة السمارة بضرورة إحداث مركز للرصد الفلكي ومتحف للنيازك في المنطقة، نظراً لما تمثله هذه المدينة من نقطة جذب هامة للسياحة العلمية، خصوصاً في مجال البحث العلمي، حيث أصبحت محجا للباحثين والخبراء والسياح في مجال النيازك والأجرام السماوية.

وأصبحت مدينة السمارة الواقعة على بعد 230 كيلومتراً عن مدينة العيون، محجاً لصائدي النيازك الذين يقصدون فيافي المنطقة، للبحث عن ما تبقى من شظايا النيازك التي لازال مصيرها غامضاً بالرغم من تمشيط المئات منهم لما بات يعرف محلياً  « بـحقل النيازك » .

المدينة أصبحت محط اهتمام العديد من الباحثين الأجانب في الخمس سنوات الأخيـرة، بعد أن قام أغلبهم بزيارات ميدانية للمنطقة، والإطلاع على ما تحتفظ به جمعية هدايا السماء من عينات هامة لشظايا النيازك التي تحمل في طياتها الكثير من الأصرار العلمية، لمساعدتهم في إتمام أوراقهم العلمية ونشرها بعدة مجلات علمية عالميـة.

وكانت المناطق السهلية المحيطة بالسمارة قد شهدت سقوط عدة أنواع هامة من النيازك، أهمها العثور على نيزك قمري تم تتبع سقوطه من طرف خبراء وكالة الناسا عبر مراصدها الفلكية المنتشرة في عدة دول، بالإضافة إلى تسجيل العثور على شظايا من النيزك المعروف بـ « بلاك بيوتي » النوع الأسود، و »الجمال الأخضر »، وهو ما دفع الباحثين إلى إطلاق اسم حقل النيازك على المنطقة الواقعة في محيط السمارة نظراً لما يمكن أن تحتويه من شظايا لم يتم الكشف عنها لحدود الساعة.

فبالإضافة إلى الدور الهام الذي تلعبه الفعاليات المدنية المنضوية تحت لواء جمعية هدايا السماء للشهب والنيازك بالسمـارة في التعريف بالمنطقة دوليـاً وإفريقياً، عبر أنشطتها الثقافية والعلمية التي تستضيف من خلالها ثلة من الأكاديميين وخبراء النيازك والعناية بهذا التراث الجيولوجي الوطني الذي تزخر به بلادنا، استطاعت الجمعيـة في وقت سابق تمثيل المغرب في مجال النيازك بالمؤتمر الرابع عشر للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، المنعقد في رحاب جامعة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة أيام 12 إلى17 نونبر2023، من خلال ورشة تعريفية عن مجال النيازك ودور الجمعية في تثمين هذا التراث الجيولوجي الوطني الذي يتميز به المغرب.

وفي السياق نفسه قال مولود باشيخ رئيس جمعية هدايا السماء للشهب والنيازك بالسمارة، « بأن الوفود العلمية التي تزور المدينة أصبحت محط اهتمام واسع لدى المهتمين، خصوصاً لما تقدمه من إنجازات علمية هامة في سبيل دعم مساعي العمل الميداني للجمعية المختص في التحليل المخبري على العينات النيزكية، والحفاظ على هذا الموروث العلمي الهام وتثمينه لصالح المدينة والساكنة  » .

وأضاف بأن « هذا الاهتمام الإعلامي الواسع الذي تبديه وسائل الإعلام المحلية والعالمية لإبراز كافة الفعاليات والأنشطة العلمية والثقافية التي تشرف عليها جمعية هدايا السماء للشهب والنيازك بالسمارة، هو نتيجة للدور البارز والمهم لهذا المجال المهم في عصرنا الحالي، ومن هذا المنطلق وعلى هذا الأساس نلتمس من السلطات الوصية وكل المسؤولين عن تطوير مجال البحث العلمي والتراث الجيولوجي دعمنا لتحقيق هذه الرسالة النبيلة وإعطاء مدينة السمارة المكانة اللائقة والإسم الحقيقي لها كعاصمة علمية وروحية للأقاليم الجنوبية « .

كلمات دلالية الجنوب السمارة المغرب جمعية هدايا السماء حقل النيازك نيازك

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الجنوب السمارة المغرب نيازك

إقرأ أيضاً:

48 مدربا في حلقة الاستكشاف الرياضي والمتابعة العلمية

اختتمت دائرة الطب الرياضي بالمديرية العامة للرعاية والتطوير بوزارة الثقافة والرياضة والشباب حلقة عمل الانتقاء والاستكشاف الرياضي والمتابعة العلمية، بمشاركة 48 مدربا من مختلف الاتحادات واللجان الرياضية، والتي استمرت لمدة يومين في قاعة لبان بفندق راديسون بانوراما بوشر. وتخلل حلقة العمل العديد من الجلسات والمحاضرات التي ركزت على منهجيات اختبارات الاستكشاف وأهداف المتابعة العلمية، بالإضافة إلى نقاشات فعّالة تناولت كيفية تعزيز الكفاءات في هذا المجال، كما أتاحت الحلقة للمشاركين فرصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات التي تدعم مسيرة تطوير الأداء الرياضي في سلطنة عمان.

وقدم أحمد بن سالم الهاشمي، رئيس قسم الاختبارات والمقاييس بدائرة الطب وعلوم الرياضة، عرضًا شاملاً خلال حلقة الانتقاء والاستكشاف الرياضي حول "دليل القياسات والاختبارات المعتمدة للاستكشاف الرياضي في مراكز إعداد الرياضيين"، وتطرق العرض إلى توضيح أهمية إجراء قياسات أنثروبومترية واختبارات بدنية وحركية للرياضيين الشباب في المراكز والمدارس؛ بهدف استكشاف المواهب الرياضية وتنميتها.

وسلّط عرض الهاشمي الضوء على مجموعة متنوعة من الاختبارات والمعايير التي يعتمدها قسم الطب وعلوم الرياضة لتقييم قدرات الشباب الرياضية، وقد شملت هذه الاختبارات "بطارية القياسات"، التي تتضمن قياسات أنثروبومترية دقيقة، مثل الطول الكلي، طول الذراعين، طول الجذع، بالإضافة إلى الوزن، حيث تساعد هذه القياسات في توفير قاعدة بيانات شاملة تعكس المعايير الجسدية للرياضيين الشباب.

وتناول الهاشمي أيضًا اختبارات القدرات البدنية، مثل اختبار مرونة الجذع لقياس المرونة، واختبار رمي الكرة الطبية من وضع الجلوس لقياس القوة العضلية للأطراف العلوية، واختبار الوثب الأفقي لقياس القدرة العضلية للأطراف السفلية، بالإضافة إلى اختبار السرعة على مسافة 30 مترا لقياس القدرة على الجري السريع، واختبار الرشاقة 5x10 لقياس قدرة تغيير الاتجاهات بسرعة، وتكمن أهمية هذه الاختبارات في تحليل قدرة اللاعب على التحمّل البدني، وتحديد مستويات اللياقة الأساسية التي يحتاجها الرياضي لتحقيق الأداء الأمثل.

واستعرض الهاشمي أيضًا اختبارات التحمّل مثل اختبار "المكوك"، الذي يُستخدم لتحديد أقصى معدل لاستهلاك الأكسجين وتقييم قدرة التحمّل الهوائي، واختبار للجهد المتقطع، وهو اختبار يقيس أقصى قدرة على التحمّل الهوائي بالتناوب مع فترات الاسترجاع، وأوضح أن هذه الاختبارات تساعد في توجيه الرياضيين إلى التخصصات الرياضية المناسبة لقدراتهم.

وركز الهاشمي على أن هذه الاختبارات تُعد جزءًا أساسيًّا من استراتيجية وزارة الثقافة والرياضة والشباب لبلوغ الأهداف الوطنية في رؤية عمان 2040، وتشمل الاختبارات قياسات مثل الطول والوزن والمرونة والقوة العضلية والتحمّل، وتستخدم هذه القياسات لتحديد الكفاءات البدنية والحركية التي تسهم في تحديد مجالات التفوق الرياضي المحتملة.

كما أشار الهاشمي إلى أهمية التعاون بين المعلمين والمدربين لضمان دقة تنفيذ هذه الاختبارات، مع ضرورة مراعاة المعايير العلمية المستخدمة عالميًّا، بما يشمل تجارب من دول كفرنسا وكندا، التي تعتمد أدوات قياس متقدمة في برامجها.

واختتم الهاشمي عرضه بالتأكيد على أهمية توحيد هذه الاختبارات بين جميع مراكز إعداد الرياضيين في سلطنة عمان لضمان تطوير قاعدة قوية من الرياضيين الموهوبين، الذين يمكن أن يكونوا رافدًا للمنتخبات الوطنية.

وأوضح أحمد بن سالم الهاشمي بعد ختام حلقة العمل، أن الحلقة الحالية تستهدف المدربين من مختلف محافظات سلطنة عمان والمعنيين بمراكز إعداد الرياضيين، بالإضافة إلى الاتحاد المدرسي، وتهدف إلى تزويدهم بالمعلومات وتدريبهم على كيفية إجراء اختبارات الانتقاء في المدارس ومتابعتها. وأضاف: تأتي هذه الحلقة لتعزيز قدرات المدربين على إجراء اختبارات دورية كل ثلاثة أشهر، تختلف عن تلك المستخدمة في الانتقاء الأولي، لضمان اختيار دقيق للاعبين.

وفيما يتعلق بالاستفادة من الحلقة، أشار الهاشمي إلى أهمية أن يزوّد المدربون الجهات المعنية ببيانات اللاعبين، مؤكدا الحاجة إلى بناء قاعدة بيانات شاملة لجميع الرياضيين من طلاب المدارس ومنتسبي الأندية الرياضية، ما يسهم في فهم وتقييم مستويات الرياضيين العمانيين وتحديد موقعهم على خريطة الإنجاز.

وعن أبرز التحديات، لفت الهاشمي إلى صعوبة إدخال البيانات الإلكترونية، مشيرا إلى أن هناك توجها نحو التحول الرقمي في إطار رؤية عمان 2040، ومن خلال حلقة عمل الاستكشاف الرياضي والمتابعة العلمية، تم توضيح كافة الصعوبات التي يواجهها المدربون في إدخال البيانات الإلكترونية، كما تم التأكيد على أهمية اتباع البروتوكول الصحيح في إجراء الاختبارات لضمان الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة، كم تم استعراض عدد من الحلول لمواجهة هذه التحديات.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تطالب إسرائيل بـ تفسير بعد هدم مركز ثقافي في القدس
  • الصحة: إنشاء أول مركز أبحاث «MULTI OMICS» بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • هدايا ترامب لإسرائيل.. ماذا تقول "أيام الرئيس الأولى"؟
  • 48 مدربا في حلقة الاستكشاف الرياضي والمتابعة العلمية
  • صفقة أم هدايا متبادلة بين نتنياهو وترامب؟
  • إطلاق النسخة الثانية من حلقة عمل النيازك في سلطنة عُمان ومكافحة الاتجار غير المشروع بها
  • بحضورالمختصين في مجال التراث.. انطلاق أولى فعاليات لجنة التراث بمحافظة مطروح
  • «المرايا» تعكس حفاوة الجمهور المصري بالمبدع السوري ماهر البارودي
  • الحدباء.. رمز صمود الموصل تعانق السماء بشكل نهائي (صور)
  • التقدم والاشتراكية يطالب بإحداث ضريبة على المقالع والثروة